أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
اعتذر عن التأخير كم دقيقة انحشرنا بوقت الصلاة.ان شاء في المواعيد المقبلة نراعي هذا الامر .
بسم الله الرحمن الرحيم، قبل أن أدخل الى عنوان الحديث في هذه الليلة أود أن أتوقف عند بعض المناسبات كمدخل بإختصار ان شاء الله.
اولاً، نحن على أبواب ذكرى حرب تموز 2006 التي يسمّيها العدو الاسرائيلي بحرب لبنان الثانية، التي كانت حربا بكل ما للكلمة من معنى، نستذكر فيها التضحيات الجسام والانتصارات الكبرى والفشل الكبير للمشروع الامريكي الاسرائيلي في منطقتنا من بوابة لبنان وما كان يسمى بالشرق الاوسط الجديد.
احببت فقط ان اقول نحن على ابواب الذكرى، من 12 تموز الى 14 اب لدينا متسع من الوقت اذا مدّ الله سبحانه وتعالى في عمرنا، لنتحدث عن هذه الحرب، عن هذه المناسبة، لنتكلم مع عوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين والمضحيين والصابرين والداعميين والمنتصرين والمهزومين في هذه الحرب أيضا.
في الأيام القليلة المقبلة لدينا ذكرى أخرى في مواجهة الارهاب التكفيري الذي كان يسيطر على الجرود في منطقة البقاع. يتذكر اللبنانيون انه تم تحرير هذه الجرود على مرحلتين، المرحلة الاولى في مواجهة إرهابي جبهة النصرة، والمرحلة الثانية في مواجهة إرهابي تنظيم داعش. والمرحلة الاولى تم انجازها في شهر تموز في مثل الأيام القليلة القادمة.
المناسبة الثالثة التي أود ان الفت اليها هي الذكرى السنوية العاشرة لرحيل سماحة آية لله السيد محمد حسين فضل الله (رض) والذي كان لنا أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً بكل المراحل، كما كان لنا ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم. بعد عشرة أعوام ما زلنا نشعر أن روحه الزكية، هذا نفس النص الذي كان فيه بيان النعي قبل عشر سنوات، نشعر الآن أن روحه الزكية وكلمته الطيبة وابتسامته العطوفة وسيرته العطرة ومواقفه الصلبة بقيت فينا وستبقى هادياً ودليلاً ودافعاً قوياً متجدداً للعمل الدؤوب والجهاد المتواصل. انني في هذه المناسبة اعبّر من جديد عن تقدير حزب الله وعن احترامه ومحبته ومواساته لعائلة الراحل الكبير الشريفة والكريمة ولجميع محبيه وتلامذته ونحن منهم ولكل اللبنانيين ولكل المؤمنين والمسلمين في هذه الذكرى الأليمة.
النقطة الأخيرة في المقدمة، فقدنا في الايام القليلة الماضية عالما كبيرا ومحققا جليلا من سلالة العلماء والشهداء سماحة العلامة المرحوم الشيخ محمد جعفر شمس الدين تغمده لله برحمته الواسعة، والذي قدّم للاسلام والفكر الاسلامي والثقافة الاسلامية ولجيل الشباب والحوزات العلمية خدمات علمية وتربوية كبيرة، كما كان سنداً وضهراً للمقاومة في لبنان ومؤيداً وداعماً لها في جميع المراحل، وبذل جهوداً كبيرة الى حد المخاطرة الشخصية لجمع الصف ومواجهة الفتنة في الأيام الصعبة التي عاشت فيها بيئة المقاومة أصعب أيامها. انني ايضا بإسمي وباسم حزب الله أتقدم من عائلته الشريفة والكريمة فرداً فرداً بأحر التعازي ومشاعر المواساة لرحيله، واسأل الله تعالى ان يمن عليهم بالصبر والسلوان وان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته ويحشره مع احبائه واوليائه مع محمد وال بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين.
بالعناوين، لديّ ثلاث عناوين، العنوان الاول، أريد أن أتحدث قليلاً بالوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان ومحاولات المعالجة والتصدي، وهو الهم اليومي الذي يعيشه اللبنانيون على مدار الساعة، العنوان الثاني شق سياسي أيضاً يرتبط بلبنان، والعنوان الثالث شق سياسي يرتبط بالمنطقة .
بالعنوان الاول، في بداية العنوان الاول لا بد من تصويب الاموروالحركة بالاتجاه الصحيح. الوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون على المستوى المالي والاقتصادي والسياسي والمعيشي يحتاج الى عقول الجميع والى تعاون الجميع والى جهود الجميع والى الاخلاص ايضاً، ولذلك في ما كل سأعرضه أو أقوله، لا أريد أن أدخل في سجالات مع أحد، وانما سأحاول أن أكون ايجابيا ما استطعت. طبعاً عندما نتحدث او يتحدث اللبنانيون او بعض اللبنانيين عن مخاطر انهيار اقتصادي او مالي او مخاطر جوع، هذا لا يتهدد منطقة معينة في لبنان، لأن البعض للأسف يتحدث بهذه اللغة، او فئة معينة أو جماعة معينة، وانما يعني الجميع، وعندما يفكر أي لبناني، أي جماعة لبنانية تفكر في مقاربة هذا الوضع الخطير، يجب ان تقاربه بعقلية العمل للجميع وحمل هم جميع الفئات اللبنانية وجميع المناطق اللبنانية، وليس انا أريد أن اهتم بجماعتي ومنطقتي وحيي وكم ضيعة عندي وانتهى الامر، المقاربة تحتاج ان تكون مقاربة وطنية، وهذا الأمر لا يمكن ببساطة تفكيكه او تبسيطه بالشكل الذي يفكر فيه البعض، نحن بحاجة الى جهد وطني متكامل متواصل، وعندما يفكر أي واحد منا يجب أن يفكر بجميع اللبنانيين، بل أكثر من ذلك بجميع المقميين على الأرض اللبنانية، يعني اللاجئين الفلسطينيين، يعني النازحيين السوريين، المقمين غير اللبنانيين الموجودين في لبنان. في نهاية المطاف عندما تحصل انهيارات معينة أو مخاطر معينة، تداعياتها سوف تلحق بالجميع، هذه مسألة اساسية يجب ان تكون حاضرة في أي مقاربة، ومنطلق هذا، الأصل هو إنساني، أخلاقي، ديني، ديننا يأمرننا بذلك. وطني، وطنيتنا تأمرنا بذلك. بناء على هذه المقدمة انا قلت اننا نحتاج الى تصويب بعض الامور لنمشي الى المسار الصحيح. في اطار التصويب، موضوع التوجه شرقاً، عندما طرحنا هذا الموضوع، خصوصا في خطابات متعددة وخصوصا في الخطاب الأخير، أنا كنت واضح جداً، وقلت التوجه شرقاً لا يعني ان ندير ظهرنا للغربـ او أن ننقطع عن أحد، لا، وكنت واضحاً جداً عندما قلت يجب ان نكون منفتحين على كل العالم، وأي أحد في العالم وأي دولة في العالم، بإستثناء اسرائيل، وكان لدي الشجاعة أن أقول بالرغم أن أمريكا هي عدو في فكرنا وثقافتنا السياسية وواقعنا السياسي مع ذلك نحن لسنا عقبة أن تأتي امريكا لتساعد لبنان كأي دولة في العالم للخروج من أزمته أو المخاطر المعيشية.
اذن الحديث عن التوجه شرقاً لا يعني الانقطاع عن بقية العالم، بل على العكس، شرقاً، غرباً، شمالاً، جنوباً، أي دولة في هذا العالم، باستثناء الكيان الغاصب، أي دولة لديها استعداد هي أو شركاتها أو قطاعها الخاص، تأتي أو يأتي الى لبنان، ان يستثمر في لبنان، ان يعمل في لبنان، اي دولة أن تضع ودائع في البنك المركزي، أن تقدم مساعدات، أن تقدم قروضاً، ان تفتح خطوط اإتمانية، هذا الامر نحن منفتحون عليه. للأسف حاول البعض خلال الاسابيع الماضية ان يأخذ الموضوع الى مكان آخر، أنه نحن نريد أن نأخذ لبنان ليسطف في محور في مقابل محور. لم يتحدث أحد بهذا الكلام على الاطلا ق.على كل حال، نعود قليلاً ببعض الاشارات التفصيلية، البعض قال ان أمريكا والغرب بالنسبة له هي اوكسيجين ولا يستطيع ان يتخلى عن هذا الاوكسجين. نحن لم نطلب منكم ان تتخلوا عن هذا الاوكسجين، تنفسوه، لكن سؤالي اذا هنا قطعوا عنكم هذا الاوكسجين، ماذا تعمل؟ تموت ولا تفتش عن اوكسجين آخر لتبقى على قيد الحياة؟! نحن لا نريد ان نقطع أي أوكسجين عن أي أحد في لبنان على الاطلاق، ونضع كل اعتباراتنا العقائدية والأيديولوجية والجهادية والسياسية جانباً،بإستثاء الموضوع الاسرائيلي، أنا أقول: فليكن لبنان مفتوحاً ومنفتحاً على الجميع ليتمكن من العبور من هذه المرحلة الصعبة.
