بسمه تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
لقد غبنا عنكم لمدة شهر منذ العاشر من محرم، حصلت تطورات وأحداث مهمة خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية، اقتضت أن أكون في خدمتكم إن شاء الله لتناول هذه المستجدات وهذه الموضوعات، لكن أبدأ من النقطة الأولى لأداء واجب أخلاقي في الحقيقة تجاه الكويت وشعب الكويت، أبدأ من النقطة الأولى وهي تقديم العزاء بمناسبة رحيل سمو الأمير، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للكويت ولشعبها ولولي العهد وعائلة الأمير وللحكومة ولمجلس الأمة ولشعب الكويت مجدداً فرداً فرداً في هذه المناسبة مناسبة العزاء والرحيل، طبعاً نحن في لبنان اللبنانيون لا ينسون للأمير الفقيد الراحل دوره الشخصي والكبير في إنهاء الحرب اللبنانية الأهلية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، كما أن اللبنانيين لا ينسون ونحن منهم لا ينسون للكويت أميراً وحكومةً وشعباً ومجلساً موقفهم المتميز في حرب تموز في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب تموز، الموقف السياسي الواضح والحازم، وأيضاً مساهمتهم الكريمة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الصهيوني على لبنان في عام 2006، كما نُسجل من موقعنا المقاوم والقومي في مواجهة العدوان الإسرائيلي والمشروع الصهيوني أيضاً للكويت في ظل أميرها الراحل موقفها المتماسك في مواجهة كل الضغوط التي تفرض على الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها، أن تلتحق بقافلة التطبيع، ما زالت الكويت تحتفظ بهذا الموقف الشريف والمتماسك والمنسجم مع إلتزامها القومي والعربي والإسلامي تجاه القدس وتجاه فلسطين، إنني في هذه المناسبة أسأل الله تعالى أن يتغمد الأمير الفقيد الراحل بواسع رحمته وغفرانه، أسأله تعالى أن يَحفظ الكويت وأهلها ويُمكنها من العبور الهادىء إلى المرحلة الجديدة.
النقطة الثانية: نبدأ في المحليات، هي نقطة أمنية أيضاً، النقطة الثانية هي أحداث الشمال، تبدأ بالجانب الأمني، يجب التوقف، أدعو اللبنانيين إلى التوقف ملياً أمام ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية في بلدة كفتون واستشهاد ثلاثة من شبابها ورجالها، وصولاً إلى المواجهات التي حصلت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في منطقة الشمال، وسقوط شهداء من ضباط وجنود في الجيش اللبناني في المواجهات الأخيرة، وصولاً إلى المواجهة الكبيرة التي حصلت في منطقة وادي خالد، والتي خاضتها قوى الأمن الداخلي وفي مقدمها فرع المعلومات وبمساندة الجيش اللبناني، وحققت انجازات كبيرة.
في هذه النقطة، يجب علينا كلبنانيين جميعاً أن نُقدر هذه الجهود وهذه التضحيات، أيضاً يجب أن نَتوجه إلى قيادة الجيش اللبناني وإلى عائلات شهداء الجيش اللبناني عائلة عائلة وفرداً فرداً بالتعزية على ما فقدوه من أعزاء ومن أحباء، ونُقدر لهذه العائلات أيضاً صبرها وثباتها وتضحياتها الجسيمة في الدفاع عن لبنان وسلامته وأمنه، أيضاً يجب أن نُقدر الموقف الشعبي في الشمال في قرى الشمال وبلدات الشمال التي فيها هذه المواجهات، وإلتفاف الناس حول الجيش والقوى الأمنية.
إن إنكشاف هذه المجموعات المتنوعة التشكيل، لأنه الذي تَبين إلى الآن مابين من قُتل ومن أُعتقل ومن تم الإعتراف عليه، أنه يوجد لفيف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والمتنوعة التسليح، لأنه بحسب المعلومات المتوفرة ما عُثر بين يدي هذه المجموعات كميات من المواد المتفجرة ومن الأسلحة والأحزمة الناسفة، ولكن الأخطر هو الهواوين مدافع الهاون وقذائف الهاون وصواريخ ال "لاو"، وهذا يعني أن هذه المجموعات لم تكن تَتحضّر لعمل إنتحاري هنا أو هناك فقط، أو لعمليات صغيرة أو محدودة هنا أو هناك فقط، وإنما كانت تُحضّر نفسها لعمل عسكري كبير، الأيام والأسابيع المقبلة التحقيقات التي تُجريها الأجهزة الأمنية قد تَكشف للبنانيين حجم الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش وقوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات في المواجهات الأخيرة، وأي بلاء تم دفعه بفضل الله عز وجل وجهود هؤلاء جميعاً عن منطقة الشمال وعن لبنان، وعلينا أن نَنتظر على كل حال.
في هذه النقطة إذا تذكرون أنا قبل شهر تَحدثت وحَذرت ودَعوت إلى الإنتباه، وقُلت أن هناك عملية إحياء لداعش من جديد في العراق وسوريا ولبنان، للأسف الشديد البعض رد على كلامي بتعليقات أحياناً حادة وسلبية وعنيفة، على كل حال هو الحقد والعمى والجهل يَمنع أحياناً بعض الناس من أن يُشاهدوا وأن يَروا الحقائق، ولأنهم لا يقرأون أساساً ما يجري في المنطقة.
في منطقتنا وبالتحديد بعد عملية الإغتيال "إغتيال العصر" التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية واستهدفت الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس، ومطالبة الشعب العراقي للقوات الأميركية بالخروج من العراق، وقرار مجلس النواب العراقي في هذا الشأن، بدأت أميركا من جديد في إحياء داعش، إذ تُلاحظون من وقتها رجعت داعش إلى العراق، تعمل عمليات وتُسيطر على بعض الجغرافيا وبعض الفلوات وبعض الجبال والأودية، وتَقتحم وتَنصب الكمائن، وفي سوريا أيضاً، في سوريا في منطقة الجزيرة وفي مناطق عديدة داعش أعادت إحياء وبدأت بالعمليات، ومن الطبيعي أن تبدأ التحضير في لبنان، لتبرير بقاء القوات الأميركية في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لمواجهة داعش، ومن الطبيعي أن المعركة هي ليست معركة بلد ضد بلد، هنا مشكلة القراءة في لبنان، البعض دائماً في لبنان يقرأ أن لبنان كأنه جزيرة منعزلة عن كل ما يجري في المنطقة، لبنان جزء من أحداث المنطقة ومن مصير المنطقة، من ماضيها ومن حاضرها ومن مستقبلها أيضاً، ولذلك عندما يتم إحياء داعش يتم إحيائها في كل منطقة وهذا الذي يحصل، وهذه المجموعات الكبيرة التي تم مُداهمتها وإعتقالها وجزء منها ما زال يتم التفتيش عنه، وجزء آخر لم يَظهر، هي مجموعات تنتمي إلى داعش، التحقيقات أثبتت أنها بايعت داعش وتتبع إ|لى داعش، وجاءتها التعليمات بالإستقطاب وبالتنظيم وبالتشكيل وبالتجهيز وبالتحضير بإنتظار ساعة الصفر، حتى أننا لا نَعرف بالضبط ما هو الذي كان يُحضّر لبلدنا.
في هذا السياق، أنا مُجدداً أدعو إلى الحذر وأدعو إلى الإنتباه، ما يُحضر للمنطقة من جديد، على طول الأميركان عندما يصلون إلى المأزق وإلى الحائط المسدود لمواجهة شعوب المنطقة، عندما يشعرون بالفشل يلجأون إلى هذه الوسائل التي أصبحنا نَعرفها جميعاً، الأمر يحتاج إلى الإنتباه وإلى الحذر وإلى الوعي، وأيضاً إلى الوقوف جميعاً خلف المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية لمواجهة هذا الخطر الداهم والمحدق والقادم.
النقطة الثالثة في حديثي الليلة، الحدود الجنوبية ثلاثة أسطر مع إضافة، على الحدود مع فلسطين المحتلة ما زال جيش العدو في أعلى حالة من الإستنفار والإختباء والحذر الشديد والإنتباه، هذا أمر جيد، لعل هذه أطول مدة زمنية يَعيشها جيش العدو في هذه المعاناة على حدودنا الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ قيام كيان العدو الإسرائيلي الغاصب لفلسطين 1948، وأن لا يجرؤ جنوده على الحركة، أحياناً في الليل توجد بعض الحالات قد نُراقب أو نَرى دبابة هنا أو دبابة هناك ، وليس من المؤكد أنه يوجد في الدبابة جنود أولا ، لأنهم يَستخدمون مسيرات آلية، حتى في الآليات وفي الدبابات، في كل الأحوال نحن نُتابع، نحن قرارنا ما زال قائماً، نُتابع ونُراقب ونَنتظر ونَصبر، لأنه كما قُلت في يوم العاشر من محرم المهم أن نُحقق الهدف، وسَنرى ما يأتي في الأيام والأسابيع المقبلة.
