قرار رئيس الولايات المتحدة الاميركية انسحاب قواته المحتلة لاراض سورية، شغل الاوساط السياسية العالمية عموما والاميركية على وجه الخصوص لما لهذا القرار من انعكاسات ستتردد اثارها على مختلف مناطق النزاع والاشتباك العالمي سياسيا واقتصاديا.
واذا كانت الاوساط تنقسم بين منتقد لهذا القرار او مرحب به فان الداخل الاميركي ومن يواليه في العالم والاقليم يرفضه لأنه لا يخدم مصالحهم، فالنقاشات بدأت تطفو على سطح الاعلام الاميركي، بعد همس في الكواليس، من قبيل ان الولايات المتحدة الاميركية ليست شرطيا عند المملكة العربية السعودية، كما ان استطلاعات الرأي بينت ان هناك نفورا من النفوذ الاسرائيلي الزائد في الادارة الاميركية. وبتعبير آخر بدأت الاصوات الرافضة ترتفع أن تقود السعودية أو إسرائيل السياسة الأميركية تجاه إيران او غيرها..
ولكن من انتقد قرار ترامب انما جاء على خلفية الآثار التي سيخلفها القرار من دون النظر الى الاسباب التي دفعته الى اتخاذه وهي اسباب داخلية وخارجية والاخطر فيها على ما يبدو الداخلي اذ يواجه ترامب على ما ذكره بعض المتابعين لاوضاع بلاد "العم سام" متاعب كبيرة تخلص الى ان الادارة الاميركية الحالية باتت أضعف بكثير من السابق لعدة أسباب منها:
ـ القلق الدائم في الادارة اذ شهدت ادارة ترامب اعلى نسب استقالات لمسؤولين تبوأوا مناصب عليا في البيت الابيض الخارجية والدفاع والاستخبارات، (زادوا على الخمسين شخصية) ومنهم الكثير ممن عينهم ووقع على تعيينهم بخط يده وكان اخرهم وزيرا حربه وداخليته وقبلهما مندوبته في الامم المتحدة.
ـ عدم مقبولية ترامب لدى شريحة واسعة ووازنة داخل المؤسسات الاعلامية الكبرى، وصراعه المفتوح معها.
ـ تجاوز التحقيقات فيما سمي التدخّل الروسي في الانتخابات، الى التمويل غير القانوني لها (عربي وإسرائيلي)
ـ الفضائح الاخلاقية وغير القانونية، اذ تبين ان أموالا مخصصة للحملة الانتخابية صرفت واستخدمت لمغامرات نسائية خاصة بالرئيس الأميركي.
ـ نتائج الانتخابات النصفية التي أدت إلى خسارتها لمجلس النواب واحتفاظها بأغلبية في مجلس الشيوخ والتي اظهرت ان 55% من الناخبين صوتوا لمصلحة الديموقراطيين و45% لمصلحة الجمهوريين.
ـ المشاكل الاقتصادية والاثنية البنيوية التي لم يستطع ترامب وادارته تجاوزها او ايجاد حلول لها.
اما الخارجية منها فهي لا تعد ولا تحصى ايضا وابرزها:
ـ انحدار العلاقات مع الاتحاد الاوروبي عموما والذي دفع بعض قادته الى المناداة بانشاء جيش اوروبي في محاولة للاستغناء عن المهام الامنية والعسكرية للحلف الاطلسي.
ـ الدعم الظاهر لمجازر آل سعود ضد الشعب اليمني والذي اظهر امريكا شريكاً في الغطاء السياسي وداعما عسكرياً سواء عبر مده بالسلاح او مشاركة طائراته الحربية في الجرائم ضد اطفال اليمن وشعبه الاعزل.
ـ تغطية ارتكابات ابن سلمان ضد اقطاب العائلة المالكة واركان النظام السعودي والتي كان آخرها جريمة قتل الصحافي جمال الخاشجقي.
