سادتنا مشاهدينا المحترمين،،سلام الله عليكم...
حين وضعت الحرب أوزارها في مثل هذا اليوم من عام ألفين وستة، كان الحسبان، ونحن أمام مشهد عربي انساني كبير بختم لبنان الكبير وتوقيع رجل لبناني كبير بحبر مقاومة كبيرة وبين جمهور وطني كبير لشعب عربي تاريخي كبير ،، كان الحسبان أننا مقبلون على عهد كبير ينطلق من نصر تموز الكبير لينحت أفقا سياسيا واستراتيجيا مختلفا ،ويحفر في السلوك قبل الذاكرة ثقافة العنفوان بدل ثقافة الانبطاح..كان في الحسبان بحق أيها السادة..لم يكن في الحسبان أن الخذلان في زمن العدوان وقتذاك، يمكن أن يستمر في عنجهيته الذليلة، ليحول النصر على العدوان، عدوانا على النصر، ويحول المنتصر مهزوما.. ويا ليته اكتفى بتبخيس الانتصار، وترك صاحبه وشأنه، بل نغص عليه وعلى أهل المعاناة ما شعروا به فرحا ونصرا، أولئك الذين افترشوا السماء في العراء، رافضين تسول الهواء قبل التراب، ناهيك عن فتات أصحاب الاغاثة الملوثة بطعم الغدر..في عز الحرب أيها السادة..قصف وتدمير وقتل..كان تموز يكتب تاريخا مغايرا..صمودا ومواجهة ودحرا..في عز الحرب أيها السادة.. بانت رداءة عربية محيرة في خيبتها، حتى وإن تدثرت بعباءة العقلانية والحكمة والمسؤولية..في عز الحرب أيها السادة.. أبت عباءة تموز المقاومة الا أن تحمي الشعب و المقاتلين بعقلانية التخطيط وحكمة السياسة ومسؤولية الخطاب..في عز الحرب أيها السادة... رداءة عربية ومحلية محيرة في جبنها...تخذيل وتهويل وتهديد.. في عز الحرب.. أبى صاحب الحكاية انحناء لغير الله ايمانا وعملا وقتالا بتواضع الهامة وبأدب الرد على الطعن وأهله ومازالوا.. في عز الحرب اكتفى بالقول..اتركونا وشأننا..لا نريد دعما ولا سلاحا ولا قتالا ولا امدادا أو مددا..فقط اتركونا وشأنننا... قالها بعامية شعبية بسيطة..حلوا عنا..فقط حلوا عنا.. بس ما حلوا عنك يا سيد..لا حلوا عنك خلال الحرب..ولا حلوا عنك وأنت في الضاحية تقود المعركة في غرفة عمليات تحت القصف وبين جواسيس العمالة،، بكل أنواعها ولا نستثني أحدا.. ما حلوا عنك يا سيد في السياسة ولا الدبلوماسية ولا الاعلام ولا التحريض المذهبي ..ما حلوا عنك يا سيد خلال الحرب ولا بعد الحرب..ما حلوا عنك يا سيد في جامعة الدول العربية ولا في الامم المتحدة ولا في مساجد يفترض أنها لذكر الله ولا حتى في مؤسسات دولة وسلطة في بعض بلدك...ما حلوا عنك يا سيد وأهلك المكافحون الصابرون المرابطون في أماكن نزوح وتهجير يرددون فدا إجر المقاومة وسيدها وفرضوا الانتصار بعودة فورية جبارة ما أرادها أبدا من خذلوك في الداخل والخارج..ما حلوا عنك يا سيد حتى وأنت تقدم نصر تموز للبنان كله وشعبه والعرب والجماهير التي لم تخذل المقاومة رغما عن جبروت الصغار أصحاب مهزلة المغامرات غير المحسوبة...ما حلوا عنك يا سيد حتى وأنت تقول لهم: طيب اعتبرونا منهزمين،بس حلوا عنا،، واتركوا فقط أهلنا يفرحون بأعشابهم وحصاهم وترابهم.. ما حلوا عنك يا سيد، لأنهم يرون في العشب اكتفاء ذاتيا بعزة،، وفي الحصاة مقلاعا لمقاومة من الحجارة الى ذاك ما بعد ما بعد حيفا،، ويرون في التراب قاعدة لتحرير الأرض والمقدسات،، تحرير ممنوع..ما حلوا عنك يا سيد وأنت تقول قبلتي القدس،، لأن هذه القبلة بالذات ممنوعة... ما حلوا عنك،، بس للأمانة، أنت أيضا ما حليت عنهم يا سيد..نقصد هنا اسرائيل تحديدا...هذه هو ما بعد حرب تموز...هو صاحب الحكاية ورمزها..والواقع يا سيد، أن أهلك الأحرار ما حلوا عنك وما بحلوا عنك محبة وأمانا والأهم ثقة وصدقا...
السيد نصر الله: طالما أن هذه المقاومة ملتزمة بالقضية المركزية للأمة، وطالما المقاومة ملتزمة بحماية لبنان والدفاع عنه وعن مقدراته لن يتركونا وشأننا، مشكلة الغرب وأميركا، مشكلته معنا اننا مقاومة، الخلاف ليس داخلياً، الداخل يستخدم كوسيلة استهداف، المشكلة الحقيقية هي هذه، قبل وبعد 2006 عرضوا علينا إبقاء السلاح وتقديم التزام ضمني بترك الموضوع الاسرائيلي وترك قضية فلسطين، الأميركيين بالواسطة الانكليز مباشرة والفرنسيين بالمباشر والواسطة طلبوا منا ذلك، هذا عرض بعد عام 2000، ديك تشيني أرسل شخصاً لبناني الأصل يحمل جنسية أميريكية، هذا الشخص طلب لقائي بصفة صحافي، وقدم عرض كبير، ضمنه إبقاء السلاح وإطلاق الأسرى وإدخالنا في الحكومة، شرط أن اقدم التزاما لا نريده عملياً أو خطياً، إلتزاماً خطياً في غرفة مقفلة، رفضنا تقديم الالتزام للأميركيين والغرب، لأن لا فائدة للسلاح إلا ضد اسرائيل وفي الدفاع عن البلد.
طلب مني الموفد بعد جوابي القاطع مراجعة الاخوان في القيادة، قلت له هذا الموضوع هو روح وماهية حزب الله وأصالته وليس من الأمور التي نناقشها، عندما اخترنا هذا الطريق عام 1982 أجمعنا على هذا الدرب واخترنا طريق التضحية.
انا أؤكد لك في البداية أن
المشكلة الحقيقية معنا اننا مقاومة ومصرون أن نبقى مقاومة.
إذا فتحت اليوم خطاً مباشراً مع الأوروبيين وغير مباشر مع
الأميركيين، ستتغير كل الأمور ولن يطلبوا سلاحنا، هم يريدون أن تمتلئ كل البلدان
العربية بالسلاح من أجل الاقتتال الداخلي، ليس لديهم مشكلة بوجود السلاح بل
بوظيفته.
