يعيش العديد من الناس ما يسمى حالياً بـ"الضغط المهني" والمعروف أكثر بالإجهاد أو الضغوط في العمل، أي الـ "stress". وفي حين يعتبر الكثيرون (لا سيما الموظفين) أن هذا الإجهاد الزائد يسبب الكثير من الآثار السلبية على الموظفين ومردودهم وإنتاجيتهم، يعتبر البعض الآخر (لا سيما المسؤوولين) أنه ضروري لإثبات كفاءة الموظف.
ما سبب الشعور بالاجهاد في العمل؟
غالباً ما ينشأ الإجهاد من الضغط المستمر في العمل أو المرور بظروف خاصّة خارج العمل فتتداخل متفاعلات أخرى في الإحساس بالضغط، سواء على المستوى الشخصي، أو الاجتماعي أو في العمل، حيث يمكن أن تزداد المواجهة مع الآخر أو أن تزداد الضغوط المرهقة أثناء فترات العمل أو أن يزداد التناحر بين زملاء العمل، أو الخوف من فقدان الوظيفة أو تدني الأجور أو الأمران معاً؛ أو حتى الضغوط الخارجية، لا سيما في المنزل، سواء كانت مشكلات شخصية أو مع الأهل أو الأولاد أو الشريك.
وعندما يصاب الأشخاص بالإجهاد، تتكون لديهم اضطرابات نفسية وجسدية من حيث عدم السيطرة على الانفعالات والمشاعر، إذ غالباً ما يكون المصاب بالإجهاد أكثر غضباً وأكثر عصبية، ومن أبرز أعراض الاجهاد نذكر:
- زيادة في ضربات القلب.
- جفاف في الفم.
- الخوف والقلق والاكتئاب.
- التعرق.
- اضطرابات الهضم كعسره أو عدم القدرة على تناول الطعام.
- اضطرابات التنفس الناجمة عن ضغط العمل.
- أعراض التشنج في الجهاز الهضمي.
- الإدمان على الأكل بعد العمل بسبب التوتر.
- الشد العضلي أو توتر العضلات muscle strain.
- قلة النوم واضطرابه.
- انشغال البال بالتفكير بالعمل حتى في فترة متأخرة من الليل.
والشخص المصاب بالإجهاد لا يكون الوحيد الذي يعاني من المشكلات، فالمؤسسة كلها تكون تحت وطأة هذه المشكلة، إذ أصبح الإجهاد بالعمل أحد المخاطر الأساسية بالنسبة للمؤسسات وبات من الواجب مواجهتها. فظروف العمل وأعبائه تؤثر بشكل مباشر في إحداث الضغط.
يقول 83٪ من
العمال الأميركيين إنهم يشعرون بالإجهاد بسبب وظائفهم، مقارنة بـ 73٪ العام
الماضي، وفقاً لدراسة جديدة من "هاريس انتراكتيف" لجامعة
ايفرست الأميركية. وأكد الـ 83% أن السبب الأول والرئيسي خلف شعورهم بالإجهاد هو
انخفاض الأجور.
وهذه هي السنة الثالثة التي يتصدر فيها انخفاض الأجور قائمة الأسباب التي
تسبب الإجهاد في العمل حيث يعتبر العمال أن رواتبهم "أقل من كافية"، وقد
أجريت الدراسة من طريق الاتصال هاتفياً بأكثر من ألف عامل بالغ وتم نشرها في مجلة
"فوربس".
كيف نواجه الاجهاد في العمل، وما هي أبرز الحلول؟
أهم الحلول
للقضاء على الضغوط داخل العمل هي الحلول الجماعية التي تعتمد بالأساس على:
- التقليل من عوامل الضغط بأماكن العمل.
- تحسين ظروف العمل والعلاقات الاجتماعية بين الموظفين وبين رؤسائهم داخل العمل.
- تجنب إحساس الموظفين بالظلم أو التعسف.
- الابتعاد عن الرتابة المملة.
ولكن في المقابل، يتوجب على الموظف القيام بمجهود شخصي من أجل الابتعاد قدر الامكان عن الضغوطات، وذلك من خلال:
- استغلال الوقت بطريقة جيدة بدون هدره من خلال وضع أولويات.
- تجنب الخلاف بين الزملاء، خصوصاً لأسباب تافهة.
- إعطاء كل شخص حقه والمطالبة بالحقوق الشخصية.
- تقدير الذات والآخر والاعتراف بمواهب الشخص.
- تغيير النظرة التي نتعامل فيها مع الأمور.
- تغيير نظام العمل في بعض الأحيان أو إعادة هيكلية خطوات العمل للحد من حالة التوتر والضغط العملي.
أما من جانب الشركات ومسؤوليها، فيجب:
- ايجاد وظائف لتكون في حدود مقدرات العاملين.
- تأمين بيئة عمل خالية من أي مخاطر محتملة.
- إجراء اختبارات للعاملين تبين مدى قدرة الموظف على التعامل مع متطلبات العمل.
- تلقي العاملين معلومات كافية عن العمل والدعم من زملائهم ومسؤوليهم.
- تطمين العاملين واستعراض الخطوات المتخذة لتأمين سلامتهم.
- تشجيع العاملين على استخدام مهاراتهم وتطويرها للقيام بأعمال جديدة وأكثر صعوبة.
- التشاور بين العاملين والإدارة، وحصول العاملين على الدعم المناسب خلال التغييرات التي تطرأ .
جريدة النهــار
بتوقيت بيروت