جامعة المعارف... كليات جديدة ومجمّع حديث
تشهد جامعة المعارف، منذ أن حازت الإذن الرسمي بمباشرة التدريس عام 2015، نهضة شاملة ونمواً سريعاً يؤشر إلى مدى الجهد المبذول من قبلها لمواكبة احتياجات الطلاب في لبنان من جهة، وإلى النجاح الذي حققته والذي فرض عليها السعي إلى ترخيص كليات جديدة، إضافة إلى التوسع في مناطق مختلفة وتشييد حرم جامعي في بيروت من جهة أخرى، كما يبشّر نائب رئيس الجامعة البروفسور جلال جمعة في الحوار التالي
■ هل لنا بمعلومات عامة شاملة عن الجامعة: كيف بدأت، تطورها اليوم وعدد الفروع؟
جامعة المعارف مؤسّسة تربويّة أكاديميّة من مؤسّسات التّعليم العالي في لبنان، باشرت التّدريس في كليّاتها الثلاث: إدارة الأعمال، الإعلام والفنون، الأديان والعلوم الإنسانيّة، عام 2015.
وحصلت من مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت بتاريخ 17/5/2017 على الترخيص لكليتيّ الهندسة والعلوم، وهي الآن بصدد الترخيص لكلية التربية، وكذلك لفرعين في النبطية وبعلبك. تعتمد الجامعة نظام الفصول الدّراسيّة، موزعة سنوياً على ثلاثة فصول: الخريف، الربيع والصيف. كما تعتمد نظام الوحدات الذي يسمح للطلاب بتسجيل عدد محدّد من الوحدات الدراسية سنويّاً. أما اللغتان المعتمدتان في التعليم فهما الإنكليزية والعربية.
■ الكليات والاختصاصات؟
تُعنى الجامعة بالاختصاصات المتنوعة وفق أرقى وأحدث النُّظم الأكاديمية والتقنيات التعليمية في إطار نموذجي يجمع بين العلم والأخلاق.
أما الكليّات والاختصاصات فهي كالآتي:
أوّلاً – كلية الأديان والعلوم الإنسانية: وتضمّ الاختصاصات الآتية:
- العلوم الإسلامية - الفلسفة وعلم الكلام - علوم القرآن والحديث - التاريخ والحضارة المقارنة - الأديان المقارنة - الترجمة واللغات.
ثانياً – كلية إدارة الأعمال: وتضمّ الاختصاصات الآتية:
- المحاسبة - الاقتصاد - العلوم المالية والمصرفية - إدارة الموارد البشرية - الإدارة العامة - إدارة الأعمال الدولية - إدارة تكنولوجيا المعلومات والنظم - التسويق.
ثالثاً – كلية الإعلام والفنون الجميلة: وتضمّ الاختصاصات الآتية:
- الإذاعة والتلفزيون - الصحافة (المكتوبة والرقمية) - العلاقات العامة - علوم الاتصال.
أما الكليات التي تم ترخيصها حديثاً فهي:
رابعاً: الهندسة وتضم الاختصاصات الآتية:
الهندسة المدنية - هندسة الحاسوب وتكنولوجيا الحاسوب - هندسة الكهرباء والإلكترونيك - هندسة الميكانيك.
خامساً: العلوم وتضم الاختصاصات الآتية:
الإحصاء التطبيقي - الرياضيات - الفيزياء - علوم الحاسوب - الكيمياء - علم الأحياء.
■ ما هي الروحية والمبادئ العامة التي ترعى عمل جامعة المعارف؟
تستلهم جامعة المعارف القيم الدينية والإنسانية السامية للجمع بين العلم والأخلاق. وتعتبر أنّ العلم رسالةٌ وفضيلةٌ وواجبٌ تقوم به في سبيل خدمة الإنسان.
■ تفرض الأساليب التعليمية الحديثة مواكبة روح العصر. هل كيّفتم طريقة التدريس مع متطلبات شباب اليوم؟
تعمل الجامعة على علاقة مميّزة تربط الأساتذة بالطلاب بنمط يُفعّل دور الطالب في التعلّم، فلا يتلقّى المعلومات فقط, بل يشارك في البحث عن المعلومة بشتّى الوسائل.
