أطلق أهل القرى الحدودية في الجنوب عبر "فايسبوك"، حملة تحلم باقتحام المقاومة، للمستعمرات الإسرائيلية المحاذية للسياج الحدودي. وبدأ بعضهم يضع خططاً ومشاريع، لما بعد تحرير المنطقة، قائلين إنّهم سيستمتعون بقضاء فترة استجمام في منازلها ومنتجعاتها، وتذوّق بعض مواسمها الزراعية، خصوصاً التفاح والدرّاق.
افتتح الحملة الصحافي علي شعيب عبر صفحته على "فايسبوك"، حيث ينشر عادةً صوراً خاصّة للمنطقة الحدوديّة، تظهر تحرّكات جنود الاحتلال، وآلياتهم، وصور المزارعين اللبنانيين يعملون في أراضيهم. منذ التحرير في العام 2000، يتابع شعيب الوضع الحدودي بكلّ تفاصيله، وقد التقط مؤخراً صورة لبيت رئيس المجلس المحلّي في مستعمرة المطلّة. نشر شعيب الصورة على صفحته، وأرفقها بتعليق: "بصراحة حاطط عيني على بيت رئيس المجلس المحلي بمستعمرة المطلة، ومجهّز القفل، لي على باله يكون جاري يشتري قفل من هلق، ما بتعرفوا الأيام كيف بتدور".
تعليق شعيب فتح شهيّة متابعيه، للحصول على بيوت في المطلّة بدورهم. ونالت الصورة أكثر من ألف "لايك"، وتمّت مشاركتها أكثر من خمسين مرّة. وانتشرت أمنيته بكثافة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لتلاقي ترحيباً، وتفتح الباب على أمنيات كثيرة مشابهة.
وكتبت شيرين شكر: "حاج علي صورلنا بيوت بعد تنوّسع الخيارات، أحسن ما تعجق بمطرح واحد". وكتب حيدر حميد: "في أي حرب مقبلة، أوصي المقاومة ألا تستهدف البيت بالصواريخ، كي تأخذه جاهزاً". في حين أشار حسان فتوني إلى رغبته "بنفس أركيلة، وفنجان قهوة، أو شاي هناك على ضفاف بحيرة طبريا". وفيما وعدت هدى الخطيب "بزيارة الشباب في منازلهم الجديدة، ورفع راية المقاومة فوق سطوحها"، طالب حسين رحيم بالحصول على "براد التفاح شمالي المطلة". من جهته رحّب فادي العزّي بفكرة استملاك بيت في المطلّة، وقال: "عال، بنرتاح من أقساط الإسكان".
صحيح أنّ الأمر اتخذ شكل المزاح، إلا أنّ المندفعين للسكن في المستعمرات الإسرائيلية بعد تحريرها، يبنون أمانيهم على ما كان السيد حسن نصر الله قد أعلنه العام 2011، واضعاً العدو الإسرائيلي أمام معادلة جديدة وهي "معادلة الجليل"، قائلاً: "قد تطلب المقاومة من مجاهديها في يوم من الأيام، السيطرة على الجليل المحتلّ وتحريره".. وأثارت تلك المعادلة يومها موجة من الاجتهادات والتخمينات، ومن بينها تقرير أعّده تلفزيون "نابلس" الذي يبث من شمالي فلسطين المحتلّة. استند التقرير حينها إلى وثيقة من مصادر أميركية، بعنوان "خطة أعدّتها إيران وحزب الله لاحتلال منطقة الجليل"، وبيّن أنّ "حزب الله" درّب أكثر من 5 آلاف جندي للسيطرة على المستعمرات الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أنّ علي شعيب، وفي أحدث تعليقاته على صورة المنزل، كتب بالأمس: "حسب ما عرفت، أنَّ رئيس المجلس المحلي في المطلة ترك بيته، وانتقل إلى بيت ثانٍ، ليش ما بعرف".
طارق ابو حمدان
السفير/18-2-2014
بتوقيت بيروت