نقطة أخرى تتعلق بالموضوع الإسرائيلي، قبل قليل كان رئيس حكومة العدو يتحدث مباشرةً على وسائل الإعلام في خطاب الأمم المتحدة، وقبل أن أَدخل إلى هذا المكان لِأتحدث إليكم أَخبرني الإخوة بما قال، ومما قال من أجل تحريض الشعب اللبناني على حزب الله، مثل العادة يطلّع خرائط وأماكن وما شاكل، هو يتحدث عن مكان هنا بين بيروت والضاحية الجنوبية، ويَدعي أن هذا المكان يُخزن فيه حزب الله الصواريخ، وعلى مقربة من محطة غاز، ويُشبّه هذا الأمر يُطلّع الإنفجار الذي حصل في المرفأ، ويُحذر اللبنانيين وكذا..، الآن لأنه لا يوجد وقت، لكنني أعتمد على الإخوان بأن يتصلوا، من المفترض أن تبدأ العلاقات الإعلامية في حزب الله، الآن أنا أتكلم معكم ويمكن أن يكونوا قد بدأوا أو أنهم سوف يبدأون، ليتصلوا بمختلف وسائل الإعلام للتلاقي في نقطة قريبة عند الساعة العاشرة، لأنني ما زلت أَخطب، ولا أريد أن "أُشوش" عليّ الخطاب، وفي كل الأحوال حتى الذي يُحب أن يَذهب من الآن لا توجد مشكلة إلى المنطقة هناك، ونحن سَنسمح لوسائل الإعلام أن تَدخل إلى هذه المنشأة وتُشاهد ما فيها، ويَكتشف العالم كله كذب نتنياهو على الهواء، طبعاً قبل قليل خلّص خطابه، إذا توجد صواريخ هناك والآن أنا أتكلم معكم والساعة عندي الثامنة و43 دقيقة، أعتقد إذا حزب الله قد وَضع عشرات الصواريخ أو حتى وضع صاروخ واحد هناك، لن يستطيع بنصف ساعة التي الآن أنا أُعلن عن الموضوع أن يَنقلهم، طبعاً هذه لن تكون سياسة دائمة، أنه أنا وحزب الله والمقاومة لسنا ملزمين كلما طَلع نتنياهو وحَكى عن مكان، أنه نعم تفضلوا يا وسائل الإعلام نُريد أن نَفتح، معناه "لَحقوا" كل يوم سوف يَعمل لكم شغل نتنياهو، ولكن نحن قَبلنا أن نَلجأ إلى هذا الأُسلوب لأن هذا بعد 4 آب، وكُلنا نَعرف حساسية الإنفجار الذي حصل في المرفأ، والكذب والتضليل والتزوير والظلم الذي لحق بنا نتيجة هذا الانفجار، كل من يرغب من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية يمكنه أن ينسق مع العلاقات الإعلامية من الآن وعند الساعة العاشرة، طبعاً العلاقات الإعلامية بالتنسيق مع الإخوان سيحددون مكان الاجتماع والانطلاق إلى تلك المنشأة والذي يحب أن يذهب من الآن ليراقب أننا لا نخرج الصواريخ أيضاً ليس هناك مشكلة، على كل حال هو حدد المكان بالتحديد أين. هذا فقط حتى اللبنانيين في معركة الوعي وفي معركة التحريض أن يكونوا على وضوح وعلى بينة، أنه لا، نحن لا نصنع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا إلى جانب محطة غاز ونعرف جيداً أين يجب أن نضع صواريخنا.
أنتقل إلى الشق السياسي، في الشق السياسي الداخلي لدينا موضوع الحكومة - يعني تشكيل الحكومة الجديدة - والمبادرة الفرنسية والمؤتمر الأخير للرئيس الفرنسي السيد ماكرون، أنا أود أن أتحدث عن هذا الموضوع أولاً لأشرح للرأي العام اللبناني المجريات، طبعاً هناك بعض التفاصيل سنختصرها، هناك بعض الحقائق سأؤجل الحديث عنها لنبقي الأبواب مفتوحة، ولكن أود أن أقدم صورة كافية – أعتقد أنها ستكون كافية – عما جرى وأيضاً أتحدث عن تعليقنا على المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي وإلى ما نحن ذاهبون إليه.
في موضوع الحكومة، نحن بعد انفجار المرفأ وأربعة آب واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب وزيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان وإطلاق المبادرة الفرنسية حصل لقائين في قصر الصنوبر بحضور الرئيس الفرنسي وبحضور ثمانية أحزاب أو قوى أو جهات او كتل نيابية، في اللقاء الثاني كانوا تسعة، وطُرحت مبادرة والنص موجود وموزع ونشر بوسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل وكل الناس فيها أن تعود إليه وليس هناك أي شيء مخفي في هذا الموضوع. حسناً، كلنا قلنا نحن نؤيد وندعم المبادرة الفرنسية، الخطوة الأولى هي تشكيل حكومة جديدة – آتي للتفصيل بعد قليل – الخطوة الأولى في المرحلة الأولى هي تكليف رئيس حكومة لتشكيل حكومة، سأقول الأمور مثل ما هي وبالأسماء لأنه من حق الشعب اللبناني أن يكون واضحاً عنده، وكل شيء واضح لأن في لبنان ليس هناك أسرار ولا أنا أكشف أسراراً، لكن أنا أحكي وقائع. حسناً، من سنكلف؟ اتفقنا، الكتل النيابية تتشاور مع بعضها أنه ليس هناك مشكلة، الرئيس سعد الحريري يحب هو أن يكون، أهلاً وسهلاً، نحن لم يكن لدينا مشكلة، يحب أن يسمي أحداً، نرى من الإسم الذي سيسميه ونتناقش بين بعضنا، إما أن نقبل أو لا نقبل، هذا كان بدايات النقاش. طبعاً خلال تلك الفترة تشكل نادي، نسميه نادي الرؤساء، لأنه سنتحدث عنه بأكثر من محطة، نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، يعني لا يصح أن يُقال على الإطلاق، لأن الرئيس الحص أطال الله عمره مازال على قيد الحياة وهو من رؤساء الحكومات السابقين، إذاً هذا النادي متشكل من رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، الرئيس حسان دياب أيضاً أصبح رئيساً سابقاً فأصبحوا اثنين، على كلٍ، هذا النادي بدأ بالاجتماع، وهم قالوا اجتمعوا وجلسوا بين بعضهم، نحن ليس لدينا مشكلة بالعكس، نحن نتحدث عن أوسع تفاهم ممكن بين القوى والتيارات والكتل السياسية في لبنان وهم عندهم كتل نيابية وهم يمثلون قوى سياسية، فقدموا ثلاثة أسماء مع ترجيح الأستاذ مصطفى أديب، أو نحن فهمنا هكذا، طبعاً كل المؤشرات جاءت لترجيح الأستاذ مصطفى أديب، نحن طبعاً بتلك الليلة والعالم كلها مستعجلة ومهلة خمسة عشر يوماً سألنا عن الرجل، معطيات معقولة، جيدة ايجابية، من أجل أن نسهل لم نضع شروطاً ولا طبلنا أن نجلس معه ولم نقوم بتفاهم مسبق، الآن هناك أناس يقولون هذا خطاً، هذا صح، بحث آخر، ولكن هذا للتعبير عن تسهيل، أنه نحن نريد أن نسهل وأهم شيء بالحكومة من؟ رئيس الحكومة، أهم شيء بالحكومة رئيس الحكومة، اتكلنا على الله على قاعدة أنه نعم نريد أن تتشكل حكومة فيها أوسع تمثيل وأوسع دعم لها لتستطيع أن تقوم بشيء بهذه المرحلة الصعبة، اتكلنا على الله وأنجزت هذه الخطوة، ممتاز، الكل كان مرتاحاً، وجاء الرئيس الفرنسي في الزيارة الثانية وإلتقى مع "العالم" بعد تكليف السيد مصطفى أديب وقال تفضلوا واتكلوا على الله نريد أن نكمل وهذه الورقة الاصلاحية وما شاكل.
