فيما يلي نص المقابلة التي اجراها التلفزيون الإيراني مع سماحة السيد حسن نصر الله والتي عرضها في جزأين الأول في 20 شباط والثاني في 23 آذار 2017
إن حياتكم كانت حياة صعبة منذ 25 سنة، يحب مجتمع المقاومة ان يعرف كيف عشتم هذه السنوات رغم كل هذه الظروف الأمنية التي فرضت عليكم وعلى عائلتكم. ألم تتعب عائلتكم من هذا الوضع؟
الإنسان يتعود على الوضع مع مرور الزمن. اولاً عائلتي تعودت على هذا الوضع خصوصا زوجتي واولادي. عائلتنا ليست كبيرة جدا ومعظم اولادي تزوجوا ويعيشون بشكل مستقل. فقط لدي ولد يعيش معنا. منذ 25 عاما استطعنا ان نتعود على هذه الظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية. على كلٍّ نحن نرضى برضا الله وليس أمامنا خيار آخر لأننا قبلنا المسؤولية ويجب علينا ان نكملها لأنها اقل فعل يمكن ان نقوم به في سبيل الله سبحانه وتعالي.
انا اريد ان اطمئنكم وكل الذين يسألون الا تخافون على هذه المسيرة، بعض الناس يتصورن ان فلان وعائلته يعيشون في حياة صعبة وقاسية جدا ومتعبون من هذا الامر، لا ليس كذلك نحن قمنا بحل هذه المشاكل منذ سنوات طويلة والوضع اصبح بالنسبة الينا عاديا جدا وعلى المستوى الروحي والعاطفي نعيش كباقي المجتمع.. (بالفارسي) یعنی نكران ما نباشید (لا تقلقوا علينا)
كما اعلم كان لديكم 5 اولاد وواحد منهم السيد محمد هادي الذي استشهد. وقد سمي احد شوارع لبنان باسمه لكن ماذا عن اولادكم الآخرين؟ ماذا يفعلون؟ هل تزوجوا؟ واي واحد من اولادكم يعيش معكم؟
● سأبدأ من الصغير. ولدي الصغير اسمه محمد مهدي، عمره تقريبا 15 او 16 عاما ويدرس في الثانوية وطبعا هو ليس متزوجا ويكمل دراسته. ولدي الاكبر منه محمد علي متزوج ولديه ولدان ويشتغل في احدى وحدات حزب الله. بعده ابنتي زينب متزوجة ولديها 4 اولاد وتكمل دراستها في الحوزة والجامعة وطبعا هي تعيش في بيتها بشكل طبيعي جدا.
سمعت بان زوج السيدة الزينب هو مرافقكم الخاص؟
● ليس صحيحا. هو ليس من فريق المرافقة لكنه يشتغل في احدى وحدات الحزب بعيدا عن التواصل المباشر معي. اساسا انا لا احب ان يشتغل معي اقاربي بشكل مباشر. علاقته معي فقط لأنه صهري كعلاقة اولادي واصدقائي واخوتي معي. ولدي الكبير اسمه محمد جواد وهو متزوج كذلك ولديه 4 اولاد وطبعا يعيش بشكل مستقل ويشتغل في احدى وحدات الحزب.
هل يحدث ان تجتمع مع عائلتك حول مائدة واحدة وتتناولوا الأكل معا وتتحدثوا؟
● نعم يحدث هذا الأمر ولكن قليلاً.
اي واحد من اولادكم سياسي اكثر من الآخرين؟ عمّ يتحدثون في بيوتهم؟
● عادة اذا كان لدى اولادي او احفادي اسئلة سياسية يطرحونها أمامي مباشرة. يعني حتى احفادي الذين اعمارهم بين 9 الى 11 سنة يهتمون بالسياسة لان في لبنان حتى الصغار يتحدثون عن السياسة. لكن بشكل عام عند لقائنا لا نتحدث عن السياسة لأننا نلتقي في فترات زمنية. نتحدث عن مسائل عائلية واجتماعية واحاول ان أرد على اسئلتهم الدينية والثقافية.
متى كان اللقاء الأخير الذي جمعكم مع العائلة؟
● لا أستطيع ان اقول لكم ذلك.
هل انتم تمارسون الرياضة؟
● قليلا جدا، بسبب ضغوط العمل. في الأشهر الأخيرة تركت هذه الرياضة القليلة للاسف لكن سأعود اليها ان شاء الله.