النقطة الثانية في موضوع التوجه شرقاً، خرج كثيرون لينظروا في البلد ويقولون أن هذا الطرح هدفه تغير وجه لبنان الحضاري، حقيقة أحيانا في بعض الطروحات او التعليقات والردود لا يجد الانسان سوى ان يضحك في التعقيب عليها، إن هذا هدفه تغيير وجه لبنان الحضاري، على أساس أن لبنان ليس في الشرق وهو في أمريكا اللاتينية أو الشمال- لبنان هو جزء من الشرق- بكل الاحول، او تغيير هوية نظامه الاقتصادي. لم يطرح أحد هذا الأمر. إذا ذهبنا مثلاً وقلنا أن الصين تأتي إلى لبنان، تستثمر، تلتزم مشاريع من دون أن تأخذ الآن أموالاً من الدولة اللبنانية، يعني على طريقة الb o t أو ما شاكل، وبشروط متفاهم عليها مع الحكومة اللبنانية، نكون نريد أن نعمل النظام اللبناني نظاماً شيوعياً، أو نود تحويل النظام الاقتصادي في لبنان إلى نظام اشتراكي!؟ هذا كلام أصلاً للتشكيك وللتعطيل ليس أكثر ولا يستند إلى أي منطق.
أيضا النقطة الثالثة بنفس الحديث نحو التوجه شرقا موضوع إيران، أيضا أنا سمعت بعض الشخصيات يقول أنه هم يريدون أن يحولوا لبنان إلى النموذج الإيراني. نحن لم نتحدث بهذا ولم نقول أننا نود المجيئ بالنموذج الإيراني. هناك واحد يأتي ويقول للبنانيين، أيها الشعب اللبناني ليكون هناك فرصة لدينا صديق اسمه إيران، نستطيع أن نتحدث مع الإيرانيين، نقول لهم "بيعونا" بنزين ومازوت وفيول ومشتقات نفطية بالليرة اللبنانية، نحن نطلب منهم مساعدتنا، نطلب منهم أن يتكرّموا علينا، وإلا هم محتاجون للعملة الصعبة، هم يحتاجون للدولار ولليورو.عندما يقبل الإيراني ان يبيع للبناني بنزين، ومازوت، وفيول ومشتقات نفطية بالليرة اللبنانية، هو يقدم تضحية كبيرة، أيضا هذا ما علاقته بأننا نريد تطبيق النموذج الإيراني والنموذج الاقتصادي الإيراني، أصلاً ما هي علاقة هذا الموضوع بذاك لموضوع. "مثل أن لبنان يسكن في جوار البحر الأبيض المتوسط إذاً البرازيل موجودة"، ما هي علاقة هذا بذاك، سوى محاولة التخويف والترهيب والتشكيك.
مع العلم انه بهذا الموضوع نحن ليس لدينا مشكلة، نحن الدول الصديقة أو التي لدينا علاقة معها في العالم هي قليلة العدد، نحن نقبل اذهبوا إلى اصدقائكم واجلبوا من عندهم بنزين ومازوت وفيول ونفط وبتروكيميائيات ومواد غذائية أيضا وبالليرة اللبنانية ولن نخاف نحن ولن نتهمكم بأنكم تأتوا بنموذجهم إن كان لديهم نموذج إلى لبنان.هذا من جهة ومن جهة ثانية، أصلاً يمكنكم أن تطمئنوا بالكم، إنه إذا كان هناك أحد قلق بهذه النقطة ان لبنان أصلا غير مؤهل لا يملك عناصر النموذج الايراني، مثلاً النموذج الإيراني هو ليس أمراً سيئاً ومخيفاً او مرعباً او علاماته متدنية بالعكس، بين هلالين ولو أخذ الموضوع بعض الدقائق، النموذج الاقتصادي الإيراني جعل إيران 40 سنة تصمد وتعيش في ظل الحروب والحصار والعقوبات الشاملة. إيران تأكل ما تزرع, لديها بشكل عام شبه اكتفاء ذاتي في المواد الزراعية، صناعاتها صناعات متقدمة، الصناعات العسكرية، لديها صناعات متطورة جدا، النموذج الإيراني اود التذكير قبل عدة أشهر أرسل قمر صناعي إلى السماء، النموذج الإيراني لديه اكتفاء ذاتي بالبنزين، وبالمازوت، والفيول والكهرباء ويبيع كهرباء لدول الجوار ويبيع وقوداً لدول الجوار، ويصنع فوق ال90 بالمئة من حاجاته الدوائية، ويبيع الدواء لدول الجوار. إذاً هذا النموذج يعطي هذه النتائج، لماذا أنتم تخافون منه؟ مع ذلك وحتى لا نطيل كثيراً بهذه النقطة، لبنان لا يملك، لا عناصر، ولا مؤهلات، ولا مكونات، ولا ظروف النموذج الإيراني، هذا موضوع لا داعي لاثارته، كونوا مطمئنين.
إذا الإخوة في إيران مدوا يد المساعدة إلى اخوانهم في لبنان بشكل من الأشكال، وهذا يجب أن يكون موضعاً للاحترام وللتقدير، وليس نقطة للتخويف أو للتشكيك.
إيران صمدت 40 سنة تحت العقوبات وما زالت. نعم لديهم مشكلة بالعملة الصعبة نتيجة أن العالم مرتبط بالدولار وبنيويورك وبأمريكا وبهذه العملية، وهذه كل مشكلة العالم اليوم، وهي آخر ما تبقى بعد القوة العسكرية من قوة الولايات المتحدة الأمريكية، تمسك الدولار وتعمل بالعقوبات المالية والاقتصادية، عندهم صعوبات ولكن بالنظر لكل المخاطر والتهديدات التي واجهوها 40 سنة صمدوا.لا توجد دول تصمد 40 سنة مهما كان نموذجها الاقتصادي لو عاشت ما عاشته إيران من حروب وعقوبات وحصار وما شاكل. فهذا لبنان تعرض لبعض العقوبات وبعض التهديد والتخويف، فهرع جزء من الناس والقوى السياسية وهو مستعجل على الاستسلام والخضوع والتخلي عن كل شيئ.
على كل، قلنا لا نود افتعال سجالات، لكن بالحقيقة أود أن أطمئن لا أحد يريد أن يكرر النموذج الإيراني في لبنان بالموضوع الاقتصادي، ولا يريد أحد تغيير وجه لبنان الحضاري، ولا نريد تحويل النظام الاقتصادي إلى نظام شيوعي او نظام اشتراكي ولا شيئاً من هذا. التوجه شرقا يعني إذا الغرب، فرنسا تريد تجميد سيدر وأمريكا تفرض عقوبات وتقطع الطريق على أي مساعدة للبنان والدول العربية على اختلاف الأسباب المطروحة، حسناً هل نجلس ننتظر؟ هذه كل فكرة التوجه شرقاً، إذا الصين، إيران، العراق، أي أحد، روسيا إن كانت جاهزة ويجب أن تحصل حركة بهذا الموضوع، نحن لا نتحدث عن دولة معينة في الشرق، أي دولة في الشرق، أي دولة في الغرب، أي دولة في الشمال أو الجنوب، أي دولة في العالم لديها استعداد لمساعدة لبنان يجب أن ننفتح عليها، يجب أن ينفتح لبنان عليها ويجب ان يتواصل معها ويسعى ويناقش ويدق بابها إذا لم تأت هي هو يدق الباب، يبحث عن فرص، هذا بالبداية من أجل تصويب الأمور.
نأتي إلى ما نحن فيه اليوم، عندما نود أن نقارب الأزمة الاقتصادية والمعيشية والمالية والنقدية وكل هذه الأمور التي تشغل اللبنانيين في مستويين، هذا النوع من الموضوعات يجب أن نتحدث بها والناس تواكب، ونصبح جميعا لدينا معرفة وثقافة ووعي حتى نستطيع ان نكون سويا ونواجه هذا التحدي، هذا التهديد، هذه المخاطر.
مثلما اللبنانيين ما شاء الله لديهم وعي سياسي وثقافة سياسية، كثر منهم لديهم وعي وثقافة بالموضوع الاقتصادي والمالي، لكن يجب ان نعمّم هذه الثقافة حتى نستطيع جميعاّ ان نواكب ونحمل المسؤوليات أيضا.
