في مثل هذا اليوم من الأعوام السابقة، تعلو الفرحة الغزيين ، وتوزع الحلوى في كل مكان، وتطلق الألعاب النارية، ابتهاجاً بالناجحين في الثانوية العامة، إلا أن اليوم وفي الوقت الذي يعلن فيه نتائج التوجيهي لا تسمع سوى آلة الحرب الصهيونية تقصف في كل مكان، والحزن يخيم على كل بيت.
شهداء وجرحى ودماء متناثرة، وبيوت مدمرة على ساكنيها، هكذا يستقبل طلاب الثانوية العامة نتائجهم هذا العام، فطائرات الاحتلال حرمت الناجحين فرحتهم التي ينتظرونها عام كامل، فمنهم من استشهد وآخرين دمرت بيوتهم وبقية كثر لم يسلم أخيه أو قريبه من القصف ونال الشهادة.
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي قد أعلنت عن نتائج الثانوية العامة اليوم على الرغم من معارضة الكثيرين بسبب العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وارتفاع حصيلة الشهداء لأكثر من 200 شهيداً و1400 جريحاً.
وعلى الرغم مما يعانيه قطاع غزة من حصار مستمر وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل الذي فاق معاناة الطلاب خلال عامهم الدراسي إلا أن قطاع غزة حصلت على مراتب عليا في نتائج الثانوية العامة.
الطالب محمد اسماعيل حصل على معدل 88% لم يستطع الخروج لمدرسته للحصول على نتيجته الا انه حصل عليها من المواقع الالكترونية، يقول أنه تلقى نتيجته بصمت، رغم فرحته بنجاحه، لكنه يرفض وعائلته الاحتفال بهذه النتيجة نظراً للعدوان المتواصل على قطاع غزة والذي راح ضحيته الشهداء والجرحى.
نعيم البطش: ناجح بمرتبة شهيد
كان ينتظر نجاحه في الثانوية العامة التي تقدم لها هذا العام، إلا أن الشهادة سبقته، وارتقى شهيداً في مجزرة دامية راح ضحيتها أكثر من 18 شهيداً من أفراد عائلته بالإضافة إلى 50 جريحاً في جريمة ارتكبتها طائرات الاحتلال الصهيوني خلال عدوانها المتواصل لليوم الثامن على التوالي على قطاع غزة.
نعيم ناهض البطش.. الطالب في الثانوية العامة عَلى اسمه شهيداً قبل أن يعلن عن اسمه ضمن الناجحين في الثانوية العامة بمديرية شرق غزة، ليكتب بدمه نتيجته التي انتظرها طوال عام كامل.
وقبل الشهادة، كانت عائلة البطش على موعد مع الموت، عندما تفاجئوا أثناء خروجهم بشكل جماعي من مسجد الحرمين بحي التفاح شرق مدينة غزة بصاروخ تطلقه الطائرات الحربية باتجاههم مما أوقع العدد الكبير من الشهداء والجرحى.
ولم تكتف طائرات الاحتلال بذلك، بل تابعت طائرات الاحتلال إطلاق مزيد من الصواريخ على منازل العائلة القريبة من المكان مما أوقع العدد الأكبر من الضحايا لا سيما الاطفال والنساء.
بتوقيت بيروت