رغم الوضع الإنساني الصعب الذي يلف غزة،
والدمار الهائل الذي خلفته آلة القتل الإسرائيلية التي تصب حقدها على القطاع منذ
13 يوماً، تمكن المصور والفنان الفلسطيني بلال خالد من أن يحول دخان الغارات
الإسرائيلية التي حصدت حتى اليوم مئات الضحايا، إلى لوحات فنية تعكس «الألم الذي
يخففه الصمود، وحب الحياة، والتوق إلى السلام".
واستطاع خالد، الشاب من قطاع غزة الذي يعمل مصوراً محترفاً ويعشق الرسم أيضاً، تحويل الصور التي التقطتها عدسته «لغبار الغارات الإسرائيلية» إلى لوحات فنية معبرة عن طريق الرسم.
ويقول المصور الفلسطيني لـ«السفير» إن
«الغبار الهمجي أوحى لي لأحول صورة الموت إلى لوحة فنية تعكس الألم والمعاناة،
وكذلك الصمود، وهي رسالة مقاومة بالفن».
ورسم خالد على الغبار الذي خلفته إحدى
الغارات صورة لشيخ جليل «يراقب بألم ما يجري في القطاع»، بينما رسم علامة «التشهد
« على صورة أخرى للدخان.
ويقول خالد في حديثه إلى «السفير» إن «الفكرة جاءتني من كثرة صور القصف التي صورتها، ولأني أهوى الرسم، قررت تحويل كل مشهد قصف إلى لوحة فنية، تعكس برمزيتها كيف يكون الفن أيضاً وسيلة للمقاومة، وأداة لنقل معاناة الشعب".
ويضيف خالد ان رسالة الفن الفلسطيني عموماً «رسالة مقاومة، وأصبح يرعب الاحتلال اليوم، كما أرعبته من قبل لوحات الفنان الفلسطيني ناجي العلي»، معتبراً أن رسالته من هذا العمل «موجهة إلى إسرائيل. أقول لهم إن القصف لا يرهبنا، وما هو إلا ورقة نستخدمها خلفية لعملنا الفني».
إلى ذلك، يعرب خالد عن دهشته من «ردة الفعل» على صوره التي رسمها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذه الصور «لاقت تجاوباً كبيراً من الناس، وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي».
ويؤكد الفنان الفلسطيني انه سيواصل الرسم على غبار الغارات لينقل للعالم «رسائل تعبر عن حال أهل قطاع غزة»، مشيراً إلى أن «الصور انتشرت بشكل كبير، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أم على مواقع الأخبار المحلية والدولية، لأنها تخرج بمفهوم آخر عن أهل غزة، وتعكس كم نحن شعب نحب الحياة ونحب السلام».
جريدة السفيـر
بتوقيت بيروت