ما جرى خلال خرق اللبونة:
الاسرائيلي حاول أن يخفف
الموضوع، وبعض اللبنانيين حاولوا أن يخففوا الموضوع، وأن هناك انفجار بالصدفة لغم
قديم، من المضحك أن البعض اعتبر هذا اللغم منذ عام 1948، بكل الأحوال أريد أن أقول
لك أن ما جرى في اللبونة، خرق اسرائيلي واضح، دخلت مجموعتان، المجموعة الأولى
لديها مهمة معينة، والمجموعة الثانية لتأمين الأولى، كي تكمل هدفها وتعود، منطقة
العملية كانت تحت مرمى المجاهدين بشكل مسبق وبناء على معلومات مسبقة أن
الاسرائيليين سيمرون منها، المنطقة صعبة وفيها جبال ووديان وتلال، تم زرع عبوات
هناك، وعندما جاؤا في ليلة مظلمة، تم تفجير العبوات وتم تفجيرهم، العبوات جديدة
وليست لغماً من مخلفات الجيش الاسرائيلي، اللغم الأول فجر في المجموعة القوة
الخاصة من غولاني، وعندما تدخلت المجموعة الثانية تم تفجير العبوة الثانية،
العبوات مسيطر عليها، ووجود قتلى من عدمه الاسرائيلي يتكتم، لا أعلم إن كان هناك
قتلى، هناك أشجار وصخور تحمي.
العملية التي حصلت هي عملية متقنة ومسيطر عليها ومقصودة
ولم تكن من مخلفات الاحتلال.
بن جدو: المجموعة الأولى ما هي مهمتها؟ وتكشف عن معلومات عن توقيت...
السيد نصر الله:لا
أريد ان أدخل في العدد، العدد لا يفوق 12 أو13 من قوات غولاني.
أنا أخفي بعض الحقائق وأترك أموراً للوقت، على سبيل المثال
مهمة المجموعة، النقطة التي ذهبت وعادت منها، التفجير أثناء الذهاب أو الإياب...
سأدع الاسرائيليين يدققون، بالتأكيد القيادة تعرف بعض المعطيات.
بن جدو: هل العملية عملانية أو تجسس؟
السيد نصر الله: الذين دخلوا عسكر، والباقي يبقى للوقت..
بن جدو: هل هذا أول خرق لهم؟
السيد نصر الله: لا ليس أول خرق، لكن خرق بهذا العمق والدقة قد يكون هو الأول الذي عملنا على التخطيط لاستهدافه.
بن جدو: استهدافه قرار، على أي قاعدة بنيتم قراركم؟
السيد نصر الله:
منذ الرابع عشر من العام 2006، الحدود بعهدة اليونيفل والدولة، والاسرائيليون طوال
الوقت يخترقون الحدود، كان يعالج الموضوع عبر اتصال الجيش باليونيفل واليونيفل
بالاسرائيلي، وتعرف الشريعة حول الخط الأزرق وغيرها... داخل مزارع شبعا دائما
يخترقون الحدود، ويأخذون مزارعين ورعاة، من يسأل عن السيادة هذه الخروقات لا تطاق
ولا تحتمل، بعد 65 عام مازال هناك من يطالب الأمم المتحدة بردع اسرائيل عن خرق
الحدود اللبنانية.
في الآونة الأخيرة بدأنا نطلع على خروقات ذات طابع
عملياتي، والتخطيط لعمليات تستهدف المقاومة والناس، وهذا مالا نستطيع السكوت عنه،
هذه العملية قد تكون هي الأولى في ظل الوضع المستجد، على الأرض حيث نعلم ونستطيع
في أي مكان نشعر فيه أن الاسرائيليين دخلوا إلى الأراضي اللبنانية سنواجههم.
نحن لن نقبل بالخروقات
البرية التي تحصل بين الحين والآخر، وهذا حقنا، وأنا أعلم بعد هذا الكلام أن
الساكتين عن خرق اللبونة سيتكلمون، هذا حقنا، حتى 1701 لم ينزع حق المقاومة عن أي شعب
ولا عن أهل الجنوب، ولا يوجد أي نص يقول هذا ليس من حقكم.
اليونيفيل تغض الطرف عن الخروق الاسرائيلية والجيش هذه
قدراته.
قبل حرب تموز، قبل 2000، كان الشريط الحدودي كله محتل، كان
عدد كبير من القرى والبلدات داخل الشريط الحدودي، أين كانوا من ينتقدوننا؟ إذا الموضوع
طائفي كان يوجد من كل الطوائف تحت الاحتلال، هناك قوى سياسية في لبنان لا تعتبر
اسرائيل عدواً، هناك في لبنان من لا يعتبر اسرائيل عدواً ولا يتصرف معها على أساس
عدو، هذا الخرق لو كان 8 أو 10 جنود سوريين كنت شاهدت موقفاً مختلفاً،
الاسرائيليين الوضع مختلف.
من الممكن غداً أن يقول أحدهم أن من حق اسرائيل أن تدخل
وتحتاط وتخطط، وهذا كنا نسمعه في الثمانينات والقوم هم القوم.
بن جدو: صمت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة؟
السيد نصر الله: رئيس الجمهورية طلب من وزير الخارجية بعث شكوى إلى مجلس الأمن، اليوم أرسلت الشكوى، هذا الموقف ضعيف، أنتم تقولون دولة، وعندما نذهب إلى الاستراتيجية الدفاعية نريد جدية، أمن الناس في الجنوب والمناطق المحاذية هذا هم هل يتم التعاطي معه بحساسية عالية او ببرودة أو خارج دائرة الاهتمام؟
بن جدو: كيف تفسر تكتم الاسرائيلي؟
السيد نصر الله:
حاول الاسرائيلي القول أن الأمر على الحدود، ثم لم يستطع هناك يونيفل وأناس، وحصل
اشتباك من بعيد، أمر الخرق حاول إخفاءه، ولكن الإخفاء غير ممكن، ادخل الجنود إلى
المستشفيات وأغلق عليهم ونفذ رقابة عسكرية، لأنه معتد ومخترق، غداً البعض يقول
الخرق من الطرفين، أنا قبلان إذا مجلس الأمن يدين اسرائيل ويديننا معها.
نحن نقبل أن يساوا الضحية بالجلاد.
بن جدو: ربما الاسرائيلي يرد الفعل بشكل أقسى
السيد نصر الله: من حقنا أن لا نسكت عن أي خرق لأرضنا، الموضوع ليس مجرد خرق سيادي، ممكن للبعض أن يتسامح بالخرق السيادي، هذه الخروق ذات طابع عملياتي، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، إنهم قادمون لزرع العبوات وقتلي والاعتداء، فهل نسكت خوفاً من ردات الفعل؟
من أسوأ الأمور أن نناقش إذا
كان من حقنا أن نقاتل إذا دخل الاسرائيلي..من نتائج العملية توجه رسالة
أننا جاهزون ولم نقم بها لنقول إننا جاهزون بل كي ندافع عن أنفسنا.
