لم يأتِ الشيعة إلى منطقة بعلبك في فترة تاريخيّة واحدة ولا من مكان واحد، بل يمكن الحديث عن فترات زمنية متفرّقة، وأمكنة متعدّدة، ويمكن تصنيف ما ورد في الروايات والدراسات التاريخية في تاريخ الوجود الشيعي في بعلبك إلى قسمين:
الأول: ما ترشدنا إليه بعض المصادر التاريخية، أنّ تاريخ الوجود الشيعي في بعلبك يعود إلى القرن الأول الهجري، بحسب بعض التحقيقات العلمية التاريخية1.
الثاني: ما تدلّ عليه الكثير من الدراسات والتحقيقات العلمية ولعلّه القول الأشهر، حيث تعتبر أنّ شيعة بعلبك قد هاجروا إليها من مناطق جبيل وكسروان في جبل لبنان، ومن الجبال المجاورة، وهي السفوح المطلّة على السهل والمحاذية لسلسلة الجبال السوريّة.
تاريخ الوجود الشيعي في بعلبك:
يذهب هذا القول إلى أنّ الوجود الشيعي في بعلبك يعود إلى القرن الأول الهجري، وتفصيل القضية كما يذكر الشيخ د.جعفر المهاجر2: إنّه في وقتٍ ما من العقد السادس من القرن الأوّل الهجري/ العقد التاسع من القرن السابع الميلادي هبط أولئك المهاجرون من همدان وعبد القيس، القادمون من "الكوفة"، أو بعضهم، أرض "لبنان" قسمٌ منهم نزل أطراف "بعلبك"، والثاني نزل الهضاب المشرفة والمجاورة لمدينة "طرابلس".
ويستند هذا القول على مجموعة قرائن هامة تتمحور حول نص تاريخي يعود إلى القرن التاسع الميلادي يقول فيه: "إنّ بعلبك قومها من الفرس، وفي أطرافها قوم من اليمن"3.
وهذه بعض القرائن التي يستند عليها هذا القول:
الأولى: ورد في عبارته في النص: "وفي أطرافها (يعني بعلبك) قوم من اليمن" ومن الواضح أنّ هذه العبارة تشير إلى أساس وجود الشيعة في المنطقة، خلافاً لكلّ تهيّؤاتها الذاتيّة.
والعبارة هي لابن واضح اليعقوبي (ح: 292هـ/ 905م) في كتابه (البلدان)4. ونحن نأخذ من نصّه النادر إجمالاً أنّه في أواسط القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي كان سكّان أطراف "بعلبك" من أهل "اليمن". والطرف من الشيء أو الجسم ما يكون متّصلاً به دون أن يكون منه؛ أي إنّ "أطراف بعلبك" ما ليس من جسم المدينة، ولكنّه من ضواحيها أو جوارها. وفي هذا إشارة إلى أنّهم لم ينزلوا المدينة.
الثانية: قوله: "قومٌ من اليمن" نصٌّ واضحٌ أيضاً، ولكنّه عامٌّ غير محدّد للمعنيٍّ به، ويوجد قرينة هامّة تساعدنا على معرفة أنّ هؤلاء القوم هم من الشيعة الوافدين، وهي أنّ أحد أبواب مدينة "بعلبك" كان يحمل اسم "باب همدان" وقد ورد ذكره كثيراً في المصادر. هذا الباب كان بالتحديد جنوب المدينة، حيث اليوم وكان دائماً متنزّه "رأس العين" المعروف، الذي يسمّى في بعض المصادر "الميدان الأخضر" "في الميدان الأخضر، خارج باب همدان ببعلبك".
واسم هذا الباب - كما يُفهم من القرائن - قرينة على أنّه كان يفضي إلى حيث يقيم تجمّعٌ سكّانيٌّ من بني همدان. وأنّ هذا التجمّع كان من كثرة العدد بحيث كان الأبرز في المكان الذي يسامت ذلك الباب، بحيث أطلق عليه الناس اسمه المنسوب إلى همدان.
إذاً، كانت هناك منازل همدان في "أطراف بعلبك"، التي استدعت تسمية باب المدينة المؤدّي إليها باسمهم. واحتفظ الباب باسمه هذا حتى أوائل القرن الثاني عشر للهجرة/ الثامن عشر للميلاد على الأقلّ، ثمّ ضاع ونسي مع كرّ الأيام.