ما هي الرياضة المفضلة لديكم؟
● صراحة لا استطيع ان امارس الرياضة التي احبها. في الماضي كنت احب كرة القدم جدا وطبعا لا استطيع ان العبها منذ سنوات. منذ دخولي الى الحوزة العلمية كنت العب كرة القدم مع الطلاب دائما لكن اليوم ليس كذلك. الرياضة الوحيدة المتوفرة لدي هي المشي لكن المشي على جهاز تردميل الكهربائي وليس في منطقة مفتوحة.
انتم مضطرون ان تبتعدوا عن التلفون والإنترنت بسبب ظروفكم الأمنية. هذه الثغرة لم تسبب لكم الخطأ في جمع المعلومات؟!
● طبعا لا لأن هناك وسائل مختلفة من وسائل الإعلام الداخلي والدولي.انا اتابع كل ويمكن معظم هذه المحطات الإعلامية. يعني الوكالات والاعلام الداخلي وكذلك الإعلام الخارجي. واتابع وسائل الاعلام التي تنقل الأخبار بشكل عاجل، ثانيا صحيح انني لست على تواصل مباشر مع الإنترنت لكن اطلع دائما عما يقال في الإعلام وما ينشر هناك حتى اتابع فيديوهات قصيرة واخوتنا في مكتب حزب الله مشغولون يوميا بنسخها اما على الورقة أو على لوحات وانا اعرف ما يُطرح في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية واشاهد فيديوهات بشكل يومي.
بالنسبة الى الأحداث طبعا نحن لدينا شبكة التواصل الآمن او شبه الآمن والتي استطيع من خلالها ان اتواصل مع اي مسؤول في الحزب وليس لدينا اي مانع امني في هذا المجال.. اتواصل مع الجنوب مع البقاع مع القرى البعيدة جدا... وليست لدينا اي مشكلة في هذا الامر
بعض الناس يتصورون انني جالس في نقطة تحت الأرض والتقي مع الآخرين فترة بعد فترة. لا ليس صحيحا هذا الكلام. كل وقتي اليومي مليء باللقاء مع مسؤولي الحزب ومع الإخوة وحتى الشيوخ من باقي المناطق وكذلك مع شخصيات سياسية طبعا كل هذه اللقاءات تجري بعيدا عن الإعلام. نجلس ونتحاور ونتبادل آلاراء ولاجل هذا الموضوع نحن على تواصل دائم للكشف عن تفاصيل الأحداث وما يجري حولنا.
بالنسبة الى الصحف والشاشة ما عندكم مشكلة وتستطيعون ان تتابعوها؟
● نعم هذا الأمر طبيعي انني اتابع الصحف والإذاعة والتلفزيون بشكل سهل جدا. انا حتى اذهب الى بعض المناطق. بعض الناس يتصورون انني لا استطيع ان اخرج من محل تواجدي. لا ليس كذلك انا اخرج دائما لكن بشكل غير علني يعني لا امشي في الشارع علنا. احضر الى المناطق بشكل غير علني واستطيع ان امشي في اي مكان واشاهد الناس عن قرب.
متى ظهرتم على الملأ للمرة الأخيرة؟
● يوم العاشر من شهر محرم الماضي
بماذا يشعر الناس عندما يشاهدونكم فجأة ويلاحظون ان السيد حسن نصر الله ظهر أمامهم؟ ماذا شعوركم تجاههم؟
● انا واياهم نتبادل شعور الحب والصداقة والاحترام دائما. هؤلاء يعبرون عن مشاعرهم وانا استقبل هذه المشاعر. هؤلاء قلقون علي بشكل دائم ويقولون لي الا اظهر في الملأ حتى لا اواجه اي خطر حتى احيانا هناك بعض الناس يقولون لي من بعيد اسرع واذهب ولا تكن في الملأ بهذا الشكل
انتم تحدثتم عن بعض الأخبار التي تصلكم بشكل مكتوب وتطلعون على الأخبار بهذا الشكل الا تخافون من عدم مصداقية هذه الأخبار وتسبب لكم الخطأ في القرار؟؟!
● بشكل عام نحن ندرس مصداقية المعلومات خاصة من خلال الإعلام وانا انصح الإخوة دائما ان يدرسوا مصداقية المعلومات التي يكسبونها من خلال الإعلام لان اليوم لا نستطيع ان نثق بكثير مما يروج هنا وهناك. نحن ننتظر دائما ان تؤيد الأخبار وننتظر باقي الوسائل الإعلامية حتى خصمنا الإعلامي او نتواصل مباشرة مع جهات معنية حتى نتأكد من مصداقية الأخبار او عدمها.