بمقدار ما تسرب من الرقابة العسكرية الاسرائيلي تبين أن
هناك مفاجئة، بالتحليل التقني كان يستطيع التكهن بوقت الزرع وعمرها، بالمقدار الذي
سرب هو متفاجئ.
بن جدو: عندما
قمتم بعملية الاسر هل كان لديكم خطط عسكرية معينة تحضيرا لأي رد فعل اسرائيلي؟
السيد نصر الله: الخطط
والجهوزية ليست مرتبطة بالأسر، بعد العام 2000 في اليوم الثاني بدأنا بعد عودة
الأهالي بدأنا الإعداد لأي حرب مقبلة بدون أي سبب، المقاومة في العام 2000 ألحقنا
وفق قياداتهم خسارة استراتيجية تاريخية، هناك إجماع اسرائيلي أن ما حصل هو هزيمة
تاريخية انعكست على الوضع الفلسطيني.
هناك ثأر مع مقاومة لبنان، الذي حصل في جنوب لبنان هو دق المسامير في نعش مشروع اسرائيل الكبرى، لأن الجيش الاسرائيلي الذي لم يستطيع ان يبقى في جنوب لبنان البلد الضعيف، لن يستطيع أن يحكم من النيل إلى الفرات.
الحاج رضوان وإخوانه قاموا بجهود كبيرة جداً لوجستياً وبدون سبب، عند أسر الجنديين الاسرائيليين، وبمعزل عن عملية الأسر، كنا جاهزين على المستوى النفسي واللوجستي للحرب، ترى في 33 يوم أن المقاومة لم تكن مرتبكة ولا تائهة ولا قلقة، في جميع الأمور: ميدانياً وعسكريا وقتالياً...
بن جدو: أليس
صحيحاً أن إدارة المعركة من قبل الاسرائيلي فرض عليكم بعض التغييرات؟
السيد نصر الله: في
السياسة العامة واستراتيجية القتال، إذا بتذكر بعض الكلمات، استراتيجيتنا ليست
التمسك بالجغرافيا، في أماكن قد نمنعه من الدخول أماكن قد نسمح له بالدخول
للإنقضاض عليه، الهدف هو تكبيد العدو الخسائر، إن كان في الجيش أو في الجبهة
الداخلية، الذي يحسم المعركة ليس هذه القرية أو تلك، بل حجم خسائر العدو.
نحن لم نطلب من الأخوة أن يقاتلوا حتى يستشهدوا حتى لا
تسقط أي قطعة، هذا في الماضي لا أتحدث عن المستقبل، الإخوة هم قرروا في مارون أن
يبقوا حتى آخر نفس، في عيتا كان هناك عدد من الأخوة انقطع الاتصال معهم 24 ساعة تعرضوا
فيها لقصف شديد جداً، ولم يخرج أحد وتوقعنا أنهم استشهدوا، عندما عاد الاتصال،
كلمني الحاج عماد، قلت له إننا لا نلزمهم بالبقاء، يريدون الخروج للقتال في أماكن
أخرى فليخرجوا، الأخوة بقوا بقرارهم والاسرائيلي عجز عن دخول عيتا، في بنت جبيل
القتال كان لعدم السماح للاسرائيلي بالدخول إليها، الاستراتيجية العامة كانت ليس
التمسك بالجغرافية بل تكبيد العدو أكبر خسائر.
في بنت جبيل القرار بالقتال لآخر لحظة لأنها مدينة،
المقاومة تخطط تدرس إمكاناتها، هل هناك إمكانية للدفاع عن بنت جبيل لمدة طويلة؟
نعم يوجد، هذا بالإضافة إلى الرمزية.
بن جدو: هل كانت لديكم مدة تستطيعون الصمود فيها؟
السيد نصر الله: نحن من اليوم الأول كان حسابنا بالحد الأدنى لشهور، في موضوع قصف الصواريخ، ما ضربناه من صواريخ هو قليل بالنسبة لما كان لدينا، 100 أو 150 صاروخ كان محسوب، الامكانية الميدانية وانتشار المقاتلين كنا نستطيع أن نضرب أعداد كبيرة، العدد لم يكن محكوماً بالقدرة الميدانية، بل بحسابات معينة تتعلق بمعركة طويلة، لا نريد أن تنتهي المعركة خلال وقت محدد لأن صواريخنا انتهت.
في عدوان 1996 كان شيمون بيريز يراهن على انتهاء الكاتيوشا من مخازن المقاومة، بالتالي كنا مستعدين لمعركة طويلة جداً.
تستطيع أن ترى أن ايام 30 و 31 و33 كان يجب أن تتراجع القدرات، بالعكس القدرات كانت ترتفع في الأيام الأخيرة من الحرب.
الحقيقة الأيام الأخيرة الوقت عند الاسرائيلي ضاق، لأن الوقت ضيق، أخذ الأمور للنهاية، بطبيعة الحال تناسبنا مع هذا التصعيد لإسقاطه.
الاسرائيلي قد يكون تفاجأ عام 2006 من السلكي، بقاء التواصل بين غرفة العمليات المركزية ومع المحاور كان من عناصر القوة.
بعد مجزرة قانا الثانية، لم
تطلق رصاصة واحدة وهذا يدل على مستوى القيادة والسيطرة، هذا الأمر صعب على الجيوش
الكبيرة التي قد تفقد بعض اتصالاتها ببعض القطع.
المقاومة في لبنان، العلاقات القائمة ليست علاقات إمرة
وتراتبية، إنها علاقات ودية ومحبة ومودة، في بعض الأماكن قد يقولون هذا خيال
وأوهام، الفداء واللهفة والمحبة والفرح والحزن بين بعضنا موجود بدرجة عالية،
العلاقة القائمة ليست حزبية، العلاقة عاطفية قوية جداً داخل هذه المنظومة.
في منتصف الحرب، الشباب
تشاوروا كتبوا رسالة بالنيابة عن الجميع، الشباب لديهم تجربة من عام 1982، من يكون
في القيادة العملانية يتعرض للضغط لأنه يرى الصورة كاملة، بينما الذي في الميدان
يرى الصورة بشكل أفضل في نقطته ويرى الوضع أفضل، وهذه الرسالة أرسلت داخلياً، فكرة
الحاج عماد كانت أنه يجب أن تذهب إلى الإعلام، أنا لم أسأل، رغم أن الخطاب موجه
لي، وتم بثها ونشرها في الإعلام، وكانت الرسالة عامة ولعبت دوراً مهماً،وعندما
أصبحت في الإعلام علي أن أجيبهم في الإعلام، لا أخفيك أني كتبت النص، في هذا
المقطع أمسكت نفسي، الموضوع كان يعبر عن عاطفة، وتأثيرها أنها من قلب صادق ومحب،
ولولا الحرب كنت أريد أن أبكي، الحنجرة والصوت ظهر التأثر، لأن القلوب عند بعضها
وأبادل الشباب الشعور.
