أكد موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن مساعدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب غضبوا من السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، رون ديرمر، بسبب سعيه استعجاله الحصول على توقيع ترامب رسالة سرية يتعهد فيها بضمانات بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، الذي ما زالت "تل أبيب" تحيطه بسياسة "الغموض النووي". وأفاد الموقع أن ترامب، "وقع على الرسالة التي يتعهد فيها بعدم لي ذراع إسرائيل لإجبارها على التخلي عن أسلحتها النووية".
ويأتي توقيع ترامب مضافاً الى تواقيع رؤساء الولايات المتحدة الأميركية الماضين منذ ريتشارد نيكسون الى باراك أوباما، وبحسب الموقع الإسرائيلي فان "دعم ترامب جاء بعد ضغوط مارسها السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة على الإدارة في العام الماضي، والتي أثارت غضب مسؤولين أمريكيين".
وفي هذا الإطار يقول تقرير نشرته مجلة "نيويوركر"، ان "لحظة التوتر النادرة بين "الحكومة الإسرائيلية" والبيت الأبيض تحت إدارة ترامب حدثت في فبراير 2017، وجاءت بعد استلام ترامب مقاليد الحكم، وورد أنها شهدت صراخا واستخدام ألفاظ نابية".
نيكسون ـ مئير
وتنقل المجلة عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه، رده على مطالبات السفير الإسرائيلي بقوله: "هذا بيتنا اللعين"، ووفق التقرير فقد: "سعت إسرائيل للحصول على توقيع من إدارة ترامب الوليدة على تفاهم تم التوصل إليه لأول مرة بين رئيسة الوزراء غولدا مئير والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون".
ويفيد هذا التفاهم، أن "إسرائيل لا تقوم بالإعلان عن اختبار أسلحة نووية أو التهديد باستخدامها، مقابل عدم قيام الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي".
ريغان ـ بوش
ونوه الموقع الإسرائيلي إلى أنه "على رغم استمرار احترام الاتفاق الشفوي خلال إدارة ريغان، لكن إسرائيل أبدت قلقها بشأن ما إذا كان الاتفاق سيصمد خلال رئاسة جورج بوش الأب، بعد دعوات من قبل القيادة الأمريكية ليكون الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل في أعقاب حرب الخليج في عام 1991".
كلينتون ـ رابين
وبعد انتخاب بيل كلينتون كرئيس، "وقعت الولايات المتحدة لأول مرة على رسالة كهذه مقابل مشاركة إسرائيل في محادثات واي ريفر عام 1998 مع الفلسطينيين، حيث تعهد كلينتون بأن لا تنقص أي جهود تبذلها واشنطن لحظر نشر النووي من قوة الردع الإسرائيلية، وذلك في إشارة لبرنامج إسرائيل النووي"، وفق مجلة "نيويوركر".
وفي الوقت الذي تقدر مصادر أجنبية أن لدى "إسرائيل" ترسانة تضم ما بين عشرات ومئات الأسلحة النووية، نوه الموقع إلى أن "إسرائيل لا تؤكد ولا تنفي مثل هذه التقارير تماشيا مع سياسة ما يسمى بالغموض النووي التي تتبعها".
بوش ـ اوباما
ولفت التقرير إلى أن "إسرائيل أضافت في وقت لاحق للوثيقة السرية بندا ينص على أن الدولة اليهودية ستدافع عن نفسها بنفسها، وهو ما يعني أنها لم تطلب المظلة النووية الأمريكية في ضوء ترسانتها الخاصة بها"، كاشفا أن "الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما وقعا على رسائل مماثلة، على الرغم من أن الأخير أثار بداية المخاوف في إسرائيل بعد أن أعرب عن دعمه لعالم خال من الأسلحة النووية".
ترامب
وبعد وقت قصير من تولي ترامب لمنصبه كرئيس للولايات المتحدة، وصل السفير الإسرائيلي إلى البيت الأبيض لمناقشة إضافة توقيع ترامب على الرسالة في محادثات مع مستشار الأمن القومي الأسبق مايكل فلين، مع العلم أن السفير ديرمر لم يكن يعلم أن فلين كان سيقدم استقالته في وقت لاحق.
كما "تفاجأ مساعدو ترامب من طلب ديرمر وأبلغوه بأنهم يحتاجون لبعض الوقت لدراسة المسألة، ما يشير إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان المسؤولون في إدارة أوباما ناقشوا مسألة الرسالة الإسرائيلية مع خلفائهم"، وفق التقرير.
وإضافة لذلك، فقد "أثارت رغبة إسرائيل في تقليل عدد المسؤولين المشاركين في المحادثات حول الرسالة غضب المسؤولين الأمريكيين، الذين شعروا أن ديرمر يتصرف كما لو كان هو المسؤول"، وفق التقرير الذي أكد أنه "رغم هذه التوترات في البداية، لكن ترامب وقع في وقت لاحق على الرسالة".
وفي الوقت الذي تعتبر "إسرائيل الرسائل كضمانات بأن لا تقوم الولايات المتحدة بممارسة الضغوط عليها في مسألة أسلحتها النووية"، أوضح التقرير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن "الوثيقة ليست واضحة في لغتها".
المصدر: عربي 21