من هم المستقيلون في عهد ترامب؟
في مراكز قرار مختلفة، تنفيذية أو استشارية أو دبلوماسية أو حتى عسكرية. ولأسباب مختلفة، تم "ابتعاد" 54 شخصا من فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، منذ مطلع العام 2017 وحتى كانون الاول الجاري، وكان آخرهم وزير الدفاع جيم ماتيس، وقبله وزير داخليته ريان زينكي وكذلك نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، منذ تنصيب ترامب في كانون الثاني (يناير) من العام 2017 رئيساً للبلاد.
وسواء اقيلوا أو استقالوا من تلقاء أنفسهم، أو أبعدوا من قبل سيد البيت الأبيض، فإن النتيجة واحدة وتشير إلى حراك وتغييرات غير مسبوقة في تاريخ الرئاسات الأمريكية.
وفيما يلي نتعرف على التسلسل الزمني لـ"ابتعاد" (أو إبعاد) الـ 54 مسؤولاً.
استقالات العام 2017
1. كانون الثاني (يناير): سالي ييتس
2. شباط (فبراير): مايكل فلين
3. شباط (فبراير): جيريت لانسينغ
4. شباط (فبراير): روبن تاونلي
5. شباط (فبراير): كارولين ويلز
6. آذار (مارس): بوريس ابشتاين
7. آذار (مارس): كاتي والش
8. نيسان (إبريل) K.T ماكفارلاند
9. أيار (مايو): إنجيلا ريد
10. أيار (مايو): جيمس كومي
11. أيار (مايو): مايك دوبكي
12. تموز (يوليو): شون سبايسر
13. تموز (يوليو): مايكل شورت
14. تموز (يوليو): ديريك هارفي
15. تموز (يوليو): رينيه بريبوس
16. تموز (يوليو): أنتوني سكارموسي
17. آب (أغسطس): عزرا كوهين واتنيك
18. آب (أغسطس): ستيف بانون
19. آب (أغسطس): سيباستيان جوركا
20. آب (أغسطس): جورج جيجكوس
21. أيلول (سبتمبر): كيث شيلر
22. أيلول (سبتمبر): جوليا هان، نائب ستيف بانون
23. أيلول (سبتمبر): توم برايس
24. كانون الأول (ديسمبر): جون باش
25. كانون الأول (ديسمبر): دينا باول
26. كانون الأول (ديسمبر): عمروزا مانيغول نيومان
استقالات العام 2018 – حتى الآن
27. كانون الثاني (يناير): ريك دياربورن
28. كانون الثاني (يناير): أندرو ماك كاب
29. شباط (فبراير): روب بورتر
30. شباط (فبراير): ديفيد سورنسن
31. شباط (فبراير): إيلين ديوك
32. شباط (فبراير): جوش رافل
33. شباط (فبراير): هوب هيكس
34. آذار (مارس): غاري كون
35. آذار (مارس): ريكس تيلرسون
36. آذار (مارس): جون دود
37. آذار (مارس): هربرت ماكماستر
38. آذار (مارس): ديفيد شولكين
39. نيسان (إبريل): دي جي جريبين
40. نيسان (إبريل): مايكل أنطون
41. نيسان (إبريل): توم بوسيرت
42. نيسان (إبريل): نادية شادلو
43. نيسان (إبريل): ريك واديل
44. أيار (مايو): تي كوب
45. حزيران (يونيو): كيلي سادلر
46. حزيران (يونيو): ستيفن تشيونغ
47. حزيران (يونيو): جو هاين
48. تموز (يوليو): سكوت برويت
49. تموز (يوليو): مارك شورت
50. آب (أغسطس): ستيفان باسانتينو
51. تشرين أول (أكتوبر): نيكي هالي
52. تشرين ثاني (نوفمبر): جيف سيشنز
53. كانون اول (ديسمبر) ريان زينكي وزير داخليته
54. كانون اول (ديسمبر) جيم ماتيس
المصدر: يورو نيوز ووكالات