الأسبوع الفائت ضربت «ويكيليكس» مجدداً مع كشفها عن عدد هائل من الوثائق التي وضعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أمام العديد من الأسئلة. تقول الوثائق إن الوكالة اخترقت هواتفنا وحواسيبنا وحتى تلفزيوناتنا من خلال وحدة خاصة تقوم بتطوير برمجيات وأدوات لهذا الغرض. أجزاء أخرى سيتم نشرها قريباً وفق ما يقول مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، وبانتظار هذه الوثائق ما الذي يجب أن نعرفه عن الجزء الأول وفق ما ذكرت عدة مواقع أجنبية (techradar٬ mashable٬ gadget 360 و new york times)
ما هي 7 vault؟
هي أول جزء من مجموعة وثائق مسربة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، يبلغ عددها نحو 8000 وثيقة، نشرتها «ويكيليكس» الأسبوع الفائت وتُظهر تورط الوكالة بين عامي 2013 و2016 باستخدام وتطوير برمجيات خبيثة وغيرها من الأدوات التي يمكن أن تستخدم لاختراق بعض منصات التكنولوجيا بهدف استهداف أجهزة معينة والتجسس عليها من دون معرفة أصحابها.
ما هي الأجهزة التي تم اختراقها؟
تشير الوثائق المسربة إلى أن الوكالة طورت برمجيات خبيثة تمكنها من اختراق أجهزة الكترونية تتوافر لدى معظم الناس وتحويلها إلى أجهزة تنصت.
هواتف «اندرويد» و «أيفون»:
تمكنت الوكالة من اكتشاف عدد من الثغرات في كل من هواتف «أندرويد» و»أيفون» وقد مكنتها هذه الثغرات من اختراق هذه الهواتف، مع العلم أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تعهدت عقب تسريبات «بريسم» التي كشفها مُحلل نظم المعلوماتية السابق في CIA إدوارد سنودن، بإعلام شركات التكنولوجيا بالثغرات التي تكتشفها من أجل حماية الناس من اختراقات القراصنة. هذا يعني أن هذه الثغرات تسمح للوكالة بالتحكم الكامل بهاتف المستخدم وتحويله إلى جهاز تجسس لإعطاء تقارير للوكالة. نشرت ويكيليكس بالتفصيل أسماء الاختراقات وصنفتها حسب نوعية الاختراق، الجهة المطورة، تاريخ النشر…
بعد أيام من نشر الوثائق أعلنت شركة «آبل» أنّ الثغرات التي كشف عنها تمت معالجتها في التحديث الأخير لنظام IOS كما أعلنت شركة «غوغل» أنها أيضاً عالجت عدداً من هذه الثغرات في نظامها «اندرويد» ومتصفح «غوغل كروم». وأعلن جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، أنه سيعطي شركات التكنولوجيا إمكانية الحصول استثنائياً على المعلومات التي يملكها والتي لم ينشرها بعد كي تتمكن من سد الثغرات قبل عرض الوثائق على الناس وكي لا تستخدم هذه الثغرات من قبل القراصنة.
كمبيوترات Windows ،OS X و Linux:
لم تقم وكالة الاستخبارات المركزية باكتشاف ثغرات لاختراق هذه الكمبيوترات فقط، إنما قامت أيضاً بتطوير برمجيات خبيثة يمكنها إلحاق الضرر بالأقراص المدمجة وأقراص الفيديو الرقمية والتخفي داخل الأقراص من دون كشفها.
تلفزيون «سامسونغ» الذكي:
تستخدم الوكالة برنامجاً طورته وكالتا الاستخبارات الأميركية والبريطانية وأطلق عليه اسم «WEEPING ANGEL» لاختراق أجهزة تلفزيون «سامسونغ» من خلال إغلاق التلفزيون بشكل وهمي ما يُظهر أن التلفزيون مطفأ فيما هو لا يزال يعمل ويسجّل الأصوات في الغرفة. وأظهرت الوثائق أنه يمكن تطوير الاختراق ليصبح بإمكان التلفزيون تصوير مقاطع فيديو وإرسالها إلى الوكالة.
السيارات الذكية:
كشفت الوثائق المسربة أن وكالة الاستخبارات قامت بأبحاث تمكنها من اختراق الكومبيوترات المشغلة للسيارات المتصلة. وأشارت ويكيليكس إلى أن قدرة الوكالة على اختراق السيارات لا تقتصر فقط على استخدام الميكروفونات للتنصت إنما تتيح لها إمكانية استخدام السيارات بغرض الاغتيال من دون القدرة على تعقب الفاعل!
هل برنامج واتساب آمن؟
لا تشير الوثائق المسربة إلى أن الوكالة تمكنت من كسر تشفير برامج التراسل مثل واتساب أو تلغرام أو سيغنال، إلا أنها تصف طرقاً للحصول على المعلومات من تلك التطبيقات على أجهزة أندرويد في حال تمكنت من السيطرة الكاملة على الهاتف، أي أن الوكالة يمكن أن تحصل على محتوى التراسل وأن تراقب حركة الرسائل والتسجيلات الصوتية قبل أن يتم تشفيرها من خلال اختراقها هاتفك.
ما الذي يجب فعله لحماية بياناتك؟
لا تهمل إشعارات تحديث أنظمة التشغيل، فقد أظهرت الوثائق أن معظم أجهزة «أندرويد» المستهدفة تعمل بنظام تشغيل Android 4.0، ما يشكل 30% من الأجهزة أو ما يعادل 420 مليون شخص، أما أجهزة «آبل» فقد استهدفت الوكالة الأجهزة العاملة حتى نظام تشغيل IOS 8.2 وأعلنت الشركة أن 5% فقط من مستخدميها لديهم نظام تشغيل أقدم من iOS 9. وأعلنت شركة «آبل» أنه يجب على المستخدمين أن يكون لديهم دائماً أجدد التحديثات لنظام التشغيل IOS من أجل أن يتمتعوا بأقصى حماية لبياناتهم وهواتفهم وهو ما ينطبق أيضاً على هواتف «أندرويد» والكمبيوترات.
المصدر: جريدة الأخبار