لم تنه وثيقة رئيس اركان جيش العدو الصهيوني الجنرال غادي آيزنكوت الاستثنائية ـ لم يسبق ان صدر مثلها ـ النقاش المستعر حول أهلية جيشه وجهوزيته لمواجهة أي حرب مقبلة في المنطقة.
ولعل دافع رئيس اركان الاحتلال هو ما تكرر خلال الأشهر الماضية، وظهر انه في تصاعد، المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ـ حزب الله اقوى من الجيش الإسرائيلي، والتي اكدت جانباً كبيراً منها وثيقة "مأمور شكاوى الجنود" وطالب في خلاصتها بتشكيل لجنة تحقيق خارجية لفحص جاهزية هذا الجيش للحرب".
وفي هذا السياق شككت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، بقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي وجاهزيته لأي حرب قادمة، مشددة على أن المسؤولية عن أهلية الجيش ملقاة على عاتق رئيس هيئة الأركان وقادة الجيش، الذي تنتهي ولايته أواخر العام الجاري.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، أنه بعد 45 عاما على حرب أكتوبر 1973، "كل إسرائيلي يسأل نفسه؛ هل الجيش الإسرائيلي مؤهل بشكل مناسب للحرب؟"، منوهة إلى أن لدى الجمهور الإسرائيلي "السبب ليكون مشوشا".
وتساءلت: "هل الجيش مؤهل، وماذا تقرر بشأن وثيقة الأهلية التي وضعتها قيادة الجيش ووقع عليها رئيس الأركان غادي آيزنكوت؛ أم أن الوضع سيئ ومقلق مثلما يفهم من الوثيقة المضادة التي أصدرها مأمور شكاوى الجنود اللواء احتياط إسحاق بريك، صاحب وسام الجسارة، والذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق خارجية لفحص الجاهزية للحرب".
وأضافت الصحيفة: "في كانون الثاني/ يناير المقبل، ينهي بريك ولاية من عقد في منصبه "مأمور شكاوى"، وفي هذا الوقت كان من الممكن أن يضع تقارير أخطر بكثير عن الجيش الإسرائيلي وجاهزيته ليوم القتال، ولكنه لم يفعل هذا".
ولفتت "يديعوت"، إلى أنه خلال حرب 2012 على قطاع غزة، "علقت عشرات عديدة من شاحنات نقل الدبابات وهي في طريقها لغزة، ومنعت الرقابة العسكرية نشر ذلك، وكان واضحاً أن وضع الناقلات كارثي، ولا يمكن تحريك الدبابات في الحرب القادمة".
وكشفت أن التدريبات العسكرية التي سبقت حرب 2014 على غزة، "أوقفت بسبب الميزانية؛ بما في ذلك طلعات التدريب لسلاح الجو"، منوهة إلى أن "اللواء أمير إيشل، قائد سلاح الجو في حينه حذر من المس بمستوى أهلية الطيارين، كما أن قادة كتائب وألوية في الجيش النظامي، حذروا من أن الوحدات ليست مدربة بشكل كاف، كما أن مخازن الطوارئ كانت مهملة، والنتيجة رأيناها في حرب 2014".
وأشارت إلى أنه "في تلك الفترة، أي زمن ولاية رئيس الأركان السابق بيني غانتس، لم تكن للجيش الإسرائيلي على الإطلاق خطة متعددة السنوات للتعاظم وبناء القوة؛ وهذا أمر خطير وشاذ".
وتساءلت مجدداً: "لماذا يطالب المأمور بتشكيل لجنة تحقيق خارجية لفحص أهلية الجيش اليوم ولم يشكل في حينه (زمن غانتس)؟، منوهة إلى أن "طرح هذه الأسئلة لا يلغي الحاجة للنقد الذي رفعه المأمور، والذي لا ينبغي الاستخفاف به".
وشددت على أن الملاحظات التي طرحها تقرير مأمور الشكاوى "مهمة"، منها "مشكلة دافعية الجنود، وهرب الأدمغة، ونقص التمويل، ولكن في المجال العملياتي، طرأ تحسن فوفق الصحيفة: "للجيش الإسرائيلي ليس فقط خطة متعددة السنوات، بل ونفذت بكاملها أيضا".
وذكرت أن "الألوية النظامية عادت للتدرب، والذراع البرية تلقى علاوة مليار ونصف المليار شيكل في كل سنة، كما أنه أعيد ترميم الوحدات الحربية، ومخزون القذائف الذكية هو الأعلى على الإطلاق، وعلى مستوى الفرد طرأ تحسن"، رغم أن هناك العديد من النقاط بحاجة إلى تحسين.
ونبهت "يديعوت" في نهاية افتتاحيتها، إلى أن "المسؤولية عن أهلية الجيش ملقاة في النهاية على آيزنكوت وباقي قادة الجيش الإسرائيلي".