حسناً، بعد تكليف السيد مصطفى أديب، اللقاءات البروتوكولية حصلت مع الكتل النيابية وانتهى الموضوع، الرئيس المكلف طُلب منه ذلك - طبعاً هو رجل محترم ودمس الأخلاق ولا أقول أي ملاحظة عليه - قيل له أنه أنت يمكنك أن تنتظر هناك من سيفاوض، عال، حسناً مع الكتل النيابية لأنه هي التي ستعطي ثقة لا يكفي أن تسمي وهناك كتل لم تسمى ولكن يمكن أن تعطي الثقة، لم يتحدثوا مع أحد، بحسب معلوماتي، لم يحصل نقاش، لم تحصل لقاءات، لم يحصل استقراء آراء، اضطر لاحقاً رئيس الجمهورية أن يرسل وراء بعض رؤساء الكتل أو ممثلي الكتل ليناقشهم، لأنه اعتُبر أنه ليس هناك داعٍ – سأقول لماذا – حتى مع رئيس الجمهورية الذي هو في الحقيقة هنا لا يمثل قوة سياسية، هو دستورياً شريك في تشكيل الحكومة، يعني من حقه من أول يوم يذهب إليه الرئيس المكلف ويتناقش معه وليس يأخذ له ملف نعم أو لا، يتناقش معه بتوزيع الحقائب، أسماء الوزراء، طبيعة الحكومة، تصور الحكومة، هذا لم يحصل ولا مرة، وكأنه كان مطلوباً أن تنجز الحكومة ويذهب إلى رئيس الجمهورية ويقال له هذه الحكومة، هذه الأسماء، هذا توزيع الحقائب، والرئيس عون إما يمضي أو لا يمضي، ليس هناك خيار ثالث، إذا مضى يعني حكومة أمر واقع لم تناقش معه لا توزيع الحقائب ولا الأسماء، ومعنى ذلك أنه أهم صلاحية بقيت لرئاسة الجمهورية بعد اتفاق الطائف، أهم صلاحية ما هي؟ هي المشاركة في تشكيل حكومة يكون قد انتهى، وهنا يجب على الفرنسيين أن ينتبهوا أين يخطئون، يعني هم – من الآن لنبدأ " المناقرة" – كانوا يغطون عملية سياسية كانت ستؤدي إلى شطب أهم ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية في لبنان، وإذا الرئيس عون لم يوقع ستقوم القيامة في البلد والإعلام جاهز والخصوم جاهزين والضغط الفرنسي أن الرئيس عون يُعرقل من أجل، معزوفة الاتهامات التي ستقال للرئيس عون، سيقال أنه يعرقل من أجل جبران باسيل – مع حفظ الألقاب – لم يحصل، طبعاً مع الحزب الاشتراكي حصل تفاوض أو لا، لا أعرف، مع القوات، لكن أنا أعرف من الكتل الذين هم أصدقاؤنا وحلفاؤنا ونمثل نحن وإياهم الأغلبية النيابية، نعم حصل تفاوض معنا، صح، حصل تفاوض معنا لأنه بطبيعة الحال لسبب أو لآخر لا يستطيعوا أن يتجاوزوا هذا المكون وهذا الثنائي الذي اسمه حزب الله وحركة أمل.
وذهبنا إلى النقاش، طبعاً الذي كان يفاوضنا ليس الرئيس المكلف، نحن ليس لدينا مشكلة، من ينوب عن الرئيس المكلف أو عن رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، لكن طرف النقاش الذي معنا كان الرئيس سعد الحريري، بالنقاش، النقاط التي نحن فهمناها بالأيام الأولى للنقاش فيما يتعلق بالحكومة والتي حصل خلاف في وجهات النظر حولها، طبعاً كان النقاش هادئ وموضوعي علمي وحريص، النقطة الأولى أن الحكومة ستكون من 14 وزيراً. النقطة الثانية، المداورة في الحقائب، يعني بصراحة أعطونا وزارة المالية. النقطة الثالثة، الرئيس المكلف يعني نحن، يعني نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، هم الذين يسموا وزراء الطوائف كلهم وليس فقط وزراء سنة أو شيعة، لا لا، سنة، شيعة ودروز ومسيحيين، كلهم هم يسمونهم. وأربعة، هم يحددون كيف ستوزع الحقائب، يعني يا إخوان مثلاً أنتم كيف ستوزعون الحقائب، المسلمين ماذا سيأخذون؟ المسيحيين ماذا سيأخذون؟ الشيعة، السنة، الدروز، الموارنة، الكاثوليك، الأرمن، ليس هناك جواب، هذا عندهم، يعني نحن وغيرنا في البلد نأخذ علماً، نأخذ علماً بأن الحكومة 14 وزيراً، يعني هذه النتيجة، الكلام كله بلياقة واحترام، لكن النتيجة نأخذ علماً أنه 14 وزيراً، نأخذ علماً بالمداورة، نأخذ علماً بتوزيع الحقائب ونأخذ علماً بأسماء الوزراء الذين يمثلون كل الطوائف. حسناً، نحن ناقشنا، بموضوع عدد الوزراء، قلنا نحن موافقين، حكومة 30 وزيراً متعبة، لأنه حصل استدلال على الموضوع، أيضاً 24 وزيراً يمكن أن تكون زيادة عن اللزوم، لكن 14، يعني أنت تعطي شخص واحد وزارتين في الوقت لما نعطي وزيراً واحداً وزارة "يلا عم بقوم فيها"، هذه واحدة من مشاكل البلد، الوزراء الكفوئين القادرين على أن يديروا وزاراتهم، فلماذا تريد أن تعطي وزيراً وزارتين، على كلٍ يا أخي فلتكن 18، 20، بقيت مفتوحة للنقاش لكن مع إصرار الطرف الآخر أنه 14 وزيراً، مع العلم أن أغلب الكتل النيابية الذين استشارهم لاحقاً، فخامة الرئيس، أغلبهم ليسوا مع 14 وزيراً بل مع أوسع تمثيل ممكن.
جئنا للنقطة الثانية، موضوع المداورة، أيضاً اختلفنا عليها، نقاش موضوع المالية أصبح معروفاً بالبلد. النقطة الثالثة، تسمية الوزراء، هنا غير مقصود فقط وزير المالية، افترضنا إذا قيل أن تلك الحقائب وزراؤها مسيحيون أو سنة أو شيعة أو دروز، هم يريدون أن يسموا الوزراء، ليس الكتل النيابية التي تمثل طوائفها أو الأحزاب التي تمثل طوائفها، دعوا الأحزاب جانباً، الكتل النيابية التي تمثل طوائفها، هؤلاء منتخبون من طوائفهم أيضاً، من الشعب اللبناني وخصوصاً من طوائفهم، ليس لهم علاقة وليس لهم دخل، فقط يأخذون علم. نحن طبعاً هذا الموضوع بالنسبة لنا كان مرفوضاً وغير قابل للنقاش، ليس فقط وزراء الشيعة، هذه الطريقة أنه يأتي أحد هو يريد أن يسمي كل الوزراء لكل الطوائف في لبنان هذا شيء نحن نعتبره خطراً على البلد.
حسناً، لنرجع قليلاً، يقول لك الطائف والصلاحيات الدستورية والأعراف، ممتاز، من يوم الطائف لعام 2005، الآن قبل الطائف كيف تتشكل الحكومات هذا الكلام لا يفيد لأنه الآن هناك الطائف، من الطائف لعام 2005 كيف تتشكل الحكومات لا يفيد لأنه سيقولون لنا هذا كان يحصل في زمن الوصاية السورية أو الإدارة السورية، حسناً، من عام 2005 لليوم، الذي أنتم كنتم فيه بأغلب الأوقات أغلبية نيابية وقوى سياسية أساسية في البلد وتطبقون الطائف، أول حكومة تشكلت بعد خروج القوات السورية من لبنان أو أثناء خروجها، حكومة الرئيس نجيب ميقاتي إلى الآن، العالم يتفقون على رئيس الحكومة، رئيس الحكومة يجلس ويفاوض الناس، هو يفاوضهم ولا أحد يفاوض عنهم، يتفقون على العدد، يتفقون على توزيع الحقائب، الكتل النيابية أو الأحزاب المشاركة هي التي تسمي وكان رئيس الحكومة لا يناقش بالأسماء، هناك تعديل بهذا السلوك أو بهذا العرف الذي سار من عام 2005 حصل مع حكومة الرئيس حسان دياب، ونحن كنا نقبل به عندما بدأ النقاش أنه ممكن الأستاذ محمد الصفدي أو شخصيات أخرى أن تسمى، نحن كنا نقبل يا أخي ما في مشكلة الكتل أو الأحزاب تسمي مثلا لهذه الوزارة اسم، الرئيس المكلف طبيعي يأتي ويقول هذا ضعيف وهذا لا يقدر، هذا عليه ملاحظات، اعطوني اسماً ثانياً هذا نحن كنا منفتحين عليه قبل حكومة الرئيس حسان دياب وهذا مارسناه مع حكومة الرئيس حسان دياب والآن حاضرون لنمارسه، وهذا تقدم ايجابي، وهذا يعزز صلاحيات رئيس الحكومة. هذا لا يضعف رئيس الحكومة، رئيس الحكومة من ال2005 وحتى الآن هذا العرف الذي كان سائدا عندما يتفق مع الكتل النيابية والقوى الأساسية التي تود المشاركة يتفق على الحقائب ونتفق على التوزيع هم يسموا هو لم يكن يناقش بالأسماء.
طبعا جيد، الآن نأتي ونقول يمكنك أن تناقش بالأسماء وتقول لا، ومن ترفضه نضعه جانبا ونقترح أسماء أخرى، وهذا بالحقيقة تعزيز لموقع رئاسة الحكومة خلافا لأي مرحلة من بداية اتفاق الطائف إلى اليوم.
من يود الحديث باللغة الطائفية والمذهبية ويقول هذا تضعيف لموقع رئاسة الحكومة أبدا، هذه أول مرة أو ثاني مرة تحصل، نحن نقبل به ونعتبره منطقياً وطبيعياً ولا توجد مشكلة.
