أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴿21﴾ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ (يعني أهل قريش والقبائل المتحالفة مع قريش ويهود مدينة يثرب المدينة المنوّرة) قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿22﴾ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴿25﴾ ﴾ صدق الله العلي العظيم
هذا ما حصل في واقعة الخندق في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله، هذا ما يحصل في أكثر من حادثة في التاريخ، هذا ما حصل معنا عام 2006 في حرب تموز عندما احتشد العالم، وهذا أيضاً ما حصل قبل أشهر في فلسطين في معركة سيف القدس، دائماً عندما يكون هناك مؤمنون صادقون في الوعد مصمّمون على الجهاد وتحمل المسؤوليات، فإنّ وعدَ الله سبحانه وتعالى لهم ووعدَ رسوله صلى الله عليه وآله عن الله لهم وعدٌ دائمٌ بالنّصر.
أيّها الأخوة والأخوات، جرى في العادة في ذكرى حرب تموز أن أتحدّث إليكم في اليوم الـ 14 من آب في يوم الإنتصار عند انتهاء الحرب، عندما عاد النّاس الى الجنوب والبقاع والضاحية والى كل مكان قوافل مرفوعة الرأس، لكن باعتبار أنه من ليلة الإثنين مساءً والأيام المقبلة نكون قد دخلنا في أيام عاشوراء أيام محرّم ومجالس العزاء الحسيني، فضلت أن اتحدّث قبل ذلك بيوم أو يومين ولذلك اليوم أنا في خدمتكم.
في حديثنا اليوم لدينا المناسبة الكبيرة بعد 15 عاماً على الانتصار الإلهي التاريخي الكبيرفي حرب تموز حرب الـ 33 يوماً، ونُطلّ من الذّكرى والمناسبة الى ما حصل أمس وأوّل أمس في لبنان في الجبهة الجنوبية، ولدينا مناسبة أخرى مهمّة وعزيزة ومؤلمة هي الذكرى السنوية الأولى لحادثة المرفأ الانفجار أو التفجير الذي حصل في مرفأ بيروت والذي أدى الى استشهاد المئات وجرح الآلاف والحاق الأضرار ايضاً بالآلاف، ولدينا حادثة خطيرة حصلت قبل أيام في منطقة خلدة يجب أن نتوقف عندها، كلمة مختصرة عن الوضع العام في البلد حكومياً وحياتياً، ملاحظة أخيرة في آخر الكلمة حول إحياء أيّام عاشوراء في لبنان. لكن من الواجب الأخلاقي كما هي العادة، لأنه هناك فاصل زمني بين الخطاب الأخير وخطاب اليوم، يجب أن أتقدّم بالعزاء لعوائل الشهداء الكرام وأذكرهم حسب التسلسل الزّمني، الشّهيد السّيد عماد الأمين الذي استشهد أثناء أداء واجبه الجهاديّ قبل أيّام، الشّهيد الأخ علي شبلي، الشّهيد الدكتور الأخ علي أيّوب، الشّهيد الأخ علي حوري والشّهيد الأخ حسام العالق الذين استشهدوا غدراً وظلماً في أحداث الجيّة وخلدة قبل أيّام.
أيضاً نحن في محور المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية فقدنا قائداً كبيراً ومقاوماً عزيزاً ومقاتلاً تاريخياً في ساحات وميادين الصّراع مع الإحتلال ومع العدوّ الإسرائيلي ومع المشروع الصّهيوني والمشروع الأمريكي الأخ القائد العزيز الأستاذ أبو جهاد أحمد جبريل، بالتأكيد اليوم تفتقده هذه السّاحات وهذه الميادين، أتقدّم مجدداً إلى رفاقه وإلى إخوانه وإلى عائلته وإلى أبنائه وإلى كل أصدقائه وخصوصاً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامّة بأحرّ التعازي وأسأل الله تعالى له الرّحمة ونحن على ثقة كاملة بأنّ أخوانه ورفاقه وأبنائه سيواصلون طريقه ويجدّدون حضوره الكبير والهام في هذه المعركة وخصوصاُ في مرحلتها المصيريّة إن شاء الله. كما أتوجّه إلى كل العائلات، هناك عوائل شهداء فقدوا آبائهم وأمّهاتهم، وهناك أخوة فقدناهم خلال هذه المرحلة في الأسابيع الماضية بعضهم من الجيل المؤسّس في مسيرتنا منذ عام 1982، وهؤلاء أيضاً فقدناهم بسبب الأمراض، بسبب كورونا، بسبب التقدّم في العمر، أسأل الله تعالى لهم جميعاً الرّحمة وأتقدّم من عائلاتهم الكريمة والشريفة بأحرّ العزاء.
في ذكرى اليوم أودّ لأهمية وكثرة الموضوعات أن أطوي المقدّمات الوجدانية والعاطفية وأكتفي بالشّكر، بتوجيه الشّكر أوّلاً لله عزّ وجل على ما أيّدَ وثبّتَ ونصر، وثانياً آخذُهَا في الإجمال لكل القادة الذين قادوا وجاهدوا واستشهدوا في ميدان المعركة، في الميدان السياسي الذين دعموا وأيّدوا وساندوا واحتضنوا وواكبوا وفرحوا وانتصروا في لبنان وخارج لبنان لهم كل الشّكر والتّقدير، لا أريد أيضاً أن أعيد واستعرض ظروف الحرب في السّنوات الماضية، في كل ذكرى كنا نتحدّث عن ظروف الحرب وعن بعض مجرياتها وبعض الأحداث فيها وعن إنجازاتها وانتصاراتها ونتائجها على العدوّ وعلى الصّديق أنا لن أعود أو أكرّر ذلك للإستفادة من الوقت.
أريد أن أدخل مباشرةً في ما يتعلّق بذكرى تمّوز والحرب، وبعد 15 عاماً الى استحقاقاتها وأحداثها وإنجازاتها الحاليّة، أهم مسؤولية اليوم ملقاة على عاتق الجميع هي مسؤولية الحفاظ على منجزات وانتصارات ونتائج هذه الحرب حرب تمّوز، هذه الإنجازات والانتصارات وهذه المعادلات لم تأتِ لا من خلال التمنّي ولا عبر طاولات الحوار ولا بثمنٍ بخس وإنّما بتضحياتٍ جِسام عشناها جميعاً وتحمّلنها جميعاً، وبالتالي هذه الانجازات والنتائج يجب أن نحافظ عليها بقوّة، اليوم أمانة الشهداء، الشهداء القادة، الشهداء من الرّجال والنساء والأطفال والجميع في كل المناطق، أمانة الشهداء ان نحافظ على ما أنجزه هؤلاء الشهداء وهؤلاء الصّامدون وهؤلاء المقاومون في حرب تمّوز على مدى 33 يوماً، وأيضاً تطوير هذه الإنجازات وهذه الإيجابيات وهذه الإنتصارات. قلت أنا لن أعود لأتحدّث عن الإنجازات الكبيرة والإنتصارات والنتائج المهمّة جدّاً التي تحققت بعد الحرب فيما يتعلّق بالثقافة، بالوعي، بالمعادلات الميدانية، بجبهة العدوّ، بجبهة الصّديق، على كلّ هذه الإنجازات تم الحفاظ عليها خلال كل هذه السّنوات وتعزّزت وتأكّدت أكثر فأكثر ودخلت مرحلة جديدة من خلال المواجهة البطولية والتاريخية التي خاضها المقاومون الفلسطينيون في معركة سيف القدس قبل أسابيع. أهمّ إنجاز – أريد أن أركّز قليلاً على الموضوع اللبناني والجبهة اللبنانية مع إسرائيل مع العدوّ وكما قد تكلمنا في الموضوع الإقليمي والقدس وسيف القدس في خطبٍ سابقة.
