أيها العزيز،
لا عليك، أيها الحبيب، إِذا أردت أن تُطيلَ شعرَكَ أو تُقصِّرَه، مع مراعاة ترتيبه وتنظيفه كما هي السُّنَّة الشريفة...، فهذا متروكٌ لك، وإن كان التقصير أفضل.
إِنَّما الذي أقوله لك، بارك الله بك، ألاّ تقصَّ شعرَك مُقَلِّداً أهلَ الفسق في قصِّ بعضه وتركِ الآخر، فيما يُسمَّى MARINES أو PUNKY.
حيث نهى أميرُ المؤمنين عليٌ عليه السلام عن هذا النوع من الحلاقة أي أخذ بعضِ الشعر وترك بعضه الآخر..
وجاء قومٌ النَّبيَّ ليدعوَ لصبيِّهم، وكان قد حُلق له على الطريقة المتقدمة... فأبى صلى الله عليه واله أن يدعو له، وأمر بحلق رأسه.
ومن الغريب ما يحصل في هذه الأيام من أنَّ بعض المؤمنين يقصُّون شعر أولادهم بهذه الطريقة!!! وعليك ألا تُطيلَ شعرك إِلى الحدِّ الذي يُظنُّ أنَّك أمرأةٌ، كأنْ يصلَ إِلى كتفيك مثلا ً، وهذا أصبح معروفاً ويزداد إِنتشاراً...
وأنت تعرف سلوك أصحاب هذه الشعور، ومَنْ هم!!! ويكفيك أن تنظر إِلى مشيتهم والتفاتهم!!! نعوذ بالله تعالى من مُعضلاَّت الفتن ما ظهر منها وما بطن فيظهرون إِما بشكل رجل مخنَّث أو امرأة مسترجلة، خاصة مع ربط شعورهم من الخلف!!!
ومن السُّنة المطهَّرة أيها الحبيب، أن يكون لك لحيةٌ كريمة وهي من "سمت الصالحين" تُذكِرُّ بالأولياء والأخيار.
واللحية معروفةٌ ليس فقط في أوساط المؤمنين وأتباع الأنبياء بل وعند كل شعوب العالم وفي الأزمنة المختلفة حيث تُشير إِلى الوقار والهيبة... كانت وما زالت... فترى حتى في بلاد الغرب وعند فلاسفتهم وأساتذتهم ومفكريهم وشخصيَّاتهم عامة، أنَّهم يتركون لحيتهم بشكل طبيعي ولا من معارض...
أما نحن وللأسف الشديد، ونتيجةً لِقلَّة الثقة بالنفس نُحاربُها في شبابنا وأبنائنا، كأنها تُشير إِلى أمرٍ ما، أو تُحذِّرُ من شيءٍ ما !!!
فالكثير من
أفراد مجتمعنا يرتضيها مع مَنْ يتعامل معهم من أهل الغرب، ويرفضها عند أبناء
ملَّته!!!
ولن نطيل أكثر من ذلك، حسبُنا أنها سُنَّة الأولياء وأتباع الأنبياء. فلا ترضى
لنفسك إِلا أن تكون لك لحيةٌ تُشير بك إِلى" سمت الصالحين" فهي مظهر من
مظاهر أهل الخير والطاعة.
* كتاب أخي الحبيب,للسيد سامي خضرة
بتوقيت بيروت