مع استمرار ارتفاع حصيلة آلة الحرب الإسرائيلية في غزّة، ها هو الاحتلال يلجأ مجدداً إلى الطلاب لبيع المذبحة عبر الإنترنت. هكذا بدأ الصحافي الفلسطيني وأحد مؤسسي موقع «الانتفاضة الإلكترونية»، علي أبو نعمة، مقاله الذي نشره أوّل من أمس عبر الموقع نفسه. المقال تمحور حول مبادرة ضخمة أسسها فرع «اتحاد الطلاب الإسرائيليين» في مركز «هرتسيليا» المتعدد التخصصات (IDC Herzliya)، وصفتها النسخة العبرية من صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بدقة: «رغم أنّهم لم يستدعوا للخدمة العسكرية بعد، قرّروا التطوّع في مهمة لا تقل أهمية، أي البروباغندا الإسرائيلية (hasbara)».
بحسب أبو نعمة، فإنّ Hasbara تعني حرفياً «الشرح»، وهو تعبير يستخدم في إسرائيل للدلالة على البروباغندا الحكومية التي تستهدف جمهوراً ما وراء البحار. «الهدف من المبادرة هو إفهام العالم بأنّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»، قال ليدور بار دافيد لـ«يديعوت أحرونوت». دافيد هو أحد الطلاب المنظمين في «غرفة هاسبارا للحرب»، وأضاف للصحيفة إنّنا «نريد للناس في الخارج أن يعرفوا حقيقة الأمر هنا». «يديعوت أحرونوت»، دعمت مقالها بمقطع فيديو يصوّر صفوفاً من الطلاب يستخدمون الحواسيب في بهو غرفة، عُلّقت على بابها ورقة كتب عليها بالإنكليزية «غرفة التأييد»، أما بالعبرية فـ«غرفة هاسبارا الحرب».
وفي الوقت الذي لا تتطرّق فيه الصحيفة الإسرائيلية إلى أي ارتباط بين المبادرة وجهات حكومية معيّنة، لفت علي أبو نعمة إلى أنّ لـ«الاتحاد الوطني للطلاب الإسرائيليين» تاريخاً في العمل على برامج بروباغندا مموّلة حكومياً، يُستعان فيها بالطلاب كـ«وجه الوطن الجميل». وأشار الصحافي الفلسطيني إلى أنّه في العام الماضي، برزت مبادرة حكومية إسرائيلية «خفية» تخطط لدفع مبالغ مالية للطلاب المشاركين في نشر البروباغندا. على خط موازٍ، رأت الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية في «الانتفاضة الإلكترونية»، دينا شونرا، أن الهدف من وراء هذه الجهود هو «أن تظهر على أنّها غير رسمية»، مضيفةً إنّه «في الحقيقة، هناك حملات للكذب المنظّم تتوافق مع محاور وافقت عليها الحكومة، والمتطوعون، والمستفيدون من الأموال».
«غرفة الحرب»
المذكورة افتتحت في اليوم الأوّل من العملية التي أطلق عليها العدو الصهيوني اسم
«الجرف الصامد»، على أيدي اتحاد الطلاب في مركز «هرتسيليا»،
وهو يضم اليوم أكثر من 400 متطوّع فاعل، جميعهم من طلابه، وفق ما ذكرت «يديعوت
أحرونوت».
ويعمل هؤلاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية على نشر وجهة النظر
الإسرائيلية عبر 30 لغة مختلفة، وخصوصاً عبر المواقع المعادية لإسرائيل. عمل
يتنوّع بين نشر التعليقات والصور والفيديوات وتصاميم الغرافيكس، ويعتبره منفذون
موازياً «سلمياً» للانضمام إلى صفوف الجيش.
نادين كنعان
جريدة الأخبار
بتوقيت بيروت