السيطرة على النفس
بعد أن يميّز الشاب بين الحقائق يدخل في قلب معركة جهاد النفس، حيث عليه أن يسيطر على أهوائه الجامحة ويهذب نفسه ويسيطر عليها
"أنتم الآن شبّان، لديكم قوة الشباب، سيطروا على قواكم.ولم يحط بكم الضعف البدني حتى الآن".
ولتهذيب النفس هذا أثر كبير ينعكس على مواجهة القوى المستكبرة:
"إذا كنتم تريدون أن تقفوا بدون خوف وهلع أمام الباطل وأن تدافعوا عن الحق، ولا تترك القوى الكبرى وأسلحتها المتطورة، والشياطين ومؤامراتهم أثراً في روحكم، ولا تخرجكم من الميدان، عوّدوا أنفسكم على بساطة العيش، وامنعوا تعلق القلب بالمال والمنال والجاه والمقام.الرجال العظام الذين قاموا بخدمات كبيرة لأمتهم، أكثرهم كانوا يعيشون حياة بسيطة، وبدون علاقة بزخارف الدنيا".
متطلبات الشباب
ما ذكرناه سابقاً لا يعني أن ينسى الإنسان متطلباته الطبيعية، فمن الحاجات الطبيعية للإنسان أن يروّح عن نفسه وأن ينشغل بأمور أخرى، لكن لا تتحول حياته كلها إلى مجرد ترويح عن النفس... لذلك عليه أن يقسّم أوقاته كما ينصح الإمام قدس سره:
"إذا كان لا بد فأنا لا أقول للإنسان الشاب أن لا يتنزه، لا أقول أن يبقى مشغولاً طوال الوقت، أقول أن يقسم أوقاته، وأن يكون أهم ما يفكر به هو التحصيل (للعلم)".
دور الدولة
إن الدولة والمؤسسات تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه الشباب، ورقيهم وتأمين متطلباتهم لتفعيل طاقاتهم الكامنة، يقول الإمام قدس سره:
"أنا أوصي جميع المسؤولين ومتسلمي زمام الأعمال أن أمِّنوا بأي شكل ممكن وسائل رقي الشباب الأخلاقي والاعتقادي والعلمي والفنّي، ورافقوهم إلى حد الوصول إلى أفضل القيم والإبداعات، واحفظوا فيهم روح الاستقلال والاكتفاء الذاتي".
من كتاب "الشباب في فكر الإمام الخميني(قده)"
جمعية المعارف الاسلامية
بتوقيت بيروت