يتناول
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، المبادرة العالمية الرائدة في
دعم الابتكار والتعاون في مجال التعليم نتائج الاستطلاع الذي أجراه بين أوساط خبراء
مجتمع «وايز» العالمي، من أجل الاطلاع على وجهات نظرهم حول ما ستبدو عليه المدارس
في عام 2030.
وتناول الاستطلاع بعضاً من القضايا المتعلقة بآفاق التعليم عبر طرحه لمجموعة من الأسئلة، من ضمنها «هل أصبح المعلمون وسيلة تعليم قديمة؟»، و«هل سيحل محتوى الإنترنت محل المدارس التقليدية؟»، و«هل ستكون هناك لغة عالمية واحدة للتعليم؟»، و«هل ينبغي على المدارس أن تركز على المهارات الشخصية أكثر من المعرفة الأكاديمية؟»، و"هل ستصبح الشهادات الممنوحة من قبل الشركات الخاصة معادلة للشهادات الأكاديمية الرسمية؟".
وتمت دعوة 5 شخصيات عالمية رائدة في مجال التعليم للتعليق على النتائج وتقديم تحليلاتهم، حيث شارك بالمناقشات والاستطلاع البروفسور والفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، الأستاذ الفخري بجامعة "إم آي تي"الأميركية. والسيدة جوليا جيلارد رئيسة وزراء أستراليا السابقة، وكانت سابقاً وزيرة للتعليم، والرئيسة الحالية لمبادرة الشراكة العالمية للتعليم. والبروفسور سوغاتا ميترا، أستاذ التقنية التدريسية في جامعة نيوكاسل البريطانية. والسيد جون مهافي، رئيس مجلس الإدارة السابق ومؤسس جمعية المستقبليون المهنية، والتي تهتم بأبحاث ودراسات المستقبل. والدكتور ياسر جرار، القائد الشاب في المنتدى الاقتصادي العالمي (سويسرا)، والأستاذ المساعد في كلية هولت الدولية للأعمال.
وقد كشفت النتائج الرئيسة عن توقعات بخضوع أنظمة التعليم إلى تغييرات كبيرة ستجعل من المدارس بيئات تفاعلية تسهم فيها الابتكارات التكنولوجية والمناهج الدراسية المتطورة في إحداث تحول جذري في دور المعلمين وإعادة تشكيل مشهد التعلم.
كما
بدا واضحا في الدراسة أن هناك توافقا قويا في الآراء حول أهمية الابتكار كجزء لا
يتجزأ من مستقبل التعليم. وأجمع غالبية الخبراء بنسبة 93 في المائة على أنهم
يفضلون المدارس التي تطبق أساليب مبتكرة ترتكز على منهجيات تعليم حديثة ووسائل
خلاقة.
ويتوقع خبراء مجتمع «وايز» أن تتطور المدارس إلى شبكات
للتعلم، حيث ستعمل الموارد المتوفرة عبر الإنترنت والتقنيات بدعم التواصل والحوار
وتبادل المعارف بين الأقران، مما سيسهل الانتقال إلى نموذج التعلم المشترك. وأظهر
الاستطلاع أن قرابة نصف الخبراء، بنسبة 43 في المائة، يعتقدون أن توفير المحتوى
سيجري في الغالب عن طريق منصات الإنترنت، في حين اعتبر 29 في المائة فقط أن تشكل
المدارس التقليدية المصدر الأساسي للمعرفة. هذا وقد شدد الخبراء على أن الابتكار
يأخذ أشكالا عديدة، ولا يقتصر فقط على التكنولوجيا. كما أن 75 في المائة منهم
يعتقدون أن المهارات الشخصية والتفاعلية ستشكل الأصول الأكثر قيمة في عام 2030،
بينما يرى 42 في المائة منهم أن المعرفة الأكاديمية ستبقى مصدرا معرفيا قيما
للمتعلمين.
وفي سياق متصل، توقع 83 في المائة من الخبراء أن يصبح المحتوى أكثر تخصيصا ليعكس الاحتياجات الفردية للطلاب، فضلا عن توقعات أخرى بارزة في الاستطلاع بتطور دور المعلم ليصبح وسيطا مساعدا للتعلم بدلا من أن يكون محاضرا. كما اتفق الخبراء أيضا على أن الوجود المادي والتفاعل البشري سيبقى شكلا من أشكال التعليم التي لا يمكن الاستغناء عنها في المستقبل. ومن ناحية أخرى، شهد الاستطلاع تباينا واضحا في وجهات النظر حول قضية الشهادات والتقييم، حيث قال 39 في المائة إن الشهادات الأكاديمية ستبقى الركيزة الأكثر أهمية في عمليات التقييم، بخلاف ثلث المستطلعين (37 في المائة) الذين يرون أن الشهادات الاحترافية الخاصة التي تقيّم قدرات عديدة مثل الإدارة والتعاون والإبداع، ستلعب دورا أكثر أهمية.
ويذكر أن "استطلاع مدارس عام 2030" أجري على مدار فترة امتدت من 3 إلى 30 يونيو (حزيران) 2014، وشمل 645 من خبراء مجتمع «وايز» العالمي، الذي يضم أكثر من 15 ألف عضو. وتنشر «الشرق الأوسط» نتائج الاستطلاع قبل مؤتمر «وايز» 2014، الذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، من 4 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 بمشاركة 1500 عضو من مجتمع «وايز» لمناقشة موضوع "تخيل- ابتكر- تعلّم: الإبداع في قلب التعليم".
ويمثل مؤتمر (وايز) مبادرة دولية متعددة القطاعات تتيح التفكير الخلاق والنقاش والعمل الهادف من أجل بناء مستقبل التعليم من خلال الابتكار. ومن خلال قمته السنوية ومجموعة مبادراته المستمرة، يعد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) مرجعا عالميا لمنهجيات التعليم الحديثة.
من صحيفة "الشرق الأوسط"
بتوقيت بيروت