مدخل:
تمتاز هذه
الأحكام الشرعية الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي كونها بصيغة السؤال والجواب، وتحاكي
الواقع، وتقارب الابتلاءات العملية. وهي موافقة لرأي سماحة الإمام السيد علي
الخامنئي دام ظله1.
التالي: الجزء الثانـي من هذه الأحكـام الشرعية حول حكم نشر الروايات والفتاوى والإستفتاءات وأخذ المعلومات من المواقع وغيرها:
العاشر: حكم نشر الروايات والفتاوى والاستفتاءات
السؤال(27): ترد إلينا
أحياناً عبر الواتسآب رسائل نصّية دينية تحتوي على أحاديث وروايات واستفتاءات هل
يجوز إعادة إرسالها مع عدم الأمن من أن تكون ملفّقة أو غير صحيحة؟
الجواب:
1- لا يجوز إرسال
الاستفتاءات بدون بيّنة شرعيّة، أو الاطمئنان بصدورها عن مرجع التقليد، أو عن
مكتبه الشرعيّ المأذون له من المرجع.
2- لا يجوز نسبة الروايات إلى المعصومين عليهم السلام مع عدم الاطمئنان إلى اعتبار سندها، ويمكن إرسالها بعنوان الحكاية مع الأمن من الوقوع في الفساد. وإلّا فلا يجوز.
الحادي
عشر: حكم أخذ المعلومات من المواقع
السؤال(28): يقوم بعض الطلّاب بأخذ أبحاث جاهزة عن الإنترنت ونسبتها لأنفسهم وتقديمها كواجبات دراسية للمدرسة أو للجامعة، ونيل علامة عالية دون أن يكون قد قام بالجهد المطلوب منه. هل هذا جائز؟
الجواب: لا يجوز الكذب حتى فيما ذكر، ولا يجوز تقديمها للجامعة أو المدرسة، فيما إذا كان ذلك مخالفاً لنظام المدرسة أو الجامعة.
السؤال(29):
هل يجوز أخذ بعض الأشياء من موقع (فيديو، نصّ، معلومات...) ووضعها في موقع ثانٍ
بدون أخذ رأي صاحبها؟
الجواب: إذا لم يكن صاحبها موافقاً على أخذها ووضعها في موقع ثانٍ فالأحوط وجوباً عدم جواز ذلك من دون إذنه أو إحراز رضاه.
السؤال(30):
ما حكم الداونلود (download) عن الإنترنت لأمور لها حقوق طبع، مع أنّها متاحة
للجميع وقد لا يكون صاحبها موافقاً على نشرها؟
الجواب: إذا لم يكن موافقاً على نشرها فالأحوط وجوباً مراعاة حقوق النشر، بلا فرق في ذلك بين الاستخدام الشخصي وغيره.
الثاني عشر: حكم التواصل بين الجنسين
السؤال(31): هل التواصل مع الأجنبية على الإنترنت حكمه حكم الخلوة المحرّمة خاصّة وأنّهما مأمونان من دخول الآخرين؟
الجواب: لا تجوز المحادثة بين المرأة والرجل الأجنبيّ، سواء أكانت مباشرة أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت أو بالمراسلة وما شابه ذلك فيما إذا كانت مثيرة للشهوة أو كانت بقصد التلذّذ والريبة، أو مع خوف الافتتان، أو استلزمت الوقوع في الحرام أو المفسدة.
السؤال(32):
ما هي ضوابط التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت، سواء أكان تواصلاً مباشراً (كما
مواقع الحوار والاتّصال المباشر) أو غير مباشر كما في المنتديات، أو عبر البريد
الالكتروني، وهو أهمّها؟
الجواب: لا يجوز مع الخروج عن الحدود الشرعيّة أو خوف الوقوع في الحرام، أو مع خوف الفتنة أو مع ترتّب الفساد.
السؤال(33): ما هو حكم المحادثات والحوارات الفكرية والثقافية العامة الدينية وغيرها التي تجري بين الجنسين (من غير المحارم) على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بالكتابة، أو الكلام المباشر أو المسجّل؟
الجواب: لا مانع من ذلك بشرط مراعاة الحدود الشرعيّة وعدم ترتّب المفسدة.
السؤال(34):
ما حكم التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت، سواء أكان تواصلاً مباشراً كما في مواقع
الحوار، والاتّصال المباشر، أم كان تواصلاً غير مباشر كما في المنتديات، أو عبر
البريد الالكتروني، وهو أهمها؟ وهل هناك ضوابط لهذا التواصل؟
الجواب: لا يجوز التواصل المذكور مع ترتّب المفسدة، أو خوف الوقوع في الحرام، أو ما يترتّب عليه إثارة شهوة وريبة وخوف الافتتان.