هناك مستويان: المستوى الأول عندما نتحدث عن إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والوصول إلى مرحلة التعافي الاقتصادي والاستقرار هذا عنوان ضخم وكبير لأنه هنا لدينا 80 مليار دولار دين إلى مئة مليار، لا اعرف كم وصلوا، لدينا أزمات اقتصادية عميقة، هناك نقاش بالسياسات الاقتصادية القديمة والحالية، هذا موضوع كبير طبعا يحتاج للدولة بكل مؤسساتها، ويحتاج لمجتمع، وربما بحاجة لمساعدة خارجية هذا عنوان. ونحن لا نتحدث عن العنوان الأول وهذا له مساره ويجب ان يسير على كل حال.
العنوان الثاني أو المستوى الثاني أنه هناك مخاطر انهيار اقتصادي ومالي، كيف نمنع الانهيار. هناك مخاطر جوع كيف نمنع الجوع بما للانهيار المالي والاقتصادي والجوع من تداعيات اجتماعية وأمنية وا وا الخ، على الشعب اللبناني وعلى مختلف المقيمين في لبنان.
المستوى الثاني هو الذي نتحدث عنه، كيف نمنع الانهيار؟ كيف نمنع الجوع؟ هذا العنوان هو الذي يجب أن نضعه هدفنا جميعا، لنقول كيف يمكننا تحقيقه؟
طبعا إذا استطعنا تحقيقه يكون البلد صمد، الدولة، الحكومة، مؤسسات الدولة، الجيش، الشعب اللبناني، القوى الأمنية، يكون البلد صمد يستطيع ان يبني على هذا الصمود وعلى هذه التجربة حتى يكمل مساره باتجاه معالجة المستوى الأول وهو الخروج من الأزمة الاقتصادية بشكل عام.
إذا اليوم وما ساتحدث به عدة نقاط له علاقة بالمستوى الثاني.
عندما نأتي للمستوى الثاني اليوم، أول ما ندعو إليه نحن يجب أن لا نختار طريقاً واحداً ونقف عليه. مثلا من بداية هذه الأزمة الأخيرة، قيل صندوق النقد الدولي، قلنا لا مشكلة اذهبوا لصندوق النقد، تفاوضوا، يتفاوض اللبنانيون مع صندوق النقد الدولي، لكن لا يجوز أن نجلس وننتظر ولا نسلك طريق ثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً ونبحث عن حلول وعن مخارج وعن أبواب وعن خيارات أخرى وننتظر نتائج صندوق النقد الدولي.
ربما هذه المفاوضات لم توصل لنتيجة بستة أشهر أو سنة، ماذا نفعل بهذه الستة أشهر والسنة؟ ربما بعد ستة أشهر أو سنة فشلت المفاوضات والحكومة اللبنانية أو لبنان الرسمي وجد ان هذه الشروط غير مناسبة ولا يمكن تطبيقها، بعد سنة نجلس ونبحث عن خيارات أخرى!؟ الصحيح أن هذا المسار لا نعطله، مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي، لكن يجب أن نفتح كل المسارات الممكنة التي توصل إلى هدف اسمه منع الانهيار ومنع السقوط ومنع الجوع. وعلى هذا الأساس نحن تحدثنا بمجموعة أفكار وجاء موضوع التوجه شرقا أيضا بالمنهجية العامة. هذه نقطة، ونقطة أخرى انه عموما نحن اللبنانيين لا يجب أن يكون لدينا حالة من الاستسلام أو اليأس "خلص أمريكا ضاغطة وخانقة وممنوع أحد أن يفعل شيئ" لا، ولا يجوز ان يحكم الأداء العام الانتظار السلبي. نجلس وننتظر حتى نرى صندوق النقد الدولي ما الذي سيصدر؟ هل أمريكا ستعف عن لبنان أو لن تعف عن لبنان؟ وما التطورات التي قد تحصل بالمنطقة؟ لكن نحن لسنا فاعلين، نحن منتظرون سلبيون. هذا خطأ، يجب على كل اللبنانيين، الدولة والشعب، وسأتحدث عن الشعب، الدولة والشعب كلنا يجب أن نكون فعّالين مثلما قلنا لا نجلس في بيوتنا ونكون منتظرين، بل بالعكس نتحرك، أي مسار يمكننا أن نفتحه يجب أن نذهب ونفتحه. أي طريق يمكننا السير به يمكن ان يوصلنا لنتيجة حتى لو لم يكن أكيداً لكن هناك احتمال ان يوصلنا لنتيجة يجب أن نيسير بهذا الطريق ويجب ان ندق كل الأبواب حتى نصل للنتيجة الممكنة.
طبعا أيضا بالمنهجية اليوم اللبنانيون أو الشعب اللبناني أو الدولة اللبنانية يعيشون تهديداً، تهديد الانهيار والسقوط والجوع، هذا أخطر تهديد يمكن ان يواجه شعباً أو دولة. هل نستسلم للتهديد؟ أو يجب ان نحوّل التهديد إلى فرصة. أنا أقول للبنانيين جميعاّ: نحن قادرون كلبنانيين دولة وشعباً، هنا لن نتحدث عن المعادلة الثلاثية، هنا تحتاج لمعادلة مختلفة جديدة، دولة وشعباً نحن قادرون أن نحول التهديد إلى فرصة، بل على العكس، هذا التهديد يمكن أن يكون مناسبة، يمكن أن يكون مناسبة للقيام بخطوات مهمة جداً، ليس فقط قادرة على انقاذ لبنان، بل قادرة على وضعه على الطريق الصحيح باتجاه الثبات والقوة والاستقرار الاقتصادي والخروج من تراكم سياسات خاطئة سابقة.
سأقول كيف، التعاطي بذهنية الأمل، الثقة بقدرتنا على النهوض والقدرة على تحويل التهديد إلى فرص ليس اليأس، ولا الاستسلام، ليس الخنوع وليس الخضوع، ليس أننا غير قادرين على فعل شيئ، لا، نستطيع أن نفعل الكثير.
عندما نأتي مثلا لبعض الخيارات/ العنوان العريض هو تحريك عجلة الاقتصاد، ونأتي لاحقا لموضوع الانتاج وبالخصوص الانتاج الزراعي والصناعي وسأوليهما اهتماماً خاصاً بالحديث.
عندما تحدثنا عن موضوع الصين، الصين قيل لنا وللحكومة اللبنانية وليس فقط لنا أنه نعم الشركات الصينية الكبرى حاضرة أن تأتِ وأن تستثمر في لبنان بمليارات الدولارات، لن أدخل في الأرقام، قل 10 و11و9 و3، بمليارات الدولارات، من الطبيعي جداً أن يُبادر لبنان وليس أن ينتظر لأن الصينيين لم يأتوا إلينا ليتكلموا معنا، لم يبعثوا لنا ولم يقولوا لنا، هم يجب أن يبعثوا لنا وهم يجب أن يقولوا لنا، أنت ترى أن البلد في دائرة التهديد وفي دائرة الخطر، أنت يجب أن تُبادر كمسؤول مثلما فعلاً عمل رئيس الحكومة مشكوراً، أنت يجب أن تُبادر كمسؤول وتقول إلى الصينب: تفضل، أنت جاهز؟ ماذا لديك من إمكانيات؟ ما هي شروطك؟ هل نقدر أن نحملها أم لا نقدر أن نحملها؟ ما هي مصلحتك وكصلحتنا وتبعات هذا العمل؟ نذهب إلى هذا الخيار لنشتغل عليه، وليس أن نقعد ننتظر أو نقعد نُشكك مثلما عمل بعض اللبنانيين، طلع بعض اللبنانيين ليقولوا: لا، أصلاً أن الصين ليست مستعدة وليست لديها الرغبة ولا تريد الإستثمار في لبنان ومنكفئة عن لبنان، والصين لن تعمل مشكل مع أميركا من أجل لبنان، يا أخي على مهلك،قاعدين نختلف، أصلاً الجماعة موجودين ليتكلم معهم لبنان ونقطع الشك باليقين وانتهينا، خلصنا من خلال التواصل، لماذا توجد ديبلوماسية ووزارة خارجية وحكومة وناس معنيين بإدارة الشأن الإقتصادي؟ وليس القوى السياسية وليس حزب الله والحزب الفلاني والحركة والتيار وفلان يريد أن يذهب إلى الصين ليتكلم مع الصين، الدولة اللبنانية يجب أن تتكلم مع الصين، وليس نحن لا وسيط ولا جهة معنية بهذا الموضوع، فعلاً عندما طُرح الموضوع الصيني لأقول لكم مدى فعالية هذا الطرح، وجدنا رد الفعل الأميركي الغاضب، من بومبيو إلى شينكر إلى بعض المعاونين في وزارة الخارجية الأميركية إلى السفيرة الأميركية الموجودة في لبنان، وطلعوا يحكوا أن الشركات الصينية والصين ويُناقشون بالمستوى التكنولوجي والتقني التي للشركات الصينية والشروط التي لها، وأن الصين إذا أتت شركاتها إلى لبنان سوف يتجسسوا على لبنان، على أساس أن ال "سي آي إيه" لا تتجسس على لبنان، وإذا حصل خلل في الإلتزامات المالية يُصادرون أصول تابعة للدولة ، وأخذوا يحكوا بالمخاوف، هذا دليل أن هذا خيار مفيد وجدي، ولماذا إلى هذا الحد سوف ينفعل الأمريكان؟ ولماذا إلى هذا الحد يريدون أن يشنوا حملة مكشوفة وواضحة؟ لم يأتوا ويلجأوا إلى بعض حلفائهم وأصدقائهم أو أدواتهم في لبنان ليشنوا حملة شعواء على الخيار الصيني إذا أردنا أن نُسميه، هم مباشرةً من أجل أن يُخوفوا اللبنانيين ويقولوا لهم إذا اقتربتم من الصين يا ويلكم ويا تعسكم ويا لا أعرف ماذا.. لكن هذا دليل على ماذا؟ دليل نعم هذا باب فُتح، هذا باب يُخرج لبنان من الحصار والخناق الأميركي الذي سوف أتكلم عنه بعد قليل وأؤكد عليه، إذاً بالصيني هذا فُتح باب، والآن الحكومة اللبنانية تتواصل مع الصين، تبعث وفد أو يأتي وفد من الصين، ويحدث نقاش مباشر وليس من خلال وسائل الإعلام.
