اْعزم على الهجرة إلى الحقّ تعالى، واْجعل
ظاهرك ظاهراً إنسانيّاً، واْدخل في سلك أرباب الشرائع، واْطلب من الله تعالى في
الخلوات العون على بلوغ هذا الهدف واْستشفع برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأهل بيته عليهم السلام حتّى يوفّقك الله على ذلك، ويعصمك من المزالق الّتي
تعترضك، لأنّ هناك مزالق كثيرة تعترض الإنسان أيّام حياته، ومن الممكن أنّه في
لحظةٍ واحدةٍ يسقط في مزلقٍ مهلك، ويعجز من السعي لإنقاذ نفسه، بل قد لا يهتمّ
بإنقاذ نفسه، بل ربّما لا تشمله حتّى شفاعة الشافعين.
في
العزم على ترك الحرام
أيها
العزيز.....!
إجتهد لتصبح ذا عزم وإرادة، فإنّك إذا رحلت
من هذه الدنيا دون أن يتحقّق فيك العزم (على ترك المحرّمات) فأنت إنسان صوريّ، بلا لبّ، ولن تحشر في ذلك
العالم (عالم الآخرة)
على هيئة إنسان؛ لأنّ ذلك العالم هو محلّ كشف الباطن وظهور
السريرة، وإنّ التجرّؤ على المعاصي يُفقد الإنسان تدريجيّاً العزم، ويُختطف منه
هذا الجوهر الشريف.
في
مجاهدة النفس
أيها
العزيز.....!
كن ذاكراً لعظمة ربّك، وتذكّر نعمه وألطافه،
وتذكّر أنّك في حضرته وهو شاهد عليك فدع التمرّد عليه، وفي هذه المعركة الكبرى
تغلّب على جنود الشيطان، واْجعل من مملكتك مملكة رحمانيّة وحقانيّة، واْحلل فيها
عسكر الحقّ تعالى محلّ جنود الشيطان، كي يوفقك الله تبارك وتعالى في مقام مجاهدة
أخرى، وفي ميدان معركة أكبر تنتظرنا وهي الجهاد مع النفس في العالم الباطن، وأكرّر
التذكير بأنّه في جميع الأحوال لا تعلّق على نفسك الآمال؛ لأنّه لا ينهض أحد يعمل
لغير الله تعالى. فاطلب من الحقّ تعالى نفسه بتضرّع وخشوع، كي يعينك في هذه
المجاهدة لعلّك تنتصر. إنّه وليّ التوفيق.