مقالات :: بلى مستر دويري... «التطبيع» خيانة وطنية!/احتجاجات طلابية قاطعت لقاء معه في «اليسوعية»
ربى سعد-جريدة الأخبار
انطلاقاً من أنّ المقاومة نمط عيش وحياة يمارسها كل فرد لبناني على طريقته أكان بالبندقية أو بالقلم أو بالموقف، نظّم طلاب «تيار المقاومة» في الجامعة اليسوعية في بيروت، وقفةً احتجاجية أمس، تنديداً بحضور المخرج اللبناني زياد دويري إلى حرم الجامعة من أجل إقامة لقاء حول فيلمه الجديد «قضية رقم 23».
الوقفة نددت بمواقف مخرج «الصدمة» (2012) الذي صوّر فيلمه الإشكالي في الكيان العبري، بالتعاون مع ممثلين وكادر اسرائيليين. كما نددت بتبرئته أمام المحكمة العسكرية من تهمة التطبيع مع أنّ قانون العقوبات اللبناني واضح في هذا الإطار، إذ تنص الفقرة المضافة في القانون المنفّذ بالمرسوم رقم 15698 (تاريخ 6/3/1964 للمادة 285) على أن «يعاقب بالحبس سنة على الأقل وبغرامة لا تنقص عن 200 ألف ليرة لبنانية كل لبناني وكل شخص في لبنان من رعايا الدول العربية يدخل مباشرة أو بصورة غير مباشرة وبدون موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة بلاد العدو، حتى وإن لم يكن المقصود من دخوله أحد الأعمال المنصوص عليها في الفقرة السابقة من هذه المادة».
لم تقتصر الوقفة الاحتجاجية على منظّميها في الجامعة، بل استطاعت أن تجمع، في حرم جامعة كانت ولا تزال بيئة خصبة تشكّل موضوعاً قابلاً للاحتقان والتشنّج والتوتر، طلاباً من كافة الاحزاب السياسية اللبنانية، منها ما هو مؤيّد لسياسة المقاومة الداخلية والخارجية، وغيرها ممن يناهض بشراسة «حزب الله» وحلفاءه في الآونة الأخيرة. وهكذا، راح طلاب تيار المقاومة ومعهم آخرون من «تيار المستقبل» وحلفاؤه يتوافدون تدريجاً الى موقف الجامعة مقابل حرم العلوم الاجتماعية في «هوفلان».
«الموت لاسرائيل»، «الموقف سلاح والمصافحة اعتراف»، «لن تجبرونا على التطبيع» وصور من مجازر قانا وقطاع غزّة دخل بها الطلّاب المعترضون على سياسة تليين العلاقات مع العدو الصهيوني. وبعد مفاوضات مطولة مع ادارة الجامعة والقوى الامنية، دخل هؤلاء القاعة التي كان يتواجد فيها دويري محاضراً في جمهور من الطلّاب والاساتذة الذي لا يتعدّى عددهم الخمسين. هرج ومرج وهتافات وترحيب حارّ من دويري بـ «أصدقائه وأحبائه» ومحاولات فاشلة من قبله لدعوتهم إلى الجلوس والاصغاء الى وجهة نظره. قابلها تصعيد للهتافات والتأكيد على أنّ «الوقفة الاستنكارية ليست موجّهة الى شخص زياد دويري، بل الى فعلته التي هي وفق القانون اللبناني جرم لا يقل شأناً عن فعل العمالة والتجسّس».
رسالة أمس أرادها منظموها من قلب «جامعة القديس يوسف» ومفادها أنّ منابر الجامعات لن تصبح بسهولة ممراً للتسويق والترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني مهما كانت خلفياته. فالتطبيع الثقافي لا يقل خطورةً عن التطبيع السياسي. وبعد انسحاب المجموعة من القاعة، راحت بعض الأصوات القليلة تسخر من الوقفة ومن الناشطين، فقالت إحدى الحاضرات: «ليتركونا بسلام، وليذهبوا لمحاربة اسرائيل»!