بن جدو: سماحة السيد كنت سألتكم قبل الموجز عن بعض المفاجآت، هل يمكن أن تعطينا التفاصيل الكاملة لمسألة البارجة.
السيد نصر الله: أظن أن ما تفضلت به خلال الحلقات كافياً.
بن جدو:
كنت تتحدثون على الهواء مباشرة، الأمس اللواء عريقات من داخل فلسطين، ويتحدث عن
العملية تحديداً وكانت الأولى في التاريخ، كلمة السر كانت خطابكم، أليس كذلك؟
السيد نصر الله: الشق
الأول يحتاج إلى تدقيق، نحن كنا حريصين على تزامن ضرب الصواريخ، الموضوع لم يكن
سهلاً، اعتبر أن هناك الأمر توفيق من الله، عندما أعلنت وقت الكلام تأخر كلامي
ساعات، موضوع ضرب البارجة لم يكن بسيطاً من الناحية التقنية.
في آخر الكلمة قبل الختام،
دخل أحد الأخوة وأخبرني، والحمدلله مازال على قيد الحياة، أشار لي أن البارجة
ضربت، وخفت أن أفهم خطأ، طلبت منه أن يكتب لي ويمرر ورقة، فقلت هذا الخبر..
بن جدو: الذي أخبرك كان يدمع؟
السيد نصر الله: نعم كان يدمع وكان متأثراً
بن جدو: هل كنتم
خلال الحرب على يقين من قدرتكم على أصابة الميركافا 4 جدياً؟
السيد نصر الله:نعم،
لدينا أسلحة متنوعة ضد الدروع، تختلف في المدى والرؤية ليلاً أو نهاراً، وحجم
التأثير، وينفع على أنواع معينة وأخرى لا، الميركافا محصنة ضد عدد من الصواريخ،
نحن حصلنا على كورنيت، وهنا لم يكن امتلاك السلاح هو الأساس، في موضوع الكورنيت
غير معادلة، نحن عملنا تشكيل خاص، وتدربنا على السلاح، وفي الجنوب لم يكن الجميع
يعلم بوجود الكورنيت، بل عدد قليل من الأخوة والكوادر الأساسية يعلمون بذلك، وأقفل
الأمر، ولم يكن مسموحاً ذكر الموضوع والبوح به أبداً، الاسرائيلي حتى احتمال أن
لدينا صواريخ أرض بحر، ليس امتلاك الصاروخ هو القصة، بل المهم أن تحتفظ بالسرية.
الكورنيت نفس الموضوع، لذلك هم فوجئوا بالكورنيت.
بن جدو: كيف كنتم على ثقة بقدرة كورنيت؟
السيد نصر الله: من ناحية الدراسات العلمية تستطيع أن تحسم الموضوع، من حيث أتينا به حصلت تجارب وكانت جيدة، وكنا مطمئنين أن أي دبابة اسرائيلية ستدخل ستدمر، طبعاً الأسلحة الأخرى عملت، لكن الكورنيت كان أساسياً.
بن جدو:
هل كانت لديكم قدرات جدية فيما يتعلق بالكورنيت لمواجهة أي عدد من الدبابات
الاسرائيلية؟
السيد نصر الله: الاسرائيلي
تحدث عن 200 دبابة وآلية، لو أكملوا في الحرب والطريقة البرية، كنا نتوقع تدمير
مئات الدبابات.
بن جدو: ما قلته أن هناك من طلب تدمير القوة الاسرائيلية برية كان ممكناً؟
السيد نصر الله: نعم ممكناً، بالمعلومات والمعطيات كان ممكناً، بما أصاب العدو كان ممكناً، هذه الفرصة كانت قابلة للنقاش بالحد الأدنى.
بن جدو: خلال
الحرب تهددون الاسرائيلي بقصف تل أبيب مقابل بيروت، على أي أساس بنيتم المعادلة؟
السيد حسن نصر الله: دان
حلوتس، رئيس الاركان، المرشح لرئاسة اتحاد كرة السلة الآن، يومها هدد بقصف بيروت،
وقصف حيفا وما بعد حيفا استمر، وهم عملوا معادلة قصف الضاحية مقابل حيفا، ومن أجل
حماية حيفا والشمال، ذهب إلى التهديد بقصف بيروت، حينها عملنا المعادلة: قصف بيروت
يقابله قصف حيفا، الذي حما بيروت هي المقاومة، في النصف الثاني من الحرب، أمام
المأزق الاسرائيلي في الداخل والعسكر، من أجل الضغط والحاق الهزيمة، هو جاهز لقصف
بيروت، أردنا حماية بيروت، وذهبنا إلى معادلة جديدة، نحن في حرب تموز خلال 33 يوم
كان لدينا القدرة على قصف مدينة تل أبيب، وأردنا أن نستفيد من هذه القدرة لحماية
بيروت، ولم نبادر إلى قصف تل أبيب، وعندما قلت ما بعد ما بعد حيفا، كنت أقصد تل
أبيب وليس الخضيرة، وثانياً لا إمكانية لي أو لأي شخص التهديد بأمر لا نستطيع
القيام به.
العدو يثق بقدرتنا إذا قلنا أننا نستطيع، ومنذ 1982، لم نعجز عن تنفيذ أي تهديد قمنا به، وحتى في الحرب النفسية، تارة الحرب النفسية تقوم على معطيات كاذبة وتارة على حقائق، الشطارة أن تقوم الحرب النفسية على حقائق.
الآن نستطيع استهداف العدو من كريات شمونة إلى إيلات.
بن جدو: إنزال بعلبك: ما حقيقة المعطيات الاسرائيلية عن الاسيرين؟
السيد حسن نصر الله:واحدة من أسباب فشل الاسرائيلي هي ضعف المعطيات، عندما ذهب إلى دار الحكمة في بعلبك، الأسيرين الاسرائيليين لم يذهبا إلى بعلبك من الأساس، هو بنى على معلومات خاطئة، ثانياً المستشفى هي مستشفى، لن أفترضها هدف عسكري وأدافع عنها، وليس لدي كوادر وقيادات مجروحة في المستشفى، هل بطولة لدى الاسرائيلي الانزال على المستشفى؟ هناك الكثير من المستشفيات، هل يجب أن نقوم بخطط دفاعية عنها؟ المستشفى هي آخر هدف يجب أن تكون في الحروب، وهذه المنطقة خارج دائرة الاستهداف بشكل منطقي.
بن جدو: الانزال في بعلبك؟
السيد نصر الله: المستشفى في طرف بعلبك، ليس لدينا انتشار لمنع أي إنزال في لبنان، ولم نقدم هكذا التزام، وقام العدو بإنزالات في الجنوب والبقاع وغيرها من المناطق، لم نقدم أنفسنا بمنع أي إنزال، هذا الالتزام غير واقعي، في بداية الحلقة قلت لك: نحن نلتزم بما نعلم به، إذا دخل وخرج ولم نعلم، نكون لم نعلم وعندما نعلم نلتزم بالمنع.