حسناً بقيت هذه نقطة الخلاف، بموضوع توزيع الحقائب نفس الأمر، حتى بموضوع الأسماء طرحت مجموعة أفكار لم يكن لدينا مشكلة بها، أيضا قلنا لهم يا أخي بالنهاية هذه قابلة للنقاش تحل بيننا وبينكم.
مثلا قيل نريد غير حزبيين، ما في مشكلة قابل للنقاش. قيل نريد أناس لم يكونوا بالحكومات السابقة، أناس جدد قابل للنقاش ما في مشكلة.والله الرئيس المكلف قد لا يقبل باسم و2 و3 و4 و5 قلنا لهم ما في مشكلة كل هذا تسهيل، هذا ليس تعقيدا.
لكن بكل الأحوال جاء الجواب بعد كل النقاشات وفي آخر يوم من مهلة ال15 يوما الحكومة 14 علما ان كل هذا لم يتحدث به مع فخامة الرئيس حسب علمي ولم يناقش، اتفقوا معه الحكومة 14 أو 20 كيف توزع الحقائب من هي الأسماء، لا يوجد شيئ منه.
عدنا إلى البداية حكومة من 14 مداورة، وهم يسموا أسماء الوزراء وهم يوزعون الحقائب.
بالنسبة لنا هذا الموضوع لم يكن مقبولا على الإطلاق، وهنا أصبحت الأمور عالقة، طبعا هذه الطريقة يمكنك أن تناقشها بالأعراف من ال2005 وحتى اليوم، لمن يتحدث بالأعراف لم تكن هذا الأعراف بتشكيل الحكومات ويمكنك أن تناقشها حتى بالمنطق الدستوري الذي يتضمن بندا يتحدث فيه عن حكومة يكون فيها ممثلين للطوائف، هذا جديد في الطائف، باتت الحكومة هي السلطة وصاحبة القرار جاءوا وقالوا كل الطوائف تتمثل بالحكومة من خلال ممثلين يمثلون هذه الطوائف.
أنا لا أود الاستدلال بهذا النص الوارد ربما بالمادة 95، بل أود القول بالحد الأدنى يستطيع الشخص أن يناقش دستوريا، ان يحتمل هذا التفسير حتى لا افرض أنا تفسيراً من هذا النوع، بكل الأحوال أنا لا أود الدخول بنقاش دستوري، لكن ليست هذه الأعراف التي كانت سائدة من العام 2005 إلى الآن.
لماذا الآن أنتم من تريدون ان تنشأوا أعرافاً جديدة تلغي الكتل النيابية، تلغي الغالبية النيابية، تلغي رئيس الجمهورية، تلغي القوى السياسية وتصادروا تشكيل الحكومة لمصلحة فريق هو يمثل جزءاً من الأقلية النيابية الحالية وإن كنا نحترمه ونحترم تمثيله وموقعه، لكن هذه أعراف جديدة، هذه خلاف العرف، خلاف الدستور، خلاف الديمقراطية التي يطالبنا بها السيد ماكرون.
هنا تدخل الفرنسي في الأيام الأخيرة لمهلة ال15 يوما، بدأ يتصل الفرنسي بالكل ويضغط عليهم، يتحدث مع الرؤساء ويتحدث مع رؤساء أحزاب، نحن طبعا قناة التواصل معنا مختلفة، ونصف ساعة وثلاثة أرباع الساعة من الرئيس ماكرون يبذل الرجل جهدا جيداً لكن في أي اتجاه يبذل جهدا. بغض النظر عن النقاش الذي جرى مع الآخرين أنا أتحدث عن النقاش الذي جرى معنا، لما لا تسيرون، لما تعرقلون، نحن نريدكم أن تساعدوا وتسهلوا وطبعا باللغة الدبلوماسية التي تتضمن الضغط، وإلا العواقب ستكون وخيمة ومن هذا الكلام.
نحن قلنا لهم يا "حبايبنا" يا اصدقاءنا، هل المبادرة الفرنسية تقول ان الحكومة 14 وزيراً، قالوا لا، هل المبادرة الفرنسية تقول ان نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة هم يسمون وزراء كل الحكومة وكل الطوائف، قالوا لا.هل المبادرة الفرنسية تقول أنهم يوزعون الحقائب بين الطوائف، قالوا لا.هل المبادرة الفرنسية تقول مداورة بالحقائب وخذوا المالية من هذه الطائفة واعطوها لتلك الطائفة، قالوا لا، نحن لدينا تمني أن تكون حكومة مضيقة 14 12 10 18 هذه الأرقام عندكم، وكيف تسمون هذا الموضوع عندكم، عظيم. إذا أين نكون نحن نعطل المبادرة الفرنسية، هذا النقاش جرى ببيننا، ولأنهم تحدثوا بالاعلام أنا أتحدث بالإعلام، قالوا صحيح هذا لم يرد والنص موجود.
ايها الشعب اللبناني النص موجود على مواقع التواصل، الورقة الاصلاحية الفرنسية التي هي المادة الرئيسية للمبادرة الفرنسية ما فيها حكومة 14 وزير، ولا تتضمن المداورة، ولا فيها من يسمي الوزراء، ولا تتضمن من يوزع الحقائب، هذا غير موجود.
وصلنا لمكان ودعوني اكمل الاستعراض ثم اعقب. وصلنا لمكان ان الفرنسيين قالوا نحن نتفهم وما تقولونه منطقي أن وزير المالية شيعي ما في مشكلة، وأنا لن أدخل بهذا النقاش لماذا إصرار الثنائي أمل وحزب الله على هذه النقطة، هذه بمفردها تحتاج لشرح، لكنها ستتضح أكثر من خلال بعض الكلمات القادمة.
لكن دعوا رئيس الحكومة المكلف هو من يسميه، يعني نادي الرؤساء السابقين الأربعة، قلنا نلهم نحن لا نبحث عن وزير شيعي متولد من أبوين شيعيين، نحن نتمسك بالوزير الشيعي لأنه أمر له علاقة بموضوع القرار، هذا قراره عند من؟ يستطيع نادي رؤساء الحكومات السابقين أن يأتي بأي موظف شيعي تابع له مئة بالمئة ومخلص له مئة بالمئة ليس هذا ما نبحث عنه. نحن نقترح أنه مثل كل الوزراء الجهة التي تسمي الوزراء لحقائب مثلا إذا هذه الحقائب كانت للشيعة أو للثنائي فهم يسمون ويستطيع الرئيس المكلف أن يقول هذا لا وهذا لا وهذا لا ولا ولا ولا وعشرة وعشرين وثلاثين ليصل لوزير لائق ومناسب لهذه المسؤولية.
طبعا تم رفض الفكرة بالمطلق من نادي رؤساء الحكومات السابقين.
لاحقا الرئيس سعد الحريري خرج وقال أنه يقبل ولمرة واحدة أن يكون وزير المال شيعي، لكن يسميه رئيس الحكومة المكلف، هذا كنا قد انتهينا منه قبل خمسة أيام، وأنه شرب السم. لا داعي يا دولة الرئيس، لا تشرب سم، سلامة قلبك والله يخليك بصحتك وعافيتك، ونرجع نتفاهم لا مشكلة.لكن هذا ليس حلا وليس هو الحل.
ثم يخرج الرؤساء الثلاثة ويقولون نحن لسنا موافقين على ما قاله الرئيس سعد الحريري. كل هذه القصة غير مفهومة، "شو بدنا فيها".
وصلنا إلى مكان هناك مشكلة، لسنا متفاهمين على شكل الحكومة، ولسنا متفاهمين من يسمي الوزراء ولا المداورة ولا توزيع الحقائب. فرئيس الحكومة المكلف اعتذر بطبيعة الحال، وهنا أنا أود تسجيل نقطة انه كانت هناك فكرة أمر واقع في مكان ما حتى لا احدد الاتهام، و"خلص شو بدنا بكل العالم" نشكل حكومة، ونسمي الوزراء، ونذهب لفخامة الرئيس، وقع، لم يوقع، تقوم القيامة عليه، وسيوقع لأن الوضع المسيحي صعب، وضع التيار الوطني صعب، والرئيس يود انجاح عهده، هناك ضغوط فرنسية، الرئيس يوقع. هم يفهمونه خطأ لفخامة الرئيس.
في كل الأحوال، بالتواصل الذي جرى بيننا وبين جانب الرئيس المكلف، الرجل كان واضحا، قال أنا جئت لأكون مدعوماً وايجابياً ويتحقق حول حكومتي ائتلاف كبير حتى استطيع أن أساعد، أنا لا أريد أن اعمل مواجهة مع أحد، وإذا لم يحصل اتفاق على الحكومة انا لن أذهب إلى حكومة مواجهة، الرجل كان شريفاً بموقفه والتزامه هو اعتذر.
طبعا كنا نتمنى أن يعطي فرصة أكثر، لكن الآن لم يستطع أن يتحمل أو طلب منه هذا بات تفصيلا ليس لدي علم به.
