قضايا وتحقيقات :: محافظة النبطية.. تفوق للمدرسة الرسمية
حققت محافظة النبطية نتائج مميزة في امتحانات الشهادة الرسمية المتوسطة خولتها أن تحتل المرتبة الثانية بين المحافظات الست. وفي مطالعة لأرقام ونسب النجاح بين الأقضية في المحافظة يمكن ان نرى بوضوح تقدم المدارس الرسمية, واحتلالها مراتب منافسة على مستوى نسب النجاح في مدرسة الفقراء, التي غالباً ما ينتسب إليها أصحاب الدخل المتدني الذين لا يستطيعون أن يتحملوا تكاليف المؤسسات التربوية الخاصة التي وصل بعضها بأقساطه المرتفعة الى حدٍ غير مسبوق.
وتفاوتت نسب النجاح بين المدارس الرسمية على مستوى قضاء النبطية, مع بروز واضح لنتائج مميزة حققتها بعض المدارس, فتصدرت مدرسة حبوش الرسمية الترتيب بتحقيق النجاح الكامل 100% وتتالت بعدها النتائج المميزة للمدارس الرسمية: كفررمان الثانية (97.6%) تلتها رومين (94.1%) ثم كفررمان الاولى (93.5%) وحومين الفوقا (92.9%), وجرجوع وزفتا بنسبة (91.7%).
وتميزت متوسطة شوكين الرسمية بكونها الوحيدة التي استقبلت طلاباً سوريين في صف التاسع على مستوى القضاء، وكانت نتيجة المتابعة الحثيثة والدقيقة لهم أن بلغت نسبة الناجحين بينهم 50% (7 طلاب من أصل 14 طالباً) وكان الملفت حصول 4 طلاب منهم على تقدير "جيد" فيما حققت المدرسة عدداً كبيراً من التقديرات على مستوى الطلاب اللبنانيين . وتقول مديرة المتوسطة السيدة نسرين شعيب في استصراحٍ لها: " تسعى المدرسة الرسمية لأن تقدم لذوي الدخل المتدني والفقراء خدمة تعليمية بمستوى عالٍ، إن لناحية تقديم المعلومة بأسلوب تربوي صحيح يعتمد التكنولوجيا والأساليب التعليمية الحديثة, مروراً بالأنشطة الصفية واللاصفية وصولاً الى طرق تقييم الطالب.
وتقول شعيب إن وضع خطة ومنهج ينظم عمل المؤسسة منذ بداية تسجيل الطلاب وعلى امتداد عامهم الدراسي, هو من أهم الأسباب التي أدت الى تحصيل النتائج المميزة للمدرسة هذا العام (100% لفرع الانكليزي, وتقديرات جيد جداً بعدد كبير ومعدلات عالية لامست بمعظمها تقدير الجيد جداً).
وتضيف "إن إجراء اختبار الدخول للطلاب, هو من أهم العوامل التي تساعد على اكتشاف مستوى التلميذ, ليصار للتعامل معه منذ يومه الأول في المدرسة لتنمية المواهب وتصويب أي خلل".
وبخصوص الطلاب السوريين, تشير شعيب إلى أن المدرسة تحتوي في مرحلة بعد الظهر على ما يفوق الـ 400 طالب سوري، وأن ثقة المنطقة التربوية من ناحية المستوى التعليمي المرتفع للمدرسة أدت إلى حصر الطلاب السوريين المتقدمين إلى الشهادة المتوسطة بمدرسة شوكين الرسمية، وهو ما اعتبرته الإدارة تحدٍ قبلته بكل رحابة صدر. وتؤكد المديرة أنه "منذ اليوم الأول للطالب السوري في المدرسة يبدأ العمل معه على أنه تلميذ يمتلك القدرة كأي تلميذ لبناني، إلا أن الإختلاف في المناهج الدراسية التي أُسسوا عليها في بلدهم، أجبرنا على وضع خطط وبرامج دعم خاصة بهم. مع عدم إغفال الوضع الإجتماعي الذي يعيشونه بسبب الحرب والتهجير.
