مختارات :: رسالة من الطرف الآخر من الوطن - جنى شاهين
كنا أطفالا" تربينا في
"المجتمع الآخر" من منظومة "العيش المشترك"، لا نعرف شيئا"
عن الحسين او كربلاء. كانت ذكرى عاشوراء مجرد مناسبة للعطلة المدرسية، وكنا نظنها
عيدا".. لم يخبرنا أحد ماذا تعني ومن هم ابطال هذه القصة. الكتب التي قرأناها
والتاريخ الذي تعلمناه اخبرنا عن يزيد ومعاوية وآخرين، وكان الحسين تفصيلاً
ثانوياً، حتى لم ننتبه له. حتى ابي لم يذكر الحسين في حديثه عن الامام علي الذي لم
نكن نعرف انه شيعي.
حتى الامام علي نفسه الذي كان في
مناهجنا الدراسية لم يخبرنا عن الحسين وكربلاء.. كنا اذا شاهدنا على التلفزيون
مسيرة عاشوراء نتساءل ماذا يفعل هؤلاء الناس باللباس الاسود؟ كما كنا نشعر بشيء من
الخوف من هذه الاعداد الكبيرة السوداء التي تهتف "لبيك يا حسين". اليوم
تذكرت كل هذا وشعرت بالحزن والغضب العام، لماذا حصلت هذه الامور؟ لماذا لم يخبرونا
الحقيقة؟ وشعرت بالامتنان في الوقت عينه اني تعرفت إلى اصدقاء على الفايسبوك تعلمت
منهم (على قدي) المعنى الروحي والفكري لهذه المناسبة، وشعرت بالامتنان للجنرال عون
ووثيقة التفاهم وحتى لحرب تموز التي منحتنا الفرصة للتعرف والاندماج بهذا المجتمع
الكامل من ابناء وطني، رغم ان ثورتي انتفضت مستنكرة: ويلٌ لأمة تتعرف إلى بعضها بعضاً
على الفايسبوك.