شادي عواد ــ الجمهورية ــ بدأ الرأي العام العالمي يهتمّ كثيراً بخطورة ما توصلّت إليه تكنولوجيا الإتصالات، التي أصبح سوء استخدامها يهدّد الأفراد بشكل مباشر، وخصوصاً الفئات العمرية المراهقة التي يشكّل الطلّاب غالبيتها.
يعيش الطلاب اليوم في مجتمع رقمي بامتياز، ويتبادلون الكثير من البيانات والصوَر والنصوص والدردشات يومياً، من دون إدراك المخاطر التي قد تلحق بهم جرّاء ممارسات خاطئة قد يقومون بها في بعض الأحيان. فعلى رغم أنّ أجهزة الإتصالات اختراع في غاية الأهمية، ولكن مع الأسف الشديد تحوّلت في بعض الحالات إلى نقمة بسبب سوء الإستخدام على أيدي بعض المستهترين، الذين تسبّبوا في قلق كثير من الناس نتيجة تصرّفاتهم السيّئة وغير المسؤولة، تزداد هذه الظاهرة في ظلّ غياب برامج التوعية اللازمة والكافية على أيدي متخصّصين في المدارس، وأصبحنا نسمع الكثير عن عمليات نشر صور فاضحة ومحادثات خاصة، أو عمليات إبتزاز للطلاب، عبر التهديد بنشر صوَر أو مقطع فيديو حسّاس أو محادثات شخصية أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تدمّر حياة الطلاب والطالبات المعنيين.
في السياق عينه، تغيب عن أغلب الأسَر في لبنان ولأسباب عديدة، عملية توعية الأبناء ورقابتهم ومساعدتهم على تجنّب مخاطر الإدمان على التكنولوجيا والوقوع في أخطائها فبل فوات الأوان.
إحفظوا خصوصيتكم
التراسل عن طريق برامج الدردشة والبريد الإلكتروني ونشر الصور على شبكات التواصل الإجتماعي، أنشطة يمارسها الطلاب في الفضاء الرقمي الذي يعيشون فيه.
لذلك، يجب أيها الطلاب والطالبات أن تحرصوا كيف تبقون آمنين وتحفظون خصوصيتكم على الإنترنت، وأن تبتعدوا عن المخاطر التي قد تلحق بكم الضرر، مثل إرسال صوركم الخاصة والحسّاسة الى زملائكم الذين قد يستهترون بها ويرسلونها بدورهم الى الآخرين من دون إدراك العواقب الناتجة عن ذلك.
وعلى رغم أنّ هذه الأفعال ليست منتشرة بكثرة وتبقى محصورة في عدد قليل من الطلاب، لكنه لا يتمّ الإفصاح عنها حفاظاً على سمعة الطالب والطالبة وسمعة المدرسة، إلا أنها مشكلة موجودة لا يمكنكم تجاهلها، وستزداد يوماً بعد يوم في ظل غياب التوعية اللازمة.
لذلك ننصحكم أن تحذروا من سوء استخدام الهواتف وبرامج الدردشة، وأن تنظّموا حياتهم الرقمية لتكونوا قدوة لزملائكم، وأن تعرفوا عبر المنطق ما هو مسموح وما هو ممنوع. في هذا السياق، تجنّبوا إرسال صوركم وفيديوهاتكم الخاصة الى أيّ كان، حتى لو كان زميلاً تثقون به.
وفي حال تعرض أحد منكم للابتزاز أو حتى للازعاج الإلكتروني، لا يجب إخفاء الأمر إطلاقاً، لأنّ فضح الموضوع مهما كان، يبقى أفضل من التعرّض للخوف وعمليات الإبتزاز. وفي هذه الإطار يمكن اللجوء الى إدارة المدرسة أو الى أهلكم الذين بدورهم يمكنهم تقديم شكوى أمام المراجع المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة لحمايتكم.