تشمل الصحة المدرسية تعزيز صحة الفرد والمجموعة في المدرسة، والوقاية من الأمراض والحوادث، والتدخل لمساعدة الأطفال واليافعين الذين يعانون وضعاً صحياً غير سليم. تتضمن عناصر الصحة المدرسية التثقيف الصحي، النظافة الشخصية والوقاية من الحوادث والأمراض والآفات الاجتماعية والتربية البدنية والغذائية، والإرشاد والتوجيه والدعم النفسي، والبيئة المدرسية السليمة، ومشاركة الأهل والمحيط. وتستهدف التلامذة والأهالي والهيئة التعليمية والبيئة المدرسية والمحيط.
في المقابل،
يظهر مسح ميداني أجرته «الهيئة الصحية الإسلامية» بإذن من وزارة التربية والتعليم
العالي بالتعاون مع البلديات في العام 2013 ضمن برنامج «تحديد احتياجات الرعاية
الصحية المدرسية» وشمل 91 مدرسة خاصة ورسمية في محافظات البقاع والجنوب وبيروت أن
معايير الصحة المدرسية غير مطبقة في معظم المدارس التي شملها المسح.
تبين النتائج أن معظم المدراس لا تراعي المواصفات البنيوية ومنها: مياه الشرب
غير متوافرة في المدرسة، حمامات الذكور غير منفصلة عن حمامات الإناث، عدم توافر
الصابون في المغاسل، الإضاءة في الغرف غير مناسبة، لا تراعي الامدادات الكهربائية
الشروط الفنية السليمة، عدم مراقبة مياه الشفة والخدمة وفحص العينات، وعدم مراقبة
المواد الغذائية والمنتجات التي تباع في حانوت المدرسة. وتفتقر المدارس إلى مطافئ
للحريق وخطة إخلاء في حال حصول طارئ أو حريق، وإلى معدات الإسعافات الأولية، وإلى
مستوعبات مغطاة للنفايات وفرزها، وإلى وسائل مكافحة الحشرات.
تشير مسؤولة دائرة البرامج الصحية في الهيئة عليا سبلاني إلى أن معظم المدارس المشاركة في الدراسة تحتاج إلى وجود مرشدين صحيين متخصصين، وإلى إقامة محاضرات توعية للتلاميذ والأهالي في المسائل الصحية، وإلى اتخاذ إجراءات للحد من الحوادث المدرسية.
وأجرت الهيئة، ضمن «برنامج الكشف الطبي العام والتخصصي»، في العام 2013 - 2014، كشفاً صحياً في 145 مدرسة خاصة ورسمية في البقاع والجنوب وبيروت، وشمل 31 ألف طالب. فحصت الفرق الصحية التابعة للهيئة الطلاب (مشاكل العيون، النظافة الشخصية، تسوس الأسنان، البدانة...) وتابعتهم أو أحالتهم إلى الأطباء المتخصصين.
بينت النتائج، وفق المسؤول عن مديرية الصحة الاجتماعية في الهيئة الدكتور مصطفى مرعي، أن نسبة 44.4 في المئة من الطلاب تعاني مشاكل في الفم والأسنان، وأن نسبة 13.9 في المئة تعاني مشاكل في الأذن والحلق، ونسبة 10.9 في المئة مشاكل في العيون، و6.5 في المئة مشاكل في الجهاز التنفسي، ونسبة 5.5 في المئة مشاكل في المظهر العام أو النظافة الشخصية.
تشير تلك
النتائج، وفق مرعي، إلى وجود نقص في المتابعة الصحية للتلامذة إذ تركز الطواقم
الإدارية والتعليمية على المناهج المدرسية، والمعايير التربوية وتغفل الظروف
الصحية والبيئية التي تؤثر على صحة التلميذ وإنتاجه الدراسي وسلوكه النفسي.
تلحظ برامج الهيئة الصحة النفسية عند التلامذة من خلال إقامة الزيارات
الدورية والأنشطة التفاعلية. أظهر التلامذة، وفق المسؤولة عن مديرية الصحة النفسية
في الهيئة ريما بدران، شعوراً بالقلق والخوف خصوصاً خلال فترة وقوع الانفجارات إذ
كشفت الكثير من رسومات الأولاد خوفهم من الرجوع إلى البيت وإضطرابهم في حال وقع
انفجار ما. ويعاني بعض التلامذة قلة في التركيز، وسلوكيات تنمّر وسخرية من
الزملاء، وكآبة خصوصاً عند الفتيات في سن المراهقة.
تناقش الهيئة نتائج تلك الدراسات والتوصيات خلال المؤتمر الذي تعقده اليوم بعنوان «صحة مدرسية... رعاية صحية مستدامة» برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وبمشاركة ممثلين عن وزارتي التربية والصحة ومنظمة «اليونسيف» والبلديات والجمعيات المعنية.
يؤكد مرعي وجوب تسليط الضوء على الحاجات المدرسية وإيجاد التمويل اللازم لحل المشاكل ومواجهتها، إذ لا يكفي إجراء المسوحات وتحديد الثغرات بل يجب العمل على تمويل المشاريع لتعزيز الصحة المدرسية نحو صحة جيدة وبيئة سليمة للتلامذة.
ملاك مكي
جــريدة السفير/24-10-2014
بتوقيت بيروت