لذا فقوله في النص من اليمن، يعني هم أنفسهم الذين سكن بعضهم في أطراف المدينة، ويعود أصلهم إلى قبيلة همدان5 اليمنيّة، وهم من الشيعة. ذلك أنّ همدان كانت ديارهم في اليمن، ولمّا جاء الإسلام تفرّقوا فرحل من رحل، وبقي من بقي. وأهل همدان شيعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام6، تفرّقت من اليمن، ونزل بعضها في بلاد الشام، ونالت بعلبك نصيباً من حركة هذا النزوح، وسكنت فيها، حتى سُمّي أحد أبوابها باسم باب همدان نسبة إلى أهلها، وهو الباب الذي ذكره ابن عساكر في تهذيب تاريخ ابن عساكر بقوله: "في الميدان الأخضر خارج باب همدان بعلبك"7 نسبةً إلى هويّة القاطنين في تلك الجهة من المدينة.
ويعود السبب التاريخي لهجرتهم إلى هذه المنطقة، ما حصل بعد معركة صفّين، من ظلم واضطهاد، ولاسيما اغتيال الإمام الحسن عليه السلام.
وهكذا خرجت تلك الجموع من "الكوفة" لتنزل منازل جديدة متباعدة. بحيث إنّ بعض همدان نزل "مصر" و"الأندلس" ولكنّ أكثرها، فيما تدلّ عليه الدلائل، نزل بقاعاً معلومةً من أرض "الشام".
هجرات الشيعة من كسروان وغيرها إلى بعلبك:
يتّفق المؤرّخون أنّ أكثر العائلات والعشائر الشيعيّة في منطقة بعلبك الهرمل، هوجر إليها من مناطق جبيل وكسروان، حيث تميّز تاريخها هناك بالصدامات مع السلطات المركزيّة، بدءاً من المماليك وحتى الأمراء الشهابيّين. ونتيجةً للظروف غير المؤاتية، وفدت إليها عائلات أخرى من المناطق المحيطة، ومن مناطق أخرى في لبنان.
وما يهمّنا هنا هو رصد حركة العائلات الشيعيّة التي اتّجهت نحو منطقة بعلبك - الهرمل من مناطق مختلفة في لبنان، ولعلّ أكثرها أهميّة هو الجبل الذي نزحت منه العشائر الحماديّة وعائلات أخرى سكنته منذ قرون، فأقامت في كسروان وجبيل وركّزت فيها سلطتها، لكنّها اندفعت باتّجاه منطقة بعلبلك - الهرمل نتيجة الظروف السياسيّة غير المناسبة.
فثمّة ما يشبه الإجماع بين المؤرّخين، أنّ أسباب نزوح العشائر الحماديّة من مناطق كسروان تعود إلى الظروف السياسيّة غير المناسبة التي تعرّض لها الشيعة طيلة مراحل تاريخيّة متعدّدة، ما يعني أنّ هذا النزوح لم يحصل دفعة واحدة، بل على مراحل حيث استُكملت حركة النزوح هذه في نهاية القرن الثامن عشر، وما إن أطلّ القرن التاسع عشر حتى انتهت من عملية تشكّلها في جرود الهرمل.
وهناك عدد كبير من المؤرّخين أكّدوا على أنّ أسباب النزوح تعود إلى الحروب التي دارت في الجبل في العهد المملوكيّ، حيث أورد ابن يحيى في كتابه "تاريخ بيروت" أنّ العسكر المملوكيّ نجح في اجتياح كسروان بعد محاولات فاشلة كثيرة، فقتل من أهلها من قتل، ونفى أو شرّد قسماً آخر اتّجه صوب بعلبك8.
وفي عام 1291م جرّد الملك الأشرف خليل بن قلاون حملةً من العساكر إلى جبل كسروان لكسر شوكة العشائر الممتنعة عن قبول سلطة الدولة هناك، وكان أهالي كسروان قد بقوا حتى ذلك الوقت خارج سطوة ملوك دمشق وحكّامها. ولم تؤدِّ هذه الحملات إلى سيطرة كاملة للمماليك على جرود كسروان، فلم تمضِ سنوات حتى عاد أهل المنطقة إلى تحدّي النظام القائم.
ويذكر كمال الصليبي أنّه في عام 1305م، سار الأمير جمال الدين آقوش الأفرم من دمشق لقتال أهل كسروان، بعد أن قدم إليها عام 1304م الفقيه الحنبليّ ابن تيميّة لمفاوضتهم، ولمّا لم ينجح في مهمّته، دعا إلى القضاء عليهم نهائياً، فدارت معركة وأعمل فيهم السيف حتى تفرّقوا في جزّين وبلادها، وبلاد بعلبك، وبعضهم أعطوا الدولة أمانتهم9.
