إلتقى الأمين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا الشباب المشاركين،من مختلف البلدان العربية، في "مخيم الشباب القومي العربي" الذي أقيم في دورته التاسعة والعشرين في لبنان، بعنوان "وحدة الساحات العربية لمقاومة الاحتلال والعدوان والتطبيع".
استقبل سعد بحفاوة الشباب المشاركين، وكان له كلمة أكد خلالها "أهمية دور الشباب في التغيير وصناعة المستقبل الذي يطمح اليه الشباب في الوطن العربي في مواجهة تخاذل الحكام و حالة التشرذم الطائفي والمذهبي والأزمات التي يمر بها عالمنا العربي".
وشدد على "أهمية التكامل بين النضال والدفاع عن الأوطان من الاحتلال والعدو الصهيوني و الدفاع عن الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية"، مستذكرا "مشروع القائد جمال عبد الناصر التقدمي الذي لا يزال حيا في روح كل انسان عربي حر".
وقال: "النضال من أجل الحياة الكريمة هو نضال متعدد الجوانب. علينا أن نخوض كل المعارك، وهي مسؤولية كبيرة علينا لنسير في عملية نضالية متعددة الجوانب. النضال ليس فقط ضد الاستعمار وضد الصهيونية، وانما ايضا من أجل الكرامة الانسانية. يستشهد المواطنون دفاعا عن وطنهم ضد عدو غاصب ومحتل، ليس من أجل أن يسلموا مقدرات بلادهم الى الفاسدين والمستبدين بحقوق الناس. النضال من أجل الكرامة الانسانية يساوي النضال من أجل الكرامة الوطنية".
أضاف: "لبنان يمر بأزمة خطيرة جدا، ونعيش حالة من الانهيارات على مختلف الصعد المالية والاقتصادية والخدماتية وتداعيات كل ذلك على حياة الناس، اضافة الى تهديد العدو الصهيوني المستمر على بلادنا. ونحن نواجه العدو علينا مواجهة حالة التشرذم الطائفي والمذهبي المهيمن على حياتنا العامة. هذا الواقع نراه في أكثر من بلد عربي، بخاصة في المشرق العربي. نرى هيمنة القوى الطائفية في نزاعاتها وتسوياتها، وبالتالي نرى تراجعا في الانتماء الوطني، واستهدافا للهوية الوطنية والعروبة بمفهومها التحرري التقدمي النهضوي المقاوم".
وتابع سعد: "أنتم الشباب العربي، نبني الآمال الكبيرة عليكم لكي تنهضوا بأمتكم العربية في مواجهة هذا الطابع الطائفي والمذهبي المسيطر الذي لا يمكن له أن يؤمن استقرارا او ازدهارا لشعوبنا العربية، وانما يؤدي الى صراعات ونزاعات وحروب أهلية كما تشهد بعض البلدان العربية الآن، اضافة الى التدخلات الخارجية في شؤوننا العربية"، لافتا الى ان "هذا الواقع لا يطمئن الشباب العربي الى مستقبل تسود فيه الحرية والكرامةالانسانية وبما يتطلع اليه الشباب".
وأردف: "في لبنان والكثير من البلدان العربية الأخرى نعيش حالة من عدم الاستقرار، والشعوب العربية لا تمتلك قرارها، والشباب العربي يائس ومحبط، لكننا نعول على مخيم الشباب القومي العربي وغيره من الأنشطة لزرع الأمل والارادة والتصميم عند الشباب العربي بأنه قادر على بناء مستقبله وفق ما يريد، وليس وفق ما يريده الحكام الطائفيون المذهبيون التابعون لجهات دولية".
وقال: "نحن نريد أن نعيش في بلادنا بعد أن حررنا اراضينا، ومستعدون لمواجهة اي عدوان او احتلال. ونريد ان نعيش بكرامة في بلداننا، وان نبني المستقبل. هذا ما نسعى اليه، ونسعى لتحقيقه. كل هذه الأمور تفرض علينا أن نستجمع قوانا . التشرذم الطائفي والمذهبي لا يؤدي الى عدم الاستقرار فقط ، وانما يشكل خدمة للعدو الصهيوني. فالطائفية والمذهبية شكل من اشكال العنصرية،اما العروبة تفرض علينا تجميع طاقات شعوبنا لتوضع في خدمة حقوقها الاساسية، في الكثير من الدول العربية الطائفية والمذهبية تسببان المآسي، ويجب التخلص منهما. ونحن نريد أن نكون أحرارا في بلادنا".
أضاف: "بامكاننا ان نخوض في كل بلد من بلادنا النضال السياسي والاجتماعي دفاعا عن حقوق شعوبنا عبر التغيير السياسي، ومن اجل حماية بلادنا من كل التدخلات الخارجية، ومن اجل النهوض بالأمة العربية، ومن أجل المشروع التقدمي الذي غاب وغُيب بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر. الأمة تحتاج الى مشروع متكامل يجمع طاقاتها في مواجهة التحديات كافة، ومن المهم جدا أن نبني قدراتنا في مواجهة العدو الصهيوني، ولكن علينا تعزيز صمود شعوبنا العربية في مواجهة التحديات والمخاطر"..
وختم سعد: "جمال عبد الناصر لم يُسقط المواجهة مع العدو الصهيوني، ولكنه لم يُهمل للحظة واحدة قضية العدالة الاجتماعية، وجعل لكل انسان عربي كرامة في كل الدنيا. هذا هو مشروعنا الغائب الحاضر بكم، بالاجيال الجديدة .وجمال عبد الناصر لا زال حاضرا ومشروعه لا يزال حيا، وروحه لم تمت، ولا تزال حية في وجدان وضمير كل انسان عربي".
بتوقيت بيروت