في ما يتعلّق بلبنان، أهم إنجاز تحقّق في حرب تمّوز هو إيجاد ميزان ردع وضوابط وقواعد اشتباك ضامنة وحامية للبنان ورادعة للعدو، هذا أهم إنجاز، هذا إنجاز تاريخي، هذا إنجاز استراتيجي، عندما تحقّق الأمن للنّاس كل شي يتبع الأمن، أي بلد لا يوجد فيه أمن يفتقد تباعاً لعامل الطأمنينة، السكينة، العلم، الدراسة، استثمار، اقتصاد، كل ذلك ينعدم. إذاً هذا الإنجاز الإستراتيجي والتاريخي الذي حقّقته المقاومة للبنان في حرب تمّوز، أمن وأمان خلال 15 عاماً باستثناء بعض الخروقات البسيطة والتي تتحمّل الدّولة ومؤسّسات الدّولة وفي مقدّمها الجيش اللبناني وقوّات الطوارئ الدولية اليونيفل مسؤولية متابعتها يومياً ونحن لم نتدخل في هذا الأمر بل كنا نواكب ونعاقب. لبنان الذي كان على مدى عقود عشرات السّنين، كان مسرحاً لسلاح الجوّ الإسرائيلي ليُغير فيه حيث يشاء، في الجنوب، البقاع، الشمال، جبل لبنان، قلب العاصمة بيروت، كلنا نتذكّر قبل الـ 82 وعلى مدى عقود وبعد الـ 82 يُغير على أبنية، مؤسّسات، أهداف، بنى تحتيّة ولم يكن يردعه شيء على الإطلاق، لا أريد أن أتكلّم ما بين سنة 2000 والـ 2006 وانما بعد الـ 2006 على مدى 15 عاماً، لم تحصل غارة إسرائيلية على لبنان أو على هدفٍ في لبنان على الأراضي اللبنانية باستثناء حادث ملتبس، هم عملوا على منطقة حدودية غير معلوم هل هي حدود لبنان أم حدود سوريا حيث أن هناك ظروف مختلفة بين لبنان وسوريا الآن وهذه الحادثة حصلت في 24-02-2014، باستثناء هذه الحادثة والتي لم تؤدّي الى خسائر بشرية والتي تم الردّ عليها سريعاً في مزارع شبعا، نحن في لبنان لدينا 15 سنة أمن وأمان لا يوجد لا سلاح جو إسرائيلي ولا كوماندوس إسرائيلي ولا إعتداء إسرائيلي ذو شأن بالمعنى المباشر، حتى عندما أرسلوا قبل سنتين مثل هذه الأيام تلك المسيرات الصغيرة في جُنح اللّيل ومن دون تبنّي، نعم هناك خروقات محدودة تحصل أحياناً عند الحدود وهناك خروقات في السّماء سأتحدّث عنها في وقتٍ قريب وأقدّم لكم أرقام في تطوّر المواجهة مع الخروقات الجويّة، ولكن في ما يتعلّق بالغارات الإسرائيلية غارات سلاح الجو الإسرائيلي على لبنان، نعِم لبنان بـ 15 عاماً من الأمن والأمان والهُدوء والطمأنينة وهذا لم يسبق له مثيل منذ عام 1948. السّؤال الأساسي المنطقي الموضوعي الهادئ لكل المقيمين في لبنان وللشعب اللبناني العزيز، لماذا لم تحصل غارات إسرائيلية على مدى 15 عاماً؟ الأنّ إسرائيل ملتزمة بالأمن الدولي وبالقرارت الدولية وخائفة من المجلس الأمن الدولي أو خائفة من جامعة الدول العربية أو من منظّمة التعاون الإسلامي أو من الرأي العام أم هي أخلاقهم وهذا دينهم والتزانهم؟؟ بالتأكيد كلا!!! الأطفال هم من يعرفون جوابها! الذي منع ويمنع العدو الإسرائيلي من شن غارات على لبنان خلال الـ 15 عاماً كان ببساطة هو خشية العدو من الذهاب الى ردود أفعال والى مواجهة كبيرة وواسعة مع المقاومة في لبنان، بمعزل ان هذه المعركة هل تتحوّل الى معركة إقليمية أم لا لندعه جانباً، يكفي المعركة مع لبنان، هو لديه هم كبير اسمه المواجهة مع لبنان والمعركة مع لبنان، حسناً، أكثر من موضوع الغارات انه ليس هناك غارات، نحن على مدى 15 عاماً يومياً وإن كان اللبنانيين في السنوات الأخيرة لم يكونوا متفرّغين ليستمعوا للاسرائيليين ربما ضارة نافعة، لكن على مدى 15 عاماً لم يبق مسؤول سياسي أو جنرال عسكري حالي او متقاعد أو اعلامي او صحفي أو حزبي في كيان العدو الا ويُوجه يومياً تهديد للبنان، سندمّر، سنعيدكم الى العصر الحجري، سنفعل وووو.. و 15 عاماً لم يفعلوا شيئ! لماذا لم يفعلوا شيء؟ أيضاً السؤال: أخلاقهم؟ القرار الدولي؟ المجتمع الدولي؟ مجلس الأمن الدولي؟ أم الخشيةَ والخوف من نتائج الذهاب الى حرب وتداعيات هذه الحرب!؟ من الذي منع هذا العدو المستكبر والمتجبّر والمتوحّش الذي يرتكب المجازر، الذي ليس له رادع لا اخلاقي ولا إنساني ولا دولي ولا قانوني والمحمي من الشيطان الأكبر وقوى الإستكبار في العالم والمحمي للأسف – ليس لم يعد المسكوت عنه – المحمي ايضاً من بعض الدول العربية المشؤومة والمطبعة مع العدو ما الذي يمنعه؟ خشيته من تداعيات الحرب، خشيته من تدحرج ردود الأفعال الى حرب، الحرب التي يمكن أن تؤدي الى نتائج هو يعلم هذه النتائج على جبهته الداخلية، على بنيته التحتية، على جيشه الذي أثبت فشله وضعفه ووهنه في حرب تموز، ورئيس الحكومة الحالي كان ضابطاً في قوّة الاحتياط في حرب تموز في أيامها الأخيرة في قوّة ضد الدروع وشهد بأمّ عينه فشل المؤسّسة العسكرية، على كل حال هذا الجيش الذي سيُدمّر وسينهار في أي مواجهة على بقية صورته وهيبته بل اسمحوا لي أن أقول أنّه خائفٌ حتى على وجوده، العدو اليوم أكثر من أي زمن مضى بسبب ما يجري في فلسطين وفي المنطقة وتحوّلات المنطقة وتصاعد قوّة محور المقاومة هذا من جهة، وايضاً نتيجة الانقسامات والنزاعات الداخلية الحادّة والكراهية الشديدة المنتشرة بين جماعات الصّهاينة الاسرائيليين المحتلين لفلسطين المحتلة والتي لم يسبق لها مثيل أمام اوضاعه الداخلية وأمام تطوّر محور المقاومة، الكل في الكيان يتحدّث عن قلق وجودي، من رئيس الكيان الى رئيس حكومة الكيان الى الجنرالات الى الكُتَّاب الى معاهد الدراسات، على كلٍ خوفه من نتائج المواجهة هو الذي يمنعه من الإعتداء، حسناً هذا هو ميزان الرّدع الذي أوجدته حرب تمّوز وهذا هو الذي يحمي لبنان وأنا أسأل كل اللبنانيين، لو رجعتم الى عقولكم، الى وجدانكم، الى وعيكم، الى مسؤوليتكم بمعزل عن العداوات والخصومات والأحقاد والضغائن والحسابات الحزبية والطائفية والمذهبية وما شاكل وأردتم أن تجيبوا على هذا السؤال: من الذي يردع ويمنع هذا العدو المتوحّش من الإعتداء على لبنان؟ من الذي منعه خلال 15 عاماً؟ وقدموا جواب منصف لأنفسكم ولناسكم، الإجابة واضحة لا أحد لديه جواب ثاني، لا أحد لديه منطق ثاني، نحن نقدّم للناس شيء ملموس، لا نقدّم لهم ادّعاءات ولا شعارات ولا خطابات رنّانة ولا أحلام ولا أماني، لذلك كانت دائماً قبل 2006 بعد 2006، ولكن بعد 2006 بشكل آكيد كانت القضيّة المركزية للعدو الإسرائيلي هي مسألة سلاح المقاومة وتطوّر المقاومة في لبنان، هناك حد أدنى وحد أعلى، بالحد الأعلى هو يطمح أن يأتي اليوم الذي ينزع فيه هذا السلاح، ويصبح لبنان بلا مقاومة وبلا سلاح مقاومة. ويحاول أن يوظّف بعد عجزه العسكري وبعد كل الوسائل العسكرية والأمنية التي استخدمها، هو يحاول أن يوظف الضغوط الدولية والأمريكية الغربية والعربية وصولًا إلى شتى الميادين السياسية والنفسية الاقتصادية المالية المعيشية ليفرض على لبنان أن يصبح بلا قوة حماية وبلا سلاح وبلا قدرة على المواجهة. ويعود إلى استباحة لبنان كما كان يفعل قبل عام 2000 وقبل عام 2006 هذا حدّ أعلى. وطبعا للأسف الشديد بعض الفئات في لبنان تساعده على تحقيق هذا الهدف من حيث تعلم أو لا تعلم لأنّها تريد أن يعود لبنان ضعيفًا لأنّ قوته في ضعفه.
والحدّ الأدنى هو منع تعاظم قدرة المقاومة، طبعًا هو فشل في الحد الأعلى وفشل حتى في الحد الأدنى لأنه من 2006 إلى اليوم تعاظمت المقاومة في لبنان عدديًا في العدد، في الخبرة، في التجربة، في رفع الكفاءة، في مستويات التدريب، تعاظمت قدرتها وامكاناتها التسليحية، تعاظمت قدرتها الصاروخية، قدراتها النوعية وصولًا إلى امتلاكها لأعداد كبيرة من الصواريخ الدقيقة التي يعتبرها العدو ووزير الحرب غانتس، قبل أسابيع كان عنده خطاب وقال بصراحة مسار الصواريخ الدقيقة يتحول إلى تهديد وجودي لماذا؟ أقول لكم دائمًا يتحدثون عن قلق الوجود إلى تهديد وجودي.
هم فشلوا أيضًا في هذا الأمر بعض الغارات التي تحصل في سوريا بعضها لنصرة الجماعات المسلحة بعضها لإستهداف القوات والقدرات التي تواجه الجماعات التكفيرية المسلحة وبعضها لاستهداف الإمكانات والقدرات التي تصل إلى المقاومة، وكل هذه الغارات لم تحقق شيئًا على الإطلاق سوى شهداء وخسائر بشرية ومادية أحيانًا، لكن فيما يتعلق بالهدف لم يستطيعوا أن يفتوا من عضد القوات السورية وقوات الحلفاء في مواجهة الجماعات المسلحة، ولا استطاعوا أن يمنعوا تعاظمم القدرة والقوة لدى حزب الله وحصوله على إمكانيات نوعية ومتطورة. في نفس الوقت هو يحاول أن يلعب أو أن يعمل في الميدان بطريقة يجعل ميزان الردع هذا يتهاوى ويتهافت ويتآكل وهذا ما حصل خلال اليومين الماضيين.
"شوي شوي" حادثة أمام حادثة يعود ويستعيد الأوضاع السابقة يشنّ غارة جوية هنا وغارة جوية هناك الناس تسكت تأخذ يده على الغارات الجوية، يبدأ بقصف مناطق مفتوحة باعتقاده أنّها لا تثير الحساسية، ثمّ ينتقل بعدها لشنّ غارات على أهداف مأهولة، مأهولة بإمكانات أو مأهولة بأشخاص، أو على بنية تحتية للبنان أو ما شاكل. يسكت على هذه يعود ويبدأ بإرسال كوماندوس للبنانيين بالليل أو بالنهار.
لذلك ما حصل قبل أيام هو خطير جدًا، وتطوّر خطير جدًا، لم يحصل منذ 15 عامًا حتى نقول ما الذي جرى وما القصة والحكاية؟ ليلة الخميس هو ادّعى طبعًا أطلقت صواريخ مجهولة اتجاه كريات شمونا وصل 1 أو 2 على الفلوات قام بقصف مدفعي ليس فقط لمكان إطلاق الصواريخ وحتى لأماكن أخرى. نحن تركنا الموضوع للجيش واليونيفيل للمعالجة وقاموا باتصالات، لكن في منتصف الليل شنّ غارتين جويتين على منطقة الجرمق وغارة جوية على منطقة الشواكير بالقرب من مخيم الرشيدية. طبعًا في لبنان هناك ناس لم تشعر بعض الناس الذين يعتبرون أنفسهم كبار ومسؤولين وزعماء ويعيشون في قصورهم وأبراجهم العاجية، هم لم يشعروا لكنّ القرى والبلدات المحيطة في مكان الاستهداف في وسط الليل، وهو تعمّد أن يغير في وسط الليل من أجل إرهاب الناس وإرعاب الناس عاشوا حالة رعب كبيرة جدًا هذا طبيعي الذي جرى أطفال والناس نائمة في منازلها بنصف الليل، وأصدر بيانًا قال فيه أنّه استهدف بغارات أراضي مفتوحة، ونحن في بياننا استخدمنا نفس التعبير الذي استخدمه وكان لديه تقدير بأنّ ما جرى يمرّ والجو في لبنان انقسامات سياسية ووضع الحكومة، والوضع الاقتصادي، والمازوت، والوقود، والدواء والمواد الغذائية والدعم ورفع الدعم والمصائب. بالتأكيد "ما حدا فاضي" أن يفكر لا بمعادلات ولا بموازين ردع وتمرّ، ويكون هو تحلّل من المعادلات التي فرضها لبنان والمقاومة في لبنان بقوة الدمّ والتضحيات والصمود قبل 15 عامًا.
