موسم الامتحانات النهائية انطلق، واستعدادات التلاميذ في أوجها نفسياً وذهنياً، في محاولة لقطف ثمار العام. استنفار لمراجعة المنهاج ومحاولة لتثبيت المعلومات، وأمل بالنجاح لا يخلو من الرهبة والخوف من مواجهة الاختبارات.
اجتهاد الايام الاخيرة قبل ان تدق ساعة الحقيقة بدأ. طلاب زرعوا طوال السنة وآخرون يحاولون استدراك ما اهملوه من دروس، وفي كلتا الحالتين الجميع يمرون بمرحلة من التوتر قبل دخول قاعة الامتحانات للاجابة عن اسئلة المواد التي حضروا لها.
طرق عدة يستخدمها التلاميذ عند تحضيرهم للمواد. البعض يعتمد على جدول يضعه بنفسه يحدد فيه عدد الايام التي سيمنحها لدرس كل مادة، والبعض الآخر يتنقل بين مواد عدة في وقت واحد، والامر يعود الى تقدير كل منهم لحجم الجهد المطلوب، لكن هذا لا يمنع وجود وصايا للاختصاصيين في هذا المجال، تساعد في انجاز مهتهم والابتعاد عن العادات السيئة التي تبطئ خطواتهم نحو هدفهم.
الاختصاصية التربوية عفاف ابو سمرا، والامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب بطرس عازار، ومديرة ثانوية الغرباء الرسمية زوات العلي، والاختصاصية التربوية والتفسية هيفاء السيد، وضعوا خبراتهم في خدمة التلاميذ في محاولة لمساعدتهم في الايام الحاسمة التي يعيشونها.
أبو سمرا: هذه هي اداة التعلم
نصائح عديدة وجهتها ابو سمرا الى التلاميذ على امل ان يتبعوها ويستفيدوا منها:
-الدرس يجب ان يكون يوميا منذ بداية العام بما يسمح للمعلومة ان تخزن تدريجا.
-على التلميذ ان يضع كل معلومة تصله في قالب عملي، سواء كانت من اللغات او العلوم، بحيث يجد لها اطارا تطبيقيا. فالعلم ليس لتخزين المعلومات فقط.
- ما من طريقة موحدة لكل التلاميذ للتعلم بشكل أسرع، كل انسان لديه قدرة وذكاء وتركيبة عقل عليه هو اكتشافها، في المدرسة نساعده على اكتشاف كيف يفكر، وعندها يستطيع معرفة كيف يتعلم. إذا كان اتكاله على الامور النظرية نطلب منه ان يكتب ما عليه ان يحفظه، اما اذا كان يحفظ عن طريق السمع فنوصيه بأن يسجل المعلومات ويسمعها، مع تكرار القراءة او السمع مرارا.
- على التلميذ ان يكتشف ما يساعده على الدراسة اسرع، وان يمرن نفسه للخروج بخلاصة، ومن ثم يختبر نفسه ومدى ما خزنه.
-عندما يكون المخزون اكبر تكون الوظيفة متكاملة، والا على التلميذ الكشف عن النواقص.
- عقل الانسان وذاكرته هما اداة التعلم، فإذا كان الانترنت يخدمها فيمكنه الاستفادة منه، وعليه اكتشاف الطريقة التي تساعده على التعلم، وعلى الاستاذ ان يكون لديه المهارة ليساعد التلميذ في اكتشاف ما يساعده على التعلم بسرعة من دون ان ينسى بسرعة، اي كيف يخزن المعلومات من دون ان يفقدها.
عازار: لا نظام عسكرياً
من جهته تحدث الأب عازار عن نقاط محددة انطلاقا من خبرته الطويلة في هذا المجال:
- كل تلميذ لديه وضع خاص، ويجب ان يكون لديه الحكمة والقدرة لوضع نظام درس يمكنه تطبيقه، فهناك من يحب الدرس في الطبيعة او في غرفة مغلقة، وعلينا ان نحترم طريقة كل منهم، فلا نظام عسكريا للجميع.
- على التلاميذ الاعتماد على توجيهات الادارة والمعلمين، ولاسيما التزام المنهج اللبناني، لكون الاسئلة توضع بناء عليه.
- يجب عدم الاتكال على ما يتداول فقط على الانترنت من دون التركيز على روح النقد لدى كل تلميذ.
- البدء بدرس المواد السهلة ثم الانتقال الى الصعبة.
