إختتم إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، الليلة الثالثة لمهرجان الضاحية الثقافي الثاني، الذي ينظمه في باحة عاشوراء في الجاموس- الحدث بتكريم عدد من الطلاب المتفوقين وحضر حفل الاختتام سفير دولة فلسطين أشرف دبور، النائب امين شري، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا ورؤساء واعضاء بلديات الضاحية الجنوبية وفاعليات سياسية وعسكرية وعلمائية وثقافية واعلامية واجتماعية.
بداية الحفل، آيات من القرآن الكريم، وبعد النشيد الوطني، ألقى اللواء ابراهيم كلمة مما قال فيها: (...) "من المدارس والثانويات والجامعات والمعاهد الفنية يخرج صناع المجد وحراس الأوطان، لأن فيها تتألق المثل الوطنية والأخلاقية. ومنها العلم والمعرفة والإبداع والتفوق. وعبرها ترتقي الدولة ويعلو شأنها. فالأمم والحضارت لا تسمو إلا بالعلم والعلماء، ولهذا يجب التنبه الى معدلات التسرب المدرسي، وكذلك العمل المتواصل على غرار ما يفعل اتحاد بلديات الضاحية في دعم المدرسة الرسمية لأنها فرصة محدودي الدخل، ومعقد آمالهم بغد أفضل. فلا التبطل يوفر عيشا كريما مستقرا ولا الشوارع تقي من غائلات الدهر.
ان إتاحة التعليم بكل انواعه، وبجودة عالية وللجميع، وفي إطار نظام تربوي كفؤ وعادل ومستديم ومرن يرتكز على أرقى العلوم فنيا وتقنيا وتكنولوجيا، يؤسس لبناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهر لاجيالنا، بالتوازي مع بناء الشخصية الواثقة والمتوازنة بما يمكنها من اطلاق إمكاناتها وتحقيق طموحاتها. لذا يجب أن يبقى التعليم مشروعا وطنيا اخلاقيا ذا أولوية متقدمة وبما يتناسب مع معايير التعليم الدولي، ومع وجوب التركيز على تحصيل اللغات الأجنبية. وهنا لا بد من الثناء على ما يقوم به اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية من جهد نوعي في هذا الإطار، نتطلع الى تطويره أكثر فأكثر ليكون الاحتفال في العام المقبل مع عدد أكبر من المتفوقين والمبدعين. والمراهنة على دور اتحاد البلديات ليست من باب استنزاف ما يقوم به، بقدر ما هي دلالة بالغة الأهمية عن التفاعل المجتمعي بين الأطر الرسمية والبلدية والأهلية، وما يفضي إليه من نتائج هامة بدليل المهرجان الثقافي الثاني وحفلنا المميز هذا".
وقال: "إن التفوق هو تحد يجيده اللبنانيون وخبروه على الدوام ضد الاقطاع، وضد الاحتلال وضد الحروب. ولطالما نجحنا بالاصرار والثبات. واذا كان التفوق تحديا، فالتكريم هو تشجيع للطلاب للسير قدما نحو تحديات أعلى، وهو ايضا فخر لنا جميعا في ظل القدرة المدهشة على الاحتفال بمتفوقين في ظل همجيتين صهيونية ومتأسلمة. فنحن بلد يحترف التفوق والإبداع، لكن للأسف فإنه في المقابل يحترف بالمعنى السيء تبديد هذه القدرات والنجاحات المتراكمة عبر افتعال أزمات وطنية ما من مبرر لها على الإطلاق، وما يزيد من سخف هذه الحال أننا نواجه على الحدود مع فلسطين المحتلة عدوا يعتقد أنه يشن آخر حروبه على عروبتنا في فلسطين، وعلى مقدساتنا وأعني مصادرة القدس عبر إقرار قومية الدولة اليهودية لتتجلى قباحة الصهيونية على غرار الروح النازية. ان ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، يعني اننا أمام استحقاقات أشد ضراوة من كل ما سبقها، ويوازي لحظة اعلان قيام الكيان الصهيوني. واني على المستوى الوطني أنبه وأدعو إلى وعي استثنائي وعلى كل المستويات لخطورة المرحلة، فسقوط فلسطين والقدس وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير حق المصير، هو اعلان فاضح عن التوجه نحو صدام الحضارات وتأجيج الحروب الدينية والمذهبية، فضلا عن أنه يبعث هواجس لبنانية عن توطين من هنا أو هناك، سببهما لجوء فلسطيني أو نزوح سوري. إننا في لبنان لا خيار لنا غير التمسك بنهائية الكيان اللبناني وطنا نهائيا لجميع أبنائه، لا من باب النزعات الشوفينية، انما من مدخل الوعي الوطني "للحمى" الديموغرافية وللمنظومة الأهلية التي لم تتحول للأسف بعد إلى جسم وطني ذي مناعة حقيقية. فهي ما زالت نون الجماعات الكثيرة أقوى من نون الجماعة اللبنانية مجتمعة وموحدة ضمن التعددية الحضارية والدينية".
وفي الختام توجه بالتهنئة "القلبية الصادقة والحارة للأهل وللطلاب الناجحين والمبدعين خصوصا المتفوقين وهم بناة لبنان الافضل، ولبنان المتجدد".
بعد ذلك وزعت شهادات على المتفوقين.