"هل تتجه الحضارة الحديثة نحو الإنهيار"..هذا هو عنوان دراسة نشرتها صحيفة "الغارديان البريطانية"ومولتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ونفذها عالم الرياضيات "سافا موتشاري" بمساعدة فريق من علماء الطبيعة والعلوم الإجتماعية، في مركز "جودارد" لرحلات الفضاء وتم قبولها للنشر في مجلة الإقتصاد البيئي تحت عنوان "الديناميكية الإنسانية والطبيعية".
تشير الدراسة العلمية إلى أن الحضارة الحديثة "تتجه نحو الانهيار خلال عقود بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والضغوط التي تتعرض لها موارد الأرض الطبيعية" وتضيف أنه "وحتى مع أكثر التقديرات تحفظاً، يبدو أن الأمور سائرة في العالم بشكل سيئ جداً، وبسرعة قصوى".
وتتابع الدراسة التي استندت إلى انهيارات سابقة لحضارات مختلفة، كانهيار الامبراطورية الرومانية، إلى أنه "على مر العصور، عملت النخبة على الدفع باتجاه مقاربة تجارية بحتة للتحذيرات من كارثة، والتي أدت إلى حصول الانهيار دائماً بعد فوات الأوان" ومشيرةً إلى أن عملية صعود الحضارة وأفولها هي بمثابة دورة دائمة موجودة في التاريخ".
وأورد موتيشاري بدراسته إلى عدة عوامل في عصرنا الحديث، التي من الممكن أن تؤدي إلى انهيار حضاري، من الزيادة السكانية والضغط على الموارد وقدرة البيئة الاستيعابية وكذلك التقسيم الاقتصادي للمجتمع بين النخبة والجماهير وصولاً إلى التغيير المناخي، متوصلاً إلى نتيجة مفادها أنه "عندما ستلتقي هذه العوامل، سوف تؤدي إلى تفتت المجتمعات بسبب النزاع على الموارد وانقسام المجتمع إلى نخبة وعامة".
ومن خلال استخدام النظرية العلمية لتقييم سيناريو يشبه إلى حد بعيد وضع العالم اليوم، وجد العالم "موتيشاري" أن الحضارة "تبدو على سكة ممسوكة لفترة طويلة، ولكن النخبة سوف تقوم بالكثير من الاستهلاك مستقبلاً، ما يعرض العامة للمجاعة التي ستؤدي إلى انهيار المجتمع".
من جهة أخرى، لم تستبعد الدراسة أن "تكون أسوأ السيناريوهات قابلة للتجنب"، وذلك، بحسب رأيها، "إذا قامت النخبة في العالم الحقيقي اليوم بالعمل على استعادة التوازن الاقتصادي وبتخفيض معدل نصيب الفرد من إستنزاف الطبيعة إلى مستوى يمكن تحمله والعمل على توزيع الموارد بطريقة عادلة ومعقولة".
· للإطلاع على نص المقال باللغة الإنكليزية (اضغط هنا).
بتوقيت بيروت