تُسلّم د. راشيل حبيقة رئاسة الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية إلى هيئة جديدة بعد تسلمها لعامين خلال دورة 2014-2016. فاليوم تُنتخب هيئة جديدة تكمل المسيرة واضعة نصب عينيها مصلحة الجامعة وأهلها. ولمواكبة القضية قصدنا د. حبيقة التي وضعتنا في أجواء عمل الهيئة التنفيذية للرابطة وأعربت عن سعادتها لخدمة الجامعة، وتوجهت برسائل عدة لأساتذة الجامعة وطلابها عبر الحوار الذي أجرته أسرة موقع التعبئة التربوية.
أهم إنجازات الرابطة بلسان د. حبيقة
تأسست الرابطة عام 1975 وكانت وظائفها الأساسية ولا زالت تدعيم الجامعة اللبنانية وتقوية دورها الطليعي في التعليم والبحث العلمي في لبنان، الدفاع عن مصلحة الأستاذ في الجامعة اللبنانية ورفع مكانته ماديا ومعنويا..شخصياً كان لي شرف تولي مهام رئاسة الهيئة التنفيذية خلال الدورة الحالية (2014_2016) التي شارفت على الانتهاء. ومن هذا المنطلق طالبنا بالمحافظة على حقوق ومكتسبات الأساتذة ووقفنا في وجه كل ما من شأنه أن يضر بحقوقهم ومكتسباتهم.
ان العمل النقابي هو استمرار، انطلقت الهيئة الحالية من برنامج عمل -كما كل الهيئات- تضمن مجموعة نقاط تعنى بالجامعة اللبنانية كالأبنية الجامعية، مطالب الأساتذة، مطلب صندوق التعاضد ومطالب الطلاب..
لم نركز على مطلب دون آخر انما بدأنا العمل دفعة واحدة وبشكل متواز ومتساو.. و بما أنّ مجلس النواب متوقف عن التشريع خلال الولاية إضافة إلى الفراغ الرئاسي، استطعنا التعاون بشكل وثيق مع الحكومة بمساعدة وزير الوصاية والمجلس الوزاري بأجمعه على رأسه الرئيس تمام سلام، تمكنا من انجاز ملف كبير وهو دخول الأساتذة الذين يستوفون الشروط إلى ملاك الجامعة، وهم الذين تفرغوا عام 2008 وكانوا لا يزالون متعاقدين بحيث أن عقدهم يتجدد كل سنة، فدخل 497 استاذاً متفرغاً إلى الملاك و44 أستاذا متفرغاً أيضا انتقلوا من ملاكات أخرى إلى ملاك الجامعة وبالتالي المراسيم التي أُنجزت تضمنت 541 اسما. وسعينا الى اتمام هذا الانجاز لان التراكمات ستخلق حتما ملفات ضخمة وستتوقف نتيجة تضخمها. هذا الملف كان جيدا ونظيفا، وقد أُنْجِزَ بدون اضرابات بفضل الاصرار على المطالبة وزياراتنا ومساعينا المستمرة، ولانه مطلب محق وانجز بطريقة تليق بالجامعة اللبنانية.
كما وضعنا على سكة الحل مشكلة المحسومات التقاعدية للأساتذة، فعندما ينتظر الأستاذ ما يقارب العشرين عاما لكي يدخل إلى ملاك الجامعة، ويريد بالتالي ضم خدماته يترتب عليه أعباء طائلة، لأنه يتم ضم الخدمات على أساس الراتب الأخير حيث أنه وبعد آخر سلسلة تغيرت الرواتب بشكل كبير؛ بيد أن هذه العملية تخلق مشكلة كبيرة عند الأساتذة فلا يستطيعون بسببها ضم خدماتهم نتيجة للمبالغ التي تراكمت. بناء على ذلك قدمنا الى مجلس النواب مشروع قانون مكرر معجل لنتمكن من خدمة هؤلاء الأساتذة، وقد طرح هذا المشروع مؤخرا على جدول لجنة التربية لكنه لم يصدر، فنتأمل بالقريب العاجل ان تتم دراسة هذا المشروع عندما يعاود مجلس النواب عمله ليشرع هذا القانون، فنحن قمنا بإرساء طريق واضح لهذا المشروع تستطيع الهيئة القادمة متابعته.
كذلك طالبنا وزارة المالية بتخفيض عدد ساعات الحد الأدنى المعمول بها للاستاذ عند ضم خدماته، ففي البداية كان عدد الساعات 75 ساعة وارتفع ليصل الى 250 ليعود فينخفض إلى 225 كحد ادنى للأستاذ. وطالبنا الوزارة بأن تكون عدد الساعات المخصصة لكل استاذ 175 ساعة أُسوةً بما هو معمول به في مجلس الجامعة للترفيع لرتبة الأستاذ. رفعت الرابطة الكتاب إلى رئاسة الجامعة وهي بدورها ارسلته إلى وزارة المالية. وأبلغنا وزير المالية في آخر اجتماع معه أن هذا الأمر بات منتهيا وباستطاعتي الإعلان عنه، وعلينا انتظار صدور القرار فقط.
