تعامل الرسول ، برفق مع الشباب ، وهذا مما زاد في إعجاب الشباب بالنبي(ص)، والتفافهم حوله ، وقد مدح القرآن الكريم تعامل النبي(ص)، مع الناس باللين والرفق ، يقول تعالى:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (1)
وقدكان النبي(ص) ، يحث على الرفق ، فقد روي عنه ، قوله : " إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شأنه " (2) وعنه ، أيضاً : " إياكم والتعمق في الدين ، فإن الله قد جعله سهلاً، فخذوا منه ما تطيقون ، فإن الله يحب ما دام من عمل صالح ، وإن كان يسيراً "(3) .
والمطلع على سيرة النبي(ص) ، يجد الكثير من الأمثلة التي تدل على رفقه، بالشباب ، نذكر من ذلك مايلي:
1-عن أنس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له ، وإن كان شاهدا زاره ، وإن كان مريضا عاده(4).
2 - عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا حدث الحديث أو سئل عن الامر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه (5).
3 ـ روى عن زيد بن ثابت قال : كنا إذا جلسنا إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم) إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا ، فكل هذا اُحدثكم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )(6).
4- عن أبي الحميساء قال : تابعت النبي(ص) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته اليوم الثالث ، فقال( عليه السلام ) : يا فتى لقد شققت علي ، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام(7).
5- عن جرير بن عبد الله أن النبي(ص) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل بعض بيوته فامتلأ البيت ، ودخل جرير فقعد خارج البيت ، فأبصره النبي(ص) فأخذ ثوبه فلفه ورمى به إليه وقال : اجلس على هذا، فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله(8).
6- عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ، ثم قال : يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له(9).
من هذه النماذج من سيرة النبي(ص) ، يتضح لنا رفق رسول الله ، بالشباب ، وتعامله معهم بكل لطف وليونة ، وهذا من أسباب نجاح الدعوة ، واستقطاب الشباب لرسالة الإسلام. وهذا مايجب أن يتصف به الدعاة والقادة والعلماء إذا ما أرادوا استقطاب الشباب ، والتأثير فيهم ، وكسبهم نحو التدين، ومنهج الإسلام .
المصـادر:
1ـ سورة آل عمران : الآيه159.
2ـ ميزان الحكمة ، محمد الري شهري ، دار الحديث الثقافية ، بيروت ـ لبنان ، طبع عام 1419هـ ،ج3 ، ص1102 ، رقم 7354.
3ـ ، ميزان الحكمة ج3، ص1104، رقم 7387.
4ـ مكارم الأخلاق ، أبو نصير الحسن بن الفضل الطبرسي ، منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت ـ لبنان ، الطبعة السادسة1392ـ 1972م ،ص19
5ـ مكارم الأخلاق ،ص20.
6ـ مكارم الأخلاق ،ص21.
7ـ مكارم الأخلاق ،ص21.
8ـ مكارم الأخلاق ،ص21.
9ـ مكارم الأخلاق ،ص21.
بتوقيت بيروت