وطنية - إفتتحت جمعية مؤسسة "جهاد البناء الانمائية" بالتعاون مع "المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق" مؤتمرا بعنوان "مؤتمر التدريب المهني المعجل في لبنان: التحديات وآفاق فرص العمل"، في فندق "ريفييرا" في حضور وزير العمل الدكتور مصطفى بيرم، مدير التنمية والتعاونيات في مؤسسة جهاد البناء الدكتور علي زعيتر ممثلا مدير عام مؤسسة جهاد البناء الانمائية الدكتور محمد الخنسا، اضافة الى ممثلي عدد من الجمعيات والمؤسسات والفاعليات الاجتماعية والاكاديمية والتربوية والاقتصادية والتنموية.
استهل المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني.
ثم ألقى الدكتور زعيتر كلمة المؤسسة فأشار الى أنها "اهتمت منذ أكثر من عقد بتطوير ملف التدريب المهني والحرفي المعجل بهدف تمكين اللبنانيين اقتصاديا وخاصة الاسر الفقيرة"، مؤكدا بأنه "ملف اساسي لما له من نتائج وأهمية لتأمين وتطوير فرص العمل، وتمكنت المؤسسة من تدريب عشرات الآلاف، وخصوصا النساء على اختصاصات مختلفة للدخول في العمل المنتج".
ولفت الى ان "المؤسسة عملت مع جهات ومنظمات عدة خلال السنوات الماضية من ادارات رسمية وبلديات وجمعيات ومنظمات محلية واجنبية". وقال: "لقد قام نموذج التدريب المهني المعجل في المؤسسة على مقاربة كل تدريب يساوي فرصة عمل لتعويض النقص الهيكلي في التعليم الاكاديمي والمهني، ولأجل فهم متطلبات السوق من المهارات على مستوى التخصص والقطاعات الانتاجية القادرة على استقطاب اليد العاملة المتخصصة مثل الصناعات الغذائية وتقنيات المعلومات والاتصالات وغيرها، بتطوير برامجها التدريبية وفقا للحاجة وزيادة فرص الحصول على عمل".
وقال: "هذا المؤتمر سوف يعنى بالمقاربات البحثية على مدى يومين لنساعد في وضع توجهات واضحة فيما يتعلق بخصائص التدريب المهني النظامي والتحديات التي تواجه قطاعات التدريب المهني المعجل واطر المعالجة والسياسات الواجب اتباعها من اجل تحقيق فرص عمل فضلا عن الانظمة والتشريعات ومستلزمات النهوض المادية واللوجستية للقطاع وكيفية اشراك القطاع الخاص في عمليات التخطيط وآليات التعاون بين الجهات المعنية الرسمية والخاصة وتعزيز الشراكات".
بيرم
أما وزير العمل فاعتبر أن "انعقاد هذا المؤتمر لما له من اهمية كبيرة لأن يقاس النجاح بمدى الاحتياجات وتلبيتها لأن اول شرط بالتخطيط هو تحليل الاحتياجات ومواكبة ما يحتاجه المجتمع لذلك يأتي التدريب كتكريس لقاعدة بجمع المنحنا والفرصة".
وقال: "التدريب المعجل هو مواءمة تستجيب للتطورات المتسارعة التي نعيشها اليوم، وفن النجاح اليوم هو فن الاستغلال الذكي لمسألة الوقت. ونحن في وضع صعب في لبنان: حصار شديد، ظلام دامس، وكيف نتعاون معه إلا بتقوية المناعة النفسية لأن أصعب سقوط هو السقوط الداخلي".
أضاف: "الشهادة الجامعية اليوم لم تعد تكفي للنجاح في سوق العمل، بل تحتاج الى تدريب ذكي وفاعل الذي يجمع الكفاءة مع صقل المهارة ولتنقل التجربة الغنية من إطار الكمية الى اطار النوعية. والتدريب الذكي المعجل يختلف عن التدريب المهني، بل هو مطلوب اليوم في ظل التسارع في التطور على اكثر من مستوى".
وتابع: "ما تقوم به جمعية مؤسسة جهاد البناء الانمائية بالتعاون مع المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق هو خطوة ذكية جدا. وأدعو الشباب اليوم الى تلقف سوق العمل بكل إيحابية لأن العمل لا ينفصل عن الأمل، وهذا مطلوب جدا اليوم، لأن نسبة السلبية في لبنان هي نسبة كبيرة جدا. وعندما تفتح اي اذاعة او وسيلة اعلامية ليس هناك أي خبر يفرح".
وإذ حذر من "الانتظار على قارعة الطريق لننتظر الامل"، قال: "الامل نحن نصنعه والامل مرتبط بالمعنى. ويجب على كل انسان أن يكون له أمل ومعنى، وبذل العناية ليتكرس فيما بعد الى نجاح مستدام. وهذا هو التدريب الذكي لتلبية كافة فرص العمل التي تلوح، وهذا ينعكس نتيجة باهرة جدا في كافة قطاعات سوق العمل".
تجدر الاشارة الى ان المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين ويختتم بتوصيات، وعلى مدى خمس جلسات عمل متتالية لكبار الاكاديميين وباحثين اجتماعيين واقتصاديين وعرض التجارب والبحوث ومقاربة التحديات للتدريب المهني المعجل والحد من استيعاب تداعيات الازمات الاقتصادية وتفعيل القطاع الانتاجي.
بتوقيت بيروت