بعد الاعتذار من قبل رئيس الحكومة المكلف، ومازلت بالوقائع وسأصل للتعليق.
طبعا الموجة معروفة من قبل الاعتذار، الماكينات الإعلامية ووسائل الإعلام والكتبة، هؤلاء الجماعات الذين تحدث عنهم الأمريكي بدأوا مسبقاً حملوا المسؤولية وانتهوا. من لديه مشكلة مع الثنائي أمل وحزب الله قال الثنائي الشيعي، من ركز على حزب الله ركز على الحزب، من يود الهجوم على الرئيس عون هجم عليه. تركز الهجوم هنا على الرئيس عون وعلى الثنائي امل وحزب الله لأنه ظاهر الموضوع التوجيه السياسي فيه.
غضب الفرنسيون وأعلنوا ان الرئيس ماكرون يود عقد مؤتمر صحافي وصار اللبنانيون ينتظرون لمن سيحمل الفرنسي المسؤولية. انتهت وسمعنا جميعا، كلنا سمعنا المؤتمر الصحافي للرئيس ماكرون والأسئلة والأجوبة التي أقحموه الصحافيون االلبنانيون بها.
أنا انتهيت من العرض وأود أن أعلق. في هذا السياق يجب توضيح النقاط التالية للجميع:
أولا: ان المعروض خلال الشهر الماضي، لأنه انتهت مهلة ال15 يوما واضيف لها 15 يوما، شهر مضى، ما هو المعروض، بالضبط تشكيل حكومة انقاذ، لا، ما كان معروضاً ان هناك نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة المعروفين، مطلوب من كل الكتل النيابية بالبلد والقوى السياسية بالبلد ومن رئيس المجلس وفي نهاية المطاف من رئيس الجمهورية أن يسلموهم البلد بلا قيد وبلا شرط وبلا نقاش وبلا سؤال.
كيف الحكومة؟ من من توزيعها؟ ما هي سياستها؟ لا يوجد نقاش. اذهبوا وسلموا، اقبلوا بالحكومة التي سيشكلونها وإلا العقوبات قادمة والضغط الفرنسي. ستحملون المسؤولية أمام الشعب اللبناني وأمام المجتمع الدولي وستظهرون بمظهر المعطلين والمعرقلين، هذا الذي كان معروضا خلال الشهر الماضي.ر وطبعا كان منطلقاً من قراءة خاطئة.
كان أهم أمر بهذا العرض، ان ثنائي أمل - حزب الله هل يقبل أو لا يقبل. سأتحدث بالأمور بصراحة، أصلاً هم لم يتحدثوا مع أي طرف آخر، لم يناقشوا ولم يفاوضوا، اعتبروا انه إذا ثنائي أمل - حزب الله سار، لن يستطيع أحد أن يقف في مواجهة هذا المشروع. وفي النهاية إذا الرئيس عون أراد الحديث عن الصلاحيات الدستورية سيبقى وحيدا ويواجه ويضغط عليه، حتى تعرفوا نحن بأي موقع كنا.
إذا الذي كان معروضا خلال الشهر الذي مضى، ليس حكومة انقاذ، وإنما حكومة يسميها نادي رؤساء الحكومات السابقين، 14 وزيراً، مجلس إدارة اختصاصيين، موظفين، قرارهم السياسي بالمطلق عند فريق واحد، هو جزء من الأقلية النيابية في لبنان، ويمثل فريقا سياسيا واحدا في لبنان، ويمثل فريقا كبيرا في الطائفة السنية في لبنان، ولكن لا يصح القول أنه يمثل كامل الطائفة السنية. هناك كثير من النواب السنة انتخبوا بأصوات سنية ولديهم تمثيل في الشارع السني، هذا ما كان معروضاً، والجميع كان مطلوباً منه القبول بهذا الشيء، طبعاً هنا كانت توجد قراءة خاطئة، انَّ الناس ستخاف والبلد وضعه صعب والنّاس في الارض والضغط آتٍ، والعقوبات، وجاءت العقوبات على الوزيرين علي خليل ويوسف فينيانوس مع حفظ الألقاب والتهديد بعقوبات من لائحة 94 شخصية ووو.. والضغط الفرنسي، حسناً اذا نحن جهة ويحتاطون جداً بالحديث معنا، يأتي ويقول لك هذا الموضوع اذا تعرقل عواقبه وخيمة، اذا كان هكذا، فإننا لا ندري ماذا تكلموا مع الباقيين، بما قد يكونوا هدّدوهم أو ضغطوا عليهم، هذا أولاً.
بهذه النقطة، أريد أن أقول أنّ هذا الأمر وهذه الطريقة لا تنجح في لبنان، أياً يكن داعموها وأيّاً يكن راعيها ، أمريكا، فرنسا، اوروبا، المجتمع الدولي، جامعة الدول العربية، الكرة الأرضية، الكون، هذه الطريقة في لبنان لا تمشي ولا تنجح وأنتم تهدرون الوقت، هذا ألف.
باء، الرئيس ماكرون اتهمنا أننا نخوّف العالم. الذين يتهموننا بالتخويف هم الذين مارسوا خلال الشهر الماضي سياسة التخويف على الرؤساء وعلى الكتل وعلى الأحزاب والقوى السياسية من أجل تمرير حكومة من هذا النوع، تهديدات وعقوبات ومخاطر والذهاب الى الأسوأ، وترون اللّغة وقد ورد هذا في الإعلام، هذا لا يمشي.
النقطة الثانية، نحن رفضنا هذه الصيغة ليس لأننا نريد أن نكون في الحكومة أو لا نريد، السؤال الأساسي الذي كان أمامنا، هل مصلحة لبنان والشعب في لبنان والإنقاذ في لبنان، الان يوجد لدينا مرحلتان، مرحلة من السّيء الى الجيّد ومرحلة من السّيء الى الأسوأ، أننا نحن الى أين ذاهبون؟ لمن نسلّم سفينة الإنقاذ؟ من هو قبطان الإنقاذ؟ حسناً، الرؤساء الأربعة، هم كانوا رؤساء الحكومات من 2005 حتى قبل أشهر قليلة، هذا صحيح أم لا؟ 15 سنة هم رؤساء حكومة، ليس لوحدهم يتحملون المسؤولية، كلنا نتحمل المسؤولية، لكن هم يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية لأنهم كانوا رؤساء الحكومات وكان لديهم وزراء يمثلوهم في الحكومات، انا هنا بالعكس أحملهم مسؤولية وأيضاً أطالبهم بتحمّل المسؤولية، أن لا يهربوا من تحمّل المسؤولية، نتعاون، نتفاهم ونضع أيدينا بأيدي بعض، لكن الإنقاذ يتحقق أن تأتي أنت للجهة التي تحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عمّا وصلنا اليه عن الأوضاع خلال 15 سنة وتقول لهم أنتم استلموا البلد وانتم عليكم ان تنقذوا البلد؟ أي منطق هذا؟ منطق من هذا؟
النقطة الثالثة، بالنسبة لنا، هنا سأتكلم عن حزب الله بالتحديد، بالنسبة لإخواننا في حركة أمل كانوا دائماً موجودين بالحكومات حتى قبل ان نأتي نحن ونشارك، نحن في 2005 تعلمون أننا لم نكن في جوّ المشاركة في الحكومات، بعد الـ 2005 لماذا؟ بالانتخابات في 2018 أنا تكلمت كثيراً في هذا الموضوع بالمهرجانات الإنتخابية وقلت أننا نحن يجب أن نكون موجودين في الحكومات، ليس طمعاً في منصب ولا بوزارة ولا براتب ولا بمال، الحمدلله رب العالمين الذي أغنانا من فضله، لسنا محتاجين لا لمعاشات هذه الدولة ولا لموازنات هذه الدولة ولا لأموال هذه الدولة، لكن أنا تكلمت عن سبب واضح، الان سوف أضيف اليه سبب ثاني، السبب الذي كنا نتكلم به هو حماية ظهر المقاومة، وقد شرحناه ولا حاجة لأكرّر، الان هناك بعض أصدقائنا المحبين يقول أنه لا، حزب الله لا يحتاج لحماية المقاومة أن يكون حاضراً في الحكومة، وجهة نظر محترمة ولكن نحن نختلف مع هذا الرأي، وهذا يقوله أكثر من صديق، الا اننا نختلف معه في هذا الرأي، لماذا؟ نحن يجب أن نكون في الحكومة، الآن بحزبي بغير حزبي، هذا أمر قابل للنقاش، يجب أن نكون في الحكومة لحماية ظهر المقاومة حتى لا تتكرر في لبنان حكومة 5 أيار 2008، حسناً حكومة 5 أيار 2008 من كانت؟ هؤلاء الذين كانوا يريدون أن يشكلوا الحكومة الجديدة، هذه مثل حكومة 5 أيار 2008، بحكومة 5 أيار 2008 اتُّخذَ قرار خطير كان سيؤدّي إلى صدام بين الجيش اللبناني والمقاومة، وهذا مشروع أميركي – إسرائيلي – وسعودي، وتم تجاوز هذا الموضوع، بصراحة نحن لسنا خائفين من قيادة الجيش، ولا من مؤسسة الجيش، ولا من ضباط الجيش، ولا من جنود الجيش، هذه مؤسسة وطنية، نحن نعم من حقنا أن نكون حذرين من السلطة السياسية ومن القرار السياسي، ونحن قررنا أن نكون موجودين في الحكومة لنحمي ظهر المقاومة، هذه أولاً.
