يمضي الطالب الجامعي ما يقارب 20 سنة في التعلّم، ما بين المدرسة والثانوية والجامعة، وأحيانًا تطول أكثر من ذلك بكثير. لكن التحدي الأبرز هو أن يستطيع بعد هذه السنين المديدة أن ينتج علمًا لا أن يحفظ العلم فقط.
في ذكرى ولادة رائد العلم والمعرفة الإمام محمد الباقر عليه السلام، نقدّم لكم 5 قواعد استراتيجية لإنتاج العلم والمعرفة مقتبسة من مدرسته ومدرسة آبائه.
1. حسن السؤال نصف العلم
يرتبط التعلم ارتباطًا وثيقًا بالسؤال، فإذا أحسن الطالب طرح السؤال البحثي إن لنفسه أو لمعلميه، تفتحت أمامه أبواب العلم والمعرفة. فالتحدي العلمي الأول هو طرح السؤال الصحيح، فالسؤال الجيد ينتج علمًا حقيقيًا. أما أبرز التحديات التي يواجهها السؤال فهي التأطير، أي عدم القدرة على تجاوز الإطار الموجود، وطرح أسئلة جديدة مختلفة كليًا.
2. من أكثَر الفكر فيما تعلّم أتقن علمه، وفهم ما لم يكن يفهم
قد يتعلم الشخص سنين عديدة، لكنّه يغفل خلالها عن التفكير فيما تعلّم. فإذا احتسبنا الأوقات التي تلقينا خلالها العلوم المختلفة، وقارناها مع الأوقات التي أمضيناها في التفكير فيما تعلمنا، حتمًا ستكون المفارقة كبيرة جدًا. لذا ينبغي التفكير المستمر فيما المعلومات التي نتعلمها، ومناقشتها وتحليلها. فالتفكير هو الجهاز الهضمي الذي يسمح لعقولنا بالاستفادة مما نتعلمه. فتعلّم مسألة واحدة والتفكير بها وتحليلها، أفضل بكثير من تعلّم عشرات المسائل دون تحليلها.
3. في التجارب علمٌ مستأنف
بعض العلوم طابعها نظري، لا تحتاج إلى التجربة، لكن الكثير من العلوم الأخرى هي علومٌ عمليّة تتغذى من التجربة، وتتفاعل معها لتنتج علمًا جديدًا. فالتجربة دورها أكبر من التأكّد من صحة فكرة ما، دورها الفعلي إنتاج أفكار جديدة وعلوم مفيدة.
4. القلب يتكل على الكتابة
من وظائف الكتابة الأساسية حفظ العلم وعدم ضياعه أو نسيانه، لكن هناك فوائد أكبر للكتابة أهمها تعزيز القدرات الفكرية. فالكتابة تساعد العقل على التفكير والتفاعل مع العلم، لتحليل المعلومات وفهمها فهمًا أعمق، وصولًا إلى إنتاج معارف جديدة.
5. يا طالب العلم، إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع
مهما يكن فكر ودين ومذهب المتعلم فإن هناك شرطًا ضروريًا ليصبح منتجًا للعلم والمعرفة، وهذا الشرط هو التواضع. فكما ينبت الزرع في السهل لا في الجبل، كذلك ينبت العلم في القلب المتواضع لا المتكبّر. وأهم سمات الطالب المتواضع أن يعلم أن العلم واسع جدًا، وأنّه مهما تعلّم فقد علمَ شيئًا وغابت عنه أشياء.