هنا كان لا بدّ من اتخاذ القرار، ولا بدّ من الذهاب إلى عمل إلى ردّ الفعل المناسب والمتناسق. وأودّ شرح فكرة "معليش" حتى العدو يفهمها لا مشكلة، لكن أود شرحها للصديق لأهلنا لشعبنا عندما يحصل أعمال عدوانية تحتاج إلى ردّ هذه الأعمال نحن نصنّفها نوعين: هناك نوع عامل الزمن فيه جيد، ولكن ليس جوهري عامل الزمن فيه ليس جوهريًا إذا تأخّر الرد أسبوع وأسبوعين أو شهر أو شهرين أو أكثر أو أقل ما في مشكلة، على سبيل المثال عندما استشهد أخونا الشهيد علي محسن في سوريا، وقلنا نحن لدينا معادلة نودّ إرساءها بالفعل. وكنّا واضحين وعلنيين وقام الاسرائيلي يومها وقف على قدم ونصف ولأكثر من شهر وشهرين واقف على قدم ونصف. وأنا بصراحة أقول لكم نحن كان شبابنا "شغالين" بكلّ المنطقة بالمزارع وعلى الحدود، ولم يكن لدينا ضابطة تقول أن نعمل بالمزارع لا من الناقورة إلى جبل الشيخ، كان هناك قرار عند مجموعات المقاومة بعض المجموعات المحدّدة أن تنفذ عمل القصاص هذا العدو الذي قتل أخانا في دمشق. لكنّ إجراءات العدو واختفاء العدو حتى في عمق كيلومترات، وكنّا نريد عملية مضمونة ليس أن نضرب صاروخ وتكون الآلية فارغة أو نطلق نار ولا تكون هناك نتيجة. نريد عملية مضمونة وكان الهدف هو قتل أحد الجنود الإسرائيليين مقابل قتل أخينا، أتحدّث بكل وضوح.
لكن شهر، شهر ونصف، شهرين لم يتوفر هدف والقرار كان موجودًا والشباب كانوا على الأرض، لكن لم يتوفّر هدف وتذكرون في تلك الأيام كانوا يضعون في آليات عسكرية تماثيل وألعاب ودمى حتى نغشّ ونقول هذا جندي ونطلق النار عليه، ونعتبر أنفسنا قتلنا جندي ونكون أطلقنا النار على عارض الثياب.
هذا جرى أم لم يجرٍ؟ لاحقا رأينا ترك الموضوع لوقت آخر كذلك عندما استشهد الأخ محمد طحان في أيام معركة سيف القدس، هنا الزمن ليس جوهري، لكن الزمن عامل مهم لكن في نوع آخر من العدوان يحتاج إلى ردّ الزمن فيه عامل جوهري الرد في وقت آخر يفقد الرد قيمته وأثره، يكون الرد ليس له قيمة. مثل الذي جرى ليلة الخميس القصف الجوي الإسرائيلي على جنوب لبنان لو تأخر عليه الرد لزمن آخر الرد الذي كان سيأتي كان بلا قيمة قيمته أن يكون ردّ سريع هذا أولا. ولذلك نحن ذهبنا إلى الردّ السريع حتى إن كان هناك من يسأل ما هو الفارق بين القصاص والثأر لشهدائنا وبين كيفية التعاطي مع الغارتين الجويتين.
لأنًكم تعرفون هناك فلاسفة سياسيين كثر يربطون الردّ مباشرة يأخذوه إلى الإقليم والدولي وعلى معركة البحار وفيينا والمفاوضات النووية، وأنا دائمًا كنت أقول لكم إيران والجمهورية الإسلامية من أجل أن تدافع عن نفسها أو تواجه أعداءها تملك من القوة والشجاعة والمتانة والشفافية ما لا تحتاج به لا إلى حليف ولا إلى صديق، وتفعل ذلك وفي العلن وتعلن ذلك وتتحمّل المسؤولية.
ردنا يوم أمس مرتبط بالغارات الإسرائيلية المباشرة التي حصلت على جنوب لبنان للمرة الأولى منذ 15 عامًا، وردّنا له أداء واضح وهدف واضح. ذهبنا إلى الردّ، درسنا الموقف بشكل جيد. العدو يقول هذا ردّ مدروس والصديق يقول هذا ردّ مدروس، صحيح هذا ردّ مدروس، أصلًا نحن نجلس ونفكّر ونتناقش ونتخذ قرار، نحن لا ننفعل ولا يتخذ فرد فينا القرار، ولا شيء ندرس أمورنا بشكل جيد. هو قال أرض مفتوحة هو "عارف حاله شو عم يعمل"، فإذًا يجب أن نرد على أرض مفتوحة، هو لم يستهدف مدنيين لدينا، ولم يستهدف أهداف عسكرية هو ضرب أرضًا مفتوحة. إذًا فلنذهب إلى الأرض المفتوحة.
لدينا خيارين يمكننا الذهاب إلى أرض مفتوحة في مزارع شبعا المحتلة، ويمكننا أن نذهب إلى أرض مفتوحة وأتحدّث الآن بشفافية للمستقبل وحتى يعرف العدو. هناك أرض مفتوحة بشمال فلسطين المحتلة، وهناك أرض مفتوحة بالجولان المحتل، طبعًا نضرب من لبنان وليس من سوريا. نحن أمس اخترنا المنطقة أرض مفتوحة في منطقة مزارع شبعا لنوجّه رسالة ونكون سرنا درجة ويمكن لاحقًا نصعد لدرجة ثانية، ودرجة ثالثة أعلى سأعود إليها لاحقًا. اخترنا مزارع شبعا وذهبنا إلى أراضي مفتوحة، ولم نضرب المواقع العسكرية، وإنّما محيط المواقع العسكرية واخترنا المزارع لأنّها منطقة عسكرية لا يوجد فها مدنيون ولا فلاحون ولا مزارعون، لكن هناك أماكن أخرى هناك أراضي مفتوحة، لكن يحتمل فيها وجود مزارعين وفلاحين. كل شيء حسبناه بدقة وقرّرنا أن نقوم بالعملية نهارًا ليس صدفة أنّه نهارًا، ولم نقصف ليلًا لأنّه بالحقيقة لا نريد أن يحصل رعب أو خوف عند الناس أو عند الأهالي أو عند النساء والأطفال.
الناس نائمة تخرج صواريخ تعمّدنا أن نفعل ذلك في النّهار، وأن نخاطر بإخواننا من أجل الناس ومن أجل أن لا يشعر الناس بالخوف أو الرعب او العالم تستيقظ ليلًا وتخرج إلى الطرقات وما شاكل. إلى هذا الحد نحن حريصون على الناس وعلى مشاعر الناس وعلى أحاسيس الناس حتى لو تعرّض إخواننا المقاومون للخطر. وذهبنا في وضح النهار وضربنا صواريخ على المناطقة المستهدفة، وأصدرنا بيانًا وتحمّلنا المسؤولية بشكل رسمي لأنّنا نحن نملك من الشجاعة أن نتحمّل مسؤولية أعمالنا كما أنّ بياننا كقصفنا كلاهما يكمّل الرسالة التي يريد أن يفهمها العدو. هذا ليس ردًا خفيًا، ليس ردًا سريًا، هذا ردّ جهارًا نهارًا بوضوح رسالته واضحة، قصفتم أرضًا مفتوحة، فقصفنا أرضًا مفتوحة. نحن ليس لدينا سلاح جو مثلكم، لدينا صواريخ نضرب صواريخ.
الهدف من هذه العملية أمس كان تثبيت قواعد الاشتباك والمعادلات القائمة، نحن لا نريد أن نخترع معادلة جديدة. اليوم بالإعلام الاسرائيلي أمس واليوم يقولون حزب الله يريد فرض معادلة جديدة، لا نحن نثبّت المعادلات القديمة التي أراد العدو خرقها وتجاوزها وإسقاطها من أجل حماية بلدنا فقط من أجل حماية بلدنا. نحن أردنا بالأمس بالفعل بالميدان وليس بالخطاب أن نقول للعدو أنّ أيّ غارة، ومجددًا نبدأ أن أيّ غارة جوية بسلاح الجو الإسرائيلي على لبنان سيتمّ الرد عليها حتمًا، ولكن بشكل مناسب ومتناسب لأنّنا نريد أن نخدم هدفًا لحماية بلدنا.
بكل وضوح، على ضوء وهذا ما يجب أن يحسب له العدو حسابًا عندما يدخل إلى تقديراته، عندما يريد أن يشنّ بأي وقت من الأوقات لا سمح الله غارة جوية على أي هدف في لبنان في الجبل، الشمال، البقاع، الجنوب، جبل لبنان كلّ الأرض اللبنانية وكل الموجودين على الأراضي اللبنانية وكل المساحة اللبنانية ممنوع أن تتعرض له يد العدو بغارة جوية حتى الفلوات لأنّنا سنردّ أيضًا بشكل مناسب ومتناسب أرض مفتوحة مقابل أرض مفتوحة تقصف نقصف.
على ضوء ما حصل يجب أن أؤكّد على ما يلي:
نحن لا نضيع ولن نفرط بما أنجزته المقاومة ولبنان في حرب تموز أبدًا أيًا تكون التضحيات والمخاطر لأنّ هذا سيمكّن العدو من استباحة لبنان من جديد تضحيات أقل اليوم أفضل من تضحيات جسيمة لاحقًا لأنّه إذا أخذت يده واستباح البلد "عِدوا" على تضحيات وخسائر وذل.
قلت سابقًا للعدو لا تخطئوا بالتقدير وتظنوا أن حزب الله والمقاومة في لبنان مشغولة بالوضع الداخلي والانقسامات الداخلية، وما في حكومة وفي حكومة والآن هناك مشكلة وقود، ومازوت ومواد غذائية وما شاكل ودواء، وبالتالي لم ولن يجرؤ ولن يفعل ولن يقدم على القيام بأي ردود أفعال في الجبهة.