السّبب الثاني الذي سأضيفه الان، بكل النقاشات الماضية كان يُعتَب على حزب الله، أنتم ذهبتم الى المقاومة، الى القتال، والى سوريا، والى العراق ولا أدري ألى أين والى فلسطين وتركتم الوضع الإقتصادي والوضع المالي والوضع المعيشي وبدأت تتركّب مجموعة كبيرة من التُّهَم، والمعادلات، السّلاح مقابل الفساد، والاقتصاد مقابل المقاومة ومن هذا الكلام، حسناً، بمعزل لا اريد أن أناقش هذه الملاحظة لكن أريد أن أستفيد منها، لأقول نحن اليوم لا يمكن أن نغيب عن هذه الحكومة، بصراحة، بسبب الخوف على ما تبقى من لبنان، إقتصادياً، ومالياً وعلى كل صعيد، نخاف على لبنان وعلى الشعب اللبناني، وأنا ذكرت أنني لست خائفاً على حزب الله، نحن خائفون على البلد، خائفون على الناس وعلى مستقبل هذا البلد، كيف؟ حسناً إذا تشكلت حكومة لا نعرف إذا كانت مقتنعة بأن توقّع على بياض على شروط صندوق النّقد الدولي بدون نقاش، الان أنا لا أتّهم أحداً لكن هذا كان إحتمالاً قائماً، أنا أعرف قناعات الناس، هذا مسموح به؟ نحن كتلة نيابية وموجودون في البلد ثمّ أنا أئتي وأعطي ثقة لحكومة، أنا أعرف مسبقاً أو أحتمل إحتمالاً معتدّاً به أنه على بياض ليس هناك مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، يأتي صندوق النقد الدولي ويضع شروطاً والناس يجب أن توقّع وتسير، حسناً، الا يحق لنا ان نخاف من حكومة يمكن تحت عنوان ان الوضع المالي وما شابه أن تبيع أملاك الدولة؟ وهذا مطروح ببعض الخطط أن تبيع أملاك الدولة، نأتي للخصخصة تحت حجّة أننا نريد إحضار مال لسداد الدين والعجز ووو... الا يحق لنا أن نخاف من حكومة – أنا أقول لكم ومن هذه اللّحية – بالحكومات السابقة التي نحن فيها نصف وأغلبية وليس ثلث معطّل كانت معارك في الحكومات، لسنا لوحدنا على موضوع زيادة القيمة المضافة، اذا تشكّلت حكومة على الطريقة التي كانت ستتشكل بها قبل أيام، أول قرار كان سيُتّخذ رفع القيمة المضافة على كل شيء، سياسة الضرائب التي ستلحق الناس، والتي تعهدنا للشعب اللبناني أننا لن نسمح بها ولا نقبل بها، هذا الشعب يتحمّل TVA جديدة؟
هو بضعة سنتات على الواتس اب نزل الناس الى الشوارع في 17 تشرين، ألا يحق لنا أن نخاف من حكومة لا نعرف أموال المودعين ما سيكون مصيرها؟ لا يا أحبائي، نحن نخاف على بلدنا وعلى شعبنا وعلى أملاك الدولة وعلى أموال المودعين، ونخاف من شروط صندوق النقد الدولي، ونخاف من الذهاب من السّيء الى الأسوأ، أنا لا أدّعي أننا نمتلك حلولاً سحريّة، نحن طرحنا بدائل لها علاقة بالمشتقات النفطية من إيران التي توفّر مليارات الدولارات على الخزينة اللبنانية، لها علاقة بالإتجاه شرقاً دون مغادرة الغرب، إن أمكن روسيا الصين والعراق وايران ووو.. والجماعة قلقوا من هذه الطروحات والامريكان بالتحديد قلقوا من هذه الطروحات، يوجد طروحات بديلة، مع ذلك نحن لا نقول أننا البديل، نحن نقول تعالوا جميعاً لنتعاون، لكن نحن بصراحة لم يعد بمقدورنا بسبب المقاومة أو غير المقاومة أن ندير ظهرنا ونغمض عيوننا ونقول انه نعم أياً يكن فليأتي ويشكل حكومة ويستلم البلد ويدير الوضع المالي والإقتصادي، هذا الأمر لم يعد جائزاً على الإطلاق، لذلك بالنسبة لنا ليس الموضوع موضوع السلطة وان نكون في السلطة أو خارج السلطة أو داخل السلطة، حسناً هذا في ما مضى وأيضاً هذه مبادئ لما هو آت، عندما نتحدث عن أي حكومة ستتشكل في المرحلة المقبلة.
فيما يتعلّق بمؤتمر الرئيس ماكرون لدي نقاش في المضمون والشكل، سأقرأهم سريعاً.
بالمضمون، جناب الرئيس يحمّل القوى السياسية اللبنانية مسؤولية تعطيل المبادرة، أعود وأسأله مثل ما سألنا مندوبوه، هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقين الأربعة وحدهم بتشكيل الحكومة وفرضها على الكتل السياسية وعلى رئيس الجمهورية وتحديد الحقائب وتوزيعها وتسمية الوزراء من كل الطوائف، نعم أو لا، الجواب الذي أخذناه "لا"، هذا ليس موجوداً بالمبادرة الفرنسية، اذاً اذهب وابحث من الذي أفشل المرحلة الأولى، الذي أتى واستفاد من المبادرة الفرنسية ومن الضغط الفرنسي ليفرض حكومة من هذا النوع، ليفرض أعرافاً جديدة من هذا النوع، ليحقق مكاسب سياسية لم يستطع أن يحققها من 15 سنة من هذا النوع وبغطائكم أنتم وضغطكم أنتم. اذا انتم كنتم تعلمون وتفهمون ما الذي يحدث، هذه مصيبة ولم تعد مبادرة، هذه أصبحت أن هناك مشروعاً لسيطرة مجموعة على البلد كله والغاء كل القوى السياسية في البلد، واذا لم تكونوا منتبهين، لا بأس، انتبهوا وعالجوا الموضوع في المرحلة الثانية حالياً من المبادرة الفرنسية، اذاً لا يوجد داعٍ لتعميم مسؤولية الفشل على الكل، حدّدوا بالضّبط من يتحمل المسؤولية!
ثانياً، عندما قمتم بتحميل الفشل لكل القوى السياسية، أنا لا أريد أن أدافع عن حزب الله، بالعكس أنا أتمنى أن يصعد الرئيس ماكرون ويقول أنّ حزب الله هو الذي فشّل ليس هناك مشكلة، ويعفّ عن بقية القوى السياسية. يا أخي هناك قوى سياسية في لبنان لم يتم التحدّث معها ولا سُئلَت ولم يفاوضها أحد ولا هي تعرف ماذا يحدث، اذا كنا نحن الذين نفاوض لسنا نعلم لا أسماء ولا حقائب، وهمّ لا يعلمون شيئاً! كيف يتحمّلون المسؤولية، لاحقاً عندما تأتي للشكل تتهمهم، حسناً انت اتّهمت رؤساء المؤسسات كلها، حسناً لا بأس رئيس المجلس هو بالثنائي، رئيس الجمهورية بماذا أخطأ، بماذا قصّر حتى يتحمل المسؤولية؟ لأنّه هو شمل الجميع بتحميل المسؤولية، قال رؤساء المؤسسات وكل القوى السياسية، يعني شمل رئيس الجمهورية، الرجل بماذا أخطأ، بماذا قصّر ليحمل المسؤولية، أصلاً لم تصل النّوبة اليه، لم يأت أحد إليه ليقول له هذه حكومة وهذه توزيع حقائب وهذه أسماء وزراء!
النقطة الثالثة، عندما يُقال أننا نحن نُحمَّل المسؤولية وأننا نحن نأخذ البلد الى الأسوأ، كلا بالعكس، نحن ما قمنا به منَعْنا أن يذهب البلد الى الأسوأ الأسوأ، ما زلنا في السّيء ونأمل أن تُعيد المبادرة طريقة تفكيرها وأن يتعاون اللبنانيون مع بعضهم لنذهب من السّيء الى الجيّد.
