تحقــيق خاص
رغم أن سني عمره لامست الثمانين إلا أنه حفظه الله يواظب على الرياضة، فالإمام المربّي السيد علي الخامنئي؛ لا تسقط ممارسة الرياضة من برنامجه اليومي ويلعب الكرة الطائرة مع أولاده وأحفاده من حين لآخر؛ كما يمارس هواية تسلق الجبال مذ كان يافعاً في مشهد ويتابع في طهران فيتسلق جبال ألبرز الشاهقة مرتين في الأسبوع.
"يمارس الإمام الخامنئي رياضة تسلق الجبال
مرتين في الأسبوع ويخضع لتدريب يومي"
والمعروف عن الإمام الخامنئي دام ظله تشديده على ممارسة الرياضة فيقول: على الشباب بلا استثناء أن يتجهوا نحو الرياضة، أما الكهول ممن تجاوزوا عمر الأربعين والخمسين فإن الرياضة واجبة عليهم.
"يقول الإمام روح الله الخميني (قده):
أنا لست رياضياً ولكني أحب الرياضيين"
دعوة أساسها نظرة الإسلام إلى الرياضة، التي هي جزء من شخصية الشاب المسلم والذي طلب منه الإسلام أن يكون فاعلاً غير كسول. الباحث الدكتور محمد عليق وفي حديث لموقعنا يؤكد أن الإسلام دعا على الدوام لممارسة الرياضات لأهميتها على صعيدين، الأول؛ الانعكاس على الجسم؛ فبالرياضة تحصل القوة والقدرة؛ فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. أما الأهمية الأخرى للرياضة فهي تربوية روحية؛ فمن خلالها يمكن تحصيل الثقة بالنفس. وبالتالي يمكن الاستنتاج أن الرياضة لا بد أن تنعكس على المجتمعات وزيادة قدرة أفرادها على العطاء والتطور، حتى لو لم تتحول ممارسة الرياضة إلى احتراف.
"ممارسة الرياضة المفيدة للجسم
لا تعني بالضرورة الاحتراف"
انعدام الاهتمام بالرياضة في لبنان
يتفاوت اهتمام الشباب بالرياضة من بلد لآخر بحسب البيئة العامة، وفي لبنان إن وجود الاهتمام بين الشباب قد لا يستمر إلى أجل طويل وذلك لغياب الاهتمام الرسمي بشكل أساسي ونقص الدعم، حالها كحال كثير من الأمور المهمة والتي لم توضع لها لا خطط ولا استراتيجيات، فخضع الشباب والرياضة لمزاجية الوزراء المتعاقبين على وزارة كان يفترض بها أن تحمل همهم.
"خيامي: بلد الارتجال لم ينهض
بالرياضة كما يجب"
مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي يعتبر في حديث لموقع التعبئة التربوية أن التقصير الحاصل، في "بلد الارتجال" على صعيد الوزارة هو بسبب عدم إقرار خطة وطنية طويلة الأمد في مجلس النواب للنهوض بواقع الشباب والرياضة مشيراً إلى أن الاهتمام كان ببعض المنشآت ومن دون مراعاة الخريطة الجغرافية.
وإذ يحمّل خيامي الجهات السياسية جزءاً من المسؤولية لعدم النهوض بواقع الشباب بشكل عام واهتمامه بالرياضة بشكل خاص يشير إلى أن الوزارة تدعم الأندية التي تمثل لبنان في الخارج في عدد من الرياضات وإن لم تكن كلها.
"جمال الحاج: رغم الواقع المأساوي
ادعم ابني ليكون رياضياً لامعاً"
من جهته الرياضي المخضرم جمال الحاج يعتبر في حديث لموقع التعبئة التربوية أن لا شيء في البلد يشجع الشباب على خوض غمار الاحتراف الرياضي، ولكن ذلك برأيه لا يمنع الشباب من ممارسة الرياضة لما فيها من تأثير كبير على شخصية الشباب وثباتهم في كثير من الأمور في المجتمع. مشدداً على ضرورة أن يثابر الشباب مهما كانت الظروف وبالتالي عدم الاستسلام للمخدرات والتدخين وجلسات النرجيلة لما فيها من أمراض للجسم وخمول، ويشدد الحاج على أن الأمل موجود رغم المأساوية التي وصل إليها البلد وواقع الرياضة مشيراً إلى أنه يدعم ابنه في المضي بتدريباته ليكون لاعب كرة قدم لامع.
"خيامي الخطر يداهم البلد بالمخدرات
فيجب المواجهة بالرياضة"
ويدق خيامي ناقوس الخطر لواقع الشباب في لبنان فيعتبر أنه يجب على المجتمع المدني والدولة التعاون للنهوض بحال الشباب خصوصاً مع انتشار المخدرات التي تهلك الشباب وتضرب مستقبل البلد شيئاً فشيئاً.
وكما كانت البداية مع المربي الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله فهذا ختام وقوله: إن المجتمع الرياضي هو مجتمع نشيط، مجد، حي ومنتج، فانقلوا عادة الرياضة إلى أبنائكم أيضاً، وشجعوا الأطفال والناشئة -خاصة الشباب- على ممارسة الرياضة.
فمتى يمكن أن نلمس اهتماماً حقيقياً بفئة أساسية في بلد أثبتت التجربة أنه أساس في صناعة المستقبل؟؟