هذا واحد، اثنين: عندما تكلمنا بالموضوع العراقي، الحمدلله مشكورين الإخوان العراقيين، أتى وزراء من الحكومة العراقية وإلتقوا مع المسؤولين اللبنانيين، مع رئيس الحكومة ومع الوزراء المختصين، وكان يوجد أجواء إيجابية انعكست في وسائل الإعلام، هذا الموضوع إذا تم متابعته، أرجع أؤكد العراق فرصة عظيمة جداً للبنان، بلد مفتوح وبلد صديق وبلد محب، العلاقة بين العراق ولبنان كبلدين وشعبين علاقة ممتازة، وبلد كبير جداً ومقتدر على المستوى الإقتصادي، موضوع الإنتاج والتسويق الزراعي، الإنتاج الزراعي والإنتاج الصناعي والسياحة الطبية والسياحة الدينية المتبادلة، كلها أبواب من الممكن أن تُفتح وتأتي بأموال إلى البلد وتعطي فرص عمل وتُحيي قطاعات، ونريد أن نظل قاعدين وناطرين؟ والآن طلع من يقول أنه على مهلكم هذا الموضوع يمكن أن لا يضبط لأن الأمريكان إذا ضغطوا على الحكومة العراقية فإنه لن يحصل شيء، يعني نقعد ونستسلم ونيأس أو لا المطلوب أنه مثلما أتى وفد عراقي الحكومة اللبنانية تعمل معروف تبعث وفد لبنان وتُكمل هذه المباحثات وهذه المفاوضات ونصل إلى نتيجة، أيضاً هذا يفتح باب.
هذين الطرحين تكلمنا عنهما إلى الآن، " طيب عال كتر خير الله" أنه توجد أبواب تُفتح وتوجد بدايات حديث، النقطة الثالثة التي تكلمنا عنها، يعني نتكلم بهذه النقاط لنبني عليها ونُكمّل، التي تكلمنا عنها هي موضوع الفكرة التي طرحناها هي قصة أن المصرف المركزي مضطر أن يدفع مليارات الدولارات، لأنه في لبنان توجد مشكلة أرقام لن أقول أرقام، لكن توجد مليارات الدولارات لتغطية حاجة لبنان من المشتقات النفطية، إذا أتينا وقلنا إلى الإخوان في إيران: بيعونا بنزين ونفط وغاز ومشتقات نفطية ومازوت وما شاكل... بالليرة اللبنانية، هذا كم يُوفر عملة صعبة على البنك المركزي؟ كم يعمل حركة جيدة؟ وهذا المبلغ إذا توفر على البنك المركزي يقدر ساعتها يعطيه إلى البنوك ليحلوا مشاكل المودعين، هذا الطرح له بركات كبيرة جداً، الآن لن أتكلم عنها، لأن إذا تكلمت عنها سوف يُفهم أنه في سياق الضغط على اللبنانيين، طيب هذا الرد، أنا لا أريد أن أسبق الإخوان في إيران ، في النهاية وفي اللحظة المناسبة هم يُعلنون الموقف الرسمي، لكن أنا أقدر أقول إلى اللبنانيين: أنا أضمن لكم ماذا؟ أنا ضامنٌ لكم هذا، نحن على كل حال بدأنا نقاش وعرضنا على المسؤولين اللبنانيين ، ويوجد نقاش هادىء، لنرى هذا الموضوع بعيداً عن الإعلام وعن الشروحات الإعلامية والتعبئة الإعلامية، لنرى هذا الخيار إلى أين يمكن أن يوصل، ولكن هذا الخيار له بركات كبيرة جداً على موجودات المصرف المركزي اللبناني وعلى البنوك وعلى المودعين وعلى الزراعة وعلى الصناعة وعلى معامل الكهرباء وعلى الكهرباء وعلى موتورات الكهرباء وعلى قيمة العملة الوطنية وعلى الميزان التجاري، هذا تفصيله يأتي لاحقاً، لكن هذا المسار الآن سائر، طبعاً حدّوا كما تريدون، يوجد تشكيك ويوجد تهبيط حيطان ويوجد تخويف، مثل الكلام الذي بدأت بنقاشه منذ البداية، لكن هذا يجوزنا أن نتوقف، ما هي النتيجة التي سوف نصل إليها؟ لا أعرف، لكن نحن علينا أن نسعى، حتى يكون ضميرنا مرتاح مثلما نقول: نحن بريئين الذمة بيننا وبين الله وبيننا وبين أنفسنا وبين شعبنا، أنه نعم هذا خيار يمكن أن يُخفف الكثير عن اللبنانيين، ويمكن أن يُساهم بإرتفاع عملتهم الوطنية، ويمكن ويمكن ويمكن... كنا قادرين أن نمشي فيه فلماذا لم نمش فيه؟ نحن نمشي فيه، لنرى النتيجة التي سوف نصل إليها.
في نفس السياق، الحكومة اللبنانية تُبادر، تتصل مع هذه الدولة وتلك الدولة، والآن يبدو أنه يوجد شيء من هذا النوع، وليقولوا لا، لكن في الحد الأدنى لنسعى ولنبذل جهد، لنقول بذلنا هنا ورأينا الباب مقفل وهنا الباب مقفل وهنا الباب مقفل وهنا الباب مفتوح، نذهب إلى الباب المفتوح، طبعاً فائدة هذه المنهجية في العمل أنا أقول لكم ما هي: عندما يُفتح الباب الصيني والباب العراقي والباب الإيراني، وحتى موضوع سوريا لا يجوز أن يبق بالطريقة أن البلد كله مستسلم لقانون قيصر، يوجد باب للإستثناءات ويوجد باب في ثغرات في القانون، بل يجب عدم الإستسلام لهذا القانون.
في كل الأحوال، هذه المنهجية وهذه الطريقة في العمل ماذا تعني؟ تعني أنه يوجد حراك بإتجاه مواجهة الجوع والإنهيار، تعطي أمل للبنانيين ، أي أنه ليس كلنا عاجزين ومستسلمين، وفي نفس الوقت تبعث برسالة قوية، وسوف أختم فيها في الشق السياسي، تبعث برسالة قوية إلى الأميركي وغير الأميركي، من يريد أن يُحاصر لبنان ويخنق لبنان، أنه كلا لبنان لديه خيارات ولديه مسارات ولديه بوابات أخرى وأنتم لن تستطيعوا أن تُحاصروه أو تخنقوه أو تُجوعوه أو تُسقطوه، من أجل أيضاً أن ييأس هو، ييأس مبكرااً، لا تجعله يُطوّل كي ييأس، هذه هي أهمية هذا المنهج.
بناءً عليه، الشيء الذي أريد أن أدخل عليه اليوم، أنه نحن في لبنان واحدة من الخيارات الموجودة أمامنا، لا أقول هذا بالحد الكامل بالنهاية اتفقنا منذ البداية أنه ليس لدينا طريق واحد وليس لدينا خيار واحد، في لبنان خلال عقود من الزمن السياسات الإقتصادية في البلد ضمن رؤية معينة، الآن لن أنتقد ولن أُخطأ ولن أُصوّب حتى لا أدخل في سجال مع أحد ويعتبر أنني أُسيء إلى أحد، أبداً، بل أُوصّف ركز على دور للبنان ضمن تصور أنه المنطقة ذاهبة إلى ما يُسمى بالسلام، عُمل لبنان بلد خدمات، وصار تركيز كبير فيه على القطاع المصرفي وعُمل على تقويته إلى ما شاء الله، القطاع السياحي يعني توسيعات المطار ويعني الميناء والموانىء ويعني الأوتوسترادات ويعني الأوتوستراد العربي ويعني كل شيء له علاقة بالأوتوسترادات، ويعني الفنادق ويعني ويعني... بلد خدمات.