النقطة التي بعدها، ما هي الوعود التي أعطيناها ولم نف بها؟ على الطاولة قُدّمَت ورقة، أخونا الحاج محمد رعد حفظه الله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والممثّل بحق لحزب اللّه على الطاولة، طبعاً قرأها، وبصراحة قال نحن موافقون على 90% من هذه الورقة، الرئيس ماكرون قال له مؤكّد انكم موافقين على 90%، قال له نعم، طبعاً لم يحدّدوا ما هي الـ 10% الغير موافقين عليها، لكن لو افترضنا اننا قلنا نحن موافقون 100%، حسناً بهذه الورقة لا توجد هذه الطريقة ولا هذا التشكيل في الحكومة، ما الذي وعدْنا به يا سيد ماكرون يا فخامة الرئيس ولم نفِ به
لكي نكون ممن لم يفوا بوعودهم وإلتزاماتهم، ونكون أناس غير محترمين ولم نحترم وعودنا، أقصى شيء قيل، قلتم في الأول حكومة وحدة وطنية وعدتم وتراجعتم وتوقفتم، تفهمناها لا بأس، منهم من قال خطأ بالترجمة، منهم من قال ضغط أميركي وضغط سعودي، لا بأس، أفضل شيء قلتوه أنه حكومة كفاءات مهمة من مستقلين، تمام، ولكن هؤلاء المستقلين من يسميهم؟ من يسميهم، هذا ليس وارد بالمبادرة ولم يتفق أحد مع أحد كيف يسمون هؤلاء الوزراء، لا تريد من الأحزاب أن تسميهم، الرئيس سعد الحريري هو رئيس حزب، الرئيس نجيب ميقاتي هو رئيس حزب، الرئيس فؤاد السنيورة عضو في حزب، لماذا مسموح لحزب أن يسمي الوزراء وبقية الأحزاب لا يحق لها؟ نحن لم نلتزم يا فخامة الرئيس ويا كل اللبنانيين على الطاولة أنه نحن نمضي بحكومة كيفما كان، لم نلتزم بأنه نحن نقبل أن نسلم البلد لحكومة كيفما كان، لم يتفق أحد مع أحد كيف تتشكل الحكومة ومن يسمي الوزراء، هذا لم يرد في الخطة ولا في المبادرة، هذا تم إستغلال المبادرة لفرضه على الكتل السياسية وعلى الأحزاب اللبنانية، نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي معروفون عند الصديق والعدو أننا نفي بوعودنا وإلتزاماتنا ومصداقيتنا عند العدو مثل عند الصديق معروفة، كيف نتعاطى معروف، وعندما نعد معروف كيف نلتزم بوعودنا ونضحي لكي نلتزم بوعودنا، و"نزعل" أصدقاءنا وحلفاءنا لنفي بوعودنا، ولا أريد ان أضرب أمثلة وهذا موضوع معروف.
من النقاط التي أريد أن أعلق عليها، لا يجوز لأحد أن يستخدم الوعود بالمساعدات المالية لشطب القوى السياسية الأساسية في البلد، والقفز فوق نتائج الإنتخابات، الرئيس ماكرون يقول: على أمل وحزب الله، على حزب الله والرئيس بري، على الشيعة أن يختاروا، الديمقراطية أو الأسوأ، نحن إخترنا الديموقراطية، ما تطلبه منا يتنافى مع الديموقراطية، الديموقراطية إذا لم تكن الإنتخابات هي الديموقراطية فما هي الديموقراطية؟ الديموقراطية في الـ2018 أفرزت أغلبية نيابية، أنت يا سيادة الرئيس تطلب من الأغلبية النيابية أن تنحني وتسلم رقابها وتسلم البلد للأقلية لجزء من الأقلية النيابية، نحن إخترنا الإنتخابات النيابية والبلدية وإخترنا الإحتكام إلى المجلس النيابي، وإخترنا الشراكة، نحن لم نختر الأسوأ ولم نختار الحرب، ليس نحن من إعتدى على أحد، الصهاينة هم من شنوا حربا على بلدنا وإحتلوا أرضنا وصادروا خيراتنا، وهم الذين يهددون بلدنا. نحن لم نذهب إلى سوريا لقتال المدنيين، نحن ذهبنا إلى سوريا وبموافقة الحكومة السورية لقتال الجماعات التي أنتم تقولون عنها إرهابية وتكفيرية، والتي فرنسا جزء من التحالف الدولي لمحاربتها، والتي أنتم موجودون في سوريا بشكل غير شرعي ومن دون موافقة الحكومة السورية، نحن لم نذهب لقتال المدنيين في سوريا، نحن ذهبنا لندافع عن بلدنا وعن لبنان وعن سوريا وعن المنطقة أمام أخطر مشروع في تاريخ المنطقة بعد المشروع الصهيوني الذي هو مشروع الإرهاب التكفيري، نحن لسنا جزءاً من الطبقة الفاسدة، نحن لم نأخذ مالاً من أموال الدولة، مالنا معروف من أين، وعلى رأس السطح، وبوضوح، نحن لا نملك أموالاً، عائدات مالية نريد أن نحميها، ولا مشاريع حزبية نريد أن نحميها، هذا التعميم غيرنا ماذا يقول عن نفسه هو حر، لكن نحن لا نقبل أن يتكلم أحد معنا بهذه اللغة أو أن يفكر فينا بهذه الطريقة، عندما نتكلم عن التعطيل والتسهيل نحن قبلنا بتكليف السيد مصطفى أديب بدون تفاهمات مسبقة وبدون شروط، فقط بنينا على حسن النية، لكن هذا أمر معناه أننا ذاهبون إلى التسوية وإلى التسهيل، أما الإستسلام شيء أخر، تسليم البلد "على العمياني" هذا أمر آخر، نحن لا نمارس لعبة الإرهاب والتخويف على أحد في لبنان، لأنه هذه للأسف الشديد الرئيس ماكرون ذكرها حتى ولو في سياق تشكيكي بنتائج الإنتخابات، يمكنك أن تسأل سفارتك ومخابراتك في لبنان، يخبرونك كم أن لبنان صغير وكم يوجد فيه وسائل إعلام وإعلاميين وسياسيين ومواقع تواصل إجتماعي وصحف تشتمنا ليل نهار وتسبنا ليل نهار وتسقّطنا ليل نهار، وتتهمنا ظلماً وزوراً وكذباً ليل نهار، هم يعيشون وليسوا خائفين من أحد، ولو هم خائفون فلن يجرؤوا على فتح أفواههم بينما يوجد دول عربية أنت تحميها وصديقة لك وحليفة لك لا يتجرأ أي أحد على أن يكتب تغريدة ليعبّر عن موقف ضد التطبيع أو في دعم أو إنتقاد لهذه السلطة او لهذا الملك ولذاك الأمير، كلا، نحن لا نخوف أي أحد، إذاً أي أحد خائف، هذا شأنه، ولكن نحن لا نخوف أحداً، ويمكنك أن تأتي لترى وتسأل الناس في البلد.
النقطة الاخيرة في الموضوع، أنا أتمنى على الإدارة الفرنسية أن لا تستمع إلى بعض اللبنانيين، وإذا كان لديها هي وجهة النظر هذه لتعالجها، ليس كل شيء أنه إيران طلبت عرقلة المبادرة الفرنسية، إيران طلبت التشدد في تسمية الوزراء، إيران طلبت من الثنائي التمسك بوزارة المال، هذا كلام فراغ، هذا ليس له أساس، إيران ليست كذلك، وإيران ليست مثلكم، إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني، أصحاب القرار في الشأن اللبناني نحن، نحن نقرر ماذا نريد أن نفعل في الشأن اللبناني، نحن في حزب الله ونحن الثنائي حزب الله وحركة أمل ونحن مع حلفائنا نحن نقرر، إيران لا تتدخل ولا تملي وتعرفون حتى في الحد الأدنى في العشرين سنة، أكثر من عشرين سنة، أنا أتكلم من زمن طويل، عندما كنت أنا أميناً عاماً، لأنه أنا صلة الوصل معي مباشرة، من 1992 كل الذين يتكلمون مع إيران كانت إيران تقول لهم راجعوا الإخوان في لبنان ، تكلموا معهم، ناقشوهم، القرار عندهم، كل فترة يقول لك الإتفاق الأميركي الإيراني، حزب الله يعطل، ينتظر، لا يوجد لا إتفاق أميركي إيراني ولا مفاوضات أميركية إيرانية، بالحد الأدنى في الإنتخابات هذا محسوم، وهذا الأمر أعلنه الإيرانيون كلهم، ولا إيران تريد أن تضغط على فرنسا لمصلحة لا أدري ماذا في مجلس الأمن، ما هذا الكلام الفارغ؟! إذا هذا الجهل سيستمر وتظل طريقة التفكير الخاطئ هذه، معناها لن نصل إلى نتائج في لبنان، لأن المقدمات الخاطئة دائما ستؤدي إلى نتائج خاطئة.