السؤال(35):
ما هو حكم حوار الرجل والمرأة الأجنبيين عن طريق شبكة الإنترنت علماً بأنّ الحوار
يتمّ عن طريق الطباعة لا الكلام المباشر؟
الجواب: لا مانع من التحدّث عبر الطريق المذكور مع الأجنبيّ بشرط مراعاة الحدود الشرعيّة وعدم ترتّب المفسدة.
السؤال(36):
ما حكم من يوقع الآخر بالحبّ ليهديه ؟
الجواب: لا يجوز مع إثارة الشهوة واللذّة، أو خوف الوقوع في الحرام أو مع ترتّب المفسدة.
السؤال(37):
هل يجوز للشاب التحدّث مع فتاة في مواقع المحادثة علي الإنترنت وذلك للتسلية؟
الجواب: لا يجوز مع خوف الوقوع في الحرام أو مع ترتّب المفسدة.
السؤال(38):
ما هو حكم تحدّث الشاب والشابة عبر المسنجر (برنامج للمحادثة عن طريق الانترنت) مع
البعد عن كلمات الحبّ والغزل... ؟
الجواب: لا مانع من التحدّث عبر الطريق المذكور مع الأجنبيّ بشرط مراعاة الحدود الشرعية وعدم ترتّب مفسدة، ولا يجوز مع خوف الوقوع في الحرام.
السؤال(39):
ما حكم بناء علاقات الصداقة مع الجنس الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون
المقابلة المباشرة؟
الجواب: يجوز مع مراعاة الحدود الشرعيّة وعدم خوف الوقوع في الحرام أو ترتّب المفسدة. وإلّا فلا يجوز.
السؤال(40):
ما هو حكم التعارف والتسلية بالكلام المكتوب أو المسجّل بين الجنسين على وسائل
التواصل الاجتماعي؟
الجواب: لا يجوز ذلك إذا كان فيه خوف الفتنة والريبة أو مع ترتّب المفسدة، أو كان يستلزم الوقوع في الحرام.
السؤال(41):
هل الضحك والمزاح وتبادل النكت عبر الجوّال أو في المنتديات محظور شرعاً؟
الجواب:
إذا كان فيه
خوف الفتنة والريبة، أو ترتّبت عليه المفسدة أو كان يستلزم الوقوع في الحرام، فلا
يجوز.
السؤال(42):
أنا تكلّمت مع رجل على الإنترنت وتحادثت معه في الماسنجر وأحببته، وكنت أكتب له
رسائل غرامية، وهو أيضاً بعث لي رسائل، وحاولت الابتعاد عنه، ولكنّي لم أستطع،
وأخذت منه رقم الهاتف، وكلّمته مرّتين من وراء أهلي، وعندما أخبرت أهلي رفضوه
وتشاجروا معي لأنّي فعلت ذلك، ورفضوا فكرة الحبّ على الإنترنت، ورفضوه؛ لأنّه من
جنسية أخرى، وأنا أريده ماذا أفعل مع أهلي؟ وهل الذي فعلته خطأ، هل ارتكبت ذنباً؟
الجواب:
1- مجرّد الحبّ
والمودّة بين الرجل والمرأة الأجنبيّين لا مانع منه في نفسه، إلّا إذا أدّى إلى
الوقوع في الحرام أو ترتّبت عليه مفسدة. ولكن مع ذلك فلا وجه لإظهار المرأة
مودّتها أو حبّها للرجل الأجنبيّ أو العكس؛ لأنّه كثيراً ما يؤدّي إلى إثارة
الشهوة والفتنة وترتّب المفسدة.
2- وأمّا الزواج فإنّ كانت الفتاة بكراً فالأحوط وجوباً لها استئذان وليّها (وهو أبوها وجدّها لأبيها) لصحّة الزواج، وبدون إذن الوليّ فلا يجوز لها ترتيب آثار العقد الصحيح عليه على الأحوط وجوباً.
السؤال(43):
ما حكم الرسائل العادية التي تتمّ بين الجنسين (من غير المحارم) والتي تتخلّلها
الآراء والنقاشات في مختلف المواضيع، والتحايا التي قد تكون فيها مثلاً كلمة
عزيزتي، أو اشتقت إليك، ونحوها... ؟
الجواب: إذا كانت المراسلة ضمن الحدود الشرعيّة ولم يترتّب عليها مفسدة أو خوف الوقوع في الحرام فتكون جائزة. وإلّا فلا تجوز.