بالإضافة إلى الظروف السياسيّة التي دفعت العشائر الحماديّة للنزوح إلى المناطق الجرديّة في الهرمل هرباً من السلطة المركزية، كانت هناك حركة نزوح من السلسلة الجبليّة الشرقيّة المحاذية لسوريا من قبل عدد من العائلات التي ترجع بأصولها إلى تلك السفوح، ومنها عائلة الحرفوش التي ترجع أصلاً - كما يعتبر الشيخ جعفر المهاجر في كتابه التأسيس لتاريخ الشيعة - إلى قريتي "الجبّة" و"عسال الورد" ويرجع أسباب قدوم هذه العائلات إلى فقدان التكافؤ بين القدرة الإنتاجيّة لتلك الجبال والتكاثر السكانيّ10. ويضاف إليها عوامل أخرى تتعلّق بالأسباب الثأريّة، حيث لا تزال ذاكرة المعمّرين تحتفظ برواية تُرجع أسباب نزول العديد من العائلات من القريتين المذكورتين إلى الحادثة الثأريّة التي وقعت بين "مرعي البقداني" (نسبة إلى قرية بقدانة المجاورة لعسال الورد)، وعائلات إحدى القرى المجاورة وهم من أهل السنّة، ففرّ بعد أن قتل عدداً منهم مع عائلته إلى بعلبك، وكذلك فعلت عائلات كثيرة في القرى المجاورة خوفاً من أن يطالها الانتقام. ومن بين هذه العائلات عوائل ياغي، الطفيلي، العوطة، علاء الدين، حسن، طالب، عباس11، وهي من العائلات التي لا تزال تسكن المدينة حتى يومنا هذا.
النزوح من جبل عامل باتّجاه بعلبك
وإلى جانب النزول من السلسلة الشرقيّة، ثمّة حركة نزوح من مناطق أخرى، ولكن هذه المرّة بدافع سياسي هرباً من السلطة المركزيّة، تمثّلت بحركة النزوح من جبل عامل باتّجاه بعلبك طلباً للأمن. وكما يروي محمد جابر آل صفا في تاريخ جبل عامل، أنّه في فترة حكم الأمير فخر الدين، نزحت بعض العائلات إلى بعلبك، حيث كان يتسلّم زمام السلطة فيها الحرافشة عام 1616م بعدما طلب الأمير فخر الدين من مشايخ تلك البلاد دفع أموال متأخّرة عليهم خمس سنين، فنزح آل الصغير أمراء تلك البلاد، ومعهم آل شكر12. وكذلك أورد السيّد محسن الأمين، بأنّه لمّا استولى الجزَّار على جبل عامل بعد قتل ناصيف نصّار، أخذ يقتل العلماء الشيعة فهرب جماعة منهم إلى بعلبك13.
الفقيه الكبير ابن ملّي الأنصاريّ البعلبكيّ يتصدّى للتتار
إنّه نجم الدين أحمد بن مُحَسِّن بن ملّي الأنصاريّ البعلبكيّ14 أوّل فقيه شيعيّ إماميّ أنجبته بعلبك، وأحد أذكياء الرجال وفضلائهم في الفقه والأصول والطبّ والفلسفة والعربية والمناظرة. كان متبحّراً في العلوم، كثير الفضائل، أسداً في المناظرة، فصيح العبارة ذكيّاً متيقّظاً، حاضر الحُجّة، حادّ القريحة، مقداماً. إلّا أنّ النقطة المضيئة في سيرته إلى حدّ السّطوع والتألّق ما كان يتحلّى به من صفات وخصوصاً الإقدام والشجاعة. وقد نجح في أن يكون ضمير قومه، بل أمّته في لحظة من أشدّ اللحظات وأقساها يوم اجتاح التتار "دار الإسلام" من مشرقها، ذلك الاجتياح المهول، للمنطقة الشاميّة، ومنها وطن ابن ملّي "بعلبك". فنظّم وقاد حرب عصابات شعبيّة ناجحة في وجههم في بعلبك وجبالها، في وقت تهاوت العروش، ولم تثبُت الجيوش النظامية، من تركستان إلى أبواب مصر. وتلك مبادرة فريدة في تلك الأيام السوداء، وذلك درس حقيق أن يُقرأ اليوم ويُستعاد.