أنتم ترون ان ابتعادكم عن العالم الافتراضي يسبب لكم ثغرة معلوماتية بينكم وبين مجتمع المقاومة. انتم لا تستطيعون ان تخرجوا الى الملأ بشكل دائم. الا يؤثر هذا الأمر على اخذ قرارات حسب منطق ومسائل المجتمع اليومية؟
● انا لست بعيداً. قلت لكم سابقا انني اتابع المواضيع التي يتم طرحها في وسائل التواصل الاجتماعي. يعني الإخوة يعطونني دائما نسخا من كلام الناس العاديين حول المسائل المهمة واشاهد الصور واقرأ الأخبار والمقالات بشكل مباشر. في كل الأحوال حسب تجربتنا منذ 25 عاما نحن واجهنا ظروفا معقدة وصعبة جدا والى الان الحمد لله كل القرارات التي اتخذتها قيادة حزب الله التي انا واحد منها كانت قرارات صائبة وجيدة وصحيحة.
كيف تفسرون لنا علاقتكم مع الشيخ بهجت(قدس سره)؟ اي صفة من شخصيته كانت ملفتة برأيكم؟
● التواضع البساطة، اختصاره في الكلام، صداقته الغريبة وكذلك شفافيته وصراحته في كلامه اثرت على شخصيتي. عندما تجلسون أمامه كنتم تشعرون بان كل شيء مكشوف وواضح، من الأشخاص الى الأحداث والمستقبل.
لماذا سميتم الشيخ بهجت(قدس سره) الأب المعنوي لحزب الله؟!
● بعد رحيل الإمام الخميني(قدس سره) معظم مسؤولي حزب الله كانوا متوجهين نحو الشيخ بهجت(قدس سره) على المستوى الروحي والمعنوي والعرفاني. الذي رغّب مسؤولي الحزب بالتوجه نحو وجوده الشريف كان علاقة السيد القائد الإمام الخامنئي(دام ظله) معه. يعني عندما نحن كنا نلاحظ ان السيد القائد يتواصل بشكل دائم مع الشيخ بهجت وكان يذهب للقاء معه طبعا هذا الأمر كان يشجعنا اكثر ان نتوجه الى الشيخ بهجت(قدس سره). لاجل هذا الموضوع عند زيارة الإخوة او المسؤولين الكبار او قادة وكوادر او مجاهدي حزب الله الى ايران كانوا يذهبون الى لقاء الشيخ بهجت وكانوا يستفيدون من نصائحه في توجهاته وكانوا مصرين على هذا الأمر.
كما تفضلتم مسبقا وكررتم مرات عدة بان هناك علاقة خاصة بينكم وبين القائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي هل هذه العلاقة سياسية او عقائدية او عاطفية؟
● في الوهلة الاولى علاقتنا علاقة عقائدية روحية ومعنوية وطبعا هناك علاقة عاطفية وفي النهاية هناك علاقة سياسية كنتيجة لكل هذا. وانا لست وحيدا في هذا الأمر بل كثيرون من الإخوة فلن اقول الجميع حتى لا ابالغ لكنني اقول كثيرون منا في حزب الله اللبناني نعتقد بالإمام الخامنئي(دام ظله) بشكل خاص وهذا الأمر ليس سببه ترويج الإخوة الإيرانيين يعني ليس كذلك ان الإخوة الإيرانيين يروجون للسيد القائد بيننا بل هذا الأمر اتى بعد تواصلنا مباشرة مع سماحته وتجربتنا المباشرة في عملنا الجهادي. انا واخوتي في حزب الله على تواصل دائم ومباشر مع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية واسمحوا لي ان اقول لكم ان هذه العلاقة كانت قبل قيادته للثورة واثناء فترة رئاسته إيران كان بيننا تواصل مع سماحته. يعني في بداية مسيرتنا الجهادية وانطلاق المقاومة في لبنان عام 1982 وفي زمن الإمام الخميني(قدس سره) كنا نذهب الى ايران والتقينا مع سماحته لساعات طويلة وكان يهتم بأمورنا وشؤون المقاومة. على اساس هذه التجربة شاهدنا في شخصية سماحته وصفا ايمانيا دينيا اخلاقيا وقياديا ونؤمن بان سماحته اكثر علما واكثر فقها واكثر قوة لقبول هذه المسؤولية يعني مقام القيادة ونحن مع تجربتنا مع سماحته نعتقد بهذا الموضوع ومن خلال الأحداث ومما نسمع عن سماحته يزيد يقيننا بان سماحته قائد مؤيد ومنصور من عند الله سبحانه وتعالى وعلى هذا الاساس نحن نحبه وهناك ناس في لبنان لا يقولون في دعواتهم اللهم انقص من عمرنا وزد على عمر سماحته بل يقولون اللهم خذ مما بقي من عمرنا وزد على عمر سماحة القائد وانا واحد منهم ونعتقد بان طول عمر سماحته كقائد عظيم لصالح امتنا الإسلامية وهذا اهم من بقاء اي واحد منا.
