لم يعد خافياً أن تعاطي العرب مع الانترنت، يبدو أنه لم يغير شيئاً جوهرياً في سلوكياتهم التاريخية، وأين ينفقون أموالهم؟ إذ تظهر التقارير والإحصاءات تباعاً، أرقاماً ونسباً مرتفعة يحتلها العرب في الأقل قراءة للمحتوى الرقمي، والأقل مشاركةً في المواقع الثقافية والفكرية والموسوعات، فضلاً عن اقتناء الكتب. في المقابل، تلحظ التقارير مستويات مرتفعة في ما يتعلق بتصفح اواقع التسلية والدردشات (...)، وكل ما يمتّ إلى «قتل الوقت» بصلة.
ولعل الأخطر من ذلك، هو لعب الشركات العالمية بشكل واع ومقصود، على هذا الوتر، باعتبار أنها تعلم أن شريحة الشباب (من 15 إلى 24 عاماً)، تشكل حوالي 60 في المئة من التعداد السكاني البالغ 350 مليون نسمة في العالم العربي.
من هنا، يكشف تقرير صادر حديثاً أن المنطقة العربية، هي الأسرع نمواً في قطاع الألعاب على الإنترنت في العالم، إذ إن 38 في المئة، من مستخدمي هذه الألعاب في العالم هم من المنطقة العربية. ويلحظ تقرير «أربو بلس» (شركة توفير خدمات ذات قيمة مضافة وحلول منصات الدفع في منطقة الشرق الأوسط وتنتمي إلى مجموعة شركات «أو تي فنتشرز»)، أن قطاع الألعاب على الإنترنت على مستوى العالم، نما بمعدلات مرتفعة خلال السنوات التسع الماضية، ممثلاً 20 مليار دولار من الأعمال السنوية حول العالم في العام 2013، ومليار دولار من هذا المجموع، جاءت من المنطقة العربية.
ويتوقع التقرير أن تتضاعف الإيرادات الإقليمية إلى ملياري دولار في العام 2014، كما يتوقع أن «يرتفع معدل الإنفاق على المنتجات الرقمية والألعاب الرقمية على الإنترنت من 16 في المئة في الوقت الحالي، إلى 52 في المئة في حلول العام 2017»!
في المقابل، وصلت التعاملات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط إلى 9 مليارات دولار في العام 2012، ويتوقع أن تنمو إلى 15 مليار دولار في العام 2015، على أن يتم إنفاق أكثر من 55 في المئة من المجموع، أو 5 مليارات دولار على المنتجات الرقمية. ويتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 13 مليار دولار في العام 2017. ومع إنجاز المزيد من المعاملات إلكترونياً في كل أنحاء العالم، وفي المنطقة يومياً، فإن مستخدمي الألعاب على الإنترنت الذين لا يملكون بطاقات ائتمان، والذين هم أقلّ من 25 سنة، سيظلون خارج السوق الإلكتروني.
ويسجل التقرير أن «الألعاب على الإنترنت تلقى رواجاً كبيراً لدى من هم بين 15 و24 عاماً وأكبر من 35 عاماً»، مشيراً إلى أن هذه الشريحة هي العنصر الدافع والمحفز للاقتصاد الرقمي، ويستدرك موضحاً «ولأنه يتوقع أن تنمو الإيرادات 40 في المئة من عام إلى عام، تصبح المنطقة العربية الأسرع نمواً في العالم بالنسبة للقطاع الرقمي وقطاع الألعاب على الإنترنت، وذلك على الرغم من افتقار المنطقة لانتشار خيارات وسائل الدفع بين المستهلكين والشباب منهم خاصة». ويؤشر هذا الاتجاه إلى إمكانيات ضخمة للنمو لكل الذين يتعاملون مع هذا القطاع، سواء كانوا ناشرين أو مُجمّعي محتوى أو موفري خدمات الهواتف المتحركة أو مستخدمي الألعاب على الإنترنت.
كامل صالح/جريدة السفير
بتوقيت بيروت