عملياً، هذه السياسة كانت ضمن رؤية ، رؤية صح أو غلط هنا يصير نقاش آخر، ضمن الرؤية نتيجة هذه السياسة ماذا حصل؟ لدينا قطاعين ضُربا، مع العلم أن هذين القطاعين بقيا صامدين بالرغم من كل الظروف التي مر بها لبنان قبل الحرب الأهلية ومع الحرب الأهلية وبعد إجتياح 82 إلى التسعينيات كانا لا يزالان هذين القطاعين صامدين، أي القطاع الزراعي والقطاع الصناعي.
عملياً، السياسات التي اتبعت أدت إلى إنهيار هذين القطاعين، لعدة أسباب، الناس يعرفونها لكن يُوصفونها هكذا، أنه مثلاً عندما تأتي إلى القطاع الزراعي الحماية لا توجد ودعم المُزارِع لا يوجد وميزانية وزارعة الزراعة شيء لا يُذكر، ميزانية إدارية إن صح التعبير بالأعم الأغلب هكذا، تمويل مشاريع زراعية وإستثمارات زراعية لا توجد، تخفيف، هذا طبعاً يزيد من كلفة الإنتاج، مساعدة المزارعين كي يَخف عنهم كلفة الإنتاج لا يوجد فتصبح كلفة الإنتاج عالية، عندما تصبح كلفة الإنتاج عالية يصبح تسويق هذا المنتج الزراعي بالسوق اللبناني أو الأسواق الخارجية لا يوجد له محل، لأن المنتجات الزراعية الأخرى أرخص ، ولا تُصبح لديه قدرة على المنافسة، فيضطر المزارعون مثلما كنا نراهم في السنوات الماضية عندما يأتي الموسم يحملوا الخضراوات والفواكه التي لهم ويقومون بإلقائها في الشارع، إذا أحد لديه بعض الأموال كي يأتي يستثمر في القطاع الزراعي، عندما تكون النسب التي صار يعطيها البنك المركزي أو البنوك على الودائع عالية، ينظر الواحد الربح الذي سوف يَجنيه من الإستثمار الزراعي أو الصناعي هو مثلاً 5% أو 10% أكثر قليلاً أو أقل قليلاً، وهو واضع أمواله في البنك وواضع رجل على رجل وقاعد تحت المكيف يأخذ أكثر منها( فوائد)، عملياً هذه السياسة حتى لا أُفصّل أكثر من هكذا تضرّر القطاع الزراعي وتضرّر القطاع الصناعي، ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وأصبحنا بلد مستهلك، نحن بلد يستهلك كل شيء، كل شيء، حتى المواد الغذائية الأساسية نتستوردها من الخارج، أبسط المصنوعات نستوردها من الخارج، بلد مستهلك بشكل شبه كامل.
أتى اليوم، هذا نُسميه الآن شعرنا بهذا الخطأ وبهذا الخطر وبهذا الفراغ، طيب أمام التهديد نستطيع اليوم أن نٌحوّل هذا إلى فرصة، ونُعالج هذه المشكلة، لأنه كلنا، كل الشعب اللبناني، مضغوط وخائف من الإنهيار ومن السقوط ومن الجوع، إلى أين نريد أن نذهب؟ نذهب إلى التحول إلى بلد منتج، بلد منتج، اليوم أياً يكن الوضع الإقتصادي الدولي والعالمي، لأنه الآن لا يوجد شيء مفهوم بعد كورونا، إلى الآن معالمه ليست واضحة، أو الإقتصاد الإقليمي أو أوضاع العمولات أو حتى نفس الإقتصاد الأميركي، أو الأوضاع الإقتصادية الدولية أو الإقليمية أو المنطقة، سلم أو حرب أو توترأو هدوء، أياً كان الوضع وأياً كانت الظروف، من شروط الحياة الكريمة والعزيزة لأي شعب أن يكون شعباً منتجاً، يا عمي هذه من البديهيات، وهذه من شروط الحياة البديهية، هل تستطيع أن تعيش من دون أوكسجين؟ هل تستطيع أن تعيش من دون ماء؟ الزراعة والصناعة بالنسبة إلى أي شعب مثل الأوكسجين ومثلل الماء، نحن كان مطلوباً منا في السياسات القديمة أن نعيش في أوكسجين مستورد وفي ماء مستورد، يعني من باب التشبيه، يعني زراعتنا وصناعتنا توضع جانباً، وكل ما نلبس ونستخدم ونأكل ونشرب يجب أن يأت من الخارج، طيب اليوم نستطيع أن نُغير المعادلة، تغيير المعادلة أن نذهب إلى الإنتاج، هنا توجد مسؤولية للدولة اللبنانية، مجلس الوزراء ومجلس النواب ومسؤولي الرؤساء، وتوجد مسؤولية على الشعب، طبعاً على خط الدولة يجب علينا كلنا أن نشتغل، ما هو المطلوب من الدولة اللبنانية لإحياء القطاعين الزراعي والصناعي كي لا يبقى خطابات وشعارات وآمال وأماني وكلام وأشعار جميلة كلا، يجب على جميع القوى السياسية والكتل النيابية والحكومة والمسؤولين جميعاً أن ندرس هذا المشروع وكيف يُترجم، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها لإحياء القطاعين الزراعي والصناعي حتى لا يجوع البلد ويقف على قدميه فلا يقع، الشعب اللبناني ايضاً لديه مسؤولية وليس فقط متلقي، هو جزء كبير في هذه المعركة وعامل أساسي في هذه المعركة، ما يعني بتعبير آخر يجب أن نقوم بالزراعة والصناعة، في الزراعة نمتلك ما شاء الله من الأراضي، أراضٍ شاسعة وواسعة، حتى نسبة الأراضي التي تضم بنيان في لبنان نسبة لمساحة لبنان لدينا مساحات شاسعة جداً، طقس لبنان مناسب، طبيعته مناسبة، انهر ما شاءالله، الأنهر هذه السنوات ممتازة، الينابيع ممتازة، مياه الأنهر لدينا تصُب هدراً في البحر المتوسط، لدينا أراضي صالحة للزراعة، إستصلاح الأراضي من أجل الزراعة ليست عملية صعبة ومعقدة، حسناً إذاً كل الإمكانات متاحة، ماذا نحتاج؟ نحتاج إلى قرار! نحتاج إلى إرادة ونذهب إلى العمل. بهذا الموضوع لنقدرعلى سبيل المثال إذا أخذنا القطاع الزراعي ونقارب على أساسه الموضوع الصناعي، ماذا نحتاج؟ أولاً، أن تقتنع الناس بخيار الزراعة، ثانياً، الحافزية والإرادة والقرار، ثالثا، الذهاب الى الأرض وزراعتها، وهنا علينا أن نتساعد كلبنانيين دولة وشعب وأحزاب وقوى وتعاونيات وتجار ووو كيف يستطيع هؤلاء الناس أن يزرعوا ونخفف عنهم كلفة الإنتاج، وإذا زرعوا وأنتجوا كيف يجب أن نساعدهم على تصريف الإنتاج في الأسواق المحلية والخارجية، هذه العملية الكاملة يجب أن نتعاون عليها جميعاً، نفس الأمر في ما يتعلق بالصناعة كالزراعة، نحتاج الى توجيه وإرشاد، ماذا يجب أن يُزرع وبأي كميات، وبعد أن يتساعدوا الناس في الزراعة يتم تصريف هذه المنتوجات لشركات وتجار ومؤسسات وتعاون جماعي وتأمين أسواق وتسلُك الحركة، نفس الأمر يسري على الصناعة، ممكن بدايةً التوجّه نحو الصناعات اليدوية، أو ذات الطابع الغذائي لأننا نريد أن نواجه الجوع، وكلفته غير مرتفعة ويمكننا التعاون فيه، هذا المسار المطلوب الآن.
