في فترة العزل المنزلي شعر الطلاب بالعجز فيما ينتشر الفيروس في البلاد، في الوقت الذي يمكن أن يساهموا في تقديم المساعدة. هم 5 من طلاب كلية برمجة الكمبيوتر وانضم إليهم طالبان متفوقان إضافيان لتعمل المجموعة كاملة بتعاون تام على إنجاز الروبوت الاول من نوعه في لبنان حتى يقدم إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في قسم معالجة المصابين بكورونا. هادي زين الدين وسامي شمس الدين وعادل الحاج حسن ومجد دهيني وحسن بدران وزاهر شحادي وباقر نعيم هم الطلاب الذين حققوا هذا الإنجاز بالتعاون مع الدكتورين باسم حيدر وصبا حيدر وبإشرافهما.
بحسب الدكتورة صبا حيدر "هي مبادرة خاصة من طلاب المعلوماتية الذي فكروا بما يمكن أن يساهموا من خلال مجال اختصاصهم لدعم الجسم الطبي في مواجهة كورونا. قاموا بجهود لافتة وعملوا ليل نهار لإنجاز الروبوت الذي تم تطويره في مراحل عدة وقد حازوا على دعم عميد الكلية ورئيس الجامعة الذي قدم الدعم المادي والتقني لتطوير الروبوت".
حول مختلف المراحل التي مر بها الروبوت حتى أنجز، تحدث الطالب مجد دهيني إلى "النهار" قائلاً ان "الفكرة الأساسية من المشروع كانت تقديم روبوت يمكن أن يقدم الخدمات البسيطة لمرضى كورونا في الغرف للحد من العبء على الممرضين كالطعام مثلاً أو غيره من الخدمات بدلاً من أن يضطر الممرض في كل مرة إلى تبديل ملابسه الوقائية والتعرض للعدوى. تواصلنا مع الدكاترة وأيضاً مع المستشفى للتأكد من حاجتهم إليه فزودونا بكافة التفاصيل اللازمة عن المستشفى والطوابق".
وقد صمّم الطلاب النموذج الأول للروبوت بحسب الإمكانات المحدودة المتوافرة وتم الانتهاء منه خلال 5 أيام من العمل المتواصل وفي مواجهة تحديات عديدة خصوصاً مع ظروف التعبئة العامة والإقفال وصعوبة تأمين المعدات للروبوت. "كان النموذج جيداً لكن من حيث الشكل كان يحتاج إلى التحسين خصوصاً أنه كان هشاً إلى حد ما وغير قابل للتعقيم لكن أنجزناه بحسب إمكاناتنا المحدودة. كنا نتحكم به بتطبيق على الخلوي.
لكن في مرحلة لاحقة تكفلت الجامعة بالتكاليف اللازمة كما قدم الدكاترة دعمهم لإدخال تحسينات عليه. عندما طلب رئيس الجامعة مقابلتنا سارعنا إلى إدخال تحسينات عليه بما توافر لدينا. فللهيكل استخدمنا إحدى الخزانات المصنوعة من الألومينيوم في المنزل حتى يكون أكثر متانة وقد قصصناها بأنفسنا. وفي هذه المرحلة بدأت تأتينا المزيد من الأفكار للتطوير فأضفنا الـtablet فيتمكن الممرض من التحكم بالروبوت ويعطي الأوامر. كما تضمن الروبوت كاميرا تسمح بنقل ما أمام الروبوت حتى تعطى له الأوامر المناسبة من خلال التطبيق. وقد نصحنا رئيس الجامعة بعد مقابلته بإضافة خدمة الـVideo Call فأضفناها ليتواصل الأطباء مع المريض من خلالها للاطمئنان إليه فكانت هذه فكرة مهمة. وقد أعجب رئيس الجامعة كثيراً بالروبوت وقدم الدعم المادي من الجامعة كما طلب منا ألا نقلق بشأن الهيكل فتواصل مع شركة تهتم بهذا الموضوع لنركز نحن على البرمجة".
هكذا أدخلت التحسينات حتى وصلنا إلى النسخة الجديدة بكل ما تم تطويره فيها واللمسات الأخيرة التي أضيفت، إلى مستشفى الحريري الجامعي في القسم الخاص بمرضى كورونا. وبحسب مجد سيتم العمل على تسيير الروبوت بحسب رموز Codes توزع في الطابق وفي السقف حتى يجري لها مسح بواسطة الكاميرا التي فيه فيتوجه إلى المكان المحدد له لا بالتحكم من بعد كما يحصل الآن إنما تلقائياً وفقاً لهذه الرموز التي يتعرف إليها.
وبعد تسليم هذا الروبوت الأول لقسم المصابين بكورونا في المستشفى من المفترض تأمين 5 أجهزة أخرى بهبة من الجامعة اللبنانية على أن تقدم روبوتات أخرى لمستشفيات حكومية أخرى فيما يتم الاستناد إلى التجربة الأولى التي تشكل إنجازاً حقيقياً للبنان ولطلاب الجامعة اللبنانية، لإدخال المزيد من التحسينات والتطوير.
حول الروبوت الذي تسلمه المستشفى تقول الطبيبة المتمرنة في قسم كورونا في مستشفى الحريري الجامعي الدكتورة ليال عليوان أنه سيساهم في الحد من الاتصال المباشر ما بين افراد الجسم الطبي والمرضى في الخدمات التي لا تستدعي هذا الاتصال كتقديم أي غرض يحتاج المريض أو الطعام، مشيرةً إلى أنه يتميز في سهولة استخدامه من خلال التطبيق وأيضاً في الكاميرا التي فيه التي تسمح بمتابعة المريض من بعد والتأكد من أنه لا يحتاج إلى شيء. ففي حال وجود أية مشكلة يمكن عندها التوجه إليه. "ينتظر الطلاب آراءنا حول الروبوت استناداً إلى تجربتنا له حتى يتمكنوا من تطويره اكثر بعد على هذا الأساس وبحسب احتياجاتنا".
المصدر: النهار
بتوقيت بيروت