والنخب الأمنية ترى ان قوى الجيش لا تمنح الإحساس بالأمن
يعيش الكيان الصهيوني حالة من الاضطراب على المستويات الاجتماعية والسياسية والأمنية نتيجة التحديات التي فرضتها القوى المناهضة للمشروع الصهيوني في المنطقة والسياسات التي يعتمدها بنيامين نتنياهو سواء على المستوى الداخلي او في علاقاته الخارجية، ويعلو صوت النخب الصهيونية حيال هذه السياسات وبلغ حداً دفع احد رؤساء جهاز المخابرات السابقين الى خلاصة تقول أن "الجيش الأقوى لا يمكنه أن يمنح مواطني دولته إحساسا بالأمن"
وتحدث الجنرال الإسرائيلي العسكري، عن المخاوف التي تشعر بها القيادة الصهيونية من خطر يتهدد الوجود بعد سبعين عاما على انشاء الكيان الغاصب.
هذه الخلاصة جاءت في مقال نشرته صحيفة هآرتس في هذه المناسبة لرئيس المخابرات الإسرائيلية السابق ايالون وعيديت شبيرن جيتلمان قالا فيه "إن "إسرائيل" في سنتها السبعين تجد أنها محمية أكثر مما في الماضي، ولكنها ربما أقل أمناً من أي وقت مضى".
وأوضح جيتلمان أن "مصدر الحماية يأتي من وجود (ما اعتبره) الجيش الأقوى في الشرق الأوسط والاقتصاد الأكثر ازدهاراً، إلى جانب "التسويات السلمية المستقرة" التي توصلنا إليها مع مصر والأردن، والثابتة منذ عشرات السنوات".
الا ان هذه الصورة الوردية التي رسمها المسؤول الأمني الصهيوني لم تصمد طويلا امام الواقع الذي يعيشه الكيان داخلياً فاستدرك قائلا: "لكن في المقابل، فإن انعدام الأمن ليس مسؤولاً عنه الأعداء فقط، بل القيادة الإسرائيلية أيضاً، التي تصر على تعزيز إحساس الخوف الوجودي، والإسرائيليون الذين يتعاونون مع هذا العناد"، بحسب تعبيره.
وأكد جيتلمان أن "الجيش الأقوى لا يمكنه أن يمنح مواطني دولته إحساساً بالأمن، إذا كان هؤلاء يسمعون كل الوقت كم هي حياتهم هنا متعلقة بشعرة، ووجود ألف هجوم خلف البحر"، مبيناً أن "الجيش لن ينجح في طمس مخاوف من يقنعونه أن فتاة غير مسلحة ابنة 17 عاما، تشكل تهديداً على الجنود الإسرائيليين".
وأشار إلى أن "الأحداث الأمنية الكثيرة التي سبقت احتفالات الاستقلال، تجسد مرة أخرى كيف يمكن لدولة أن تتحلى بسكرة القوة، التي تسمح لها بأن تقصف في ظلمة الليل مفاعلاً في سوريا، وفي نفس الوقت تغرق في وعي الخوف".
ورأى أن "التبجح الإسرائيلي في القدرة العملياتية وإطلاق الرسائل للأعداء على الدوام إلى جانب حظر المس بالمتظاهرين في غزة طالما لا يشكلون خطرا على وجودها؛ يفسر أن إسرائيل تعيش حالة قلق وجودي، يتنافى مع قوتها "العظيمة".
واستكمل جيتلمان مقاله قائلا: "صحيح أن الواقع الأمني معقد ويجلب الاضطراب والمخاوف بشأن التطورات التي من شأنها أن تؤدي إلى الحرب؛ لكن هذا يتطلب من الإسرائيليين أن يميزوا بين الواجب في أن نكون على أهبة الاستعداد، وبين الإدمان على الخطاب القتالي كوسيلة لتبرير المظالم"، وفق قوله.