- مدة الدرس يجب ان تكون ساعتين متواصلتين، مع الابتعاد عن كل ما يشوش العقل كالراديو وغيره، وبعدها فترة استراحة قبل العودة الى الكتاب.
- السهر لفترة طويلة غير صحي، لكونه سببا في وصول التلميذ الى الامتحان مصابا بالإرهاق.
- الفوضى بكل أنواعها، من وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والاجواء في المنزل، تشتت ذهن التلاميذ.
- ما يدمر التلميذ هو انتظاره الغش في الامتحانات.
العلي: للابتعاد عن دورات الدعم
للمديرة العلي وجهة نظر في الموضوع، انطلاقا من موقعها ومحاكاتها لحاجات التلاميذ:
- كثرة الاسئلة المتوقعة والمتداولة والملخصات على مواقع التواصل الالكتروني تدخل التلاميذ في نفق مظلم، لأنه من المستحيل ان يكسب تلميذ في فترة قصيرة طريقة جديدة للدرس. لذلك يجب ان يعتمد على المنهاج الذي سار عليه خلال السنة الدراسية.
- معظم الاساتذة غير مطلعين على ما يتداول على المواقع الالكترونية، لذلك لا يمنكهم تقديم اي نصيحة للتلاميذ في ما يتعلق بما يجب الاطلاع عليه او الابتعاد عنه.
- دورات الدعم تشعر التلاميذ بالضياع، فكل أستاذ له طريقة محددة للحل، من هنا قد تكون سببا في اضاعة الوقت.
-لا وقت محددا للطاقة الكاملة التي تمكّن التلميذ من الاستيعاب بشكل اسرع، فالامر يتوقف على ما اعتاده كل منهم، البعض قد يفضل الدراسة خلال ساعات الليل والبعض الآخر في النهار.
السيّد: سلسلة متكاملة
أما الاخصائية التربوية السيد، فتناولت ما يحتاج اليه التلميذ خلال فترة الامتحانات من كل الجوانب، العقلية والنفسية والجسدية والاسرية:
- أي شخص يخضع لامتحان يكون في حالة انفعالية مصحوبة بتوتر ما يؤثر على قدراته الفكرية وتركيزه، لكون التلميذ يعتبر نفسه في موقف يحدد شخصيته، ففي حال رسب سيشعر بالدونية، ولاسيما اذا عزز الاهل هذا الامر من خلال اتبعاهم وسائل خاطئة، كأسلوب العقاب في حال لم ينجح.
- من الطبيعي ان يمر التلميذ بحالة قلق، لكن يفترض ألا نسمح بتطورها ووصولها الى حالة مرضية، بما يؤدي الى ظهور أعراض فيزيولوجية تعوق قدرة التلميذ على الانتاج، كعدم النوم والتركيز وفقدان الشهية، فتصبح افكاره وسواسية، واضطراباته انفعالية، مما سيؤثر جسديا عليه ويحول دون اجابته بشكل صحيح في الامتحانات.
- على التلميذ التزام المنهج المقرر، واتباع اسلوب الاسترخاء قبل الامتحان لتخفيف التوتر، من خلال عملية شهيق وزفير لثلاث مرات متتالية، مع تخفيف تناول المنبهات والنوم باكرا، اضافة الى اتباع نظام محدد للدرس.
- الثقة بالنفس ضرورية، وعلى التلميذ الابتعاد عن زملائه المثيرين للإحباط، واختيار المتفائلين منهم.
- يجب اعداد ملخص للمراجعة قبل الامتحان، والتوقف عن الدرس يوم الاختبار، مع اتباع وسائل ترفيهية لتنشيط قدراته العقلية.
-على الاسرة ان تكون مصدر دعم لا تهديد، وان تؤمن لابنها مكانا خاليا من الضوضاء، وعليها اعتبار الامتحان مجرّد اختبار للمعلومات التي حصل عليها ابنها من دون اعطاء المجتمع اي اهمية في ابراز العلامات التي حصل عليها.
- على المربّين المساهمة في استعداد التلاميذ للامتحان نفسيا وعمليا، من خلال خضوعه لنماذج مسبقة لامتحانات طرحت في السنوات الماضية، بهدف اختبار قدراته.
تبقى نصائح الاختصاصيين وسيلة دعم للتلاميذ خلال سيرهم في طريق الدراسة قبل خوض الامتحانات، وعلى كل منهم ان يحدد مقدار الدعم الذي يحتاج اليه، ويحاول الاستفادة منه.
اسرار شبارو/جريدة النهار