هل لديكم ذكريات خاصة مع سماحة الإمام الخامنئي نظرا لعلاقتكم العميقة؟!
● بشكل طبيعي كل شخص عندما يزور إيران ويجلس أمام قائد الثورة الإسلامية يرى نفسه أمام انسان متواضع ومحبوب وعاطفي وأب حنون.
مثلا عندما نلتقي مع سماحته للساعة او ساعة ونصف او اكثر او اقل يستمع الى كلامنا ويبتسم دائما ونرى في عينيه المحبة والصداقة، المحبة والصداقة لنفس الشخص والأصدقاء والإخوة في المقاومة يعني حتى آباءنا الذين تربينا عندهم او اساتذتنا منذ 25 سنة لم يتعاملوا معنا كسماحته هو تعامل معنا بالمحبة والإكرام والصداقة. هذا يكفي كي نتجذب الى سماحته بلا اي حدود
الولايات المتحدة والاحتلال الصهيوني يعتبران أنكم تهديد جدي لهما وهما قلقان جدا لهذا الأمر، كيف تؤثر هذه المسألة على شخصيتكم؟!
● هذا يزيدنا على ما آمنا به بان الإنسان عندما يؤمن بالله ويتوكل عليه ويقوم بتكليفه الشرعي ويسعى لرفع قدرة الناس والأمة الإسلامية في وجه العدو ان الله سوف يحميه ويزرع رعبه في قلوب اعدائه. هذا ما ورد في احاديث النبي واهل البيت عليهم السلام. لذلك عندما نرى ان الإسرائيلي يأخذ تهديدنا بعين الاعتبار ومتاكد من اننا سنقوم بما نقول ونتوعد هذا يزيد على قناعتنا ويزيد على التزامنا بما آمنا ونعمل على اساس ما نعلمه ونعتقد.
قبل ان تكون شخصية سياسية او عسكرية انت شخصية دينية. برأيكم اي صفة من صفاتكم تتفوق على الأخرى؟ لو لم تكن الأمين العام لحزب الله ماذا كنت ستفعل؟!
● اولا لا يمكن ان نجزئ بين ما تفضلتم به. مثلا لا يمكن ان نفصل الدين عن السياسة او العسكر وهذا الأمر ليس دقيقا. انا اشعر دائما بانني طالب علوم دينية وهذه المسألة لم ولن تتجزأ من شخصيتي لان في كل الاجتماعات واللقاءات وحتى في نشاطاتنا السياسية والعسكرية والجهادية ربنا موجود دائما. في هذا المجال هناك آيات وروايات واحاديث عن اهل البيت(ع). نحن نعتبر ان عملنا يجب ان يكون لله سبحانه وتعالى وقبل ان يكون عملا سياسيا هو عمل معنوي والهي.
في كثير من اللقاءات الداخلية والجلسات السياسية انا اتحدث كشخصية دينية وليس كذلك انا اتحدث دائما عن السياسة بل اتحدث دائما عن الدين والأخلاق كلام من هذا النوع. كاي شخص او طالب حوزوي يتكلم على المنبر. نعم في الخطابات العامة وفي المناسبات السياسية التي تنقلها المحطات الإعلامية احب واسعى ان استفيد من الوقت واتحدث عن السياسة لان هذه الفرصة ليست متوفرة لإخوتي ليعلنوا موقفنا السياسي. لكن بعيدا عن الإعلام انا دائما اقوم بدور طالب العلوم الدينية للشباب والناس واخوتنا واخواتنا.
أنت مضطر منذ 25 عاما ان تعيش في ظروف امنية صعبة جدا كيف تنظم وقتك حتى تقوم بكل امورك وطبعا كما تعلمون العيش في محيط مغلق يسبب للإنسان مشاكل نفسية كثيرة كيف استطعت ان تحل هذه المشاكل في السنوات التي مضت؟!
