أعلنت جمعية "المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم"، ان رئيسها الدكتور حسين يوسف، شارك في "ورشة المجمع التربوي في وزارة التربية لمناقشة مشروع تطوير المناهج"، وكانت له كلمة توجه فيها الى وزير التربية والتعليم العالي، بالقول: "إن استبعاد مكونات لبنانية بشكل واضح هو أمر غير ميثاقي، وهو ما يثير الريبة في وجود إدارة ظل أو هناك خط مقفل، وكل مقفل يكون له عادة حلول جاهزة تأتي معلّبة"
وحيا يوسف في "كل الجهود المبذولة في المشروع الذي نعتبره - مثل كل المشتغلين في التربية - في لبنان حاجة مصيرية للبنانيين". وقال:" في الحقيقة لفتني كثيرا المشهد المقدم ولفتني أكثر كلام معالي الوزير والذي نعتبره أمينا على مسار التربية في لبنان مادام على رأس الوزارة.
ذكرتم أن لبنان يعيش انقسامات حاليا، وأنكم حاولتم تجاوز هذه الانقسامات، لكن لا أعتقد أن تجاوز الانقسامات يتم بتجاوز أهلها. بل بالمشاركة الوطنية لكل المكونات، والمشاركة تتم من خلال أهلها، يعني لا يمكن أن نختار نحن من يمثل الآخر ثم نتحدث عن المشاركة الوطنية".
أضاف يوسف:"المناهج هي قضية ذات بعدين البعد التربوي التقني والبعد الوطني المتصل بهوية لبنان وبتاريخ لبنان، والمتصل بخيارات لبنان، يعني أي لبنان نريد، وإلى أين نحن ذاهبون؟
لذلك فإن استبعاد مكونات لبنانية بشكل واضح هو أمر غير ميثاقي، وهو ما يثير الريبة بوجود إدارة ظل أو هناك خط مقفل، وكل مقفل يكون له عادة حلول جاهزة تأتي معلبة.
لذلك كل النقاشات التي كانت تتم حول قضايا متصلة بالشق التقني والأدب التربوي والتجارب الانسانية وتجاربنا التربوية كانت تأخذ الملاحظات حولها وتناقش بيسر، وعندما تصل النقاشات إلى الهوية الفعلية والقضايا الانقسامية، كان يتم تجاوزها. لماذا؟ لأن هناك فعلا قيادة ظل هي التي تقرر ماذا تناقش وماذا تأخذ وماذا تغفل.
وتابع :" مع تقديرنا لكل ما تم تقديمه من قبل المحاضرين، لكن حقيقة ما يجري هي غير ذلك.
نحن بعد 25 سنة "ما فينا نحكي عن تطوير- ومنكون عم نضحك عحالنا عندما نتحدث عن تطوير"- التطوير يكون عملية مستمرة لها آليات منظومية، أما بعد 25 سنة فنحن على مفترق طريق، نحن أمام تحول حقيقي في التربية، وهو ما يستدعي أن نتفق على معالم أساسية حتى لو أخذنا بعض الوقت، لأن بديل ذلك لا يكون بالذهاب للاعلان عن المناهج في 13 نيسان لنفتح حربا أهلية جديدة".
وشدد يوسف على "عدم تجاوز الاصول ومتابعة النقاش وكل تفصيل مع وجود آليات واضحة لحسم الجدال والنقاش والخلاف". وقال:" على سبيل المثال، عندما تطرح قضية من نوع التهديدات الوجودية التي يتعرض لها لبنان، والتي هي مستمرة منذ 50 سنة وكلفت لبنان آلاف الجرحى والضحايا والشهداء والمهجرين ونصف لبنان تدمر بسببها، فنأتي لنقول أن هذه قضية إشكالية، ولا نريد إشكالات. بهذه الطريقة تريدون أن نناقش قضايا وطنية بهذا المستوى وبهذه الأهمية؟، وإذا فعلا كنا معتمدين وثيقة الوفاق الوطني فيمكن أن نرجع لها حيث هذا الأمر واضح ومحلول، وهو أن اسرائيل هي عدوة. وإذا كانت وثيقة الوفاق الوطني لا تجيب عن الإشكال فعندها بأدنى حس وطني نعود إلى المرجعيات الوطنية الموجودة في الوطن وهي التي تجيب عن هذه القضايا وهي مسؤولة عن تقديم الحلول. ووثيقة الوفاق الوطني للعلم فقط معالي الوزير لم تكن موجودة في المسودة الأولى، وبعدما طالبنا بمرجعيتها لهذه الوثائق وجدنا أنها وضعت شكليا في غير السياق المطلوب".
وقال:" نحن في موضوع المناهج مؤتمنون بكل ما للكلمة من معنى، ليس المهم تحقيق إنجاز في توقيت مشبوه وفي أي ثمن، بل المطلوب في هذا التوقيت بالذات إعداد مناهج تبعدنا عن شبح الانقسامات، نحن لا نحتمل مناهج تتحدث بكلام عام جدا جدا، بحيث يستطيع كل شي لاحقا أن يلائمها، خاصة أننا ذاهبون على ما يبدو إلى مناهج "ستلزم"، يعني - وهذا يحتاج إلى توضيح-. يعني سيأتي لاحقا لا أدري مين! أي شركات أو أي مؤسسات لتكتب لنا مناهجنا تحت غطاء هذا الإطار العام جدا".
ودعا يوسف "إلى التبصر والذهاب إلى حلول منطقية عملية مقنعة، طالما كان طرحنا - وهذا تم متابعته مع معالي الوزير- الوصول إلى معالجات وحلول حقيقية، وعدم الانتظار حتى الذهاب إلى مجلس الوزراء ليسقط المقترح هناك".
وختم : "كلا، نحن نريد أن نعالج، فعلى سبيل المثال، في ورشة سابقة على مستوى المناهج سنة 2019، تم مناقشة سمات المتعلم، وأخذت وقت طويل جدا وحازت على إجماع كل المشاركين ونحن من ضمنهم، ومع ذلك نجد ان هناك اصرارا الآن على تجاوزها، رغم مطالبتنا باعتمادها في ملمح المتعلم. وهذا يؤكد أنّه ليس هناك شراكة بل هناك من يكتب في مكان آخر، حتى اللجان المولجة مناقشة الوثائق، تعاني بأن هناك من يجمع الملاحظات بعدها وهو يقر ماذا يأخذ وماذا يبقي.
يعتصرني الألم، أننا وصلنا إلى هنا (في المشكلة)، لأن هناك من هو مستعجل لتمرير بعض الاستحقاقات، والمسارات التي اتخذت حتى الآن، غيرت الوجهة بالنسبة لنا على الأقل، ولم تعد في المسار الذي يفضي إلى المناهج المرجوة".
بتوقيت بيروت