رسالة أمس واضحة أيًا تكون الأوضاع الداخلية في لبنان صعبة، ضاغطة، سيئة. "شو ما كان" نحن بالنسبة إلينا حماية لبنان هي مسؤوليتنا الأولى نتحمّل هذه المسؤولية سنحمي بلدنا سنحمي شعبنا أيًا تكون الظروف الداخلية. وأيضًا أقول لهم لا تراهنوا على الضغوط التي تمارس على اللبنانيين وعلى بيئة المقاومة بشكل محدّد لا تراهنوا على الانقسام اللبناني حول المقاومة لأنّ الانقسام اللبناني حول المقاومة قديم قبل العام 1982، في السبعينات والستينيات وبعد الـ 1982 وبعد الـ 2000 وبعد الـ 2006 ولليوم. وكلّ كلام عن إجماع وطني لبناني حول المقاومة هو كلام غير صحيح. لم يكن هناك إجماع لبناني حول المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في يوم من الأيام لا نضحك على حالنا. وأنا دائما كنت أقول هذا الكلام، إذًا في ظل الانقسام اللبناني المقاومة بكل أحزابها وفصائلها ألحقت بجيش الاحتلال هزيمة عام 1985 وأخرجته من جبل لبنان، ومن الضواحي، ومن العاصمة ومن صيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا. والمقاومة بكل أحزابها وفصائلها فرضت على العدو الانسحاب المذل عام 2000 رغم الانقسام اللبناني.
وفي الـ 2006 سجّلت المقاومة انتصارًا تاريخيًا بالرغم من الانقسام اللبناني، إذًا لا تراهن على انقسام لبناني، ولا تفرح ببعض التفاصيل الخاطئة التي تحصل هنا وهناك. ولا تراهن أيّها العدو على بيئة المقاومة، البيئة الخاصة المباشرة التي كانت تقول لنا بالأمس هذه البيئة تعالوا اقصفوا من بيوتنا، هذه البيئة لا تراهنوا عليها، قد تتألم قد تتأثر. قد يكون لديها ملاحظات على أدائنا السياسي في الداخل وعلى بعض تحالفاتنا السياسية وعلى بعض سلوكياتنا، ولكن في مسألة المقاومة هذه بيئة مخلصة وفيّة مؤمنة، لأن الخيار الوحيد لحمايتها، لحماية البلد، لحماية الجنوب، لحماية سيادة لبنان وأمن لبنان وأمان لبنان وسلامة لبنان هو المقاومة وسلاح المقاومة وهؤلاء المقاومون.
أيضاً من الأمور التي يجب أن أؤكد عليها، وعلى كل حال أيام 40 سنة وقبل 40 سنة شاهدة على هذه الحقيقة التي أقولها، هذه البيئة تاريخياً وحالياً وحاضراً هم أهل الصبر، هم أهل البصيرة، هم أهل التحمل، هم أحفاد تلك التي قالت ما رأيت إلا جميلا، هذه البيئة شاهدتموها وستشاهدوها دائماً في أي موقع من مواقع التضحية والصمود.
النقطة الثالثة أو الرابعة، أن ما حصل في الأمس هو رد على الغارات الجوية ولا علاقة له باستشهاد الأخوين الكريمين العزيزين علي كامل محسن ومحمد قاسم طحان، لأن هناك أحد المحللين في كيان العدو ربط بين الموضوعين، نحن ذكرنا أسماء الأخوين أولاً تكريماً لهما وثانياً تذكيراً بهما واليوم أقول هذا الملف وهذا الحساب ما زال مفتوحاً بيننا وبين العدو والمسألة هي مسألة وقت.
رابعاً، أريد أيضاً أن أقول للعدو نحن خياراتنا مفتوحة - مثل ما قلت قبل قليل لأنه ناقشنا – الغارات الجوية إن حصلت – وأنا أحذره من ذلك – لا يعني حكماً أن ردنا حتى ولو كان على أرض مفتوحة سيكون على أرضٍ مفتوحة في مزارع شبعا، قد يكون ردنا على أرض مفتوحة في شمال فلسطين المحتلة، ومن الآن عندما يحصل غارات جوية على لبنان على الفلاحين والمزارعين والمدنيين في كل شمال فلسطين المحتلة أن يخلوا الأراضي، قد يكون ردنا على منطقة الجولان المحتلة من لبنان، لكن عندها نحن نقدر ونرى ما هي المصلحة ونأخذ القرار.
إذاً يدنا مفتوحة، نحن لا نضع معادلة اسمها غارات جوية - قصف على مزارع شبعا، كلا، مزارع شبعا هي مصداق من مصاديق الأراضي المفتوحة التي يمكن أن نرد عليها.
خامساً، دائماً كنا نقول نحن لا نبحث عن حرب ولا نريد الذهاب إلى حرب ولكننا جاهزون لها ولا نخافها ولا نخشاها وننتظرها في كل يوم وسننتصر فيها إن شاء الله لأن هذا وعد الله ورسوله، وأؤكد لكم وللعدو أن أكبر حماقة سيكون العدو قد ارتكبها عندما يقرر الذهاب إلى حرب مع لبنان.
سادساً وأخيراً في هذا المقطع، عندما حصل الخرق الخطير والغارات الجوية في جنوب لبنان صمت المجتمع الدولي وسكت كثيرون في لبنان وخصوصاً من أدعياء السيادة، بعد الرد الحازم، الواضح، العلني، المكشوف، الشجاع للمقاومة الإسلامية في لبنان، "هاجوا وماجوا وتباكوا على الناس وعلى البلد"، لا أريد أن أرد على هؤلاء ولا أن أدخل في سجال معهم لأن هذا الجدال عقيم، كل واحد منا لديه قناعته ورأيه ومن 40 سنة وأكثر من 40 سنة والعالم تتكلم وانتهى الكلام، من زمان انتهى الكلام، فليس هناك من داعٍ أن أعلق، يُمكن أن يقول أحد ما هو ردك عليهم؟ ليس عندي رد عليهم، كل شخص حاسم خياره من 82 وصعوداً، من 2005 وصعوداً، لو ينزل الأنبياء والرسل وكشفت الحقائق وكشف أمام الناس جميعاً أبصارهم فهي حديد وشهدوا الحقائق كل شخص متمسك بقناعته وبموقعه وعلاقاته وبالمشروع الذي ينتمي إليه. لذلك هذا الموضوع نحن لا نعطيه أهمية.
قلت لا أود الدخول إلى حادثة حصلت يوم أمس ولكن لأهميتها وخطورتها وتداعياتها التي حصلت لاحقاً أرى من واجبي أن أعلق عليها ولو سريعاً.
في سياق أحداث أمس وأثناء عودة المجموعة المقاومة من أداء مهمتها وهي عائدة على طريق بلدة شويا ودخلت إلى بلدة شويا لتعبر، طبعاً الشاحنة مغطاة والمنظر العام هو منظر مدني هم بعد ذلك كشفوا الغطاء عن الراجمة، تعرض لها بعض الأشخاص وحصل ما حصل، أنا أريد أن أتوقف عند هذه الحادثة للعبرة وأيضاً للمعالجة، يعني يجب أن نبني عليها لنعالج، ولأن العدو راهن عليها كثيراً وفرح بها كثيراً، على كل هي أفرحت العدو وأحزنت الصديق، قيل على ضوء هذه الحادثة أن المقاومة يعني هم اتهمونا وقالوا أن شبابنا يقصفون من الضيعة أو بالقرب من البيوت في الضيعة وهذه الشاحنة والدليل أن مازال فيها 11 أو 12 صاروخ والأسوأ طبعاً من الحادث الذي حصل هو تصويره وتوزيعه على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مما أدى إلى احتقان كبير في البلد، أنا لا أخفي عليكم، أنا واحد من الناس الذي أفترض نفسي هادئاً وأنا إن شاء الله هادئاً وأتحمل كثيراً، وأفترض أيضاً أنني مسؤول لا يمكنني أن أغضب بسرعة أو آخذ قراراً سريعاً أو أدعو إخواني لنأخذ قراراً متسرعاً، مع ذلك أنا عندما شاهدت مشاهد حادثة شويا تأثرت كثيراً وحزنت كثيراً فكيف كل الناس التي تفترض أن ليس عندها مسؤوليتي ولا واجبها أن تضبط أعصابها مثل ما أنا يجب أن أضبط أعصابي أو هي يجب أن تكون هادئة مثل ما أنا يجب أن أكون هادئاً، هذا كان أمراً الحادثة وتصوير الحادثة ونشرها كان مشيناً ومعيباً ومحزناً وسيئاً جداً. أخذوا هذه المشاهد و"تنطنوا" فيها بوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وأنه قبضنا عليكم يا حزب الله، رأيتم هذا هو حزب الله؟! هذه هي المقاومة؟! وهذا كان كذباً واضحاً، على كل حال جاء الفيلم لاحقاً، الفيلم الذي صور راجمة الصواريخ نفسها التي قطعوا عليها الطريق بالوديان وبين البساتين وبعيدة عن القرى وبعيدة عن البيوت وبين التلال والجبال تقصف العدو، لتشاهدوا الكذب وحبل الكذب قصير، لكن عندما تكون أمام أناس معادين وحاقدين هو لا ينتظر حتى يتأكد إذا كان هذا المعطى صحيح أو غير صحيح.
ثانياً، الصواريخ المتبقية التي شاهدتموها في الشاحنة هي شاهد على انضباطية هؤلاء المقاومين، الراجمة فيها 31 أو 32 صاروخاً القرار كان أن يطلقوا 20 صاروخاً، غيرهم إذا لم يكن عندهم انضباطية يطلقون 32 صاروخاً ويعودوا فارغين، هم أطلقوا 20 إذا عرضتم الصور وتعدوا الفوهات الخالية تجدونها 20 صاروخ هي الصواريخ التي أطلقت على المنطقة المحتلة في مزارع شبعا، إذاً هذه الشاحنة بعد إطلاق الصواريخ تم توقيفها، أطلقوا 20 صاروخ وبقي الباقي في الشاحنة نتيجة التزام هؤلاء المقاومين الدقيق بالأوامر العسكرية وهذا هو العسكر.
من باب احترام عقول الناس، طبعاً كثر قالوا أمس عندما أصدرت المقاومة بياناً توضيحياً قالوا أنتم لا تحتاجوا لأن توضحوا ولا تحتاجوا لأن تبرروا، لكن أنا لا أريد أن أوضح ولكن أريد أن أشرح احترماً للناس ولعقول الناس وللرأي العام، لماذا رمينا من ذلك الوادي؟ أقول لأهلنا في شويا ولأهلنا في حاصبيا ولكل القرى – اسمحوا لي أن أستخدم هذه العبارة – غير الشيعية، لو كنا نستطيع أن نطال هذه المنطقة بشكل دقيق ومحدد - لأنه نرمي كاتيوشا وليس صواريخ دقيقة - من محيط قرانا الشيعية لفعلنا، لو كنا نستطيع أن نرميها من بيوتنا لفعلنا من أجل أن نحمي كل لبنان وكل شعب لبنان وكل طوائف شعب لبنان، لكن هذه المنطقة بالتحديد بالمزارع التي هي منطقة عسكرية التي لا يوجد فيها مزارعين ومدنيين ونريد أن نرميها بالكاتيوشا تعرفون الزاوية، يمكن أن تذهب هذه الصواريخ إلى أماكن أخرى لا نريد أن نذهب إليها، يمكن أن تذهب إلى أماكن مأهولة، يمكن أن تجرنا جميعاً إلى مواجة غير محسوبة، لذلك حكم الجغرافيا والأداء العسكري يفرض أن نطلق من هذه الأماكن ولذلك ذهبنا إلى هذه الأماكن ليس لأنها تجاور قرية درزية أو مسيحية أو سنية، أصلاً معيب جداً أن يتكلم أحد بهذه اللغة أو يفكر بهذه الطريقة أو يتهمنا على هذا الأساس.
