X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقالات :: الجريمة العابرة للقارات: دور الكيان الصهيوني في أمريكا اللاتينية

img

أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، أن بلادها تنسحب من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، واتهمت هالي المجلس بأنه "بالوعة من التحيز السياسي" وبأن لديه "عداوة لا تنتهي لإسرائيل". كما انتقدت هالي مجلس حقوق الإنسان لعدم النظر في أي قرارات ضد فنزويلا، أو أي دول أخرى تعتبرها واشنطن أعداءها الرسميين، وليس من المفاجئ أن نلاحظ أن فنزويلا وغيرها من الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية كانت تنتقد في الغالب انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك العدد الكبير نسبيا من اللاجئين الفلسطينيين في أمريكا الجنوبية، وحقيقة أن شعوب هذه القارة كانوا في كثير من الأحيان ضحايا الإمبريالية الأمريكية، كما هو حال الناس في جميع أنحاء العالم العربي، ولكن هناك عامل آخر يرتبط بوثوق بتاريخ "إسرائيل" الدموي في القارة ودعمها العسكري والسياسي والاستخباراتي لأغلب الديكتاتوريات اليمينية والقمعية والملطخة بالدماء في أمريكا اللاتينية. مرة أخرى، ليس من المستغرب أن نعلم أن هذه الأنظمة القاتلة عملت بشكل معتاد في تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة. وتضيف هذه الحقيقة سخرية مريرة إلى خطبة هالي المنافقة حول "منتهكي حقوق الإنسان" الذين اتهمت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحمايتهم.
كتبت الكثير من المنشورات والكتب حول تاريخ التدخل الدموي الصهيوني والأمريكي في القارة الجنوبية، ولعل أفضلها هو كتاب ألكسندر وليزلي كوكبرن، الصادر في عام 1991، تحت عنوان "القصة الداخلية للعلاقة السرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأنشطة الدولية التي تخفيها".

من المعروف عموما أن صلة الكيان الصهيوني بالدكتاتوريات الأكثر وحشية في أمريكا اللاتينية قد ازدهرت بشكل كبير في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان يحكم الكيان أشخاص مثل مناحيم بيغن وأرييل شارون، ولكنها ازدهرت أيضا في ظل اليسار الصهيوني تحت حكم ديفيد بن غوريون و"الحائز جائزة نوبل للسلام" شمعون بيرس الذي سبق له وبرر تسليح ديكتاتورية الدومينيكان مسترشدا بمبادئ المرتزقة الفاضحة وكان ضالعا شخصيا وميدانيا في ذلك عندما كان مديرا لوزارة الحرب.
ومما لا شك فيه أن العلاقة بين الكيان وهذه الديكتاتوريات الفاشية أقدم من الكيان نفسه، فعصابة الهاغاناه أقامت منذ 1939 علاقات وثيقة مع الديكتاتور أنستازيو سوموزا غارسيا في نيكاراغوا، وفي وقت لاحق استمرت العلاقة مع ابنه انستازيو سوموزا ديبايل الذي حكم البلاد بقبضة من حديد، وكان رجلا قاسيا لدرجة أنه وصف من قبل فرانكلين روزفلت بأنه "ابن عاهرة".

ساعد سوموزا في تهريب السلاح إلى فلسطين أثناء الانتداب لمصلحة الحركة الصهيونية كما ساعد عملاء الهاغاناه بإصدار جوازات سفر لهم وتسهيل تهريب الأسلحة أثناء التطهير العرقي لفلسطين الذي رافق حرب 1948 ونكبة الفلسطينيين.
بعد عقود من الزمن، أثبت سجل سوموزا الابن الفظيع في مجال حقوق الإنسان أنه محرج للغاية حتى بالنسبة لمؤيده الرئيسي في البيت الأبيض، فاضطر البيت الأبيض في عهد جيمي كارتر للتخلي عنه، ولكن هذا لم يمنع استمرار الدعم عبر الشركات الصهيونية التي سارعت لملئ الفراغ الذي تركته واشنطن. كانت مساعدة سوموزا الأكبر للقضية الصهيونية في الأربعينيات من القرن الماضي يُستشهد بها في كثير من الأحيان كمبرر لإمداد السلاح المتجدد إلى حكومة نيكاراغوا الرهيبة.
بعد الإطاحة بسوموزا الابن على يد الثورة الساندينية عام 1979، رفضت الولايات المتحدة تحت قيادة رونالد ريغان التسليم بفقدان حليفها الوحشي. وبمساعدة "إسرائيل"، حاول ريغان الإطاحة بحكومة الساندينستا.

فعلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) هذا من خلال إنشاء جيش تم تجنيده في الغالب من مجرمي النظام السابقين والقتلة في الجيش السوموزي وكانت فرق الموت هذه تحت اسم الكونترا، التي سميت على اسم "كونترا ريفولوسيون - الثورة المضادة"، حيث كانت تقاتل الحكومة اليسارية الثورية محاولة الإطاحة بها.
وفي الولايات المتحدة، قام ريغان بالدعاية لعصابة "كونترا" على أنهم "مقاتلون من أجل الحرية" ضد الشيوعية، لكن الكثيرين لم يقبلوا هذه البضاعة الفاسدة، وتحرك الكونغرس لمنع البيت الأبيض من تسليح الكونترا، مشيراً إلى مخاوف بشأن سجلهم في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والإعدامات.

ولكن كيف تصرف الكيان الصهيوني تجاه معضلة ضرورة دعم هذه العصابة الحليفة؟ حدث ذلك بطريقة غريبة، حيث اجتاحت "إسرائيل" لبنان عام 1982 في محاولة للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وتوسطت الولايات المتحدة بعد حصار دموي لبيروت بخروج مقاتلي المنظمة، ما أسفر عن المذبحة الرهيبة في صبرا وشاتيلا، وعندما أبحر مقاتلو المنظمة خارجين من بيروت كانت "إسرائيل" قد استولت على كميات كبيرة من السلاح المتروك قامت ببيعه إلى الكونترا في حربها ضد الحكومة اليسارية.
وقد صرح أحد قادة الكونترا " الجميع يعرف أن البائعين كانوا إسرائيليين، وأنهم قد انتزعوا السلاح من الفلسطينيين في لبنان"، وقال آخر لصحيفة مكسيكية عام 1988. "ليس لدي أي شك - قال كثير من الناس لي ذلك - أن الأشخاص الذين شاركوا مع وكالة المخابرات المركزية في إرسال الشحنات كانوا إسرائيليين".
وجد تجار السلاح الصهاينة أن مستودعات السلاح الفلسطينية المتروكة كانت مربحة للغاية وتم استخدامها لصالح الكونترا للتحايل على قرار الكونغرس الأمريكي الذي كان قد قرر منع البيت الأبيض وإدارة ريغان من تسليح الكونترا.
[كان الكيان الصهيوني حريصا كل الحرص على حماية نظام سوموزا ودعمه في وجه الثورة الساندينية، ففي عام 1979 كتب دايان وكان وزيرا سابقا للحرب إلى عيزرا وايزمن خليفته في المنصب حينها يحذر من «كارثة ستصيب العلاقات الخارجية لإسرائيل إذا لم يستطع السلاح الإسرائيلي إنقاذ الديكتاتور سوموزا من الكارثة التي تواجهه» هذا التحذير جاء بعد الاتفاق الإسرائيلي- الأمريكي على أن تزود المكسيك إسرائيل بالنفط (الذي كانت في أمس الحاجة إليه بعد توقف الإمدادات من إيران اثر خلع الشاه) مقابل أن توقف إسرائيل تزويد سوموزا بالأسلحة – المحرر].