نجح ابن ملّي في نقل الشيعة في وطنه إلى موقع متقدّم على طريق الجهاد، وحقّق نقلة نوعية كبيرة تختلف كثيراً عن الوضع الخامد المتلقّي الذي كانوا فيه. فقد نجح في تنظيم الشيعة لأوّل مرّة بعد أن اضطرب وضعهم بسبب الغزو الصليبيّ وما تلاه. وذلك هو المغزى التاريخيّ الكبير لأعماله الجهادية الذي يستحقّ أن يدخل التاريخ؛ لأنّه قام بأوّل مبادرة جماعية ذات معنى وبعد سياسيّ وجهادي، اتّخذها الشيعة من أهل الشام بعد كل ما تعرّضوا له من ظلم وقتل.
فعندما استولى التتار على الشام كان ابن ملّي بجبال بعلبك، وقد جمع له عشرة آلاف نفر، تسمّى بالملك الأقرع، وكانوا يتخطّفون التتر في الطرقات وخصوصاً في الليل.
والجدير بالذكر أنّنا لا نقرأ في تاريخ تلك الأيام السوداء أيّ ذكر لعمل دفاعيّ شعبّي، لوقف التتار الزاحفين، أو عرقلة حركتهم وقد ابتعدوا عن أوطانهم الأصلية. وتلك الظروف نموذجية لحرب الكرّ والفرّ التي نسمّيها اليوم "حرب العصابات". وقد تحقّقت الشروط الأساسية النظرية لنهوض مقاومة شعبية مسلحة، في وجه الغزاة التتار في بعلبك ومنطقتها على يده، خصوصاً أنّه كان يتمتّع بموقع بين الشيعة من أهل بعلبك وجوارها. ومع ذلك فإنّ التجربة التي خاضها الشيعة في بعلبك وجوارها تحت قيادته، لا يمكن أن تكون قد ضاعت وضاع أثرها مثل نفخة ريح.
* كتاب منار الهدى، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- يراجع:
المهاجر. ش.جعفر، شيعة لبنان والمنطلق الحقيقي لتاريخه، ص35 وما بعد، دار بهاء
الدين العاملي للنشر والتوزيع، بعلبك، ط. أولى 2013.
2- المهاجر.
ش.جعفر، شيعة لبنان والمنطلق الحقيقي لتاريخه، ص35 وما بعد، دار بهاء الدين
العاملي للنشر والتوزيع، بعلبك، ط. أولى 2013.
3- ابن واضح
اليعقوبي، البلدان، نقلاً عن: جعفر المهاجر: التأسيس لتاريخ الشيعة (بيروت: دار الملاك،
1992م)، الصفحة 117.
4- اليعقوبي
بلدانيٌّ ثَبْثٌ، المعروف بين أهل البحث أنّه من كبار العارفين في زمانه بأقطار
"الشام" وبلدانه وعمّارها، وأنّه لا يصدر فيما يقوله إلا عن معرفة مباشرة.
5- همْدان:
قبيلةٌ يمانيّة. ديارُها الأصليّةُ شرقُ "اليمن"؛ أي "حضرموت"
وبظهورِ أمرِ الإسلام باينَ شطرٌ كبير منها برابعَه، وتفرّق في الرُّقعة الإسلامية
الآخذة في التوسّع. وكانت "الكوفة" مركز التجمّع الرئيس لهذه القبيلة
خارج "اليمن". بحيث إنّه لدى تمصيرها فازت همدانُ بسُبع المدينة الجديدة.