أيضاً فيما يتعلق بالحادثة، نحن برأينا لم يكن شيئاً بسيطاً ولا عابراً وله دلالات خطيرة، يجب أيضاً أن نتوقف أمام الشباب أنفسهم كان معهم سلاح وكانوا ثمانية شباب وشاهدتم المجموعة التي حاصرتهم ليست مجموعة كبيرة، يعني يمكن أن تعدهم على الاصابع، مع ذلك الشباب مارسوا أعلى درجات الصبر وأعلى درجات الانضباط وأعلى درجات الوعي، هؤلاء هم المقاومون الشرفاء، المقاومون الحاملين شعبهم ووطنهم وبلدهم بقلبهم وبضميرهم، هؤلاء يجب أن يكرموا، هؤلاء يدافعون بشجاعتهم وبدمائهم عنكم جميعاً وفي وضح النهار كان ممكن أن تأتي أي مسيرة اسرائيلية أو سلاح جو اسرائيلي ويقصفهم ويستشهدوا ولكنهم في الداخل يمارسون الصبر والبصيرة والوعي والانضباط والحكمة.
أنا أمس عندما شاهدت هذا الفيلم كنت أتمنى لو أستطيع أن أصل إلى أخواني هؤلاء لأقبل أيديهم وجباههم وأمسح العرق عن وجوههم لأن هؤلاء الشباب هم شرف لبنان، هم ضمانة لبنان، هم لبنان الحقيقي، هم الإنسان الحقيقي في هذا البلد، ومن اعتدى عليهم هو من عالم آخر وأمسك نفسي ولا أستخدم عبارات أخرى.
هذا الذي حصل كان سيئاً جدا جداً جداً، طبعاً الانصاف يجب – لأنه هنا يجب أن نذهب إلى المعالجة – أن ليس أهل البلدة الذين فعلوا ذلك، حتى لا يقال أن أهل شويا وكل أهل البلدة هم يتحملوا المسؤولية، لا هناك مجموعة واضحة المعالم والوجوه والأسماء، أنا أؤكد لكم أن هناك أناس من أهل شويا – لأن الشباب قالوا لنا التفصيل – دافعوا عن الإخوان وهناك أناس من أهل شويا أنقذوا جزء من الإخوان، أخرجوهم من بين أيدي هؤلاء المعتدين، إخواننا كانوا ثمانية، الذي استلمهم الجيش كانوا أربعة، هناك أربعة أناس من أهل هذه البلدة الشرفاء هم الذين ساعدوهم وسهلوا لهم الخروج من بين يدي هؤلاء المعتدين. وأيضاً الفعاليات الشعبية في البلدة، بلدية البلدة إلى آخره أصدرت بيانات واضحة في هذا المجال. أنا هنا يجب أن أتوجه بالشكر إلى جميع المرجعيات والقيادات الدينية والسياسية والشعبية من أهلنا الأعزاء في طائفة الموحدين الدروز على مواقفهم وعلى بياناتهم وعلى تحركهم المسؤول وكذلك لكل القوى الوطنية والأحزاب والقوى السياسية والهيئات والشخصيات وكل من عبّر عن تأييده وتضامنه مع المقاومة ومع حقها وإدانته لهذا السلوك المعيب، هذا موضع شكر ورب ضارة نافعة لأنه قاموا بتضامن كبير وواسع مع المقاومة وحقها في الرد الذي مارسته يوم أمس.
المشكلة هي مع المجموعة التي قامت بهذا الاعتداء، أما بقية أهل البلد لا، نحن نعرف أهل شويا ونعرف انتماؤهم ونعرف أن هناك شهداء من المقاومة الوطنية موجودين في البلدة ونعرف أن هذه البلد فيها مقاومين ومحتضنين للمقاومين لذلك أقول للمتعاطفين والمحبين والمنفعلين لا تحملوا أهل البلدة هذه المسؤولية وإنما حملوا السفهاء الذين ارتكبوا هذا العمل فقط، فضلاً عن أن يتم توجيه الاتهام أو السهام إلى طائفة كريمة بأكملها، أقصد طائفة الموحدين الدروز في محاولة متجددة لاستدراج الانقسامات والحساسيات والعداوات والضغائن، يجب دائماً أن نكون حريصين ومنتبهين، أي رد فعل على إنسان بريء هو عمل مدان ومرفوض أيً يكون المعتدي وأي يكون المعتدى عليه، طالما أن المعتدى عليه بريء هذا العمل مدان، نحن أهل القرآن، أهل الإسلام، أهل الدين الذي يقول لنا "ولا تزروا وازرة وزر أخرى"، هذا نقوله هنا ونقوله بعد قليل بموضوع خلدة، لذلك يجب أن ننتبه بقوة خصوصاً لأولئك الذين يدخلون على الخط ويريدون من أي حادثة تفصيلية تحصل هنا أو هناك يستدرجون إلى صراع مسلم مسيحي، إلى صراع سني شيعي، إلى صراع شيعي درزي، يأخذون الموضوع مباشرة على الموضوع الطائفي، يجب أن نكون حذرين جداً.
فيما يتعلق بالذين اعتدوا على إخواننا، هم ليس فقط قطعوا الطريق، هم سرقوا الآلات والتجهيزات والسلاح وهم ضربوا وهم اعتدوا وهم أشهروا السلاح في وجوه إخواننا وهناك بالصوت والصورة من حرض على قتلهم ومن حرض على تعليقهم على العواميد، هؤلاء يجب أن يحقق معهم من قبل الأجهزة ويجب أن يحاسبوا أمام القضاء، أما الجو العام يجب أن يعالج بالحكمة والموعظة الحسنة، بتدخل المشايخ الكرام والقيادات السياسية والمرجعيات الدينية ليعود إلى قضاء حاصبيا وإلى المنطقة الحدودية انسجامها وصفاءها وتكاملها وهم الأهل جميعاً من كل الطوائف هم في دائرة التهديد والاستهداف الاسرائيلي.
الموضوع الثالث هو المرفأ، الذكرى السنوية الأولى قبل أيام في 4 آب، أتوجه إلى عوائل الشهداء، أجدد لهم العزاء، عوائل الشهداء اللبنانيين من كل الطوائف وعوائل الشهداء السوريين المنسيين في هذه الحادثة وهم بالعشرات وعوائل الشهداء من بقية الجنسيات أيضاً وأتوجه بالدعاء للجرحى الذين ما زالوا يعانون من جراحهم وللجميع لمن تضرروا بالصبر والتحمل والطمأنينة والسكينة.
منذ اللحظة الأولى نحن تعاطينا مع هذه الحادثة – أتحدث هنا نحن في حزب الله – تعاطينا مع هذه الحادثة أنها كارثة وطنية ومأساة إنسانية بامتياز أصابت الجميع كل اللبنانيين ومعهم سوريون وجنسيات أخرى، منذ اللحظة الأولى كان الهم الأساسي تضميد الجراح وتشخيص الشهداء ورفع الركام واستيعاب الخسائر ولاحقاً المطلوب الحقيقة والعدالة والمساعدة والتعويض، هذا هو المنطق، من يتصرف بشكل منطقي، المنطق الانساني، المنطق الأخلاقي، المنطق الديني، المنطق الوطني يفترض أن يتصرف أي إنسان أو جماعة بهذه الطريقة، لكن ماذا حصل؟ منذ اللحظة الأولى وسائل إعلام محلية وعربية معروفة وجهات حزبية سياسية معروفة وشخصيات معروفة وجمعيات معروفة في البلد وقبل أن تنجلي الغبرة وما زال الناس مصدومين – الذي حصل عندهم الانفجار – في بقية المناطق ما زالوا لا يعلموا إن كان انفجاراً أو زلزالاً، منذ اللحظة الأولى على هذه الشاشات وجهوا الاتهام، قبل أن يعرفوا ماذا جرى ومن دون تحقيق ومن دون معطيات ومن دون معلومات، الاتهام مركب، اتهموا حزب الله والمقاومة بأنه يُخزن الصواريخ في العنبر رقم 12 وانفجرت هذه الصواريخ وأدت إلى ما أدت إليه وأن لديه مخازن سلاح وذخيرة في المرفأ انفجرت وأدت إلى مئات الشهداء وآلاف الجرحى وتدمير واسع، طبعاً الناس باللحظة الأولى تسمع هذا الجو، بدأ الاستثمار السياسي المقبوض والمدفوع ثمنه أميركياً وسعودياً وفي خدمة إسرائيل وضمن تصفية حسابات سياسية أيضاً داخلية تم التركيز على العهد، هذا له علاقة بالحسابات السياسية الداخلية، لكن ذهبت الموجة أكثر على المقاومة. خلال ايام قليلة تبين أن كل الحديث عن صواريخ وسلاح وذخائر في العنبر 12 للمقاومة ولغير المقاومة لا أساس له وبلعوا ألسنتهم ولم يصححوا ولم يعتذروا وكأنهم لم يفعلوا شيئا، على مدى ايام أساؤوا وشتموا وإتهموا وخونوا وحرضوا وكاد البلد ان يذهب لفتنة وبعد ذلك لم يفعلوا شيئا، سكتوا، ذهبوا الى فرضية اخرى، نفس هذا، طبعا لا القضاء اللبناني ولا الاجهزة الامنية اللبنانية هي التي تحقق، هؤلاء من اتكلم عنهم، الخصوم بل الاعداء في الحقيقة، ذهبوا الى فرضية القصف الإسرائيلي، أن إسرائيل هي التي قصفت المرفأ، لا ليدينوا إسرائيل، يا ليت ذلك، ولكن ليدينوا المقاومة، ليدينوا حزب الله، وأيضا بعد مضي سنة لم يجدوا دليلا ولا شاهدا ولا تحقيقا يؤدي إلى هذا الإستنتاج، ضاعوا، مرة فترة من الزمن ضاعوا، عن ماذا سيتكلموا؟ إنتظروا التحقيقات، وهم يعلمون أن التحقيق الرسمي للجيش اللبناني وتحقيق فرع المعلومات والتحقيق الفرنسي والـFBI وكل الجهات التي شاركت وساهمت في التحقيق وصلت إلى إستنتاج واضح وهذا موجود الان وعلني وموثق، لا يوجد صواريخ ولا سلاح ولا يوجد ذخائر في العنبر 12 ولا في كل المرفأ، ولا يوجد عمل من الخارج، انا لا أستبق، هو الذي يجب ان يعلن في التحقيق، لا يريد ان يعلن سأعود للموضوع بعد قليل، ماذا سيفعلون؟ لا يوجد شيء يصوب على المقاومة وعلى حزب الله، إفتتحوا قصة جديدة، النيترات، من جاء بالنيترات؟ القضاء يجب ان يقول من جاء بها، السفينة التي أتت بهم، يوجد معلومات تقول انها هي اصلا لم يكن مقدرا لها ان تأتي الى لبنان بل حصل حادث ما ولجأت إلى مرفأ بيروت، لم تكن أتية إلى بيروت أصلا، حسنا، من جاء بالنيترات ومن خزنها ومن إحتفظ بها ومن منع نقل هذه المواد ومنع بيعها؟ "رجعت ركبت من الأول"، الذي جاء بالنيترات هو حزب الله، والذي يعلم بوجودها لأنه الذي جاء بها هو حزب الله، والذي خزنها بالعنبر رقم 12 حزب الله، والذي حافظ عليها بالعنبر 12 حزب الله، والذي منع نقلها من العنبر 12 حزب الله، حسنا، دليلك على هذا الإتهام البشع الشنيع؟ لا يوجد، لديه تلفزيون ولديه جريدة ومنبر إعلامي ولديه جيش إلكتروني ومن حقه أن يقول ما يحلو له، حسنا، ويحاولون أن يركبوا قصة، انا أريد أن أرد عليها بطريقة يوجد فيها القليل من المزاح، طلع معي ان أقول مسكين حزب الله يا ويلاه على حزب الله مسكين، لأنه ليس لديه لا أطنان من السلاح والذخيرة والصواريخ ومواد المتفجرات المصنعة في احسن المصانع العسكرية في العالم يعني "STANDARD" ليس لديه المسكين، يجب عليه ان يأتي بالنيترات ويهربهم إلى لبنان، نيترات تستخدم للزراعة ويمكن أن يستفاد منها في صناعة المواد المتفجرة، مسكين، ليس لديه خيار، مسكين حزب الله ليس لديه مستودعات ينقل النيترات عليها، لديه مستودعات تتسع لعشرات الآلاف من الصواريخ ولكن ليس لديه مستودعات يضع فيها 2000 طن مثلاً من النيترات، ولذلك هو تركهم في العنبر، مسكين حزب الله منذ 6 الى 7 سنوات لم يستطع أن يؤمن أماكن لينقل النيترات اليها، مسكين حزب الله ليس لديه وسائل نقل ولا شاحنات يجب ان يستأجر شاحنة وسرفيس وشوفارية وسائقين لينقلوا له إلى الجنوب، مسكين حزب الله، هل يوجد أسخف وأتفه من هذا ؟ هل يوجد أبشع من هذا؟ فلتحكموا انتم، يعني إذا ما يريد أحدهم ان يوجه إتهاما ما، يعني فليستعين بالقليل من المنطق والمعقول، هذا كله كلام سخيف وتافه ولكنه مقصود، هو يعرف أنه سخيف وتافه ولكن على طريقة إكذب إكذب إكذب لأنه يعرف ان هناك من هو جاهز ليصدقه، وهذا جزء من المعركة والحرب المفتوحة، تطورا في الموقف، قال كلا، حزب الله ليس محتاجا، هؤلاء حزب الله أتى بهم ووضعهم في المرفأ من أجل ان يأخذهم إلى سورية، أيضا بنفس الطريقة، مسكين النظام في سورية ليس لديه موانىء، ليس لديه لا ميناء في اللاذقية ولا طرطوس، فهو مضطر أن يأتي بهم إلى بيروت ويعذب حزب الله بنقلهم من بيروت إلى سورية، مسكين النظام في سورية ليس لديه حلفاء يأتون له بالطائرات والسفن سلاح وذخائر ومواد متفجرة و..و..و..و..و.. معقول؟! هل من في رأسه عقل يقول ها الكلام؟ على كل، كل ما قيل من سنة إلى اليوم حتى هذه اللحظة وخصوصا في الايام القليلة الماضية لا يستند الى منطق ولا إلى عقل وليس له هدف سوى التشويه والإتهام والإبتزاز والسباب والشتم وتضييع الحقيقة، نحن كان بإمكاننا ان نتعاطى بالمثل، كان بإمكاننا من اليوم الأول والعالم كانت لا تزال تلملم شهدائها أن اخرج انا على التلفزيون وأقول نحن نتهم، الذي قتل اولادكم وفجر البلد هم من يدعمون الجماعات المسلحة في سورية، الذي يحتاج الى النيترات ليصنع منها مواد متفجرة لا حزب الله ولا القوات السورية، من كان يحتاج الى النيترات لكي يصنع منها مواد متفجرة هم المسلحون، في جرود عرسال والقلمون والقصير والجماعات المسلحة في سورية والذي أتى بالنيترات هي الجماعات الداعمة اللبنانية والمعروفة بالأسماء والموجودة في السلطة وفي الأجهزة الامنية، ويُمكننا ان نُحمل المسؤولية ولديكم صوت ولدينا أيضاً صوت ولديكم تلفزيونات ولدينا أيضاً تلفزيونات، ولديكم شبكة تواصل إجتماعي ولدينا ولديكم منابر ولدينا، ويدخل البلد بعضه في بعض، هؤلاء يتهمون هؤلاء وهؤلاء يتهم هؤلاء ولكن نحن لم نفعل ذلك حتى الان وأنا أضربها كشاهد، أتعرفون لماذا؟ لأننا نحن أهل منطق وأهل دليل ولأنه نحن لدينا شرف، لأنه نحن نعرف ماذا يعني مشاعر الشهداء، ونعرف ماذا يعني مشاعر الجرحى، ونعرف ماذا يعني بيوت الناس المدمرة، ونعرف معنى تهديم أرزاق الناس، نعرف هذا الموضوع على مدى عشرات السنين، أما أنتم من تجلسون خلف شاشات التلفزيون وتديرون ندوات أنتم وبعض السياسيين الذين يعيشون وفي فمهم ملعقة من ذهب، أنتم ماذا تعرفون عن هذه المشاعر؟ نحن رفضنا أن نتلاعب بمشاعر الناس ومشاعر عوائل الشهداء والجرحى والناس المتضررين، أو أن نُوظف أدنى توظيف لحادثة خطيرة بهذا الحجم، نالت الجميع وطالت الجميع، لأننا حريصون على البلد وعلى الهدوء في البلد وعلى الإنسجام في البلد، لم نوظف في السياسة، ولم نهاجم في الإعلام، حتى عندما أتهمنا وشتمنا وشوهنا لم ندافع عن انفسنا بالهجوم وإنما دافعنا عن أنفسنا بالتوضيح وباللجوء إلى التحقيق، وقُلنا أنه يوجد تحقيقات أنشروها، لماذا لم تنشروها؟ هذا هو الفرق بيننا وبينكم.
اليوم في الذكرى السنوية الأُولى لهذه الحادثة أقول لعوائل الشهداء والجرحى والمتضررين، يجب أن تعرفوا من هو خصمكم، من الذي أساء لقضية المرفأ؟ من ؟ الذي أساء لها هم الذين وظفوا هذه الحادثة المأساوية منذ اللحظة الأولى في بازار السياسة والإتهام والإعلام والإستهداف السياسي، الذين أساؤوا هم الذين نشروا منذ اللحظة الاولى أخباراً وتقارير كاذبة لا أساس لها من الصحة لتضليل الرأي العام والتلاعب بمشاعر الناس وعوائل الشهداء وتضليل التحقيق، الذين أساؤوا للشهداء والجرحى هم أولئك الذين حولوا قضية إنسانية إلى قضية سياسية رخيصة، الذين أساؤوا إلى الشهداء والجرحى هم أولئك الذين حولوا قضية وطنية جامعة إلى قضية طائفية مفرّقة، وصاروا يريدون أن يحولوها إلى قضية مسلمين ومسيحيين، يريدون أن يجعلوا منها صراع مسلم مسيحي، ويريدون ان يخرجوا المقتول مسيحي والقاتل مسلم، مع أن المقتول هو المسلم والمسيحي، وإذا كان من يتحمل المسؤولية هم مسلمون ومسيحيون سوياً، هؤلاء هم الذين يسيئون يا عوائل الشهداء إلى دماء اولادكم وأعزائكم وأحبائكم.
في المسألة القضائية، الحكم بنزاهة القضاء او هذا القاضي او ذاك، ليس حكما بالمطلق، نازل من السماء، وإنما يرتبط بسلوك وأداء هذا القاضي، كل الدنيا هكذا، في لبنان وفي غير لبنان، يُمكن أن يكون هناك قضاء نزيه ويوجد قاضي غير نزيه، يُمكن أن يكون هناك قضاء عادل ويوجد قاضي مسيّس ومسيّس، هذا ممكن، هذا له علاقة بالسلوك وبالاداء وبطريقة العمل، حسنا، انا أيضا اليوم أريد أن أتكلم بصراحة، يوجد من قال أن حزب الله من ماذا خائف؟ من التحقيق القضائي؟ حزب الله ليس خائفا من التحقيق القضائي، حزب الله ليس له علاقة بالموضوع، لم يأت بالنيترات ولم يبيع النيترات ولا دخل له بالنيترات، أصلا لا الأجهزة الأمينة تتهمنا ولا القضاء يتهمنا، هؤلاء الذين يعملون في الإعلام عند الاميركيين وعند آل سعود وعند غيرهم هم الذين يتهموننا، حسنا نحن خائفون من أن تضيع الحقيقة، نحن خائفون ان يتم التلاعب بالقضية، نحن خائفون من تسييس القضية، نحن خائفون من التوظيف السياسي وتوظيفها بالإستهداف السياسي في البلد، هذا ما نخاف منه.
