اهمال الكيان الصهيوني لمعالجة التلوث البيئي الناتج عن مفاعل ديمونا النووي أعاد طرح هذا الملف على النقاش في ضوء دراسات تشير الى ان من شأن هذا التسرب ان يتسبب في اختراق السلسلة الغذائية، ناهيك عما يصيب المحيط السكاني من امراض سرطانية وجرثومية.
فقد أظهرت دراسة إسرائيلية أجريت في منطقة المفاعل ونشر موجزها في صحيفة "بي أتوم"، احتمال تسرب نفايات مشعة من المفاعل ومصادر أخرى قريبة من موقع مكب النفايات داخل المفاعل، وهذا من شأنه أن يتسبب في تلوث البيئة بل واختراق السلسلة الغذائية.
قالت صحيفة هآرتس إن خبراء من المفاعل النووي في ديمونا اكتشفوا في داخل المفاعل أكثر من 1500 خلل، مشيرة إلى أن ذلك ناجم عن عمر المفاعل المتقادم الذي أنشأوه الكيان الصهيوني في عام 1958 بمساعدة فرنسية.
ويعمل المفاعل النووي في ديمونا الواقع في صحراء النقب منذ عام 1963، وتسعى سلطات الكيان الصهيوني لتمديد عمله حتى العام 2040، وهو العام الذي سيكمل فيه المفاعل عامه الـ80، علماً بأنه وعند تأسيسه أشير إلى وجوب إغلاقه عند بلوغه الـ 40 عاماً،
وكانت صدرت تقارير حول المفاعل عن شخصيات سياسية رسمية وحزبية ولجان تدعم فكرة التمديد للمفاعل غير ان أحد مؤسسي المفاعل عوزي ايفين فند هذه التقارير والمواقف وقال: إنه "لا توجد شفافية بكل ما يتعلق باللجان التي تجري الفحوصات في ديمونا، (...) إن كثافة الإنتاج فيه أكثر من أي مفاعل آخر، ولربما كان الأكثر في العالم لأنه أصغر منها، وبالتالي فإن الضرر المتراكم من الإشعاع في المفاعل هو شديد جداً بالمقارنة مع بقية المفاعل".
وأكدت تقارير وجود 1537 عيبا تم ترقيمها وفحصها بشكل متواصل. وتناولت أغلبها موضوع الأمن بالمفاعل وحماية الموظفين، وصيانة المفاعل لحمايته من الهزات الأرضية والصواريخ وحماية السكان في النقب.
ووفقا للدراسات، فإن الفيضانات والنباتات التي تخترق التربة وموقع النفايات قد تتسبب في انبعاث المواد المشعة من الموقع إلى البيئة.
وفي هذا الاطار ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن المنطقة المغلقة حول المفاعل في ديمونا تستعمل كمكب للنفايات المشعة في إسرائيل، حيث لا يدور الحديث عن دفن نفايات داخل مبنى ومكب نفايات محصن، بل دفن النفايات وتخزينها داخل حاويات وبراميل تتصدع وتصدأ وتتآكل في أي لحظة، او يتم دفنها أو تغطيتها بطبقة من مترين من التربة، ما يعني إمكانية تسرب النفايات وحتى انفجار الحاويات والبراميل.
ولم تأخذ سلطات الكيان الصهيوني بنتائج دراسة اجراها عالم أمريكي يعمل في جامعة بن غوريون عامي 2010 ــ 2011، كشفت أن نسبة التسريب النووي من المفاعل في تزايد، خصوصا بعد تسربه للمياه الجوفية وطال تأثيرها المياه الجوفية حتى حدود ليبيا وتبوك في السعودية”، والكرك ومادبا والطفيلة في الاردن إضافة لجنوب الضفة الغربية.
ويعتبر مفاعل ديمونا من الأقدم في العالم، وتمّ إغلاق 150مفاعل أنشئت في الفترة التي أنشئ بها ديمونا، خشية وقوع أضرار أو حوادث تشغيلية". بحسب أحد الوزراء الصهاينة.
مع الإشارة الى ان الكيان الصهيوني يرفض التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وهذا لا يجعله ضمن قائمة الدول الخاضعة للمراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.