تلعب استراتيجيات
التدريس والتقويم دوراً مهماً في تحقيق أهداف التعلم. فالاستراتيجية التي يستخدمها المعلم في إيصال مفهوم معين
للطلبة تعد من العوامل الحاسمة والمهمة في مساعدة الطلبة على اكتساب المفاهيم
وبنائها بطريقة سليمة تشبه إلى حد كبير المفاهيم التي يمتلكها خبراء موضوع ما، فعلى
سبيل المثال نرغب أن يكون من نتاجات التعلم اكتساب طلبة صف ما لمفهوم تكاثر
الحيوان يشبه إلى حد كبير مفهوم تكاثر الحيوان لدى العلماء. وللحكم على فاعلية
التدريس لا بد للمعلم من استخدام استراتيجيات تقويم تتفق وتتناغم مع استراتيجيات
التدريس التي يستخدمها في تدريس موضوع ما.
فالتربويون يصنفون المعلمين وفق الأدوار التي يمارسونها في تدريسهم إلى فئات عدة ، فيعتبرون:
· المعلم الضعيف الذي يلقّن (A Poor teacher tells).
· المعلم المتوسط الذي يفسّر (An Average teacher explains).
· المعلم الجيد الذي يعرض (A Good teacher demonstrates ).
· المعلم الممتاز ( المتميز ) الذي يلهم ( . (A Great teacher inspires
لذا فإن اختيار استراتيجية التدريس المناسبة يعدّ من الركائز الرئيسة لتحقيق أهداف التعلم، ولضمان ذلك لا بد أن تتصف الاستراتيجية بما يأتي:
- قدرتها على تيسير التعلم وتنظيمه.
- توظيف كل مصادر التعلم المتوافرة في بيئة التعلم.
- تشتمل على خطوات تتضمن الأنشطة التعليمية-التعلمية، ومصادر التعلم المتاحة، والوقت اللازم لأنجاز التعلم.
- تحقق أهداف التعلم بأقل وقت وجهد.
- تراعي الخصائص النمائية للمتعلمين.
- تراعي المبادئ النفسية والتربوية لعملية التعلم.
-
توفر للمتعلمين الدافعية، والأمن،
والثقة بالنفس، وفرص النجاح في مهمات التعلم.
تستثمر إمكانات
المتعلمين إلى أقصى درجة ممكنة.
- تنمي مهارات البحث والتفكير ضمن المادة التعليمية.
- تنمي مهارات التفكير بأنواعه المختلفة لدى المتعلمين.
- تنمي الجوانب الانفعالية والقيمية لدى المتعلمين.
- تنمي الجوانب المهارية لدى المتعلمين.
- تتصف بالمرونة بحيث تأخذ كل متغيرات بيئة التعلم بعين الاعتبار.
فعملية تدريس منهج ما تعتمد على مراحل ثلاث رئيسة. وتتمثل هذه المراحل في التخطيط والتنفيذ والتقويم. وهذه المراحل متتابعة ومتداخلة. فمرحلة التخطيط يحأول فيها المعلم أن يسأل نفسه الأسئلة الآتية:
ماذا أريد من طلبتي أن …
يعرفوه؟
يفهموه؟
يكتسبوه
من قيم؟
يكتسبوه
من مهارات عقلية؟
يكتسبوه
من مهارات عملية؟
وتتمثل الخطوة الأولى لمرحلة التخطيط في تحديد الهدف الأساس لعملية التدريس. والثانية في اختيار استراتيجية التدريس المناسبة، وجمع المواد التعليمية ذات العلاقة بموضوع الدرس. وأما المرحلة الأخيرة من التخطيط فتشتمل على أدوات التقويم التي يستخدمها المعلم للتأكد من تحقيق أهداف التعلم.
هذا وينظر إلى عملية التدريس على أنها محاولة مخطط لها لمساعدة شخص ما على اكتساب أو تغيير بعض المعارف أو المهارات أو الاتجاهات أو الأفكار. ولذلك فإن من واجب المعلم أن يعمل على إحداث تغيرات مرغوبة في سلوك المتعلم. ولتحقيق ذلك، طور علماء النفس عدداً من استراتيجيات التدريس وطرائقه وتقنياته، مما فتح الباب أمام المعلمين ليختاروا الطريقة التي تتناسب والمواقف التعليمية المختلفة وفق جملة من العوامل من أبرزها:
شخصية المعلم: والمتمثلة بفلسفة المعلم التدريسية وقناعته ونظرته إلى عملية التدريس وحماسه لتحقيق أهدافها، مما يؤثر بشكل ملحوظ في اختياره لطريقة التدريس المناسبة.
طبيعة الطلبة: حيث يؤثر المستوى العمري للطلبة ومراحلهم التعليمية في تحديد طريقة التدريس المناسبة، فالطلبة في مرحلة التعليم الأساسي يقبلون على دراسة العلوم بطريقة الاستقصاء والاكتشاف، بينما في المرحلة الثانوية والجامعية قد تكون طريقة المناقشة والحوار أجدى.