حسنا في الشق القضائي قيل أن التحقيق الفني إنتهى منذ زمن القاضي السابق، حسنا، الجيش يقول انه لا يمكنه ان يعلن، التحقيقات بتصرف القضاء، قوى الأمن نفس الشيء، فلتتفضل يا قضاء فلتقول للناس ماذا قال التحقيق الفني التقني وانت تريد ان تبني عليه، إذا التحقيق الفني التقني قال "إسرائيل" فيجب أن تذهب إلى إحتمال "إسرائيل"، إذا التقرير التقني الفي قال شيئا آخر، إهمال إدارة تفجير حادثة يجب أن تذهب إليها، هل يوجد مشكلة أن تخرج لتقول أن هذه هي نتيجة التحقيق الفني التقني الذي أجمعت عليه الأجهزة الأمنية اللبنانية والخبراء الأجانب؟ وأخبر الناس بالحقيقة، يا أخي ألا يحق لعوائل الشهداء أن يعرفوا الحقيقة؟ ألا يحق للجرحى أن يعرفوا الحقيقة؟ الناس التي هدمت بيوتهم والشعب اللبناني كله الذي تأذى، ألا يحق له أن يخرج القاضي فلان أو فلان ويقول كجزء من المتابعة الشفافة للقضية هذه هي الحقيقة، وبناءً عليه سأستمر في التحقيق والإستدعاء ورفع الدعاوى و..و..و..، لماذا لا يفعل ذلك؟ لأن ليس المطلوب الوصول إلى الحقيقة، لأنه يوجد تواطؤ مع شركات التأمين، تواطؤ سابق وتواطؤ لاحق، إذا الآن أعلن عن التقرير وقبل أن يخرج القرار الظني وقبل أن يحول الملف إلى المجلس العدلي، شركات التأمين تريد يجب أن تدفع مليار و600 مليون دولار للناس الذين أمنوا في هذه شركات التأمين على ارواحهم وعلى أملاكهم، لماذا التأخير؟ لماذا؟ ماذا تنتظر لتقول الحقيقة، لكي تذهب الناس وتقبض أموالها "هيك هيك لم يجدوا من يساعدهم"، في السابق عندما طالبتُ بالإعلان عن التحقيق الفني والتقني خرج من يحرف الكلمة عن مواضعها، قالوا السيد يقول أن التحقيق إنتهى ويريدوننا أن نعتبر، كلا، لم أقل أن التحقيق قد إنتهى، قلت أن التحقيق الفني إنتهى، بقية التحقيق لم ينتهي، أين قلت أنا أن التحقيق قد إنتهى؟ التحقيق الفني إنتهى، هو يبني عليه الإستدعاءات بالدعاوى والإتهام، هذا الذي أطالب فيه، لماذا لا يُعلن؟ عوائل الشهداء بدل ما أن تأتوا مع إحترامي لكم ومحبتي لكم وحرقة فلبي عليكم، عن جد وصدق أنا أعرف ماذا يعني والد شهيد وأم شهيد وعائلة شهيد، إذهبوا إلى القاضي بيطار على المحكمة وإلى منزله قولوا له يا قاضينا تفضل قل لنا ماذا يقول التقرير الفني والتقني؟ نُريد ان نعرف ما الذي حصل؟ إهمال؟ تفجير؟ عمل إرهابي؟ عمل إسرائيلي؟ قل لنا الحقيقة في الاول، قبل أن نذهب لنرى ماذا يجب أن نفعل بالمسؤولين عن هذا العمل، لماذا لا تفعلون هذا إذا كنتم جادين بمعرفة كيف قتل أولادكم وكيف استشهدوا؟ والجرحى كيف جرحوا؟ ليس أن تذهبوا الى الناس الآخرين الذين ليس لهم علاقة بالموضوع، لا تقبلوا أن توظفوا أنتم انفسكم ودماء أبنائكم سياسيا، المطلوب من قاضي التحقيق وحدة معايير، المطلوب من قاضي التحقيق ان لا يلجأ للإستنسابية، الموجود حتى الآن استنسابية ولا يوجد وحدة معايير، حسنا هل يمكنك ان تفهمنا رئيس حكومة حالي ووزير أشغال سابق كيف يعني؟ لماذا ليس رئيس حكومة سابق، لا أستهدف أي أحد أنا، أتكلم "حكي" موضوعي علمي، وأنا أحب الموجودين والقدامى وأصحابنا ولا يوجد مشكلة، لماذا رئيس حكومة حالي ووزير أشغال سابق؟ لأنك تستضعف رئيس الحكومة الحالي؟ لا يوجد وحدة معايير بين الوزراء وبين الرؤساء وبين قادة الأجهزة الامنية والعسكرية وبين القضاة لا يوجد وحدة معايير، يوجد استنسابية وأنا أقولها بشكل رسمي لعوائل الشهداء، هذا المحقق القضائي يمارس السياسة ومسيّس، وهذا تحقيق مسيّس، أنا الموضوع لا يمسني ولا يمس حزب الله، ولكن أتريدون الحقيقة، وأن لا يظلم احد، هذه هي الحقيقة، انا لا أقول أنه إسحبوا الملف من عند القضاء العدلي، ولا اقول غيروا القاضي، القاضي يجب أن يعمل بوحدة معايير، أن لا يعمل بإستنسابية، وليعلن عن نتيجة التحقيق الفني والقضائي ويعود و"يمشي" الملف بمساره الطبيعي، نحن جهة لن نقبل بتضييع الحقيقة، ولن نسلم للإستهداف السياسي، أبداً، لا نقبل بالإستهداف السياسي، لا نقبل أن تستضعفوا احدا، يا إما أن تعملوا تقنيا وقانونيا وقضائيا ووحدة معايير وشفافية ووضوح، أو القضاء يرى قاضي أخر يكمل مسار التحقيق ويردوه على مساره الصحيح، أصلا يمكنكم ان تسألوه، له وللذي سبقه، هل حققت انت مع الجميع؟ هل جلست وسألت الجميع؟ القضاة والرؤساء والوزراء الحاليين والسابقين وقادة الأجهزة الأمنية، كلا لم يفعل، حسنا، لماذا أنت ترفع دعاوى وتتهم ناس دون أخرين؟ لماذا أنت مستعجل؟ لماذا تسرب للإعلام؟ أليس هذا أسمه تسييس؟
على كل، أريد ان أختم هذه النقطة بالقول: أنا أدعو اللبنانيين جميعا ليعيدوا هذا الملف الى مساره الصحيح، ما قام به بعض السادة النواب في المجلس النيابي ووقعوا عريضة لكي يتهموا، ووقعوا عريضة لكي يرفعوا الحصانات، ولكي يفتحوا التحقيق ولكي يأخذوا الى المحاكمة، لم يوقعوا على عريضة لكي يغطوا على أحد، حتى تخرج بعض المحطات الفاشية، "عنجد" فاشية وتضع صوراً عن هؤلاء النواب لتقول عنهم، نواب النيترات، او نواب العار، هؤلاء نواب الشرف، هؤلاء يريدون أن تنكشف الحقيقة وأن لا يتم توظيف دماء الشهداء في الإستهداف السياسي لأحد، هذا المطلوب بالملف أن يعود إلى مساره الطبيعي، دعونا نستعمل عبارة على الطريقة اللبنانية "ما حدا ياكل راس حدا" وأقول لعوائل الشهداء لا تسمحوا لبعض السياسيين ولبعض المجرمين ولبعض أصحاب التاريخ في القتل وإرتكاب الجريمة ان يوظفوا دماء أبنائكم، يوجد إستهداف سياسي في هذا الإتجاه أو ذاك الإتجاه.
أكتفي بهذا، النقطة الاخيرة لأن الوقت ضاق، أريد أن أختصر فيها حادثة خلدة، الإعتداء على موكب تشييع الشهيد علي شبلي لم يكن حادثا عاديا، مثل الحوادث التي تحصل في البلد، هنا إختلفوا وأطلقوا النار على بعضهم، ولم يكن إشتباكا مسلحا بين طرفين، كان كميناً مُحضّراً فوق أسطح المباني وعلى مسالك الطرقات، وعلى الأرض، كان يوجد كمائن على الأرض، كان هناك من يجلس في السيارات وأطلقوا النار على السيارات وعلى النساء وعلى الأطفال، وكان إطلاق النار الكبير على المشيعين بشكل غادر وعلى المارون في الطريق ولم يكن لهم علاقة بالتشييع، ولأن حجابهم وشكلهم يوحي بما يوحي إليه تم إطلاق النار عليهم أيضاً، ما حصل في توصيفنا هو مجزرة وليس حادثة، سقط فيها 3 شهداء و16 جريح، لكن أغلب الإصابات في الرأس وفي الصدر، يعني لولا حفظ الله وعنايته كان يُمكن أن يسقط 19 شهيد، كل إطلاق النار كان هدفه القتل، لم يكن هدفه لا أن تتفرق الناس ولا ان تهرب الناس، كان الهدف القنص وإطلاق النار وعن قرب، والقتل، ما حصل هو مجزرة، الذي قام بهذه المجزرة هم عصابة من المجرمين والقتلة، ليس لهم أي توصيف آخر، لم يكن هناك أي سبب منطقي لإعتداء من هذا النوع، ولا يمت إلى الإنسانية ولا إلى العروبة لنقول أن هؤلاء عرب ولا إلى العشائرية حتى يقول أن هذه عادات عشائرية، ولا إلى الدين والإسلام بصلة، طلبنا تدخل سريع من الجيش لضبط الموقف ومشكور الجيش لأنه تدخل سريعاً، جمعنا شهداءنا وجرحانا والناس، صبرنا عن حكمة ومسؤولية وليس عن ضعف، وكل العالم يعرف أننا أقوياء وأننا مقتدرون، ضبطنا شارعنا رغم الانفعال والغضب الشديد والألم الشديد، كان هناك حالة التزام وانضباط، أنا أستفيد من هذه المناسبة لأتوجه إلى هذا الجمهور الذي يُعتدى عليه والذي حقه ان ينفعل وأن بغضب، ولكنه ما زال يملك من القدرة على الصبر وعلى الانضباط وعلى التحمل وعدم الذهاب إلى حيث يخدم العدو او يريد العدو، أنا أشكرهم على ذلك كله، رفضنا أن نَنجر إلى معركة داخلية كُنا قادرين عليها، ومن أبسط الأمور يمكن أن تستغل لفتنة كبيرة، طلبنا أن تتحمل مؤسسات الدولة المسؤولية، تجاوز البلد قطوعاً خطيراً قبل أيام بسبب صبرنا وبصيرتنا وصبر هذا الجمهور الذي يصل إلى حد المعجزة، يعني حتى الذي حصل أمس رد فعل هنا ورد فعل هناك، مرفوض وليس مقبولاً ولكن أنا بحجم الذي يحصل يسجل لهذا الجمهور ولهذه البيئة التزام ديني وأخلاقي وإنساني ووطني عالي جداً وكبير جداً وعظيم جداً، تدخل الجيش وحصلت مداهمات وحصلت بعض الإعتقالات، هؤلاء هربوا، اليوم ما هو المطلوب؟ المطلوب أولاً: توقيف جميع المتورطين في إرتكاب هذه المجزرة، وفي أسرع وقت ممكن، وهم معروفون بالأسماء وبالصور، وإحالتهم إلى القضاء، نحن لم نَطلب أكثر من ذلك، أليس هذا حق؟ هذا حق أي إنسان في أي بلد، الضعيف والقوي هذا حقه.