سيد ماكرون إذا كنت تريد ان تبحث خارج لبنان عن الذي أفشل مبادرتك فلتبحث عن الأميركيين الذين فرضوا عقوبات ويهددون بالعقوبات، وإبحث عن الملك سلمان وخطابه في الأمم المتحدة، أما في الشكل، عندما تأتي جنابك لتقول أن القوى السياسية كلها، رؤساء المؤسسات الدستورية كذا وكذا إرتكبوا خيانة والآن على إختلاف الترجمات، خيانة وخونة، على أي أساس؟ كيف؟ من قال أنهم إرتكبوا خيانة؟ اولاً نحن لا نقبل أن تتهمنا أو تقول أننا إرتكبنا خيانة، هذا بالنسبة لنا، قطعاً نرفض وندين هذا السلوك الإستعلائي علينا وعلى كل القوى السياسيّة في لبنان، لا نقبل، لا هذه اللغة ولا هذه الطريقة، حسناً، نحن لا نقبل أن يشكك أي أحد أننا أناس محترمين وحزب محترم ونحترم وعودنا ونحترم الآخرين، ولا نقبل أن يتهمنا أحد بالفساد، وإذا الأصدقاء الفرنسيون لديهم ملفات على وزراء من حزب الله ونواب من حزب الله ومسؤولين من حزب الله أننا نحن أخذنا مالاً من الدولة، أنا أقبل، فلتتفضلوا وتقدموها للقضاء اللبناني ونحن نسلم أي أحد يكون عليه ملف فساد من هذا النوع، وهذا تحدي حقيقي وهذا انا تكلمت به 100 مرة وأعيده وأكرره، ولكن خطاب الطبقة الفاسدة والطبقة السياسية الفاسدة والقوى السياسية الفاسدة، هذا غير مقبول، نحن رحبنا بالرئيس ماكرون عندما زار لبنان ورحبنا بالمبادرة الفرنسية، ولكن لا على أن يكون مدعياً عاماً ومحققاً وقاضياً ومصدراً للأحكام ووصياً وحاكماً ووالياً وعلى لبنان، كلا، نحن رحبنا بالرئيس ماكرون وبالمبادرة الفرنسية كأصدقاء يحبون لبنان ويريدون أن يساعدوا لبنان ويريدون أن يعينوا لبنان لكي يخرج من أزماته، ويريدون أن يقربوا بين وجهات النظر المختلفة، هذه تعني الصداقة، هذا يعني الرعاية، وهذا يعني الوساطة والأخوة والحب، ولكن أبداً لا يوجد تفويض لأي كان، لا للرئيس الفرنسي ولا لأي أحد أن يكون وصياً أو ولياً أو حاكماً او قاضياً أو حاكماً على لبنان، ليس على حد علمي أن اللبنانيين أخذوا قراراً من هذا النوع، لذلك نحن نتمنى أن يعاد النظر بالطريقة والشكل والمضمون.
أختم لأقول بهذا الشق، أنه نحن رحبنا بالمبادرة الفرنسية واليوم فخامة الرئيس مدد، أهلاً وسهلاً، لا زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية، ومستعدون للحوار والتعاون والإنفتاح وللنقاش مع الفرنسيين ومع كل أصدقاء لبنان ومع كل القوى السياسية في لبنان، ولكن الإستقواء الذي مورس خلال الشهر الماضي، تجاوز الحقائق والوقائع الذي حصل خلال الشهر الماضي، هذا من غير الممكن أن يستمر وإلا لن نصل إلى نتيجة، نحن جاهزون ونتمنى لهذه المبادرة أن تنجح، ونؤيد أن تستمر ونراهن عليها مثلما ما يراهن الجميع، لكن أنا أدعو إلى إعادة النظر في الطريقة والعمل والفهم والتحليل والإستنتاج حتى في الإدارة، وأيضاً بلغة التخاطب، أهم شيء الإحترام، وكرامات الناس. الذي مُس من يومين هو الكرامة الوطنية، يوجد أناس غاضبون من أحزاب، من طبقة سياسية، حقهم أن يغضبوا، ولكن أيضاً يوجد شيء آخر، عندما يخرج أي أحد ويعمم على الجميع، المؤسسات، الأحزاب والقوى السياسية، هذا في الحقيقة يمس بالكرامة الوطنية، هذا غير مقبول، نحن نعرف أن الفرنسيين دارسون الأخلاق ودبلوماسيون ويتكلمون بلغة جميلة، حتى لو كان المضمون قاس قليل، ولكن يحاولون أن يجمّلوه، لا أعرف ما الذي حصل يوم الأحد ليلاً، على كل حال، نحن منفتحون من أجل مصلحة بلدنا، الان في المرحلة الجديدة، من الطبيعي بعد الذي حصل أنه الان الكتل النيابية ستعود وتتكلم مع بعضها وتتشاور وتتواصل والفرنسيين يقولون أنهم "مكملين" بالمبادرة، جيد، ما هي الأفكار؟ وما هي الأسس الجديدة؟ أنا لن أطرح الان لا أفكاراً ولا حلولاً ولن أضع ضوابط ولا حدود بالنسبة لنا كحزب الله، لأن هذا الموضوع بحاجة إلى نقاش مع حلفائنا ومع أصدقائنا ولكن مفترض، الطبيعي أننا كلنا لا نيأس، المطلوب أن نعمل سوياً وأن نتفاهم سوياً، لا زلنا نصر على تعاون الجميع وتفاهم الجميع، وعلى الإيجابية بين الجميع، للعبور إلى مرحلة من السيء إلى الجيد، وليس من السيء إلى الاسوأ.
المقطع الاخير فقط كلمتان، لأنه من الواجب أن نقوله، في الأسابيع الماضية أيضاً جد جديد بالمنطقة الذي هو إلتحاق مملكة البحرين، دولة البحرين بقافلة التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة، يجب أن ننوه بموقف شعب البحرين، والشباب الذين خرجوا إلى الشوارع رغم القمع والمخاطر، العلماء الذين أنزلوا بياناً بأسمائهم الصريحة، وبلغة واضحة وشديدة وموجودون داخل البحرين، بقيادات البحرين وعلماء البحرين في الداخل والخارج وعلى رأسهم سماحة أية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله، الأحزاب والقوى والجمعيات السياسيّة والشخصيّات المختلفة، بعض النواب في مجلس النواب، طبعاً هذا موقف مشرّف، وهذا هو البحرين، وهذا هو شعب البحرين، والحكومة أو الملك أو الإدارة أو السلطة التي أخذت هذا القرار كلنا نعرف أن هذه السلطة لا تملك قرارها أساساً، يُتعاطى معها أنها ولاية من ولايات السعودية، رهاننا على الشعب البحريني هو الذي يفتح لنا رهاننا على كل الشعوب، طبعا كل التحية لشعب البحرين الصابر الشجاع العزيز المخلص الوفي الذي رغم جراحه ووجود أعداد كبيرة من شبابه في السجون وأعداد كبيرة من علمائه وقياداته ورموزه في السجون، لم يسكت، ولم يخف وعبّر عن الموقف بكل جرأة وبكل شجاعة وفتحوا صدورهم للرصاص وجهزوا أيديهم للإعتقال ولكنهم قالوا كلمة الحق مدوية في زمن الصمت والخيانة والسكوت والخنوع والخضوع، نحن نعيد ونقول رهاننا على الشعوب، يوجد مواقف مشرفة تخرج في أماكن في العالم العربي، الموقف التونسي الرسمي والشعبي، الموقف الجزائري الرسمي والشعبي، في أكثر من بلد، في أكثر من مكان، طبعاً اليوم نريد أن نناشد الشعب السوداني الذي نعرف تاريخه، تاريخ تضحياته وجهاده ونضاله ضد المستعمرين ومآسيه أن لا يسمح بتطويعه، لا بعنوان لوائح الإرهاب ولا بعنوان الوضع الإقتصادي، المطلوب من شعب السودان والاحزاب في السودان والنخب في السودان موقف، لأنه الظاهر أن أكثر دولة الآن مؤهلة أن تكون في الصف هي السودان، لكن بكل الأحوال، حتى لو طبعت الحكومات، هذا هم يرونه إنجاز عظيم، ليس هناك من شك أن هذه خسارة وأمر سيء، ولكن ليس هذا هو الاساس في المعادلة، رهاننا على الشعوب هو الأساس، حسنا، هذه كامب دايفيد عمرها أكثر من أربعين عاماً، أين الشعب المصري والتطبيع؟ الشعب الأردني والتطبيع؟ لا يوجد تطبيع، لا الشعب المصري ولا الشعب الاردني ذهب إلى التطبيع، حاكم الإمارات يقول "تعبنا من الحروب والتضحيات"، حبيبي أنت لم تحارب ولم تضحي، الذين ضحوا هم الفلسطينيون والمصريون واللبنانيون والأردنيون ، حسنا هذه الشعوب التي ضحت لم تذهب إلى التطبيع، وطالما أن هذا هو مزاج الشعوب وخيارات الشعوب وطالما أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه نحن لسنا قلقين من كل ما يجري في المنطقة، الذين طبعوا والذين هم يقفون الان في الصف خسروا آخرتهم حكماً، وستخيب حساباتهم الدنيويّة وسيكتشفون أنه حتى حساباتهم الدنيوية هي خاطئة ولن تدوم لهم ولن تبقى لهم، لم يعد هناك من متسع من الوقت لشرح هذه النقطة، سأكتفي بهذا المقدار ولكن المستقبل القريب سيؤكد هذا المعنى، يعطيكم العافية والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته.
بتوقيت بيروت