أنا اليوم ما أريد أن أقوله بالنسبة لحزب الله، أنا لا أتكلم بإسم الحكومة اللبنانية ولا شيء، انا أتكلم بإسم حزب الله، نحن كحزب الله ندعوا اللبنانيين إلى خوض معركة إحياء القطاعين الزراعي والصناعي، إلى نهضة زراعية وصناعية كشرط ضروري للصّمود ومواجهة الجوع والبقاء على قيد الحياة بكرامة، هذا العنوان العريض، ثانياً، أريد أن أقول نحن حزب الله أخذنا قرار رغم أننا في السابق لم نكن نعمل هكذا، هذا الموضوع كان جزء من أحدَ عشرات الإهتمامات لدينا، على أساس لدينا أولوية المقاومة ولا زالت كذلك، ولدينا ساحات والعمل السياسي ومجموعة أعمال أخرى ولدينا نشاط في البُعد الزراعي والحِرَفي والمساعدات الإجتماعية والطبية ضمن حدود معيّنة، لكن كلا، اليوم نحن اتخذنا قرار ونقول هذه اليوم معركة لبنان، كما أن معركة المقاومة العسكرية لتحرير الأرض معركة لبنان وشعب لبنان وإن كان قد تخلّف عنها البعض، وكما أنّ المعركة في مواجهة الإرهاب التكفيري هي معركة لبنان وشعب لبنان وتخلّف عنها البعض، في مواجهة الإنهيار والجوع قطعاً هي معركة لبنان وشعب لبنان وكل مقيم على الأرض اللبنانية ولا يجوز أن يتخلّف عنها أحد، ولذلك نحن سنحضر فيها بقوّة، كل حزب الله على نفس الطريقة السّابقة، ليس فقط جهاز معيّن أو وحدة معيّنة أو مؤسّسة معيّنة، انا اليوم أريد أن أُعلن أننا نحن إتخذنا قرار كلّ حزب الله بكل ما لديه من قدرات بشرية ومادية وعلاقات وصداقات وتحالفات ووو سيكون في قلب هذه المواجهة وفي قلب هذا التحدي وفي قلب هذه المعركة ونريد أن نتعاون مع الجميع، في الكورونا عندما تعاون كل اللبنانيين ونحن حضرنا بقوّة، لكن عندما تعاونوا كل اللبنانيين شاهدنا أن وضع بلدنا ما زال معقولاً وإن كان يحتاج الى إعادة تأكيد وتشديد، هذه أيضاً نقطة. أيضاً في هذا السّياق، مثلما أريد أن اتوجّه لكل اللبنانيين أريد أن أتوجّه إلى جمهور المقاومة بشكل خاص لأقول لهم، نحن خلال كل العقود والسنوات الماضية بنينا على شعار يقول "حيث يجب أن نكون سنكون" وحيث وجبَ أن نكون كنَا وأنجزنا وانتصرنا وحققنا وكنّا الأعلى، في معركة المقاومة والتحرير هكذا حصل، وفي مواجهة كل الموجة الإرهابية والتكفيرية هكذا حصل، وفي وجه المشاريع التي أُريدَ فرضها على منطقتنا من شرق أوسط جديد وغيره هكذا حصل، وكل التحديات عندما شخّصنا أنه يجب أن نكون في هذا الميدان كنّا في هذا الميدان وانتصرنا في هذا الميدان، اليوم أنا أريد أن أقول لكم لأخواني وأخواتي، للرّجال والنساء، للصّغار والكبار، نحن في معركة الزراعة والصّناعة حيث يجب أن نكون سنكون وهذا الميدان الجديد يجب أن نحضُر فيه، يعني بتعبير آخر كلنا يجب أن نصبح زراعيين وصناعيين ولو ضمن الإمكانات المتوفّرة، إذا ذهبنا بهذا الإتجاه، أوّلاً الزّراعة ليست عيباً، أن ينزل كبيرنا وصغيرنا الى الأرض يحفر ويفلح هذا أبداً ليس عيباً هذه مفخرة، كثير من الأنبياء والرّسل والأولياء طوال التاريخ كانوا مزارعين وفلاحين ويرعوا الغنم والمواشي والخ... نحن يجب أن نعود لنكون مزارعين ليس من أجل أن ننقذ أنفسنا فقط كلا، بل لننقذ بلدنا كله، نحن نفكّر بكل المناطق اللبنانية وبكل الشعب اللبناني، الان قد يخرج أحد ليقول بأنّ حزب الله مهتم بجماعته وبيئته، أنا أقول لكم هذا مضمون وليس هنا همّنا، نحن همّنا كل الشعب اللبناني، كل المناطق اللبنانية، كل الفئات اللبنانية، لأننا عندما نكون بشر يكون لدينا دين وأخلاق ووطنيين، يجب أن نفكّر بهذه الطريقة،عندما نكون إنسانيين يجب أن نفكّر بهذه الطّريقة، لأخواني وأخواتي جميعاً أقول لهم هذه مرحلة جديدة يجب أن نذهب إليها، أينما لدينا أرض صالحة للزراعة علينا أن نزرع، أينما يوجد أرض صالحة للإستصلاح الزراعي يجب أن نستصلحها و نزرع، حديقة المنزل أمام بيوتنا في القرى علينا أن نزرع، هل ترون في الضاحية الجنوبية والمدن إذا أمكننا أن نزرع على الشرفات والأسطح علينا أن نزرع، هذه معركتنا الجديدة، أما لاحقاً كيف نتعامل بالإرشاد الزراعي، بالتوجيه، بتخفيف كلفة الإنتاج هذا نتحدّث عنه في خطابات لاحقة، نحن لدينا تصوّر كامل حول هذا الموضوع ويدنا ممدودة للجميع، كذلك في الموضوع الصناعي، مثلما قلت إذا توجّهنا نحو الصناعات اليدوية الخفيفة، على الصناعات الغذائية وما هو ذات تكلفة قليلة، يجب أن نرفع الشعار التي رفعته شعوبٌ قبلنا لتحصل على استقلالها وتصمد، عندما نأكل ما نزرع ونلبس مما نصنع حينئذٍ نحن شعب جدير بالسيادة والحرية والاستقلال والكرامة، هنا نعود ونفتح ملف الصناعة الوطنية والاستيراد من الخارج ووو.. هذا كله تفاصيل ويأتي لاحقاً.
اسمحوا لي اليوم في 07-07-2020 أنا عندما اخترت يوم الثلاثاء لأتكلم فيه بشكل طبيعي ماذا لدينا في الأيام والمواعيد والفرصة المتاحة أمامي، بعدها رأيت أحدهم قام بلفتة جميلة بأنه نفس التاريخ جميل 07-07-2020 يُحفظ بسرعة، حسناً لنأتي ونقول 07-07-2020 يومٌ نريد أن نعلن فيه نحن على المستوى الشعبي مقاومة شعبية، يا أخي هذا ليس قرار رسمي، والمقاومة في لبنان بالـ 88 لم تنطلق بقرار حكومي ولا رسمي وانما بقرار شعبي، نحن يجب أن نذهب اذا ما أردتم ان نسمّيه الجهاد الزراعي والصناعي، المقاومة الزراعية والصناعية، النهضة الزراعية والصناعة، حسناً نتّفق لاحقاً على إسم، لكن لنعتبر هذا التاريخ، يجب علينا جميعاً أن نفكّر في هذا الإتجاه نخطّط في هذا الاتجاه، نحضّر في هذا الاتجاه، نقوم بعمل منظّم، مبادرات فرديّة، نتعاون كلبنانيين جميعاً، ويجب أيضاً أن تتكامل الجهود الشعبية مع جهود الدولة، نقطّع مرحلة الجوع، مرحلة السّقوط، مرحلة الخوف والقلق، ونأسّس للخروج الإستراتيجي من الأزمة الإقتصادية الآتية.
