مختارات :: متسلحاً بطموحه ..شاب عراقي يصنع طائرة بمجهود فردي
بدأ الأمر بطموح بسيط، تزايد مع مرور الوقت، ليصل إلى درجة بيع جزء كبير
من ممتلكات خاصة، فضلاً عن ستة أشهر من الجهد المتواصل. والنتيجة: طائرة تعمل
بمحرك نفاث، أنجزها شاب عشريني بجهد فردي.ففي مجمع اليرموك في الجهة الشمالية لقضاء سنجار
في محافظة نينوى (120 كيلومتراً شمال غربي مدينة الموصل)، لم يمنع الفقر وبساطة
التحصيل الدراسي كمال خلف يوسف (25 عاماً) من تحقيق حلمه في تصنيع طائرة تعمل
بمحرك نفاث، بإمكانها حمل راكبين.فبعدما اختمرت الفكرة في رأسه، لم يتردد يوسف،
الذي لم يتعدَّ تحصيله العلمي الصف الابتدائي الرابع، في بيع جزء كبير وعزيز من
ممتلكاته الخاصة، ليمول مشروعه الخاص بصنع طائرة يحلق بها في سماء المدينة،
ويستخدمها لـ"أغراض إنسانية". ويوضح الشاب العشريني، الذي يمتهن
الميكانيك، «أنه صنع الطائرة بمجهوده الشخصي وبمساعدة من عمه، حيث أنجزها خلال ستة
أشهر متواصلة»، مبدياً رغبته الشديدة بـ"التحليق بها لاستخدامها في الأمور
الإنسانية وتقديم الخدمات للناس، وخاصة في مجال الزراعة".
ويؤكد يوسف أن إنجازه حظي بإعجاب
الكثيرين، وفي مقدمهم القوات الأمنية التي سارعت بنقل طائرته إلى مطار تلعفر،
تمهيداً لعرضها على الاختصاصيين من أجل اختبارها، معلناً أن "نادي الصقور
الجوي أبدى استعداده أيضاً لتقديم المساعدات الفنية والعلمية اللازمة لصانع
الطائرة". ويلفت يوسف إلى أنه "لم يقدم أي طلب إلى أي جهة من اجل رعاية
مشروعه"، موضحاً أنه سيقدمه إلى "الدوائر الحكومية من أجل تبنيه بعد
اختباره". من جهته، يقول رئيس "نادي الصقور الجوي" التابع لوزارة
الشباب والرياضة في محافظة نينوى صبا ياسين، إن «النادي على استعداد لتقديم كل ما
يحتاجه هذا الشاب الذي قام بتصنيع طائرة، سواء فنياً أو علمياً أو حتى احتضانه في
حال طلبه ذلك"، مؤكداً أن "النادي يملك خبرات عديدة، ومستعد لاستقبال جميع
المواهب ومساعدتهم من أجل تطوير رياضة الجو والطيران الشراعي". ويشابه نشاط
يوسف الفردي، إنجاز مواطن عراقي آخر من محافظة البصرة يدعى عباس العيداني، حاول،
في شهر نيسان من العام 2011 صنع طائرة مروحية، اعتماداً على تصاميم استقاها من
شبكة الإنترنت، وجهزها بمحرك يعود لسيارة من طراز قديم لفولكس فاغن، بالإضافة إلى
خزان وقود يسع 24 ليتراً، انتزعه من مولد منزلي، كما استخدم في صنع هيكل الطائرة
خليطاً من قطع معدنية من الحديد والألمنيوم، جمعها من مناطق صناعية في البصرة
ومحافظات عراقية أخرى.