ومن المعلوم المشهور أنّ صلةً متينةً جداً قامت بين همدان والإمام علي عليه
السلام. وأنّ هذه الصّلة تعود إلى تاريخ مُبكّر. حيث النبي صلوات الله عليه وآله
بعث ابن عمّه إلى "اليمن"، يدعو أهلها إلى الإسلام؛ فأسلمت همدانُ على
يده. وأنّه أقام بينهم مدّة سنة تقريباً، فتفقّهوا في الدين عليه. هذا، بالإضافة
إلى شخصية الإمام المؤثّرة، فقد بنى وشيجةً خاصّةً لبني همدان معه. فكانت عمادَ
عسكره في "صفين"، وكان منها قوّاتُ النُّخبة لديه المسمّاة (شرطة
الخميس). أصابت همداُن فترتها الذهبيّة مع ارتفاع شأن "الكوفة"، بعد أن
اتّخذها الإمام عاصمةً له. في تلك الفترة الحافلة بالأحداث الجِسام، صارت همدانُ
صاحبة الدّور المنيف، الذي لا يُدانيه دورُ أيّ قبيلة أخرى في معسكر "العراق" وعندما انفرط
عقد نظامه إثر داهية التحكيم، فخرج منها المُحكّمة (الخوارج)، ومال قسم ضمناً إلى
معاوية، ظلّت همدانُ على صلابتها وإخلاصها. في هذه الفترة الفاصلة اكتسبت همدانُ
الصورة التي دخلت بها التاريخ وأذهان الناس، بوصفها قبيلةً شيعيّةً خالصة. وذلك ما
صنع تاريخها في الزمن الآتي. وكان لنا في "لبنان" من هذا التاريخ نصيب.
6- أحمد بن علي
القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (بيروت: دار الكتب العلميّة، 1987م)، الجزء 1،
الصفحة 380.
7- علي بن الحسن
بن عساكر، تهذيب تاريخ ابن عساكر، الجزء 4، نقلاً عن: جعفر المهاجر، التأسيس
لتاريخ الشيعة، مصدر سابق، الصفحة 119.
8- صالح بن
يحيى، تاريخ بيروت، ورد في كتاب جعفر المهاجر، التأسيس لتاريخ الشيعة، مصدر سابق،
الصفحة 115.
9- كمال
الصليبي، منطلق تاريخ لبنان، مصدر سابق، الصفحتان 136 - 137.
10- جعفر المهاجر، التأسيس لتاريخ الشيعة، مصدر سابق، الصفحات من 115 إلى 117.
11- مقابلة مع الأستاذ عباس حسن، باحث في تاريخ قدوم العائلات إلى منطقة بعلبك - الهرمل،
أجريت في 5/11/1997م.
12- محمد جابر آل صفا، تاريخ جبل عامل، الطبعة 2 (بيروت: دار النهار للنشر،
1984م)، الصفحة 44.
13- السيّد محسن الأمين، أعيان الشيعة (بيروت: دار التعارف)، المجلد 5، الصفحة
430.
14- ابن ملي في موسوعة طبقات الفقهاء للشيخ جعفر السبحاني (14/1031-1032) : ابن
ملّي (617- 699 هـ): أحمد بن محسّن بن ملّي بن حسن الأنصاري، العلامة، الإمامي، المتفنّن،
نجم الدين أبو العباس البعلبكي. قال الذهبي: كان أحد أذكياء الرجال وفضلائهم في
الفقه والأصول والطب والفلسفة والعربية والمناظرة. ولد المترجم له في بعلبك سنة
سبع عشرة وستمئة، وتتلّمذ في بلده وفي دمشق وحلب. سمع من: محمد بن الحسين بن عبد
الله بن رواحة الحموي الشافعي (المتوفّى 642 هـ)، وزكي الدين عبد العظيم بن عبد
القوي المنذري، وآخرين. وأخذ النحو عن ابن الحاجب، وفقه الشافعية عن عبد العزيز بن
عبد السلام السلمي الدمشقي. ولازم الفقيه الإمامي أحمد بن علي بن معقل الحمصي البعلبكي
في الفقه وغيره. وتقدّم في العلوم و اشتهر، حتى صار- كما يقول اليونيني - إماماً في
مذهب الشافعي، وكذلك مذهب الشيعة، يقتدى به. وكان جريئًا، مقدامًا. غادر بعد
استيلاء التتر على الشام (658 هـ) مدينة بعلبك، واتّخذ من جبالها مقرًّا له ولأتباعه
من المجاهدين، وتسمّى بالملك الأقرع، وقاد حرب عصابات شعبية ضد التتر. ولما دالت
دولة التتر، اختفى ابن ملي خوفًا من اعتقاله، ثمّ ظهر في مدينة إسنا (بصعيد مصر)،
ثم انتقل منها إلى مدينة أسوان، فاستقرّ فيها مدّة يدرس في المدرسة الباباسيّة.
وقد دخل مصر غير مرّة، وأقام ببغداد مدّة معيداً بالمدرسة النظامية. وكان قويّ
الحافظة، درّس، وأفتى، وناظر، ومات في قرية بخعون (بشمال لبنان) سنة تسع وتسعين
وستمئة.
بتوقيت بيروت