ثانيا: المطلوب حل جذري لمسألة الطريق العام الى الجنوب، هذه مسؤولية الدولة والجيش والقوى الأمنية والقوى السياسية والفاعليات الشعبية، والعقلاء في الناعمة وخلدة وبقية البلدات المشرفة على هذا الطريق، دماء هؤلاء الشهداء أقل شيء يجب ان يكون ثمرتها هذه الدماء المظلومة، يجب أن يكون ثمرتها أنه انتهينا من إقفال طريق الجنوب، هذه "النزلة" الى الطريق والإعتداء على الناس وقطع الطرقات، هذا في السابق قلت أنه لا يُطاق ولا يتحمل، لكن الذي يجب أن يتحمل فيه المسؤولية بالدرجة الأولى هو الجيش اللبناني وهو يفعل الآن ذلك، لكن يجب ان يستمر في فعل ذلك، ليس فقط أنه إذا هؤلاء قطعوا الطريق ننزل ونفتح الطريق، من يقطع الطريق لا هم أهل خلدة ولا هم أهل الناعمة ولا هم أهل الإقليم، مجموعات معروفة ووجوه معروفة، وأسماء معروفة، إذا مخابرات الجيش وفرع المعلومات ليس لديهم الأسماء، نحن نُعطيهم الأسماء، يا أخي الصحافيين يعطونهم الأسماء، كله مصور، هؤلاء الذين يصرون على قطع الطريق والإعتداء على الناس وتكسير السيارات وتهديد البلد في سلمه الأهلي، ويُريدون جر البلد إلى حرب أهلية وإلى فتنة مذهبية هؤلاء بكل بساطة الواجب القانوني للجيش والقوى الامنية ان تعتقلهم ويضعونهم في السجون، ليس أن نقوم "بزعبهم" من الطريق فيقوموا بعد ساعتين بإعادة قطع الطريق، ونلعب لعبة الفار والقط، أبسط ثمار مجزرة خلدة يجب أن تكون إغلاق ملف الطريق الساحلي، طريق الجنوب لأن هذا الطريق هو باب للفتنة في هذا البلد.
ثالثاً: نحن في حاثة خلدة نحصر مشكلتنا مع المجموعة، هذه العصابة المجرمة القاتلة نحن ليس لدينا مشكلة مع عرب خلدة، مع اهلنا وإخواننا، لا مع عرب خلدة ولا مع عرب الناعمة ولا مع العرب الموجودين على خط الساحا، ولا مع العشائر العربية ، أصلاً نحن لدينا عشائر عربية، نحن عشائر عربية يوجد في المقاومة معنا من شبابنا وفي سراي المقاومة، في سراي المقاومة يوجد من عرب خلدة ومن عرب الناعمة.
إذاً، أنا أتمنى من الذين يغضبوا وينفعلوا على مواقع التواصل، نحن مشكلتنا ليس مع عرب خلدة ولا مع عرب الساحل، بل نحن مشكلتنا مع هذه المجموعة المجرمة القاتلة فقط نقطة على أول السطر، وأرجع إلى الذي تكلمت عنه قبل قليل، ثقافتنا الدينية تقول وقرآننا يقول:" ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى"، لا نستطيع أن نُحمّل مسؤولية جريمة إرتكبها شخص لا لعائلته ولا لعشيرته ولا لطائفته ولا لأهل مذهبه ، أتكلم بشكل عام وليس فقط في هذه الحادثة، في العقل والمنطق والقانون والدين والقرآن يقول هذا، وبالتالي عندما لا نُحمل المسؤولية، معنى ذلك حتى التوهين والإساءة اللفظية، يعني نحن والله ننضبط على الأرض يمكن أن لا ننضيط على وسائل التواصل الإجتماعي ، كلا، هذا يُساعد العدو وهذا يُساعد العدو، التعابير التي تُوجه إلى جماعة كاملة حيث تُحملها المسؤولية وهي لا تحمل المسؤولية، التعابير تُسيء إليها أو ما شاكل، هذا أمر غير صحيح وغير جائز وغير مقبول على الإطلاق، نحن أنا أقول حتى للمنفعلين أنهم يمسكون أنفسهم على الأرض لِنُكمل هذا الصبر وهذه البصيرة وهذا التحمل حتى بشكل تعبير ما، عن الموقف بالإعلام أو بمواقع التواصل الإجتماعي، طبعاً نحن مُبتلين وهذا الجمهور مُبتلى، لكن على كل حال عندما نَطلع من كل إمتحان ناجحين ومرفوعي الرأس ، إعرفوا أن هذا يَزيدنا قوة وهذا يُقربنا من النصر، هذا يُفشل أهداف عدونا، لا أحد يقرأ الموضوع قراءة خاطئة أو مُشتبهة، نحن نُريد الخير للجميع، في خلدة وفي الناعمة وعلى طريق الساحل، في كل لبنان، نحن نَعرف أن الذي حصل لا يَمت إلى التقاليد العربية ولا إلى التقاليد العشائرية بِصلة على الإطلاق، لا يمت إلى القيم الإنسانية أساساً، ناس حاملين جثة شهيد وهم طالعين ليشيعوه "ليروح عالبيت" فيُطلق عليهم النار بهذه الطريقة وبكثافة، رجال ونساء وأطفال، هذا الموضوع لا أحد يقول لنا لا عادات عشائرية ولا عادات بشر، هؤلاء متوحشين الذين تصرفوا بهذه الطريقة، نحن مشكلتنا مع هؤلاء، أما بقية الناس يجب أن يتصرفوا معهم أهلنا وأحبائنا وإخواننا ونُريد الخير للجميع ونريد أن تعيش كل المناطق اللبنانية بأمن وسلام.
على كلٍ، هذه القضية نُتابعها في حزب الله بشكل حثيث ويومي، أنا شخصياً أُتابعها بشكل حثيث ويومي وسنرى إلى أين ستصل الأمور وفيما بعد لكل حادثٍ حديث.
أطلنا عليكم ونختم بهاتين الكلمتين لأنه لم يعد هناك وقتاً كافياً، في الشأن الحكومي، أنتم ناطرين ونحن ناطرين، والقصة بين فخامة الرئيس ودولة الرئيس ويتكلمون مع بعضهم ويَتفاوضون، لنرى ما الذي سوف يطلع، لا نستطيع أن نستبق الأُمور.
في القضايا الحياتية، نُتابع ونبذل جهدنا ما نستطيع ، الآن لا يوجد الوقت الكافي كي أدخل إلى البنزين والمازوت والدواء والدعم والتهريب والإحتكار، على كل حال أتي وقت لنتكلم الكثير.
في موضوع محرم هذه السنة ومجالس العزاء، نحن المعنيين أي الشيعة والأطراف الشيعية حركة أمل وحزب الله والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والهيئات العلمائية والجهات المعنية في الوسط الشيعي بإحياء المناسبة، السنة الماضية لغينا الإحياء كان كورونا عالي، هذه السنة تبانينا على الإحياء، لما تبانينا كانت الاصابات بعدها 150، 200 وليس مثل الآن تجاوزت 1000، ومع ذلك سنكمل لكن متفقين أن تلتزم الناس بالضوابط، الذي سأطلبه أنا إذا حقاً الناس التي تريد أن تأتي إلى مجالس العزاء الحسيني حريصين على إحياء هذه المجالس وبقاء هذه المجالس يجب أن يلتزموا بالضوابط، أولاً من أجل سلامتهم، من أجل سلامة الناس المشاركين ومن أجل أن يكون عملهم مقبول عند الله سبحانه وتعالى ولا يكونوا يرتكبون عملاً حراماً، لأنه الذي يأتي من دون ضوابط ويمكن أن يكون معه كورونا ويُعدي غيره هذا يرتكب حراماً، حباً بالحسين، إحياءً لأمر الحسين هذا يصبح إضافة، يجب أن تكون كل المجالس ملتزمة بالضوابط، الأصل أن تكون في الأماكن المفتوحة، بستان، ملعب، باحة، حيث لا يمكن في فضاء مغلق ولكن واسع وبأعداد لا تكون كبيرة، تباعد وكمامة وأكيد الذي عنده عوارض أو مصاب أو مخالط لا يجوز له أن يحضر في هذه المجالس، لا يجوز له شرعاً أن يأتي إلى هذه المجالسن إذا التزمنا بهذه الضوابط سنستطيع أن نحيي هذه المجالس عشرة أيام، إذا لم يحصل هناك التزام بالضوابط ووجدنا أن نسبة الاصابات بدأت بالارتفاع أنا بكل أسف أقول لكم قد نضطر في وسط الأيام أن نبدأ بإلغاء المجالس، قد نضطر لإلغاء المجالس حفاظاً على أرواح الناس وعلى حياة الناس لأن هذا تكليفنا الشرعي، هذا ما يرضي الإمام الحسين عليه السلام، الموضوع ليس موضوع مزايدات، أبداً ليس موضوع مزايدات، لذلك أنا أتمنى على جميع الإخوة والأخوات الإلتزام، أتمنى على جميع المدراء والمجالس أن يكونوا أيضاً حازمين ودقيقين، أن لا يتسامحوا بهذا الموضوع على الإطلاق، تباعد، الكراسي بعيدة عن بعض، عندما يجلسون على الأرض يجلسون بعيدين عن بعض، الجيمع يضعوا كمامات، من دون كمامة لا يجب أن تسمحوا لأحد الدخول إلى المجلس، يضع كمامة يدخل، أناس من دون كمامات لا يجوز، نجلس إلى جانب بعض من دون تباعد لا يجوز. أحببت أن أكون واضحاً كثيراً لأقول هذه المجالس هي مجالس للعلم والمعرفة وإحياء أمر الدين وإحياء أمر رسول الله وأهل بيت رسول الله والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ولا يطاع الله من حيث يعصى.
أطلنا عليكم، أعطاكم الله العافية، مأجورين، مشكورين الناس على الصبر، على البصيرة، على التحمل، على الظروف الصعبة، الناس يجب أن تحمل بعضها وتتضامن مع بعضها وتصبر على بعضها حتى نعبر هذه المرحلة، ودائماً أنا أحب أن أقول لكم هذا كله سنعبره وسنتجاوزه وهذه المحنة لن تطول كثيراً ولن تبقى إلى الأبد، مسارنا في المقاومة، مسار محور المقاومة كله هو مسار انتصار فوق الانتصار إن شاء الله.
أعطاكم الله العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بتوقيت بيروت