المادة الدراسية: إن طبيعة المادة الدراسية تختلف في بنائها من مادة لأخرى، حتى إنه ضمن المبحث الواحد قد تختلف طبيعة تدريس موضوع في الجغرافيا عن موضوع آخر في التاريخ أو التربية الوطنية. وبناءً عليه، فإن طرائق تدريس الموضوع قد تختلف باختلاف الموضوع، والمبحث، والمادة.
الغاية من التدريس: إن عملية تطوير التفكير بشكل عام والتفكير الناقد بشكل خاص تعد من أبرز النتاجات العامة التي يسعى التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي (ERfKE) إلى تحقيقها . لذا ، فإنه لابد لتحقيق ذلك من اختيار استراتيجيات وطرائق التدريس التي تناسب هذه الغاية.
مستوى الطلبة ونوعيتهم : هل الطلبة الذين يدرسهم المعلم من الذين يصفون بأنهم أذكياء؟ أم بطيئو التعلم؟ أم من الطلبة الذين يحتاجون إلى عناية وتربية خاصة؟ هل هم من الذكور؟ أم من الإناث؟
أهم استراتيجيات التدريس
طريقة المناقشة والحوار
تعرف المناقشة على أنها أنشطة تعليمية- تعلمية تقوم على المحادثة التي يتبعها المعلم مع طلابه حول موضوع الدرس، ويكون الدور الأول فيها على المعلم الذي يحرص على إيصال المعلومات بطريقة الشرح، وطرح الأسئلة، ومحاولة ربط المادة المتعلمة قدر الإمكان للخروج بخلاصة أو تعميم أو مبدأ للمادة المتعلمة موضوع الحوار، وتطبيقها على أمثلة منتمية في مواقف جديدة.
ويشير الأدب التربوي إلى أنه لا بد من توافر شروط لتحقق المناقشة أهدافها، من أهمها:
- وعي المعلم والمتعلمين بالأهداف المرجوة من المناقشة.
- أن لا يتجاوز حجم المجموعة عشرين طالباً، وأن لا يقل عن اثنين.
- أن تكون الفرصة متاحة لاستخدام المناقشة.
- أن يعد المعلم الأسئلة المناسبة التي تسهل عملية المناقشة بحيث تكون مبسطة ومتتابعة وهادفة، وتنمي التفكير، والاستفسار، وحب الاستطلاع.
- أن يكون الطلبة على قدر من الدراية والعلم بالموضوع المراد مناقشته.
- أن تكون الأسئلة من النوع الذي يؤدي إلى تنمية قدرة الطلبة على إدراك العلاقات ومسايرة الدرس.
مزايا طريقة الحوار و المناقشة :
ومن اهم مزايا طريقة الحوار و المناقشة في التدريس ، من أبرزها:
- توضيح المحتوى: حيث يسهم عرض الموضوع بطريقة المناقشة على تشجيع الطلبة على الإدراك النشط لما يتعلمونه في الصف.
- تعليم التفكير العقلاني: حيثتعد هذه الطريقة من الطرائق الجيدة في تعليم التفكير والتريث في إصدار التعميمات وإطلاق الأحكام المسبقة على الظواهر والمواقف المختلفة.
- إبراز الأحكام الوجدانية: حيث تسهم هذه الطريقة في الكشف عن مشاعر وميول واتجاهات وقيم الطلبة حول النقطة موضوع النقاش، مما تساعد المعلم على التعرف إلى طلبته عن قرب.
-
زيادة درجة تفاعل الطلبة: و يسهم
النقاش الفردي بشكل عام والجماعي بشكل خاص في استثارة دافعية الطلبة وزيادة رغبتهم
في الانخراط بالمهمات التعلمية.
الاهتمام
الفردي بكل طالب: إذ يساعد النقاش على توطيد عرى الروابط بين المعلم وطلبته من
جهة، وبين الطلبة أنفسهم من جهة أخرى، كما يساعد على تنمية شخصيتهم واستقلالهم
وقدرتهم على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
آلية الحوار والمناقشة:
أن يتفق المعـلم مع الطلبة منذ البداية على آلية إدارة الحوار والمناقشة ، من حيث:
1- الهدوء التام.
2- احترام آراء
الآخرين.
3- عدم التجاوز
باستخدام ألفاظ غير مرغوب بها.
الاستنتاجية
وهي الطريقة التي تقوم على توكيد المفاهيم المعرفية وتنميتها والتدرب على استخدامها في مواقف تعليمية-تعلمية جديدة. ففيها يقدم المعلم المفهوم، ثم يقدم الأمثلة أو الحقائق المرتبطة به ، أو يطلب من الطلبة إجابات للتحقق من تعلم المفهوم.
في الحلقة المقبلة، سنتعرف على مزيد من الطرق التدريسية
موقع "التربية والثقـافة"
بتوقيت بيروت