يتصف الاختبار(أداة القياس) الجيد بصفات أساسية هي الصدق والثبات وهناك صفات ثانوية كتحديد الغرض من الاختبار والظروف المعيارية والقابلية للاستخدام. وفيما يلي عرض موجز لكل صفة.
الصدق:
من المعلوم أن الاختبار الذي لا يقيس ما يفترض أن يقيسه هو اختبار عديم الجدوى، ولا يقدم أدنى فائدة لمتخذ القرار . ويكون الاختبار صادقاً أو يتمتع بدرجة عالية من الصدق إذا كان قادراً على أن يقيس ما أعد لقياسه أو وضع لقياسه . فمثلاً اختبار المهارات الرياضية في العمليات الأربعة (الجمع، والطرح، والضرب، والقسمة) للصف الرابع يكون صادقاً إذا كان قادراً على قياس المهارات الأربعة المذكورة ، ويصبح صدقه موضع شك إذا قاس بجانب المهارات الأربع قدرة الطالب على القراءة ، فالطالب ذو القدرة القرائية الضعيفة سيتأثر أداءه تبعاً لقدرته القرائية، فقد يكون ضعفه في اختبار المهارات عائداً إلى ضعفه في القراءة وليس نتيجة لضعفه في المهارات الرياضية في العمليات الأربعة وبالتالي حكمنا على أداءه في المهارات حكم خاطئ نتيجة تلوث علامته.
هناك ثلاثة أنواع رئيسة للصدق هي صدق المحتوى وصدق المحك وصدق البناء. ولغايات هذه الدورة وأهدافها سنتناول صدق المحتوى ومؤشراته. حيث يقسم هذا النوع إلى قسمين الصدق السطحي أو الظاهري(Face Validity) ، والصدق العيني (Sampling Validity) ويقصد بالصدق السطحي للاختبار أن تنتمي فقرات الاختبار إلى المادة موضوع الاختبار بصرف النظر عن تمثيل مفردات الاختبار للمادة موضع الاختبار، فمثلاً يعد اختبار في وحدة حل المعادلات التربيعية في متغير واحد للصف التاسع صادقاً سطحياً أو ظاهرياً إذا كانت جميع فقراته تنتمي لوحدة حل المعادلات التربيعية في متغير واحد بصرف النظر إن كانت الفقرات ممثلة للمادة أم لا، ويعد هذا النوع من مؤشرات الصدق مؤشراً ضعيفاً.
أما الصدق العيني فيهتم بدرجة تمثيل الاختبار للمادة الدراسية تمثيلاً جيداً ويرتبط صدق المحتوى ارتباطا وثيقاً بجدول المواصفات ويقصد بجدول المواصفات لوحة ذات بعدين يمثل البعد العمودي المحتوى الدراسي ويمثل البعد الأفقي العمليات العقلية ويتم تحديد نسب مئوية لكل مكون من مكونات المحتوى الدراسي ولكل مستوى من المستويات المعرفية ويتم تحديد هذه النسب في ضوء الأهمية النسبية للمحتوي الدراسي وعدد الحصص لكل جزء من المحتوى.
ولا يوجد نموذج واحد ووحيد لشكل جدول المواصفات، لذلك قد تجد أشكال مختلفة له المهم في الأمر جميعها تركز على تحدد المحتوى الدراسي وتوزيع الأسئلة على الموضوعات الدراسية والعمليات العقلية توزيعاً يضمن تمثيلها تمثيلاً جداً حسب أهميتها ليتأكد المعلم من صدق محتوى الاختبار يطابق مجموعة من المعلمين بين فقرات الاختبار والأهداف التدريسية ومستويات المعرفة فكلما كان التوافق في أحكامهم كبيراً كلما كان الاختبار يتمتع بمصداقية أعلى.
الثبات:
لكي يكون الاختبار ثابتاً يجب أن يقيس بدرجة مقبولة من الدقة أو بأقل خطأ ممكن المحتوى الدراسي المستهدف. يوجد عدة أنواع من الثبات كل نوع يلائم ظروف اختبارية معينة ومن هذه الأنواع ثبات السكون ، والتكافؤ، وسكون التكافؤ، ومعاملات ثبات التجانس كالطريقة النصفية وكرونباخ الفا والمعادلات المشتقة منها. ولضيق الوقت المخصص لوحدة التقويم يصعب الخوض في كل من هذه الأنواع.
تحديد الغرض من الاختبار:
كأن يكون غرض الاختبار قياس تحصيل الطلبة في وحدة دراسية أو تشخيص ضعف الطلبة في موضوع ما أو قياس استعدادهم لتعلم ذلك الموضوع.
الظروف المعيارية:
حيث يتم ضبط العوامل التي لا ترتبط بأغراض الاختبار وتؤثر سلباً على أداء الطلبة ولتحقيق ذلك لا بد من إعطاء الطلبة الفقرات نفسها أو الأسئلة نفسها لتسهل عملية المقارنة بينهم (لاحظ وجود أسئلة اختيارية يعمل بالاتجاه المعاكس) ، وأن يطبق تطبيق الاختبار على الطلبة تحت الظروف نفسها ، وكذلك أن تقدم تعليمات موحدة للطلبة وأن يتم توحيد زمن الاختبار.
القابلية للاستعمال:
ومن ابرز العوامل التي تندرج تحت هذا العنوان: الاقتصاد في الكلفة (الطباعة والإخراج، وزمن تطبيق الاختبار، وسهولة التصحيح)، وتسهيل عملية التطبيق كوضوح التعليمات، وتسهيل عملية التصحيح كوضع مفاتيح للإجابة وتعليمات خاصة بتصحيح الاختبار وسهولة تفسير النتائج.
آفــاق علمية وتربوية
بتوقيت بيروت