كانت الحكومات الأمريكية بحاجة إلى استخدام وكلاء مثل "إسرائيل" للمساعدة في تسليح وتدريب حلفائها بين الديكتاتوريات في أميركا اللاتينية. وقد لخص مرتزق صهيوني يدعى درور إيال عام 1988 من شركة سبيرهيد هذا الأمر على النحو التالي: "لدى الأمريكيين مشكلة الرأي العام الدولي، والصورة الدولية... نحن لا نملك هذه المشكلة".
حدث هذا في وقت كان الكيان يتعرض فيه لانتقادات دولية متزايدة بسبب قمعه الوحشي للانتفاضة الأولى، وإيال كان يعني أن "إسرائيل" ليس لديها مشاكل مع صورتها الدولية، فقط لأنها لم تهتم بما يفكر به بقية العالم.
وكان ماتتياهو بيلد عضو الكنيست السابق والجنرال المتقاعد اوضح الأمر بشكل أكبر "في أمريكا الوسطى، إسرائيل هي"العمل القذر" المقاول للإدارة الأميركية. إسرائيل تعمل كشريك وسلاح للولايات المتحدة ".
ديكتاتور آخر درب وسلح نظامه على يد الكيان في غواتيمالا، وبينما كان الأمريكيون محرجون من جرائم عميلهم الديكتاتور لم يكن الصهاينة يهتمون بهذا "إسرائيل لا تترك حقوق الإنسان تعيقها ولا تطرح مثل هذه الأسئلة".
وقد ساعد مستشارون عسكريون "إسرائيليون" -مرتزقة من سبيرهيد، الشركة التي تعمل بإذن من السلطات "الإسرائيلية" - ديكتاتور غواتيمالا، الجنرال إيفرين ريوس مونت، بشكل دموي وكبير ففي عام 1982، شاركوا في واحدة من أسوأ جرائمه: حملة "خطة فيكتوريا" للأرض المحروقة، واعترفت  سفارة غواتيمالا في واشنطن بأن "الموظفين الذين أرسلتهم الحكومة الإسرائيلية كانوا يشاركون في برامج إعادة التوطين وإعادة التكيف للنازحين بسبب اختفاء المستحقات".
قرى بأكملها تم محوها، وهذا طبعا تخصص صهيوني منذ التطهير العرقي في فلسطين، عندما قامت العصابات الصهيونية بمحو وطرد سكان أكثر من 500 قرية فلسطينية، في عملية منهجية، وتم استخدام هذا التكتيك في غواتيمالا لإبادة السكان الأصليين.
وصف ريوس مونت نفسه "خطة فيكتوريا" بعبارات صريحة: "لقد أعلنا دولة جريمة حتى نتمكن من قتلهم بشكل قانوني". ومن المشين أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بررت حملة "الإبادة الجماعية" ووصفت هذه السياسات الإجرامية بأنها جزء من "الحرب ضد الشيوعية".
بعد التعرف على هذا التاريخ الطويل من التأييد الإسرائيلي للأنظمة الأكثر تعسفًا في أمريكا اللاتينية، أصبح من الأسهل أن نفهم لماذا كانت شخصيات مثل الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز منتقدة لظهور اليمين المتطرف في تل أبيب. فبعد مذبحة سفينة مرمرة عام 2010، على سبيل المثال، وصف شافيز دولة "إسرائيل" بأنها "إرهابية وقاتلة".
لم يكن هذا الموقف قائماً على "معاداة غريزية لأمريكا" كما يدعي العديد من الصحفيين في وسائل الإعلام السائدة، بل كان له جذور راسخة في واقع التاريخ الطويل للتدخل الإسرائيلي والأمريكي الإمبريالي في أمريكا اللاتينية.

بوابة الهدف: هذا النص في جزئه الأكبر ترجمة لمقالة نشرت على جزأين في MEM لصحفي التحقيقات البريطاني آسا وينستانلي بعنوان "كيف دعمت إسرائيل وحدات الموت في أمريكا اللاتينية"، وأضاف إليه المحرر تعليقات وشروحات معلمة داخل القوسين [--].. المحرر]

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:35
الشروق
6:48
الظهر
12:22
العصر
15:30
المغرب
18:13
العشاء
19:04