■ لا يتطابق النظري مع العملي في الكثير من الأحيان. ويجد الطلاب أنفسهم في حالات عدة أمام متطلبات وظيفية لا تشبه ما درسوه في الجامعة. بالتالي، هل تحاولون الدمج بين العملي والنظري في التعليم، ما يساعد الطلاب على التجهز بشكل أفضل؟
تعتمد الجامعة على محوريّة الطالب في عملية التعليم والتعلّم؛ لذلك تقدم للطلاب كلّ مستلزمات الدراسة التي يحتاجون إليها على مستوى التجهيزات والمختبرات، والأنشطة العلميّة، والثقافيّة، والبيئيّة، والرّياضيّة.
■ فرضت التطورات التكنولوجية والتغييرات الاجتماعية والاقتصادية، ظهور اختصاصات ومهن وقطاعات لم تكن موجودة في الماضي القريب. كيف تواكبون هذه المتغيرات؟
تعمل جامعة المعارف على مراجعة الاختصاصات كافةً بشكل دوريٍّ والتأكد من إدخال أي مادة دراسيّة جديدة أو العمل على تحضير اختصاصات ثانوية تدعم الاختصاص الأساسي. أما مستقبلاً، فبرنامج الماسترات سيواكب التغيرات بطريقة مباشرة وديناميكية.
■ يعدّ تأمين التمويل اللازم لتسديد الأقساط الجامعية الهمّ الأساسي عند معظم الطلاب. كيف تتعاملون مع هذه المسألة؟
لمساعدة الطلاب، اعتمدت الجامعة برنامجاً للمساعدات الماليّة على مستويين: وضع الطالب وأسرته الاجتماعيّ, وفي هذا المجال تقدّم الجامعة منحاً تصل في بعض الحالات الخاصّة إلى 60%؛ كما تقدّم منحاً للمتفوّقين أثناء دراستهم فيها، وللمتفوّقين في شهادة الثانويّة العامّة الرّسميّة تصل إلى 100% من أجل تشجيعهم، فضلاً عن برنامج عمل خاص بالطلاب في الجامعة، ما يسهم في تخفيف الأعباء المادية.
■ هل تساعدون الطلاب على إيجاد فرص عمل بعد التخرج؟ وكيف؟
تتميّز الكليات كافةً بالمسؤولية التي تضعها على عاتقها في المساعدة على تأمين فرص العمل لطلابها وذلك باتّباع الآلية الآتية:
- التدريب المستمر للطلاب من خلال: المقررات، النشاطات الصفية، نشاطات الجامعة ككل والزيارات الميدانية للمؤسسات بأنواعها كافةً.
- التزام الطالب بـ 240 ساعة تدريب في مؤسسة تختارها الجامعة.
- وجود مجلس استشاري متخصّص في كلّ كليّة مؤلف من شخصيات: مهنية، أكاديمية، أو من أصحاب المؤسسات، يسعى إلى بناء روابط مع سوق العمل، ما يسهّل تأمين فرص عمل للمتخرجين.
- ربط مشاريع تخرّج الطلاب بالمشاكل الحقيقية التي تعانيها مؤسسات سوق العمل.
■ هل من رسالة تريدون توجيهها إلى الطلاب الذين قد يرغبون في الالتحاق بجامعتكم؟
جامعة المعارف ليست مشروعاً تجاريّاً يبغي الرّبح، وإنّما هدفها تأمين العلم الرّاقي والمميّز للطلاب، كما تأمين حاجة الطلاب إلى شهادة تليق بهم، ما يسمح لهم بتأمين فرص العمل بعد التخرّج.
■ ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
تقوم الجامعة بالتحضير لمباشرة التدريس في كليتي الهندسة والعلوم في العام الدراسي المقبل كما أنها بصدد الترخيص لكلية التربية المدرجة على لائحة الأولويّات. وكذلك تعمل على ترخيص فرعَي الجنوب والبقاع، فضلاً عن أنّ التّحضيرات جارية لتشييد مجمّع جامعيّ في بيروت.
وتسعى جامعة المعارف إلى بناء علاقة مميّزة مع الجامعات الأخرى في لبنان والعالم وذلك من أجل تبادل الخبرات؛ خاصّة أنّ الجامعة تسعى إلى الحصول على تراخيص الدّراسات العليا.