السؤال(44):
أنا فتاة لي من العمر ستّ عشرة سنة، ولقد كوّنت صداقة بسيطة ليس فيها ما يغضب الله
مع رجل يبلغ من العمر خمساً وثلاثين سنة عبر غرفة المحادثة، فهو يساعدني في تعلّم
بعض خدمات الإنترنت المفيدة، فهل مصادقتي لهذا الرجل لا تجوز؟
الجواب:
إذا كانت ضمن
الحدود الشرعيّة ولم يترتّب عليها مفسدة أو خوف الوقوع في الحرام فتكون جائزة.
وإلّا فلا.
الثالث عشر: حقوق الزوجين ووسائل التواصل الاجتماعي
السؤال(45): هل يجوز لي
منع زوجتي من التواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
الجواب:
إذا كان في
التواصل مع الآخرين خوف الوقوع في الحرام أو ترتّبت عليه المفسدة فلا يجوز،
وتكليفك في هذه الحالة هو أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر مع مراعاة مراتبهما وتحقّق
شرائطهما.
السؤال(46):
هل يحقّ للزوج أو الزوجة تفقّد أو الاطّلاع سرًا من دون إذن الآخر على ما يرده؟
الجواب:
لا يجوز
التجسّس على الزوجة أو غيرها، وكذا العكس.
السؤال(47):
هل يحقّ للوالدين تفقّد مواقع أولادهم المكلّفين دون إذنهم؟
الجواب:
لا يجوز التجسّس
على ما كتمه الأولاد المكلّفون، نعم إذا كان هناك قرائن وشواهد على أنّ المواقع
المذكورة على خلاف العفة والأخلاق والناموس، فلا مانع من تفقّدها من أجل الحيلولة
من الوقوع في المفاسد المحتملة.
الرابع
عشر: الاستفادة من شبكة الغير
السؤال(48): ما هو حكم استعمال الإنترنت من بثّ لاسلكي لأحد الأشخاص أو المؤسّسات من دون علمه أو أخذ إذنه؟
الجواب: يجوز استخدام الاتّصال اللاسلكي الموجود في الكمبيوتر المحمول، الذي يخوّل صاحبه الاتّصال بأقرب شبكة والاتّصال بالإنترنت، مع وجود احتمال عقلائي بأنّ بائع الكمبيوتر استجاز شبكة الاتّصالات، ومن ثمّ قام ببيعه مع حقّ الامتياز المذكور، وإلاّ فمجرّد وجود مثل هذه القابلية فيه لا يعطيك الحقّ في التصرّف فيه من دون استجازة الشبكة.
الخامس
عشر: حكم الألعاب والمسابقات وتبادل النغمات
السؤال(49): ما حكم
ألعاب البوكر والورق على الإنترنت بغرض التسلية لا القمار؟
الجواب:
حرمة اللعب
بآلات القمار لا تختصّ باللعب المباشر بل تشمل اللعب على الحاسوب وغيره من الأجهزة
الالكترونيّة، ولو بدون رهن.
السؤال(50):
ما حكم المسابقات الهاتفية التي تكون بإرسال أكبر قدر من الرسائل النصّية عبر
الهاتف الخلوي؟
الجواب: لا يوجد صورة شرعيّة للمسابقات التي تعرضها قنوات تلفزيونيّة، من خلال المشاركة بها عبر خطّ الجوّال، وشروط المسابقة هي أن يرسل الفائز أكبر قدر من الرسائل من الهاتف الجوّال وتقوم القناة بإرسال مبلغ 100 دولار للفائز، وذلك فيما إذا كان هناك توافق بين القناة وشركةالهاتف على زيادة ثمن المكالمة وعمّا كانت عليه ليقوموا بتقاسمها فيما بينهم، فهذا غير جائز.
السؤال(51):
ما حكم تبادل النغمات اللهويّة ومقاطع الفيديو والصور غير اللائقة مع الآخرين
والنكات التي تتضمّن إيحاءات جنسية عبر الهواتف أو مواقع التواصل الاجتماعي؟
الجواب:
لا يجوز ذلك.
السادس عشر: نشر الأخبار غير الموثوقة
السؤال(52): ما هو حكم نشر الأخبار غير الموثوق من صحّتها على وسائل التواصل الاجتماعي؟
الجواب: إذا كان نشرها على نحو البتّ والجزم فلا يجوز، وأمّا إذا كان نشرها على نحو الاحتمال فيجوز مع عدم ترتّب مفسدة أو الوقوع في الحرام.
* كتاب فقه التواصل لإجتماعي، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- تمّت مراجعة المادة الفقهية والموافقة عليها من قبل مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي (حفظه الله) في بيروت.
بتوقيت بيروت