● عندما يتكل الإنسان على الله سبحانه وتعالى وكما اوصى الإمام الخميني(قدس سره) بان نشعر بان الله حاضر وناظر فان هذه المشكلة ستنحل ببركة القرآن والدعاء وهذه الغرف المغلقة والمحيط المغلق لن يبقى مغلقا. اسمحوا لي اقول لكم بان هذا الجو الخاص الذي انا اعيش فيه ساعدني كثيرا لأستفيد من وقتي اكثر من قبل لان قبل الوضع الأمني كان هناك لقاءات وزيارات تاخذ وقتا كثيرا من الإنسان ولكن اليوم ببركة هذا الجو الأمني الذي اعيش فيه استطيع ان استفيد من وقتي اكثر من قبل
سماحة السيد حسن نصر الله انا سمعت في الأخبار بانك مضطر ان تغير بيتك مرتين او 3 مرات احيانا. الا تشتكي زوجتكم من هذا الوضع؟ ألا تتعب من هذا الوضع ؟
● كما قلت لكم في البداية باننا تعودنا على هذا الموضوع يعني ممكن يشتكي الإنسان في الاشهر او السنوات الأولى ويمكن ان يشعر بالتعب او الصعوبة ولكن الأمر اليوم اصبح جزءا من عادتنا وحياتنا العادية
كيف تتواصل مع عائلتك؟ مثل والدك، والدتك، اخوتك واخواتك؟! كيف تلتقي مع اقاربك؟!
● من خلال الاتصال الهاتفي يمكنهم ان يتواصلوا معي وانا كذلك ونجهز مكانا لكي نلتقي كما قررنا هذا المكان وتفضلتم الى هنا والتقينا
سماحة السيد انا غيرت اربع سيارات حتى وصلت الى هنا
● قد تعامل الإخوة معكم بالرأفة لان بعض الناس يغيرون 5 او 6 سيارات حتى يصلوا الى هذا المكان
طبعا يشرفني بانني في خدمتكم الآن.
●على كل حال هذه الإجراءات ضرورية ونحن في حزب الله نتبع هذه الإجراءات مع الجميع حتى أقاربي وعائلتي لان مسألة الأمن مسألة هامة جدا ولا نستطيع ان نتهاون في هذا المجال. لا شك بانني عاشق للشهادة ولكن لا يجوز ان نتجاهل الأصول الأمنية ونقدم للعدو انتصارا مجانيا.
انا لن اطيل الكلام سماحة السيد في ختام هذا اللقاء اود ان اسأل سماحتكم ما هي رسالتكم الى عوائل الشهداء ومجاهدي الدفاع المقدس؟!
اقول لهم يجب ان يشعروا بان الله سبحانه وتعالى ينظر اليهم بشكل خاص ومن بين احبتهم ومن اعز اشخاص من اولادهم واخوتهم وازواجهم اختار منهم الشهداء. في هذه الحرب العظيمة استشهد اولادهم واحباؤهم وازواجهم في سبيل الدفاع عن الإسلام والمسلمين والأمة الإسلامية وكل شعوب المنطقة ودفاعا عن المقدسات. (لن ياتي يوم) نترك فيه ساحة الجهاد في كل مكان في العراق او اماكن اخرى فانا لا اتحدث عن ساحة معينة او عن حزب الله فقط بل اتحدث عن عوائل الشهداء في العراق وسوريا ولبنان وحتى اخوتنا في اليمن. اذا سيطرت هذه الجماعات التكفيرية على احد هذه البلدان لما بقي هناك شيء لا مقدسات لا عتبات مقدسة ولا بيت الله الحرام ولا المسجد النبوي الشريف ولا قبر النبي(ص).
انتم تعلمون جيدا بان اجداد هؤلاء الوهابيين ارادوا هدم قبر النبي(ص) ولكن لأجل الثورة التي حدثت في العالم الإسلامي امتنعوا عن هذا الأمر. هذه عقيدتهم. اذا سمح لهذه المجموعات التكفيرية او تجاهلت تصرفاتهم لكانوا يهدمون كل المقدسات وعتبات المقدسة وبيت الله الحرام كما هدموا قبر الصحابي حجر بن عدي(سلام الله عليه) في الغوطة الشرقية. هذه المسألة تاتي من عقيدتهم وفكرهم وفقهم. انهم لو استطاعوا لهدموا بيت الله الحرام.
هؤلاء الشهداء دافعوا عن الإسلام والمقدسات الإسلامية. هذه المعركة كبيرة جدا. من جهة أخرى عندما يعلم الإنسان بان ولده او عزيزه يرزق عند الله سبحانه وتعالى ويسكنه الله في الجنة في الأمن والراحة والهدوء والنعمة يفرح بالتاكيد ولا يحزن على احبته ولكن يبقى هنا ألم الفقدان لهؤلاء الأحبة الذي يعد امراً طبيعياً ومع هذا الإيمان بالله تهون عليهم المصائب. انا ابارك لعوائل هؤلاء الشهداء استشهاد اولادهم واسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا شفاعتهم يوم القيامة.
المصدر: شاهد نيوز