بعد التخرّج الجامعيّ... العبور نحو المجهول
يراود الطلاب في لبنان، على مدى سنوات الدراسة في الجامعة، حلم التخرّج والانتقال إلى الحياة العملية ظناً منهم أنّ الشهادة وحدها هي مفتاح النجاح والولوج إلى سوق العمل.
فور إنهاء التخصّص، يصطدم كثيرون بعثرات جمّة مرتبطة بتركيبة المجتمع اللّبناني وصعوبة العيش فيه، أبرزها المحسوبيات وتراجع فرص العمل بسبب الركود الاقتصاديّ واقتصار التوظيف على مجالات معينة أحياناً، إضافة إلى العمالة الأجنبية التي يستفيد منها أرباب العمل على حساب الشباب اللبنانيّ. يجد بعض الخريجين عملاً سريعاً فور التخرّج، ولكنه بعيد كلّ البعد عن توقعاتهم. إلّا أنّ الشريحة الكبرى منهم تنتظر شهوراً، أو حتى سنوات، قبل إيجاد الوظيفة المنشودة. منهم من يقبلون بالعمل أياً كان نوعه ومردوده كبداية لمشوارهم المهني عوضاً عن الانتظار الذي قد يطول، أو لكونهم المعيلين الوحيدين للعائلة، وغيرهم من يُفضّلون الصبر علّ البحث يقودهم إلى الوظيفة الحلم، فيطول الانتظار غالباً، وقد يوصلهم الوضع إلى اليأس والأسف على المجهود العلمي المبذول والتمرس في الاختصاص، فتتحوّل المشكلة من معضلة اقتصادية إلى اجتماعية فنفسية. الخوف من شبح البطالة يدفع الكثير من خريجي الجامعات إلى القبول بعمل في قطاعات لا تمتّ إلى اختصاصاتهم بصلة، وبراتب يكاد يلامس الحدّ الأدنى للأجور، وإلاّ فالخيار الوحيد هو الهجرة. حتى أصبح البعض يتساءل: ما نفع التخصّص ما دام العمل سيكون في ميدان آخر؟
خرّيجون من مختلف المناطق أنهوا تحصيلهم الجامعيّ وانطلقوا إلى معترك الحياة والبحث عن وظيفة، ماذا يقولون عن تجاربهم؟
مارك معتوق (٢٤ عاماً ــــ بعبدا) مجاز بعلوم الحياة ــــ الكيمياء الحياتية منذ عام ٢٠١٣ من الجامعة اليسوعية. يحمل ماستر في الكيمياء الغذائية (٢٠١٥)، وحصل مؤخراً على ماجستير في إدارة السلامة المرورية نتيجة لمنحة أخذها من اليسوعية ومجموعة «رينو» الفرنسية. بقي أكثر من ستة أشهر قبل أن يجد عملاً، مع العلم أنّه بحث عن وظيفة في اختصاصين اثنين من تخصصي الماستر. بعد فترة، عمل مستقلاً في مشروعين بلديين في ميدان السلامة المرورية، واختبر قلّة الوعي في المجتمع اللّبنانيّ لأهمية تأمين سلامة الطرقات للمشاة ولمختلف مستخدمي الطرق، وهو ما تجلّى برفض بلديات عدة لهذا الاختصاص وعدم استعدادها لتخصيص الأموال له. في ميدان الكيمياء الغذائية، وجد عمله الأوّل، لكنه لم يكمل مع الشركة لأنّ الوظيفة لم تكن موجّهة له كخريج جامعيّ، ويمكن بالتالي لأيٍّ كان العمل فيها. وهو ما دفعه إلى اختيار التدرّج في شركة أخرى ما قد يُسهّل العمل في اختصاصه، وإذ به يصطدم بدوام عمل طويل ومرهق.
يقول مارك: «أرسلتُ أكثر من ١٠٠ سيرة ذاتية لي عبر البريد الإلكترونيّ خلال ستة أشهر أي منذ أن بدأت بالبحث عن وظيفة، وأجريتُ حوالى ٥٠ إلى ٦٠ اتصالاً مع الشركات للتأكد من تسلّم سيرتي الذاتية وللسؤال عن الشغور لديهم. لكن عدداً قليلاً منها تجاوب معي. ولحسن الحظ وجدت مؤخراً وظيفةً تتعلّق باختصاص إجازتي».