المقطع الثاني في الشقّ السياسي، سأكتفي بالتعقيب على أمر يحصل نحن نعتبره خطير على الساحة اللبنانية، يرتبط بالتدخلات الأمريكية في لبنان، الأداء المكشوف والفاضح أكثر للخارجية الأمريكية في لبنان وخصوصاً السفيرة الأمريكية الحالية في لبنان، شهدنا خلال الشهور الماضية من وقت حضور السفيرة الجديدة إلى لبنان - أهلاً وسهلاً بها – وبكل السفراء (مع ضحكة) ، بدل أن تلتزم بالإتفاقيات الدولية ودور السفراء، تقوم بالتعاطي مع لبنان كأنها حاكم عسكري، أو مندوب سامي، أو كأنّ لها سلطة معنوية وعلى الجميع في لبنان أن يخشاها وأن يخضع لها وأن يطلب رضاها وأن يستمع لها ويأخذ موافقتها هي تتصرف بهذه الطريقة، عندما نأتي للتدخلات هناك أرقام على التدخل لأنني قلت هذه حركة مكشوفة كثيراً وفاقعة مثلاً، ما علاقة السفيرة الأمريكية بالتعيينات المالية حتى تأتي لتتدخل وتقول يجب أن يأتي فلان وممنوع أن يأتي فلان، هذا حصل وتكلّمت مع كثير من المسؤولين وهدّدت كثير من المسؤولين، وانه يجب أن تأتوا بفلان (بالإسم) نائباً لحاكم مصرف لبنان، وإذا لم تأتوا به نائباً للحاكم تأتوا به رئيساً للجنة الرقابة على المصارف، الان قد يأتي أحد ليقول لي يا سيد هذا ليس بجديد، الجديد فيه أنه اليوم على المكشوف كل اللبنانيين شعروا بهذا الموضوع لا أعلم سابقاً ماذا كانوا يفعلون، طبعاً أعلم ولكن قد لا أملك دليل، لكن هنا إذهبوا واسئلوا المسؤولين اللبنانيين الذين تكلمت معهم السفيرة الأمريكية بالإسم، عليكم أن تأتوا بفلان نائب حاكم مصرف لبنان، وإذا ليس نائباً لحاكم فرئيس لجنة الرّقابة على المصارف، وأسوأ من هذا إذا لم تأتوا به فالويل لكم ! هذه سفيرة؟ ما هي هذه؟ وأصبح معروف ومتداول في البلد أنه إن لم تأتوا بفلان ليس هناك أموال، هذه دولة صديقة للبنان؟ أم دولة مستعمرة؟ الدول المستعمرة تتصرّف بهذه الطريقة! مَثَل آخر، بالأيام القليلة الماضية، ويمكن هذا أحد الأسباب الذي أجاز للكثيرين أن يعتقدوا ان هناك تغيير للحكومة وأنها ستسقط الأسبوع الماضي، على قاعدة أنهم مثقّفين ومُعتادين على الُوهية أمريكا أنها اذا قالت للشيء كن فيكون! حسناً السفيرة الأمريكية يُنقل عنها من أكثر من جهة ومن أكثر من شخص أنها قالت في الأسبوع الماضي أن هذه الحكومة انتهت ويجب أن تذهب ويجب أن تسقط ويجب أن تستقيل، ما علاقتك أنتِ؟ الشعب اللبناني هو الذي يحدّد اذا ما تبقى الحكومة أم تذهب، المجلس النيابي اللبناني يحدّد إذا ما تبقى الحكومة أو تذهب، وليس السفيرة الأمريكية ولا الخارجية الأمريكية، مع ذلك كانت تتدخل بهذا الموضوع، أكثر من ذلك أيضاً من الآن تأتي وتناقش هوية وطبيعة وتركيبة الحكومة المقبلة المفترضة، اليس هذا تدخلاً فاضحاً في الشؤون اللبنانية؟ أنا أقول هناك ما هو أسوأ وأخطر، عندما تأتي السفيرة الأمريكية على قنوات تلفزيونية لبنانية وعربية وغيرعريية وتهاجم فريقاً لبنانياً وازناً، انا لا أريد أن أمدح حزب الله وأصف ما هو حجمه الشعبي والتنظيمي والسياسي والنيابي وتأثيره في البلد والمنطقة، غيره يتكلّم بالموضوع، لكن هذا حزب لبناني عنده شعبية كبيرة ونواب في البرلمان ويشارك في الحياة السياسية، كل يوم تخرج السفيرة تهجم وتصفه بأبشع الأوصاف إرهابي وسارق وتاجر ومخدرات وعصابات وكلام فارغ من هذا النوع، وهناك دولة في لبنان صامتة ولا شيء ولا حرف، الآن يخرج بعد الإعلاميين، سياسيين، قوى سياسية، تُعقّب، ترُدّ، لكن هي السّت آخذة راحتها وكل يوم تهجم تتكلّم وتُهين وتسيء وتعتبر أنه لا مشكلة بهذا الموضوع، طبعاً الأخطر من هذا هو حركة تحريض اللبنانيين بعضهم على البعض، السفيرة الاميركية تذهب إلى زعماء سياسيين في لبنان وتحرّضهم على حزب الله وعلى حلفاء المقاومة، تدفع الداخل اللبناني بإتجاه الإقتتال والفتنة والحرب الأهلية، هل هذا يحسن السكوت عليه؟ ولو أضفنا إلى ذلك دور السفارة الأميركية هنا بكل سياسة العقوبات والحصار والتهديد ومع مجيء الدولار الى لبنان ومنع الإستثمار في لبنان والتهويل على الدول والشركات وعلى الحكومة اللبنانية وعلى المسؤولين اللبنانيين، هم يقومون بذلك على مدار الساعة وهذا الأمر مرفوض بالحقيقة، أنا سأضع هذا الأمر اليوم برسم الشعب اللبناني وكل القوى السياسية في لبنان والحكومة في لبنان والدولة في لبنان وأيضاً برسم القوى التي تقول بأنها قوى سيادية، يوجد سفيرة دولة في لبنان تتدخل بالتعيينات وبالحكومة والوضع الاقتصادي وتهاجم لبنانيين وتحرّض لبنانيين على الفتنة والإقتتال، واللبنانيون يجلسون ويتفرجون، في هذا الوسط خرج قاض شريف وشجاع ووطني وأخذ قراراً له علاقة بحركة السفيرة وتعاطي وسائل الإعلام معها، لا أريد ان أناقش هل هذا القرار قانوني أو غير قانوني، دستوري أو غير دستوري، لكن أن يخرج قاضياً لبنانياً يتخذ قراراً من هذا النوع، هذا أولاً يعبّر أنّه في لبنان يوجد قضاة لبنانيون شرفاء وشجعان هذا واحد، إثنان لكننا رأينا إنزعاج السفارة الأميركيّة والسفيرة الأميركيّة وتريد إعتذاراً من الحكومة اللبنانية، أنا لا أريد أن أعقّب مثلما حصل في السجال الإعلامي، لو سفير لبنان في أميركا تحدث فيما يجري الآن في أميركا وأداء إدارة ترامب في الكورونا وفي الأبيض والأسود والعنصريّة ما الذي كانوا سيفعلونه به؟ لا نريد أن نتكلّم في هذا الموضوع، لكن وقف الكثير من الناس ليدافعوا عن حرية الإعلام في لبنان، حسناً، وماذا عن السيادة اللبنانية؟! فلتدافعوا عن حرية الإعلام ولكن ماذا عن السيادة اللبنانية؟ هل ينفك هذين الأمرين عن بعضهما البعض؟ يعني الحرية من العبودية؟ كيف يلتقيان مع بعضهما البعض؟ التخلي عن السيادة هو عبودية ولا ينسجمان مع بعضهما، على كل هذا الموقف بين هلالين عندما أتخذه القاضي محمد مازح إتخذه أنطلاقاً من وطنيّته ووعيه وإحساسه بالمسؤولية وإدراكه أنه يوجد سفيرة تحرّض وتتهم وتهين وتدفع بإتجاه الفتنة وتعتدي على الشعب اللبناني، أخذ هذا القرار، أنا شخصياً لأنني أول مرة أتكلم بعد هذه الحادثة أنا أعبر عن إعتزاز وإفتخار، نحن نفتخر بالقاضي محمد مازح وبأمثال هذا القاضي وبكل وطني وشريف وشجاع يجرؤ في هذا الزمن الصعب أن يقف في وجه السياسات الأميركية والإدارات الأميركية لأنه أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان ظالم أو جائر، واليوم على وجه الكرة الارضية أكثر سلطان ظلماً وإجراماً وإرهاباً ووحشيّة هي الإدارة الأميركيّة وأتمنّى من القضاء اللبناني ووزارة العدل اللبنانيّة أن تعيد النظر بردة فعلها وسلوكها تجاه هذا القاضي وتتصرف معه ومع إستقالته بنفس المستوى من الوطنيّة والشرف والشجاعة والإحترام الذي عبّر عنه هو.
