نبارك للإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) وولي الأمر في غيبته (مد ظله العالي) وللمؤمنين المجاهدين ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) الذي ولد مع اكتمال بدر شهر رمضان المبارك في بيت إذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه فنزل الوحي يناجي جدّه الأمين ناقلاً عن رب العالمين: "سمّه حسناً"؛ وتيمناً بهذه الذكرى العطرة نورد بعضاً من كلاماته ووصاياه (عليه السلام):
القرآن
الكريم:
قال عليه السلام في بيان حقيقة
القرآن ورسالته وأهدافه وفضله وكيفية الارتواء من معينه: "إنّ هذا القرآن فيه مصابيح النور، وشفاء الصدور فليُجل جالٍ
بضوئه وليُلجم الصفة قلبَه: فإنّ التفكير حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في
الظلمات بالنور".
"ما أبقي من هذه الدنيا بقية غير هذا القرآن فاتّخذوه إماماً.
وإنّ أحقّ الناس بالقرآن من عمل به وإن لم يحفظه، وأبعدهم عنه مَنْ لم يعمل به وإن
كان يقرؤه".
"... كتاب الله فيه تفصيل كلّ شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوَّل عليه في كلّ شيء لا يخطئنا تأويله، بل نتيقّن حقائقه فأطيعونا فإطاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله والرسول وأُولي الأمر مقرونة...".
الحديث النبويّ وسيرته الشريفة:
لقد اهتمّ الإمام الحسن المجتبى بنشر حديث النبيّ (صلى الله عليه وآله) وسيرته ومكارم أخلاقه. ونختار من الأحاديث التي رواها عن جدّه (صلى الله عليه وآله) ما يلي:
"يا مسلم اضمن لي ثلاثاً أضمن لك الجنّة: إن أنت عملت بما افترض عليك في القرآن فأنت أعبد الناس، وإن قنعت بما رُزِقت فأنت أغنى الناس، وإن اجتنبت ما حرّم الله فأنت أورع الناس...".
"من صلّى الفجر فجلس في مصلّاه إلى طلوع الشمس ستره الله من النار".
"حيثما كنتم فصلّوا عليَّ فإنّ صلاتكم تبلغني".
ولاية أهل البيت (عليهم السلام):
قال (عليه السلام) مبيّناً لحقيقة الثقلين وموقع كلّ منهما من الآخر:
"أيّها الناس اعقلوا عن ربّكم إنّ الله عزّ وجلّ اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريّة بعضها من بعض والله سميعٌ عليم. فنحن الذريّة من آدم والأُسرة من نوح والصفوة من إبراهيم والسلالة من إسماعيل وآل محمّد (صلى الله عليه وآله). نحن فيكم كالسماء المرفوعة والأرض المدحوّة والشمس الضاحية وكالشجرة الزيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة التي بورك زيتها، النبيّ أصلها وعليّ فرعها ونحن والله ثمر تلك الشجرة، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن تخلّف عنها فإلى النار هوى...".
وخطب قائلاً بعد حمد الله والثناء عليه: "إنّ الله لم يبعث نبيّاً إلّا اختار له نفساً ورهطاً وبيتاً، فوالذي بعث محمّداً بالحقّ لا ينتقص من حقّنا أهل البيت أحد إلّا نقصه الله من عمله مثله، ولا يكون علينا دولة إلّا وتكون لنا العاقبة ولتعلمنّ نبأه بعد حين".
وقال (عليه السلام): "نحن حزب الله المفلحون وعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأقربون وأهل بيته الطاهرون الطيّبون، وأحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والثاني كتاب الله... فأطيعونا فإطاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله والرسول وأُولي الأمر مقرونة...".
شبكة المعارف الإسلامية
بتوقيت بيروت