بـاقة جميلة من كلمات الإمــام السيـد علي الخامنئي (حفظه الله) في مجال الترويج لثقافة مطـالعة الكتب، تم اختيارها من كتاب "أنا والكتاب" الصادر عن "جمعية المعـارف الثقافية" وهي بمثابة برامج تفصيلية تحدث فيها سماحته في مناسبات عديدة، مؤكداً على ضرورة الإهتمـام والإستثمار في الشأن الفكري والثقافي لمّا يرتب آثاراً كبيرة على مصير أي شعب وأي بلد ولو على المدى البعيد، وننشرها على حلقات:
الحــلقة الأولــى
صــوت الأذان
كنت كثير التجوال في الكتب
في حداثة سنّي. فقد كان لوالدي مكتبة كبيرة، وكنت أستفيد من كثير من كتبها.
بالطبع، كان لديّ كتبي الخاصّة، وكنت أيضاً أستأجر بعضها. كان بجانب منزلنا مكتبة
صغيرة تؤجّر الكتب. وعادة ما كنت أستأجر منها الروايات التّي كنت أقرأها. كما كنت
أتردّد إلى مكتبة العتبة الرضوية المشرّفة في مشهد. فقد كانت مكتبة جيّدة جدّاً.
في المرحلة الأولى من دراستي للعلوم الإسلامية، أي في سنيّ الخامسة عشر والسادسة
عشر، كنت أذهب إلى هناك. أحياناً كنت أذهب نهاراً، وأنشغل بالمطالعة. كان الأذان
يُبثّ عبر مكبّر الصوت، لكنّني لشدّة استغراقي في المطالعة لم أكن أسمع صوت
الأذان! كانت مكبّرات الصوت قريبة جدّاً، وصوت الأذان مرتفع جدّاً في قاعة
المطالعة، لكن كنت حين يحلّ وقت الظهر، لا ألتفت لذلك إلاّ بعد مدّة!.
العهــد الذهبيّ للمطالعة
في مرحلة الشباب، كنت كثير المطالعة. فإلى جانب الكتب الدراسية التّي كنت أطالعها وأدرسها، كنت أقرأ كتب التاريخ، والأدب، والشعر، وكذا الكتب القصصية والروائية. أحببت الكتب الروائية كثيراً، وقرأت الكثير من الروايات المشهورة في تلك الفترة. كذلك كنت أقرأ الشعر. ففي أيّام حداثتي وشبابي، كان لديّ اطّلاع على الكثير من الدواوين الشعرية. كنت أحبّ كتب التاريخ، وحيث كنت أدرس اللغة العربية قد خبُرتها جيّداً، فقد أحببت الأحاديث(الشريفة). أذكر الآن أحاديث، كنت قد قرأتها ودوّنتها في مرحلة الحداثة. كنت أحتفظ بدفترٍ صغيرٍ أدوّن فيه الأحاديث. إنّ الأحاديث التّي بحثت حولها البارحة أو في هذا الأسبوع، لا تبقى في ذاكرتي، إلا إذا سجّلتها، أمّا تلك التّي قرأتها في تلك الأيّام ومرحلة الشباب، فإنّني أذكرها تماماً. عليكم أن تدركوا قيمة مرحلة الحداثة والشباب. فما تطالعونه اليوم يبقى لكم، ولا يُمحى من أذهانكم أبداً.
مرحلة الصِّبا هذه، هي مرحلة جيّدة جدّاً للمطالعة والتعلّم، إنّها بالفعل مرحلة ذهبية لا تُقارن بأيّ مرحلة أخرى.
.. أرى بعض شبابنا لا يخصّصون لأنفسهم وقتاً يمكنهم فيه القيام ببعض المطالعات الجانبية. والحقيقة أنّه يمكن للشابّ، أن يدرس دروسه، ويطالع، ويمارس الرياضة أيضاً.
إلى اللقاء في حلقة جديدة
بتوقيت بيروت