حسناً، في هذا الشق قيل أنه للحد من حركة السفيرة يجب إتّباع الطرق القانونيّة، عظيم، نحن إن شاء الله كتلة الوفاء للمقاومة، نوابنا ولن نطلب من نواب آخرين، لا نريد أن نحرج أي أحد أبداً، نوابنا منتخبون من الشعب اللبناني يكتبون عريضة ويقدموها لوزارة الخارجية اللبنانية بالطرق القانونية، نطلب من وزارة الخارجية اللبنانية أن تستدعي السفيرة الاميركيّة في بيروت وأن تطلب منها الإلتزام بإتفاقية فينّا والإتفاقيات الدولية والقوانين الدولية، عظيم، هذا أولاً، ولكن هذا لا يكفي، الناس في لبنان لديهم مسؤولية، سياسيين وقوى سياسيّة والشعب اللبناني والنخب وإعلاميين والكبار والصغار، هذا الموضوع يجب أن يكون فيه صرخة، ليس دفاعاً عن حزب الله، والله لا نريد أن يدافع عنا أحد، لكن الدفاع عن لبنان وعن تجويع لبنان وعن حصار لبنان وعن دفع اللبنانيين إلى الإقتتال، عن التدخل الإستكباري، عن فرض خيارات أو إرادات على الشعب اللبناني هو ليس معني فيها، لتدافعوا عن أنفسكم وإلا فلتتركوها تسرح وتمرح، وأيضاً في هذا الشق أريد أن أقول أنا أتمنى وأنا حريص أن أبقى في حدود اللياقة في الخطاب، أتمنى على سعادة السفيرة الأميركية أن لا تطل في التلفزيونات وتنظّر علينا وعلى الشعب اللبناني لا بالحريّة ولا بالسيادة ولا بحقوق الإنسان، وأن لا تتكلم بهذه الموضوعات، رجاءً يعني، لأنك أنت تمثلين أكبر دولة في العالم وفي المنطقة، الحروب التي خضتموها والملايين الذين قتلتموهم والملايين الذين هجّرتموهم، والأموال الهائلة والثروات الطبيعية الهائلة التي نهبتموها والتي ما زلتم تنهبوها، الحروب التي ما زلتم تشنوها والقتل الذي ما زلتم ترتكبونه في كل أنحاء العالم، عندما نضيف له الذي يحصل في الولايات المتحدة الاميركية والسلوك اللاإنساني تجاه شعبكم وناسكم والتمييز العنصري ووو، لا يحق لك أبداً أن تأخذي دور المعلم ولا أستاذ ولا ناصح، هذا المحل لا محل له في لبنان لكي تتكلمين بحقوق إنسان، أنت لك علاقة بحقوق الإنسان؟! أنت ودولتك وإدارتك؟! إذا لم نتكلم عن ما فعلته دولتك في المنطقة، في لبنان فقط، في الحروب الإسرائيلية على لبنان قبل الـ1982، إجتياح سنة 1982، عشرات آلاف الناس الذين قتلوا وجرحوا والبيوت التي دمرت، انتم لم يكن لكم علاقة؟! أنتم الذين كنتم تحمون وتدعمون كل حروب إسرائيل على لبنان، نحن في شهر تموز، حرب تموز قراراها أميركي وإدارتها أميركية، كل من قتل في حرب تموز من رجال ونساء وأطفال وكل ما دمر في حرب تموز، هي في رقبة دولتك المجرمة والقاتلة، الداعمة لإسرائيل والمدافعة عنها والمحرضة لها، هذا ليس بحاجة إلى أدلة، هذا الا يعرفه اللبنانيون؟ حتى نقول انه والله نحن نحتاج إلى سجال في هذا الموضوع، حتى في موضوع الجماعات الإرهابية التكفيريّة، رئيسك ترامب يعترف بأنه إدارة دولتك السابقة هي التي أوجدت داعش وهذه التنظيمات الإرهابية في المنطقة ويتهم كيلنتون، هل كلينتون لبنانية؟! باراك أوباما سوري أو فلسطيني! هم أميركيون، وكانوا رؤساء وفي وزارة الخارجية، أنتم من أتوا بالإرهاب التكفيري، وأنتم من يدعم الإرهاب الإسرائيلي وأنتم اليوم تمكّنون إسرائيل في ظلم الفلسطينيين، وإغتصاب ما بقي من أراضيهم في الضفة الغربية، لذلك أنت ليس لك مكان في هذا الكلام ولتحترمي نفسك ولتبقي محترمة توقفي عند هذه الحدود، أميركا بالنسبة لشعوب المنطقة مكشوفة، هذا طبعاً أتحدث به لها بإعتبارها ممثلة دولتها وإلا هذا يشمل كل وزارة الخارجية وكل الإدارة الأميركية التي والحمد لله كلهم "دقة واحدة" يعني، نصيحة أخيرة للإدارة الأميركية وأيضاً السفيرة هنا من الجيد أن تسمعه وأن تنقل إلى إدارتها، أنتم فاتحون حرباً على لبنان، وأنتم مستغلون لظروف 30 إلى 40 سنة تراكمت في لبنان، أوصلت لبنان إلى الوضع الإقتصادي الحالي، كل اللبنانيين يعرفون أن ما وصل إليه الوضع الإقتصادي والمالي والنقدي والمعيشي في لبنان سببه سياسات متعاقبة، فساد، هدر، لصوصية، سرقات، عدم مسؤولية كافية في إدارة الوضع، ظروف إقليمية محليّة، هجرة، حروب، إلخ. أما قصة أن تحمّلوا المسؤولية بما آل إليه الوضع في لبنان إلى المقاومة، هذا أمر لا يمر عند الشعب اللبناني.
حسناً، الشعب اللبناني وصل إلى مكان يقول فيه أنه يوجد أزمة إقتصادية، أنتم جئتم لتستغلوا هذه الأزمة وتحاصروا الشعب اللبناني لكي تفرضوا عليه خيارات، وأهم هدف عندكم هو عزل حزب الله وإضعافه، إنهاء المقاومة في لبنان، ومن خلال تجويع الناس وتقليب اللبنانيين على المقاومة وتقليب بيئة المقاومة على المقاومة، الحروب فشلت والإغتيالات وإسرائيل فشلت، والتكفيريين فشلوا وكل مساعيكم فشلت، هذا آخر سلاح بين يديكم، أنا أحب أن أنصحكم كي لا تضيّعوا وقتكم، اولاً هذا الخيار لن يؤدي إلى نتيجة، حزب الله لن يستسلم، والمقاومة في لبنان لن تستسلم، ثانياً، سأتكلم كلاماً يمكنكم أن تحللوه علمياً وهذا ليس بكلام شعارات، ولأن الوقت ضاق لن أحلله علمياً ولكن أنتم حللوه، السياسة التي تتبعونها تجاه لبنان مثل كل ما حصل في المنطقة، سياسة الخناق والحصار والعقوبات أنا أقول لكم بدقة أيها الأميركيون لن تضعف حزب الله بل هي تقويه، وستضعف حلفاءكم ونفوذكم، السياسة المتبعة لن تجعل بيئة المقاومة تنقلب على المقاومة بل ستزداد تمسكاً بالمقاومة، السياسة التي تتبعونها ستجعل بقية الفئات اللبنانية في نهاية المطاف عندما ستدفعون البلد إلى الإنهيار والجوع لن تجد أمامها ملاذا لتلجأ إليه إلاّ المقاومة وحلفاءها المحليين والإقليميين، بهذه السياسة أنتم تدفعون لبنان ليكون بالكامل بهذا المحور وبهذا الفريق، إذهبوا وأدرسوها جيداً وحلولها جيداً ولذلك أنا أدعوكم إلى التخلّي عن هذه السياسة ولا تعذّبوا الشعب اللبناني ولا تعاقبوا الشعب اللبناني، ولا تدخلوا الشعب اللبناني في هذه المحنة التي لن تؤدي إلى نتيجة ولن تحققوا فيها أي إنجاز، وأصلاً أنتم لا يجوز لكم لا بالقانون الدولي من أجل أن تعاقبوا جماعة معيّنة أو تضغطوا عليها، أن تعاقبوا شعباً بكامله، وتجوّعوا شعباً بكامله وتحاصروا شعباً بكامله، كما فعلتم مع دول عديدة في العالم من سوريا إلى العراق إلى إيران وفنزويلا وكوبا والى كوريا الشمالية إلى إلى إلى وما زلتم تفعلون، لن يؤدي هذا إلى نتيجة، لا تلعبوا هذه اللعبة، ولا تضيّعوا الوقت.
أختم بالشق الإقليمي كلمتين، أطلت عليكم وأنا أعتذر لكن طبيعة الموضوع هكذا، أخطر ما يجري الأن هو مخاض عملية قد تنجح وقد لا تنجح هو ضم أراضي من الضفة الغربية والأغوار إلى الكيان الغاصب، الشعب الفلسطيني يقف وحيداً في هذه المواجهة بكل حركاته وفصائله وقواه، نحن على تواصل مع مختلف القيادات الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، في الأمس تلقيت رسالة كريمة من الأخ العزيز رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأستاذ إسماعيل هنيّة، نحن على تواصل مع بقية القيادات، ما أريد أن أقوله وأدعو له في نهاية الكلمة بالنسبة إلى لبنان وبالنسبة إلى دول المنطقة وشعوب المنطقة، بالتأكيد نحن كلبنانيين ليس لزاما علينا بسبب إنشغالنا بوضعنا المعيشي والحياتي والإقتصادي ينسينا أيضاً هذه القضية، يجب أن نكون إلى جانب إخواننا الفلسطينيين دولة وشعباً ومقاومة، إذا الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والقوى السياسية وأي شيء نحن نستطيع أن نقوم به إلى جانب إخواننا الفلسطينيين في مواجهة هذه المؤامرة الخطيرة، التي نتيجتها لا تستهدف فقط فلسطين والشعب الفلسطيني إنما بتداعياتها وخطرها تكون على لبنان. ومفهوم كيف تكون أخطر تداعياتها على لبنان، على مستوى المنطقة الكل معني أن يرفع صوته، أن يتّخذ موقفاً، وأن يتواصل مع القيادات الفلسطينية ومع القوى الفلسطينية ومع قوى وقيادات الشعب الفلسطيني الحية للتعاون في كل شيء ممكن أن يحصل في مواجهة مخطط الضم، طبعاً نحن كنّا هكذا في الماضي، لكن أحببت أن أقول اليوم هذا الأمر يجب أن يتم تصعيده لأنه في لحظة حسّاسة ومصيريّة وتاريخيّة، والسلام عليكم ورحمة الله ويعطيكم العافية
بتوقيت بيروت