في الجنوب كله كل بيت وكل
ضيعة وكل وادي كان موضوعاً للإنزال وفشل الانزال في صور.
نتيجة الحرب، بعض العملاء هرب وغادر المناطق وأداء العملاء
كان محدوداً واعتقلنا بعض العملاء وسلمناهم إلى الدولة اللبنانية.
بن جدو: تردد أنكم اعتقلتم عملاء وصفيتوهم؟
السيد نصر الله: لم يحصل، عدد من العملاء تم اعتقالهم وتسليمهم، ولا أمتلك سجناً لإبقائهم.
بن جدو: ضرب مجمع الحسن، ضربة قوية لماذا قاموا بها؟
السيد نصر الله:
هناك ضربتين كبار في الضاحية، غير القصف الأول، وقتها ليس الذين في الضاحية، كل
بيروت شعرت بزلزال، ضرب مجمع سيد الأوصياء، وهو مجمع ديني، ومجمع الإمام الحسن وهو
مجمع سكني، أنا أؤكد لك أن هذين المكانين لم أذهب إليهما طوال الحرب.
الاسرائيلي كان يفترض وجود غرفة عمليات في مجمع الإمام
الحسن وهذا غير صحيح بتاتاً.
بن جدو: بعد الحرب كشفتم أنكم كنتم في الضاحية، وأنا قلت إنكم كنتم في الطابق السادس خلال المقابلة، أنا أعلم أنك زرت بيروت.
السيد نصر الله: خلال الحرب خرجت من الضاحية أنا والحاج عماد مع إخوان آخرين، تجولنا في مدينة بيروت، بشكل عادي جداً، وتفاجأت بالعجقة في بيروت، بالمطاعم والشاطئ، والناس في الشوارع والأعراس، تشعر كأننا في دولتين، هذا إيجابي، لأننا لا نريد أن يمس بيروت سوءاً ولكن هذا يشعرك بمظلومية الضاحية..
لم أزر أي شخص، وتفتلنا ومشينا على أرجلنا في الليل، واشترينا سندويشات وبوظة، ثم عدنا أدراجنا إلى ضاحيتنا المظلومة.
هذه الزيارة زادت من عزمنا لإقامة معادلة بيروت تل أبيب.
بن جدو: هل يمكن أن تحدثنا لأول مرة عن الشهيد عماد مغنية؟
السيد نصر الله:
كنا نفترق ونلتقي، هذا كان محسوباً، كان ممكن إما نتيجة خطأ أو خلل أو صدفة، أن
نتعرض للقصف، في معادلة الضاحية حيفا، كان يقول الاسرائيلي أنه يريد إنزال 10
بنايات، وكان يمكن أن نكون في مبنى ضمن هذه المباني. كان خلافاً للعقل والصدفة أن
نبقى سوياً.
الاسرائيلي أنهى أهداف الضاحية، وخلال الأيام الأخيرة كان
يضرب برد على حيفا بقصف مبانٍ بشكل عشوائي، الكثير من المباني لم تكن تحتوي على
مراكز ومؤسسات لحزب الله، التدمير العشوائي قد يصيبنا مصادفة.
النبي يعقوب أوصى أبناءه أن لا يدخلوا من باب واحد، أقمنا مجموعة غرف عمليات بمعطيات كاملة في كل غرفة، لم نكن نقاتل بعقلية طالما انا طيب نكمل المعركة ومن بعدي الطوفان، كنا نقاتل إن استشهد أحدنا يكمل البقية.
الكل كان شريك في الحرب، والكل كان له سهمه، في الدنيا صعب إعطاء الناس حقوقها، ويوم القيامة الجميع يحصل على حقوقه.
الحاج عماد كان على رأس الهرم الجهادي، ومرحلة الإعداد للحرب، هو رجل عمل في الليل والنهار، وبذل جهود كبيرة جداً، ومعروف أن الحاج عماد كان مجتهداً وليس مقلداً، وكان مثابراً ودقيقاً وعلاقته مع الإخوة ممتازة، وأثناء المعركة بقي ليلاً نهاراً يتواصل معي، للحظة الأخيرة الحاج كان حاضراً وبقوة والتواصل كان قائماً.
خلال 33 يوماً الحاج لم يربك، وكان واثقاً من النصر، وهذه من نعم الله سبحانه وتعالى.
بن جدو: هل حصلتم على سلاح من سوريا
السيد نصر الله: نعم، قبل الحرب على سوريا لم أكن لأجيبك، اليوم أقول الحقيقة، قبل الحرب جزء كبير من جهوزية المقاومة في لبنان كان يعتمد على السلاح من سوريا والتسهيلات، نحن أخذنا سلاحاً من سوريا، الصواريخ التي تضرب على حيفا وما بعد حيفا كانت صواريخ من صناعة سوريا، وسلمت لنا بقرار، في سوريا كلاشينكوف ما فيك تعطي بدون قرار.
بن جدو: الكورنيت من أين؟
السيد نصر الله: من سوريا
بن جدو: خلال الحرب؟
السيد نصر الله: السوريين أعطونا منذ بداية الحرب خطاً مفتوحاً، أي كمية أي نوع... كل شيء.. فتحوا المخازن لنا منذ أول يوم، وأخذنا سلاحاً من سوريا خلال الحرب، وأخذنا للاحتياط، لأننا افترضنا أن الحرب قد تطول، وليس للحاجة اليومية الفعلية.
بن جدو: الرئيس السوري أبدى استعداداً للانخراط، هذه المعلومة دقيقة؟
السيد نصر الله:صحيح،
أثناء الحرب، وفي بداياتها، صار اتصال في القناة المعتمدة مع الرئيس الأسد، هذه
القناة نقلت رسالة من الرئيس الاسد لي، وقالت إن هناك نية لدى الاسرائيلي لسحق حزب
الله، الرئيس الأسد قال إن هناك هجمة اقليمية ودولية، وإذا تم القضاء على المقاومة
المعركة ستواصل باتجاه سوريا، ومن حقه أن يحتاط إلى دمشق، وكان من حقه أن يعتبر أن
القوة الاسرائيلية قد تلتف من المصنع إلى دمشق، القيادة السورية فكرت بإدخال قوة
إلى السلسلة الشرقية، أي حركة من هذا النوع من الحركة هو دخول في المعركة.
القيادة السورية تعتبر أن المقاومة جزء من الأمن القومي
العربي والأمن القومي السوري، وكان يسألنا رأينا، بعثت للرئيس الأسد أن وضعنا
ممتاز، وأنهم لن يسحقونا ولن يدمرونا، ونحن ذاهبون إلى نصر، وأنا لست قلقاً، ولا
يمكنهم الدخول إلى راشيا حاصبيا والبقاع الأوسط، دمشق ليست في دائرة الخطر،
ونصيحتي أن تتريثوا، وقلت له أننا لا نريد الدخول في حرب إقليمية.