ويضيف: «سوق العمل شكّل بالطبع مشكلة لي، نظراً إلى ارتفاع البطالة وتدني الأجور وطول دوام العمل. كذلك، ليس سهلاً على خرّيج علوم الحياة ــــ الكيمياء الحياتية أن يجد عملاً، ومن الصعوبة على من تخصّص في السلامة المرورية إيجاد وظيفة نظراً إلى كونها تتطلب وعياً مجتمعيّاً. حتى أنّ المنظمات غير الحكومية المهتمة بهذا القطاع لم تبدِ رغبتها بتوظيف خريج هذا الاختصاص. حالياً أنا مرتاح في عملي مع أنّ الأجر ليس مرتفعاً، ولكنه يبقى أفضل من عروضات العمل السابقة مع وجود عدة حوافز كإمكانية التدرّب والسفر والتقدّم مع تطوّر المؤسسة».
حليم نقور (٢٤ عاماً ــــ المتن) مجاز في إدارة الأعمال من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والاقتصادية (cnam) وينجز دراسة العلوم السياسية في الجامعة اللّبنانية. عمل في اختصاصه فور تخرّجه لكنّ عمله لم يكن على قدر التوقّعات. يُذكّر حليم الذي يعيش حالياً في إسبانيا أنّ الرواتب «وصلت سابقاً في لبنان إلى حدّ مقبول لتعود فجأة وتهبط من جديد». ويرجع المعضلة إلى «عدم اهتمام الدولة بالموضوع واعتياد الشعب على عدم حصوله على حقوقه وهو ما يُمثّل المشكلة الأساسية».
رزق الله الحايك (٢٦ عاماً ــــ عمشيت)، مجاز في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية وهو ينجز رسالة الماجستير. عمل في اختصاصه ولكن ليس فور تخرّجه. يعتبر أنّ «سوق العمل محدودة وغير عادلة»، وأنّ وظيفته الحالية لا تناسب تطلعاته لأنها مؤقتة وغير خاضعة لقانون العمل مع غياب إمكانية الترقية. ويرى أنّ «الاقتصاد يقوم على قطاعات محدودة لا تولّد وظائف ذات قيمة مضافة عالية، ويتم التركيز على الخدمات ممّا يخلق اقتصاداً ريعياً. كما أنّ سوق عمل البلد محدود ما يؤدي إلى تدني فرص العمل فيه. يضاف إلى ما سبق عدم مواءمة المناهج الجامعية مع سوق العمل، والارتفاع في نسبة المتعلمين وخريجي الجامعات، وهو ما يشكل نقطة إيجابية على الصعيد الاجتماعيّ، ولكن يضغط على سوق العمل». ويضيف أنّ الأزمات التي تحيط بلبنان كالنزوح تُفاقم المشكلة ولكنّها ليست المُسبّب لها. ويختم بأن «تخلّي الدولة عن دورها الاقتصادي الموجّه يدفع بالمواطن إلى البحث عن الربح السريع المُتمثل في العقارات والمضاربات التي لا تولد فرص عمل بل تخلق كتلة نقدية تزيد من التضخم».
ميلودي الصياح (٢٥ عاماً ــــ كفرشيما). تحمل إجازة جامعية في اختصاص قابلة قانونية (sage-femme) من الجامعة اللبنانية ــــ فرع الحدث. عملت في اختصاصها منذ كانت في السنة الجامعية الثالثة. وهي اليوم في صدد السفر إلى النمسا لأنها لم تعد ترغب بالعمل في لبنان. فرغم وفرة فرص العمل في اختصاصها في كلّ المؤسسات الاستشفائية وشركات الأدوية والتأمين والمدارس... إلّا أنّ المشكلة تكمن في ساعات العمل المفروضة في المستشفيات وفي الراتب.
