أعلن الإمام الخميني الراحل (قدس سره) الأسبوع الأخير من شهر شعبان أسبوعاً للمسجد، وهذه دعوة إلى جميع المؤمنين والمؤمنات للاستفادة من توجيهات سماحته والعمل على إيقاظ الروح والتعرّض لنفحات الله تعالى والاهتمام بالمسجد وعمارته والحضور فيه والمشاركة في نيل ثواب أجر الصلاة والجماعة فيه.
فالمساجد بيوت الله في الأرض يأوي إليها طلاب الآخرة وروّاد الطريق إلى الجنّة.
والمساجد متراس المؤمن في حربه مع شياطين الجنّ والإنس، ووصيّة الرسول والأنبياء والأئمّة (عليهم السلام).
والتردّد إلى المساجد عمل مبارك لا يخلو من فائدة أخرويّة أو دنيويّة تجعل من يترك هذا الفعل في منزلة الخسران الشديد.
فقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكلّ خطوة سبعون ألف حسنة، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإن مات وهو على ذلك وكّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يُبعث".
والمساجد مركز الضيافة الإلهيّة للإنسان، فقد أخبر النّبي (صلّى الله عليه وآله) أبا ذرّ الغفاريّ بذلك من خلال قوله (صلّى الله عليه وآله): "يا أبا ذرّ... إنّ الله يُعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكلّ نفس تتنفّس فيه درجة في الجنّة وتصلّي عليك الملائكة".
والثواب العظيم الذي عرضنا بعضه ليس إلا للدور الكبير للمساجد في حياة الإنسان والمجتمع فالمسجد:
1. بيت القرآن: فعن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله
) : "إنما
نصبت المساجد للقرآن".
2.
بيت الصلاة والدعاء:
فعن الإمام
الصادق (عليه السلام
) : "عليكم
إتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض... فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء".
3. بيت العلم: فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله ) : " من راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو ليعلّمه فله أجر حاج تام الحجة " .
4. بيت الأخوة:
فعن الإمام
الصادق (عليه السلام
) : "لا يرجع صاحب المسجد بأقل
من أحد ثلاث(منها)أخ يستفيده في الله...".
5. بيت الوعي السياسي : فمن المسجد كان النبي (صلى الله عليه وآله ) يبث الوعي في نفوس المسلمين، وعن هذا قال إمام الأمة الراحل (قدس سره ) : "المسجد هو مركز الاجتماعات السياسية".
6. بيت الدفاع عن المسلمين: فمنه كان ينطلق المسلمون بقيادة النبي (صلى الله عليه وآله ) للدفاع عن الإسلام وفي هذا قال إمام الأمة الراحل (قدس سره ) : "المسجد أحد خنادق الدفاع عن الإسلام ،والمحراب محلٌّ للحرب".
فالمسجد منطلق المجاهدين المدافعين عن الإسلام الموطئين لدولة صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وكم من الشهداء الأبرار تخرجوا من المساجد بعد أن عمروها بقلوبهم فأعمرت قلوبهم.
من هنا شدّد الإمام الخميني (قدس سره ) على أهمية المساجد فكان يقول: "إن حفظ المساجد من الأمور التي يعتمد عليها وجود الإسلام اليوم". وكان (قدس سره ) يقول: "لا تهجروا المساجد فإن ذلك هو تكليفكم".
شبكة المعارف الإسلامية
بتوقيت بيروت