الرجل يحترم آراء الآخرين، يحترم رأينا وبنى عليه، وكان
يتابع ساعة بساعة ويوماً بيوم.
النظام استقبلنا واستقبل ناسنا وفتح مخازنه لنا، بالدرجة
الأولى لو هذا النظام أغلق علينا ما كان باستطاعة الشعب السوري احتضاننا.
هذا النصر كان لسوريا أيضاً، للبنان والعرب وإيران، وهناك اناس تهديهم نصر ليسوا معتادين، إنهم معتادون على الهزائم.
بن جدو: أعلنتم عن تلقيكم دعما إيرانياً، هل وصلكم سلاح خلال الحرب منها؟
السيد نصر الله: لم نكن نحتاج إلى سلاح منها، تركز النشاط الإيراني على عناصر الصمود والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب.
بن جدو: عندما
اتخذ قرار 1701 يوجد قيادات عسكرية طالبتكم بعدم قبول القرار، لماذا رفضتم؟
السيد نصر الله: بعض
الأخوة كان لديهم تقدير أنه خلال 3 أسابيع نستطيع أن ندمر القوة البرية التي دخلت
الجنوب نستطيع تدميرها وتدمير كل قوة تلحقها، ثانياً، الوضع كله كان ذاهب باتجاه
انتهاء الحرب، سياسياً واجتماعياً، موضوع الناس، لم نكن نريد تحميل الشعب والبلد
والناس ما لا يطيقون.
منذ 1982 هذا الالتزام
موجود، تاريخ العمليات كنا كل يوم نستطيع القصف، كنا نوازن بين العمل العسكري الذي
يكبد الخسائر للعدو ويستنزفه، ويحافظ على معنويات شعبنا.
موضوع الناس بالنسبة لنا أصل، ليسوا ضغطاً علينا، وبعض
الوسائل الاعلامية الأجنبية حاولت البحث عن أي موقف سلبي، معنويات الناس تعنينا،
والناس كانت معنوياتها مرتفعة.
العدو فشل في تحقيق أي من أهدافه، لدينا فرصة لإيقاف
الحرب، لماذا لا نوقفها؟
بن جدو: لماذا اخترتم نبيه بري وليس إميل لحود، الذي كان رئيساً للجمهورية.
السيد نصر الله: الرئيس لحود كان ممدداً له، العالم يقاطعه، وايضاً جزء من الداخل اللبناني يقاطعه ويحرض عليه، وهذا الجزء في الداخل اللبناني لن يسمح بالوصول إلى حلول من قبله، المنطق أن يفاوض رئيس الجمهورية، كشخص هو موضع ثقة بالمطلق، أشهد أنه خلال الحرب مارس دور كبير جداً وكان عنده معاناة في مجلس الوزراء، الرئيس لحود حضر ودافع واتهم، وأشهد أن فترة رئاسته كان يسبقنا في بعض الأمور، كان يأخذ مواقف نطالبه بالهدوء فيها. المشكلة ليست في شخص لحود، بل في كون المجتمع الدولي يقاطعه.
بن جدو: بقي الرئيس بري والرئيس السنيورة، من تأتمن؟
السيد نصر الله:
أنا أتمن الرئيس بري، إنه من كبار المقاومين ومن قادة المقاومة ونحن وإياه مدرسة
واحدة ، خبرته وجديته وشجاعته.. هناك شراكة مصير ودم على مستوى البلد، ولم أفوض
رئيس الحكومة لأنه لم يكن موثوقاً على الإطلاق منذ اللحظات الأولى حتى اللحظات
الأخيرة.
في معركة التفاوض قبل أن تكون مع الأميركي والبريطاني
والفرنسي كانت مع رئيس الحكومة وفريقه السياسي، ولو أعطيناهم رقابنا لقصوها.
أنا أقول لك بصراحة لو كان رئيس الحكومة هو سليم الحص، كنت أؤمن له على أعراضنا ودمائنا ومقدساتنا، الرئيس السنيورة لا، الموضوع ليس شيعياً وسنياً، بل موقف ومشروع سياسي.
بن جدو: قبل الفاصل تحدثنا عن من اعتبروا شركاء في الانتصار، لكن لم تفصلكم حرب تموز إلا 6 أشهر عن الاتفاق مع الجنرال عون، هل تفاجأتم من دعمهم؟
السيد نصر الله: أنا لم أتفاجأ، أنا التقيته وسمعت رأيه بوضوح، وخلال طاولة الحوار سمعت رأيه بوضوح، العماد عون يمتلك وضوحا في الرؤية ووضوح في الإعلان عن رأيه، فإذاً الموقف قبل الحرب، رؤيته للمقاومة ورؤيته للاسرائيلي، ويعرف ما هو الجيش النظامي والمقاومة، الشخص لديه خيار استراتيجي، وهو مازال حاسماً لخياره.بطبيعته أنه يلتزم بخياره، وهو من الأشخاص الذين يلتزمون بخيارهم، أعتبر أن موقفه موقف تاريخي، مرة قلت أن موقفه أخلاقي، بعضهم اعتبروه انتقاص، أقول إن الموقف الأخلاقي هو فوق الموقف السياسي.العماد عون أتخذ خياراً مع المقاومة رغم أن الجميع آتٍ لسحق حزب الله. البعض قال إنه مع انتهاء الحرب فتشوا عن عون في مستشفيات المجانين في فرنسا، صاحب هذا الكلام معروف.وعندما شكرته قال لي هذا موقفي لا تشكرني عليه، قلت له أن هذا من قيمنا، من لم يشكر المخلوق لا يشكر الخالق.
بن جدو: الشيوعي والقومي الاجتماعي..
السيد نصر الله: أنا لا أدخل في الأسماء لأنهم كثر.