كما طالبنا بعودة التعويضات للامتحانات الجزئية للاساتذة بعد صدور قرار من ادارة الجامعة بحجب هذه التعويضات دون وجه حق، ولم تكن هذه المطالبة من اجل حقوق الأساتذة فقط، بل من اجل حقوق الطلاب، لانه وبسبب حجب هذه التعويضات هناك كليات ألغت الامتحانات الجزئية والبعض الآخر منها لا ينجز هذه الامتحانات بصورة جيدة وهذا ينعكس سلبا على مستوى التعليم ومستوى البحث ومستوى الطالب ومستوى شهادات الجامعة اللبنانية. لم يتحقق هذا المطلب مع الرئيس السابق للجامعة بحجة عدم توفر الاعتمادات، إلّا ان الرئيس الحالي وعد مؤخرا بتحقيقه في القريب العاجل بحيث سيتم التراجع عن قرار حجب التعويضات.
عملت الرابطة أيضا خلال العامين على تأمين كل الاعتمادات والمعاملات المالية التي تخص الجامعة، ولو لم نتابع هذا الشأن لوصلت الجامعة إلى حائط مسدود.
إضافة إلى أنها قامت بنشاطات نوعية منها حيث حفل استقبال بمناسبة مرور اربعين سنة على انطلاقة الرابطة في قصر الاونيسكو، وهذا ليس فقط من اجل إقامة حفل استقبال، انما من أجل تعريف العالم على الرابطة أكثر، ومن أجل التواصل مع السلطات المعنية، حيث كان استقبال جيد جدا وأعتبره نشاطا لائقا بالرابطة وبالجامعة اللبنانية.
الرابطة لا تتحدث دائما عن كل شيء ولديها اتصالاتها مع المسؤولين في الجامعة من أجل المحافظة على حقوق أهل الجامعة، والمحافظة على مستوى التعليم والوقوف بوجه أي تجاوز. من هنا أنا أقول أن الرابطة من خلال انجازاتها ليس فقط الهيئة الحالية إنما الهيئات المتعاقبة سدوا ثغرات كثيرة للجامعة.
مستقبل الجامعة اللبنانية
إن الجامعة اللبنانية بالرغم من كل التجاذبات نراها تسير قدما لأنها تضم طاقات هائلة لا يمكن الحد من قدراتها. فالجامعة اللبنانية تختزن طاقات كبيرة من حيث نوعية الأساتذة، اتساع انتشار الجامعة، علاقاتها مع الجامعات العالمية، تفوق الطلاب، تفوق الجامعة في أبحاثها.. وتختزن بالأخص طاقة كبيرة هي الاوفياء من اهلها الذين يناضلون دوما للمحافظة عليها وعلى حقوقها وصونها.
"أين هم الطلاب اليوم من قضايا الجامعة المطلبية؟
عليهم العودة إلى دورهم فيما خص قضايا الجامعة"
من هنا ولضمان مستقبل مشرق للجامعة أتوجه للطلاب فدورهم كبير، أطلب منهم الرجوع إلى النضال المطلبي. ففي العقدين 1960 و1970 لعب الطلاب دورا كبيرا في تمثيلهم ضمن مجلس الجامعة، بالإضافة إلى دورهم في القضايا المطلبية، في النتيجة الطالب هو المحور الأساس في الجامعة اللبنانية حيث أن الجامعة للطلاب، فأرى مستقبل الجامعة بهذه الطاقات كلها مستقبل جيد.
الرابطة مسيرة دائمة ومستمرة
أثبتت الرابطة خلال الأربعين سنة من مسيرتها انها ملتزمة النضال في سبيل الجامعة بالرغم من كل التجاذبات والتحديات، اثبتت حضورها وحققت انجازات مهمة يمكن ان نختصرها، فهي كانت المسببة بتعديل سلسلة الرتب والرواتب لأفراد الهيئة التعليمية لعدة مرات، شاركت بالعمل على صدور قوانين ومراسيم تنظيمية للجامعة منها القانون 66، دعمت المجمعات الجامعية، كان لها دور كبير في بناء مجمع الحدث، امنت حقوق ومكتسبات اهل الجامعة ووقفت في وجه كل الأمور التي تعيق هذه المكتسبات والحقوق، أنشأت صندوق التعاضد لأفراد الهيئة التعليمية، عملت على تعيين عمداء أصيلين للوحدات والمعاهد، أمنت عدة مراسيم لتفريغ المتعاقدين في الساعة لعدة مرات، عملت لصدور عدة مراسيم لدخول الأساتذة إلى ملاك الجامعة... فإذاً الرابطة مسيرة مستديمة؛ لذلك انا أعول على الرابطة في الأيام المقبلة لانها ستكمل ما تحدثنا عنه وما يخدم مصلحة أهل الجامعة، واتمنى ان تأخذ بعين الاعتبار الامور التي وضعتها الهيئة الحالية، اي ملاحقة المشاريع التي قدمناها وأسسنا لهم من اجلها، وأطلب من الرابطة الا تكتفي بالقضايا المطلبية فقط بل ان تسير ايضا نحو القضايا العامة للجامعة اكثر؛ أعني مطالب الجامعة الكبيرة، فأطلب من الهيئة القادمة ان تطالب وبإصرار من أجل المجمعات الجامعية، وتتصدى لأي شيء يعيق القضايا الأكاديمية من مستوى تعليم وشهادات وتطالب أيضا بحقوق الطلاب، فأين نحن من المنح الجامعية التي انخفض عددها؟ أين مساكن الطلاب؟ أين المطاعم الجامعية؟ أين سوق العمل؟ الرابطة أيضا يجب أن يكون لها دور تعاوني مع الطلاب من أجل تأمين شؤونهم، فتأمين شؤون الطلاب يعني تأمين شؤون الجامعة.