وتضيف شعيب إن العمل الدؤوب والمتابعة المستمرة للطاقم الإداري أدى إلى جعل متوسطة شوكين الرسمية الأكبر من حيث عدد الطلاب على مستوى محافظة النبطية، حيث بلغ عدد طلابها 707 طالباً للعام الدراسي الماضي.
وتشير شعيب إلى أن الملفت هو ثقة أولياء الأمور بالمدرسة التي تتعاظم, حيث أن العدد الأكبر ممن يرغبون بالإنتساب إلى مدرستنا هم من الطلاب المسجلين سابقاً في مؤسسات خاصة.
وتلفت شعيب إلى أن وضع برامج لتطوير الكادر التعليمي والعمل المستمر على تنمية قدراته وتفويض المسؤوليات إليه، بالإضافة إلى إقامة اللقاءات الدورية معه لعب دوراً بارزاً في تقدم المستوى الدراسي للطلاب.
وتختم مديرة متوسطة شوكين الرسمية بأن كل مدرسة رسمية قادرة على أن تنهض بنفسها بما أن مصدرتمويل المدرسة مرتبط بعدد الطلاب وبما أن تطوير مستوى المدرسة التعليمي سيؤدي تلقائياً إلى رفع عدد طلابها. في النتيجة إن كل مؤسسة من خلال العمل وبذل الجهد ووضع خطط ورؤية لرفع المستوى واكتساب ثقة أولياء الأمور يمكن أن تؤمن كل احتياجاتها وتصل لتحقيق النجاح والنتائج المتميزة، دون أن ننسى أن ما كان لله ينمو...
وأفاد مدير مدرسة حبوش الرسمية الأستاذ حسن جفال, في لقاء معه أن أهم ما يجب أن تنطلق منه الادارة هو أن تعمل لتحصيل النجاح. ويؤكد أن اتباع نظام اللقاءات الدورية بين الإدارة وأفراد الهيئة التعليمية وأولياء الامور بعد كل اختبارٍ وإصدارٍ للنتائج له تأثير كبير على متابعة المستوى التعليمي للطالب والعمل على تصحيح الأخطاء وتصويب أي انحراف لديه.
ويضيف إن الطاقم التعليمي في المدرسة الرسمية لا يشكو من أية مشكلة على مستوى الكفاءة وتوفر القدرات, إلا أن الإختلاف قد يكون في كيفية الاعطاء وايصال المعلومة. وهنا على الإدارة فقط ان تكون حكيمة في كيفية توزيع المدرسين بين المواد والصفوف لتحقيق الإستفادة القصوى من هذا الطاقم. وذلك عبر التقييم الدائم للمعلمين ومعرفة قدراتهم وتنمية هذه القدرة والطاقات, بالاضافة الى أن بناء علاقة جيدة بين المدرس والادارة من على مستوى الثقة المتبادلة وحفظ الحقوق، يؤدي حتماً الى رفع مستوى تحمل المسؤولية عند المعلم وقد سجلت المدرسة في تجربة لها مستوى ملفت من اهتمام الاساتذة لناحية التطوع للتدريس في دورات دعم وتقوية للطلاب دون بدل مالي.
ويؤكد مدير متوسطة حبوش الرسمية إن المدرسة الرسمية يجب أن تصبح مدرسة كل اللبنانيين وليس مدرسة الفقراء, ويجب أن تصل لأن تكون موضع ثقة الجميع.
هي المدرسة الرسمية تثبت إذاً انه بتوفر الطاقم الإداري والتعليمي الكفوء يمكن لها أن تنافس المؤسسات التعليمية الخاصة, وحتى أن تتفوق عليها على المستوى التعليمي, بالرغم من تفوق الأخيرة بالموازنات الكبيرة والموارد الضخمة التي تتوفر لها.