جوسلين موسى (٢٧ عاماً ــــ منجز العكارية)، مجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية. بدأت مسيرتها المهنية سريعاً في تلفزيون لبنان حيث عملت أحد عشر شهراً ولكن براتب منخفض يعادل ٨٠٠ ألف ليرة تقريباً، إلى أن تركت العمل بسبب توقف بثّ البرنامج. انتقلت للعمل مع إحدى المنظمات غير الحكومية الناشطة في شمال لبنان، ولكن في غير اختصاصها أي بالأمن الغذائي وسبل العيش، وراكمت خبرة ثلاث سنوات ونصف. لاحظت جوسلين التي تسكن حالياً في القبيات تقدير الأجنبي الكبير لعملها حتى في أبسط الأمور على خلاف معاملة ربّ العمل اللّبنانيّ «الذي يُحطّم أحياناً العامل». وتشير إلى أنّ «العودة إلى ميدان الصحافة مهمة صعبة لأنّ كلّ المؤسسات تشترط الخبرة، ناهيك عن الشرخ بين المواد النظرية المكتسبة في الجامعة والخبرات العملية التي تفرضها سوق العمل، عدا عن الراتب المتدني».
مهى الخطيب (٣٠ عاماً ــــ شبعا) مجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية وتستكمل حالياً رسالة الماجستير. لم تجد سريعاً عملاً بعد تخرّجها، وقد شكّلت سوق العمل مشكلة بالنسبة لها. تعمل حالياً في اختصاصها الجامعيّ ووظيفتها تتناسب مع توقعاتها. ترى مهى التي تسكن في بيروت أنّ «الاختصاصات التي يتمّ اختيارها من قبل الطلاب تختلف عن تلك المطلوبة في سوق العمل، فيصبح الطلب متركّزاً في مجالات معينة دون سواها. كما أن هناك مشكلة المؤسسات التي تشترط الخبرة ممّا يصعّب على الخريجين الجدد الالتحاق بها».
روبير الصياح ( ٢٥ عاماً ــــ علما الشعب) درس هندسة الميكانيك في جامعة الرّوح القدس ــــ الكسليك. عمل ثلاثة أشهر في اختصاصه فور التخرّج لكنّه لم يكمل فيه «لأنّ المعمل لم يكن يريد تثبيته وبالتالي دفع أجرة مهندس». ونظراً إلى كونه بلا وظيفة منذ ستة أشهر، قرّر السفر إلى الإمارات العربية المتحدة علّه يجد عملاً فيها. ويوضّح: «شكّل سوق العمل مشكلة كبيرة بالنسبة لي. قدّمت على عدّة مواقع وتواصلت مع عدّة شركات أعرف فيها بعض المهندسين، لكنّ الجميع قالوا لي إنّ العمل خفيف وما من أحد يوظّف اليوم. وبعد أن وزّعت حوالى ١٥٠ سيرة ذاتية لي، لم يتواصل أحد معي ولم أقم بأية مقابلة عمل، وهذا ما خلق أزمة لديّ وتلاشى الأمل بالوصول إلى هدفي، فقررت السفر إلى الخارج بحثاً عن فرصة عمل غير أنّ لا شيء مضموناً، لأنّ الحصول على تأشيرة عمل بات أمراً صعباً».
جاد فرحات (٢٥ عاماً ــــ فرن الشباك)، حائز إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية ويعمل في مجال اختصاصه، بعدما بقي لفترة عاطلاً عن العمل إثر التخرج، مع العلم أنّه يطمح إلى وظيفة أفضل.
علاء سعد (٢٦ عاماً ــــ مهندس معماري داخلي) تخرّج من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، ويعتبر أنّ سوق الهندسة في لبنان متعثّرة بغياب المشاريع. يعمل حالياً في وظيفة لا تمتّ إلى اختصاصه بصلة وهو غير مرتاح فيها. يوضح المهندس العشريني أنّه بدأ بالبحث عن عمل آخر في غير اختصاصه لأنّه ملّ من الوضع الراهن.
ماريا الحاجّ (٢١ عاماً ــــ أبلح). تحمل إجازة في علوم الحياة من الجامعة اللبنانية. بعد ثمانية أشهر على تخرجها والبحث المضني عن وظيفة، وجدت عملاً في اختصاصها. ترى أنّ «هناك مشكلة في سوق العمل نظراً إلى غياب فرص العمل أساساً ولكون كل المؤسسات تطلب خبرة عملية، وللأسف لا يملك الخريجون الجدد هذه الخبرة». ابنة العشرين ربيعاً سعيدة حالياً بعملها الذي لا يبعد كثيراً عن مكان سكنها ونظراً إلى الخبرة التي بدأت باكتسابها، لكنها لا تخفي رغبتها بالوصول إلى مركز أهمّ في شركة لامعة مع راتب أفضل.
بتوقيت بيروت