الملفات المطلبية للمرحلة المقبلة
الملفات المطلبية كثيرة أهمها المجمعات الجامعية وكل ما يرتبط ببنية الجامعة، تفعيل مجلس الجامعة ووضع استراتيجية واعدة ومستقبلية لعمله، بالإضافة لتحديث القوانين حيث يجب، تطبيق قوانين وأنظمة الجامعة والتقيد بها كما يجب، رفع موازنة الجامعة، تطوير الجهاز الإداري والفني، تكريس الحياة الديمقراطية داخل الجامعة، تفعيل الواردات، معاملات الجامعة يجب ان تكون اكثر شفافية ووضوح، بالاضافة الى الحد من تباطؤ المعاملات وروتينيتها. كذلك يجب الانتهاء من بدعة عقود المصالحة ان كان على صعيد الأساتذة او على صعيد الموظفين، يجب العودة إلى القواعد الجامعية السليمة التي تليق بالجامعات الراقية.
ومن أهم المطالب انصاف الأساتذة الذين استُثنوا من آخر ملف تفرغ، هذه الشريحة التي استُبعدت دون وجه حق وخاصة أنهم يعملون في الجامعة منذ فترة طويلة، ونحن في الرابطة من الأمور التي طالبنا بها هي انصاف المستثنين من التفرغ، أردنا أن يبقى الملف حيا..
من المطالب المحسومات التقاعدية للأساتذة، يجب تحقيق المشروع التي قدمته الرابطة، بالإضافة للمشروع الذي قُدّم للمالية بما يخص 225 ساعة يجب تحقيقه، يجب دعم صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية والكف عن التدخل السياسي بما يعيق مسيرة الجامعة، فلتكن لمصلحة الجامعة وليس لإعاقتها.
العلاقة مع الرئيس الجديد للجامعة
لدي أمل كبير بالرئيس الجديد والادارة الجديدة، نحن التقينا مع الرئيس مرة واحدة، قدمنا له خريطة عمل وناقشنا معه كل ما نراه لازما بخصوص مستقبل الجامعة والإصلاحات النوعية، وقد أبدى كل نية حسنة ولاحظنا أنه هو أيضا يرى ما نراه وليس بعيدا عما طرحنا. نأمل أن يحقق الذي عرضناه.. ويزداد أملنا بالعهد الجديد في الجامعة خاصة أنه تزامن مع إنهاء الشغور الرئاسي وتفاؤل كبير لتعيين حكومة جديدة..
الأستاذ النموذج
اﻷستاذ النموذجي هو الأستاذ الذي يحترم وظيفته ويتمتع بالضمير المهني الحقيقي، فأهم طاقة تختزنها الجامعة هي الأساتذة، والجزء الكبير من أساتذتها هم طاقة بالمفهوم الذي تحدثنا عنه سابقاً.. والأستاذ النموذج هو الذي يتقيد بقوانين وأنظمة الجامعة من أجل البحث ومن أجل اعطاء الوقت الكافي لمقرراته وللتدريس وأيضا من أجل التفاعل أكثر مع الطلاب.
تحية رئيسة الهيئة التنفيذية لأهل الجامعة
أُحيّي الزملاء الأساتذة كما أُحيّي أهل الجامعة. أتمنى الخير لإدارة الجامعة الجديدة ورسالتي لهم هي إكمال المسيرة ضمن ما عودتنا عليه الجامعة سابقا من تميّز بما يخص المستوى الجامعي، مستوى الشهادات، مستوى الأساتذة، ومستوى الطلاب، اذ يجب المحافظة على هذا التميّز وعلى قوانين الجامعة...
فريق إعداد المقابلة: بتول شعيتو، مروى ناصر.
تصوير المقابلة: رضا بيضون.