المستشار العلمي لجامعة المعارف يتحدث عن
المؤتمر الدولي الاول (نحو ثقافة الحوار بين الاديان)
الدكتور طلال عتريسي:
للمرة الاولى يناقش الحوار بين الاديان على خلفية اكاديمية ومكمل لما سبقه
الخلاف الرئيسي هو مع العدو
والحوار
في مجتمعاتنا المتعددة دينياً ضروري لاستقرارها
أكد المستشار العلمي والأكاديمي لجامعة المعارف الدكتور طلال عتريسي أنه للمرة الأولى يطرح موضوع "الحوار بين الأديان" في إطار جامعي أكاديمي، وبأن فكرة المؤتمر وخلفيته هي محاولة للرد بأن الأديان هي تعبير عن حضارات.
المؤتمر الذي ينعقد برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، تنظمه جامعة المعارف بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم تحت عنوان "نحو ثقافة الحوار بين الأديان" وذلك عند التاسعة والنصف من يوم الثلاثاء في الثاني عشر من أيلول 2017 بمشاركة دينية وأكاديمية واسعة من لبنان وعدد من الدول العربية والإسلامية..
وللحديث عن المؤتمر وأهدافه، أجرى موقع التعبئة التربوية مقابلة مع الدكتور عتريسي.
ما هي الأهداف المرجوة من هذا المؤتمر؟
د. عتريسي: المؤتمر يهدف الى التأكيد على الحوار بين الأديان من خلفية اكاديمية؛ بتقديري هي المرة الاولى التي يناقش فيها هذا الموضوع في اطار جامعي أكاديمي وليس في اطار مرجعيات دينية فقط أو تلاقٍ بين مرجعية واخرى خصوصاً وان هناك افكاراً لجعل هذا المشروع نوعا من الدراسة التخصصية في الإطار الجامعي، هذه الفكرة كانت خلف عقد المؤتمر الدولي لحوار الأديان ويفترض انه اذا سمحت الظروف ان يعقد المؤتمر بشكل دوري خصوصاً أن العالم اليوم مهتم بهذا الموضوع في ظل أجواء الإقصاء والقتل ورفض الآخر ونفيه. وظيفة هذا المؤتمر القول ان الواقع مختلف وان الأديان مختلفة عن التوجهات الموجودة الان.
كثرت الاطروحات المشابهة لأطروحة المؤتمر –حوار الأديان- وما إلى ذلك خلال السنوات الماضية، هل من إضافة متوخاة من هذا المؤتمر؟
د. عتريسي: المؤتمر يشكل اضافة ولا يكرر ما حصل من مؤتمرات وندوات حول التلاقي والعيش المشترك على مستوى لبنان. فعلى مستوى لبنان كانت الفكرة الطاغية دائما هي العيش المشترك على اعتبار ان هناك من يسعى الى تهديد العيش المشترك او القول ان الخلاف هو اسلامي مسيحي وما شاكل، ولكن المؤتمر يتجاوز هذه المسألة ـ مسألة لبنان والعيش المشترك ـ فالعيش المشترك متضمَّن والمؤتمر يطرح أصل المسألة على المستوى الفكري؛ فهو يناقش كيف تتشكل الثقافة الدينية؟ وكيف ينظر الدين الى الاخر؟ وكيف تصنع المؤسسات الدينية الصورة عن الذات والاخر؟ ولماذا نشهد اليوم ظاهرة الاسلاموفوبيا؟ وما دور الظواهر المعادية للدين في موضوع الحوار بين الأديان؟، نحن نتناول جوانب لم تتناولها اي من اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت سابقاً حول الحوار بين الأديان أو الحوار بين الطوائف أو الحوار الاسلامي المسيحي، ونحن نعتبر ان هذا المؤتمر مكمل لما جرى من حوارات حول الموضوع نفسه.
يعقد هذا المؤتمر في ظل تطورات استراتيجية عسكرية وسياسية، منها ترنح المشروع الأميركي في المنطقة، هل تعتبر الجامعة المؤتمر مساهمة في مرحلة ما بعد التراجع العسكري للفكر التكفيري؟
د. عتريسي: ان فكرة المؤتمر والخلفية الجامعية الأكاديمية هي محاولة للرد والقول ان الأديان هي تعبير عن حضارات وتختزن حضارات؛ والدين هو جزء من اي حضارة وبالتالي الحوار بين الحضارات، ونحن تعمدنا ان نكتب نحو ثقافة الحوار لتأسيس ثقافة حوار على كل المستويات: المستوى التعليمي والمستوى الاعلامي ومستوى المؤسسات الدينية، الحوزات الكنائس، الازهر، فكل هذه المؤسسات معنية. في العالم اليوم ذكرنا أن هناك اتجاهاً استخدِم لأغراض سياسية من قبل قوى دولية ليقول ان الصراع في المنطقة هو صراع بين الأديان او صراع بين المذاهب؛ وان اسرائيل ليست هي العدو وان المشكلة هي في داخل المجتمعات الشرقية او المجتمعات الإسلامية. وجهة المؤتمر تقول أن الصراع ليس داخلياً وان الاصل هو الحوار بين الأديان والاصل هو الحوار داخل المجتمعات وليس الخلاف، وان الخلاف الرئيسي هو مع العدو. هذا المؤتمر لا يطرح مهاما سياسية مباشرة او افكارا سياسية مباشرة ويريد ان يقول ان الاصل في داخل مجتمعاتنا المتعددة دينياً هو الحوار وهذا الحوار ضروري للفهم المتبادل من اجل استقرار المجتمعات.
يبدو من خلال المشاركات في المؤتمر أن هناك نوعان من المشاركات: الأولى لبنانية تضم كافة أطياف المجتمع اللبناني والثانية عربية وإسلامية من خلال مشاركة أكاديميين من بعض الدول العربية والإسلامية.. ما هي الأبعاد التي يتوخاها المؤتمر من هذه المشاركات؟
د. عتريسي: كنا نطمح الى مشاركة أوسع؛ ولو كانت المشاركة محلية لكان اقتصر الحضور على المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية ولكن باعتبار أننا نتطلع الى مؤتمر دولي حرصنا على ان تكون المشاركة واسعة خصوصا من دول تختزن تنوعاً وادياناً مختلفة كسوريا ولبنان ومصر والاردن وايران حيث يتواجد مسلمون ومسيحيون اضافة ان الامكانات لا تسمح بدعوة المئات من الباحثين وربما سيتم ذلك في المستقبل. الفكرة هي ان يشارك باحثون من دول مختلفة حتى يكون له هذا الطابع الدولي وان تطرح القضية في افق واسع: كيف يقدم المصري رؤيته وله تجربة مع الاقباط؟ وكيف يقدم الاردني رؤيته في تجربته مع المسيحيين في الاردن وهي تختلف عن تجربة الاقباط في مصر؟ وكذلك في سوريا كيف ينظر الى هذه المسألة؟ وفي لبنان، الفكرة هي كيف تقدم التصورات المختلفة بتجارب مختلفة لأديان مختلفة، الحوار بينهم كيف كان؟ وكيف سيكون؟ ما هي المعوقات؟ وما هي الصعوبات؟ وكيف يمكن تجاوزها؟ التوصيات التي ستأخذ في الاعتبار هذه التجارب المختلفة لهذه الاسباب تعمدنا ان نختار دولاً تختزن مسيحيين ومسلمين لكي تكون التجربة اكثر صدقاً واكثر التصاقاً بالواقع.
وختم الدكتور عتريسي ان المؤتمر يُعقد بالتعاون بين جامعة المعارف والجمعية اللبنانية للتقدم والعلوم.