بن جدو: لماذا قلت أنه لو سلمتم رقبتكم للسنيورة لقطها لماذا؟
السيد نصر الله: منذ بداية الحرب، وقبل ذلك، حتى بعد اغتيال رفيق الحريري، كان الموضوع على سلاح المقاومة يعني على المقاومة، لأن المقاومة بلا سلاح تصبح شعراً وخطابة فقط، الضغط كله كان باتجاه موضوع المقاومة، في طاولة الحوار حاولوا حل موضوع المقاومة، قلت سابقاً أن هدف 14 آذار كان هدفهم "عطونا هلسلاحات والله يعطيكم عافية"همهم التخلص من سلاح المقاومة، حتى عبر رميه في البحر، لا يريدون قوة مقاومة.كل من تابع الحرب يعرف موقفهم السياسي وأدائهم الإعلامي.يومها قالوا اننا ذهبنا إلى حرب من أجل الملف النووي الإيراني أو لنزمط سوريا من المحكمة الدولية... منذ بداية الحرب، رئيس الحكومة ومن وراءه، تبنوا أهداف الآخرين، منذ الأيام الأولى، وأثناء حديث الاسرائيلي عن السحق، يتصل بنا هذا الفريق، ويشترط علينا بطريقة التبني أن نسلم سلاح المقاومة، القبول بقوات متعددة جنسيات، تنتشر في الجنوب وعلى طول الحدود مع فلسطين المحتلة وفي المطار والميناء، وثالثاً تسليم الأسيرين، ثم تراجعوا إلى تسليمهما إلى الحكومة اللبنانية.وكان واضح أفق الحرب، أفق سحق، وأكثر من جهة وفي كتاب مذكرات جورج بوش، سحق، وسيط لبناني يتكلم مع الأمير نايف، يقول له الأمير: هناك قرار دولي بسحق حزب الله.جون بولتون قال: هذه الحرب لن تنتهي إلا إذا سحق حزب الله.أكملنا الحرب، الاسرائيلي تراجع في أهدافه، لم يعد هناك سحق أو تدمير، وخلال آخر الحرب طالبوا بإخراج حزب الله من جنوب الليطاني وبموضوع الأسيرين نزلوا إلى القبول بمفاوضات، بينما من هم في الداخل لم يتراجعوا.لم نشعر بأي لحظة أن هناك رئيس حكومة يتعاطف أخلاقياً أو سياسياً، وفي السياسة هو في مشروع آخر، يقول: بسط السلطة على جميع الأراضي اللبنانية، في وقت نحن في حرب.نحن مع انتهاء الحرب كتبنا على 1701 تحفظ، الوزراء تحفظوا ولم نقبل به.الحكومة اللبنانية أرادت إعطاء الأمم المتحدة جواباً بقبولنا، كل الضغط كان أننا لا نريد تبليغ الأمم المتحدة إلا بعد موافقة حزب الله على عدم وجود سلاح جنوب الليطاني وحق اليونيفيل في المداهمة ومصادرته، الأميركيين والاسرائيليين والاسرائيليين يريدون انهاء الحرب وتراجعوا عن هذا الموضوع وهم يطالبوننا بالتزام، وكان مستحيلاً أن نعطيهم التزام.صار في الحرب بقرار من السنيورة منع شاحنات من الوصول ومصادرتها، السنيورة طالب بسحب السلاح، ونحن وافقنا على منع المظاهر المسلحة، حزب الله وبقية المقاومة هم أهل الجنوب وأهل المقاومة، هذا السلاح شرعي باعتقادنا وهو حقنا ولنا الحق في المدافعة عن قرانا وأرضنا، ونحن متابعون بالحرب.في النهاية قبلوا بهذا، نحن والرئيس بري والرئيس لحود لم نكن نقبل بغير ذلك.من يقبل معنا بما يريدونه؟ شعبنا ؟ ناسنا؟ شهداؤنا؟ الاسرائيلي والأميركي تراجع وهم تابعوا في الملف.بعد الحرب ما الذي حصل في 5 أيار 2008، في فينوغراد قالوا إن أهم قوة لدى حزب الله السيطرة والاتصالات، قرروا ضرب نقطة القوة هذه.كان هناك تورطاً عربياً، مصر حسني مبارك، السعودية، وهذا الفريق السياسي حاول توظيف هذه الحرب كي ينتهي من المقاومة، وتابع بعد الحرب، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، وهو مستمر بنفس العقلية وبشكل أسوأ، وبات الآن يستخدم كل شيء، في السابق لم يلجأ أحد لخطاب مذهبي، اليوم ليس لديه محرمات، لا مالية ولا سياسية ولا أمنية ولا اجتماعية...أنا أذكر في الأيام الأخيرة، الوفد العربي في نيويورك كان يقول إننا منتهون، ما المشكلة لديكم؟.
بن جدو: ما هو السر حتى يقبل الاسرائيلي بوقف اطلاق النارحين؟
السيد نصر الله: الشيخ حمد بن جاسم .. لا شك أن أداؤه خلال حرب تموز كان جيداً، قلنا شكراً قطر سابقاً، لأنه ساهم في الإعمار، أما الآن لا أستطيع أن أقول له شكراً قطر بسبب الموقف في المنطقة.طلب أن يراني بعد الحرب، وجلست أنا وإياه، وسألني: قال: عندما كنا في أميركا استقبلنا جون بولتون، سألنا ماذا نريد أن نفعل، قلنا له جئنا كوساطة لإنهاء الحرب، قال: إذهبوا إلى البحر لن تنتهي الحرب إلا بسحق حزب الله، وخلال أيام بدأ الاسرائيلي يتراجع، لا سحق بل نزع سلاح، ثم طالب باليونيفل، ثم على أسبقية الجنود أو المدنيين إلى قراهم.في ليلة من الليالي يقول: عدت إلى السفارة القطرية لأنام، خلال نصف ساعة طلب مندوب اسرائيل في مجلس الأمن مقابلته، المندوب قال له: أريد همتك أريد إنهاء الحرب، قال الاسرائيلي: أريد مساعدتك، الحكومة اتصلت وتريد وقف الحرب بأي ثمن والأميركيين مطلعين على الوضع.يقول أن جون بولتون عانقه وطلب مساعدته: حمد قال: حزب الله دمر؟بولتون: لاحمد: قبل بتسليم سلاحه؟بولتون: لاثم وافقوا على الكثير من الأمور الاشكالية السابقة منها التفاوض على الأسيرين وعلى مسألة دخول 15 ألف جندي قبل المدنيين.حمد سألني: ماذا حصل حتى شهدنا هذا الانهيار في التفاوض؟في آخر الحرب، كوندوليزا رايس قالت يجب أن نوقف، بعض القادة الميدانيين يقولون إنه لو استمرت الحرب لانهارت اسرائيل، هذا أراه نتيجة تراكم، رغم أني أرى تطوراً كيفياً ونوعياً خلال الأيام الأخيرة.الاسرائيلي استنفذ أهدافه، ولم يستطع منع إطلاق الصواريخ، وهو يعرف أن المعركة بنشاطها وحيوياتها، وعند ضرب ساعر 5 القوة البحرية خرجت من المعادلة، الدبابات ضربت، المروحيات لم تعد تستطيع التنقل نهاراً، بقي لديهم الليل، في الأيام الأخيرة استعملوا كل شيء ممكن، فينوغراد يقول إن لديهم عيوب في كل حروبهم، ولكن هذه الحرب الجبهة المقاتلة هي التي هزمتهم.بقي لديهم طريقتين: الدخول بالدبابات ونقل قوات بالمروحيات إلى خلف العدو ليلاً، نقلوا بعض القوات بالمروحيات خلف الخطوط، كان الهم الوصول باتجاه نهر الليطاني، والقول أنه أغلق على كل المقاومة في الجنوب، في بداية نقل القوات، المقاومة اسقطت طائرة مروحية حديثة جداً في وادي مريمين، وقيل إنها تحمل 5 ضباط والبعض قال إنها تحمل ضباطاً ميدانيين، وصل إلى مكان الحرب إلى مزيد من الخسائر، في الجنود والضباط والمروحيات والدبابات، والجبهة الداخلية تتعرض لقصف متواصل من قبل المقاومة، هذا ما أجبته به، والذي غير المعادلة هو آخر تراكم نوعي وكيفي، واسقاط المروحية في منطقة ياطر أغلق أمام الاسرائيلي إمكانية إدخال الدبابات والمروحيات ليلاً.لو كان عنا قيادة سياسية منسجمة ووطنية ومخلصة لكنا أنهينا الحرب بشروط لبنان، وفرضنا شروطنا عليهم، المعركة السياسية كانت في الداخل وليس في الخارج.ومع الألم كله تعالينا ولم نفتح حساب مع أحد، وأكملنا بالحكومة معهم، رغم أن هذا بعض ما كان يجري معنا.
بن جدو: لكن البعض قد يقول إن سلاحكم قد بقي وهو في الداخل، ويرون أنكم وجهتوه لهم في 7 أيار..
السيد نصر الله: في 7 أيار هم من اعتدوا، ونحن أكملنا حتى بعد مؤتمر الدوحة معهم، ولم نفتح حساباً مع أحد.
بن جدو: في الملف الحكومي الحالي؟
السيد نصر الله: للأسف الشديد في لبنان الكل يلقي تهم العرقلة على الآخرين، وضعت على تمام سلام شروط، وإن لم توضع عليه هو وضع شروطاً تعرقل التشكيل، قال لا يريد حزبيين، فريق 14 آذار والأميركيين لا يريدون حزب الله في الحكومة، ويريد مداورة في الحقائب ولا يريد أشخاص استفزازيين، وغير مرشحين، هذا يعرقل التشكيل.نحن نريد حكومة تمثل فيها الكتل البرلمانية بحسب أحجامها.سعد الحريري قال لنا: أنا وإياكم خارج الحكومة، هذه ليست تضحية، إنه طلب أميركي، لا يريدوننا في الحكومة، لا يريدون أن يكون لفريقنا شراكة حقيقية في الحكومة، وإذا توقف الأمر لا مستقبل ولا حزب، طيب رئيس الحكومة 14 آذار، ونحن قبلنا فيه نتيجة المواصفات الجيدة الموجودة فيه.الكلام دائما عن حكومة حيادية، أين يوجد حياديين في لبنان؟ يوجد انقسام سياسي عامودي وأفقي متشعب وواضح، انتخابات المهن الحرة والبلديات سياسية، خلافاً لكل دول العالم.بعض الزعماء السياسيين أريحهم توزير مستقل من توزير حزبي، الحزبي إبن المؤسسة والمستقل يطيع أكثر.المصلحة بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية؟
بن جدو: ثقتكم مستمرة في تمام سلام؟
السيد نصر الله: معه ونؤيده بتشكيل الحكومة.يوم كلف نجيب ميقاتي، قبلنا بمشاركة الجميع، هم عطلوا، الأمر أخذ شهرين، وميقاتي موجود ويستطيع أن يشهد، وعندما طالبوا بثلث ضامن قلنا هذا حقهم، لم يكن لدينا مشكلة، هم رفضوا.بن جدو: إذا شكلوا حكومة أمر واقع؟يكونوا قد أخطأواحكومة أمر واقع تعني شطب نصف البلد..بن جدو: هل يمكن أن يشارك حلفاءك من دونك؟قطعاً لا، حلفاءنا لا يذهبون من دوننا ونحن لا نذهب من دونهم.
بن جدو: هل هم قادرون على تشكيلها بالمعنى الواقعي؟
السيد نصر الله: لها علاقة بالعقل والحكمة والمصلحةبن جدو: هل يمكن أن يوقع ميشال سليمان على حكومة من هذا النوعممكنبن جدو: بخصوص تعليقاته الأخيرة عن سلاح المقاومةهذا رأيه، وهو طرحه على طاولة الحوار، وليس قراراً بل رأي.السخافة وقلة المسؤولية في البلد، عند اتهام حزب الله بقصف منطقة اليرزة وبعبدا، أسوأ من ذلك ماذا يمكن أن تجد؟
بن جدو: هل هناك علاقات مع السعودية؟
السيد نصر الله: بسبب الوضع السوري هم أعلنوا عداوة، نحن لم نعلن عداوة معها، وهي تمارس عداوة معنا، بالإعلام والسياسة والأمن والعلاقات.
بن جدو: هل وصلتم في تحقيقاتكم إلى نتيجة معينة في موضوع تفجير بئر العبد؟
السيد نصر الله:هناك أمور واعدة، والمهمة الأساسية ملقاة على كاهل مخابرات الجيش.بن جدو: هل يمكن أن يتكرر الأمر في الضاحية؟نحن نبذل أقصى الجهد لمنع ذلك.
بن جدو: في مسألة الطيارين وجهت اتهامات إليكم، خصوصاً أن الاتراك طلبوا مساعدة إيران ؟
السيد نصر الله: هذه مثل ضرب الصواريخ على اليرزة وبعبدا، حزب الله لم يخطف الطيارين، ولم يكن على علم، وعلمنا كبقية الناس من التلفاز، لم نفعل ولم نعلم ولم نسأل ولا علاقة لنا بالموضوع، ولا نقبل بهذه الطريقة، رغم أن من قام بها له ذريعته وحججه، ونحن لم نتصدى في أي يوم لمسؤولية الأمن على طريق المطار، ونحن نعمل إجراءات لمنع والحيلولة دون إدخال سيارات مفخخة، ولكن الخطف والخلافات بين العائلات لا علاقة لنا به.
بن جدو: يوجد حديث عن إطلاق سراح قادة من الاخوان وسامي شهاب خلال الثورة المصرية ما مدى صحة هذا الكلام؟
السيد نصر الله: لم يكن هناك أي عنصر لحزب الله سوى الأخ الموجود في السجن، ولم نخطط ولم نقم بذلك ويزج بإسمنا رغم أننا لا علاقة لنا بشكل قاطع.نحن قلقون وخائفون على مصر، ولا نريد أن تصل الأمور إلى ماوصلت إليه في مصر.
كلمة أخيرة للجمهور ولاسرائيل:
السيد نصر الله: للجمهور نشكره، هو تحمل عبء وقدم تضحيات، وقام بانتصارات وانجازات كبيرة، تضحياته وصبره وصموده ومواقفه، من هدمت بيوتهم، لولا هذه البيئة هل ممكن لمقاومة مسلحة أن تستمر؟بهذه المناسبة اشكرهم، وأقول لهم مجدداً ولك وللاسرائيلي: انتهى زمن الهزائم رغم كل ما يجري في المنطقة، رغم كل السواد والظلام واليأس، انشاء الله المنطقة سوف تعبر هذه المرحلة، وما تتطلع إليه اسرائيل كقوة عظمة تفرض نفسها على شعوب المنطقة لن يتحقق، المقاومة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه خلال 33 يوم في حرب تموز.
نقلاً عن موقع قناة الميادين
بتوقيت بيروت