لن نسمع صوت «العم بطوط» بعد اليوم. مؤدي شخصية «دونالد داك» بنسخته العربية وائل منصور طُرد من جنة «ديزني» الأميركية بعد أكثر من 8 سنوات من العمل في الدبلجة لصالح أشهر شخصية كرتونية في العالم، مؤدياً صوت ذاك البط المعروف بسرعة غضبه وحظّه العاثر. الفنان المصري (...) تبلّغ قبل أيام قرار فصله من وكالة «ديزني» في مصر بسبب تغريدة كتبها على تويتر بالإنكليزية في شهر آب الماضي.
كانت التغريدة: «أتمنى أن تزول إسرائيل عن الوجود. أكره الصهيونية. بداخلي غضب يزداد مع كل طفل يقتلونه، وأرض يسلبونها"
لم يؤثر قرار الفصل على معنويات منصور الذي علّق على الموضوع على صفحته الفايسبوكية بمزيد من الإصرار، قائلاً: «شركة «ديزني» العالمية قرّرت الاستغناء عنّي كالصوت الرسمي لـ «دونالد داك» في أفلام الكرتون المدبلجة إلى العربية بسبب تويتة مناهضة للصهونية (..) أشعر بالفخر، تحيا فلسطين وليذهب الصهاينة الى الجحيم».
هذا النبض نقله الشاب المصري إلينا، فروى لـ «الأخبار» دوافع هذه التغريدة التي أتت بعدما شاهد فيديو يظهر الصهاينة وهم يقومون بهدم منزل فلسطيني. هاله مشهد الأم التي تصرخ والى جانبها أولادها، والجندي الإسرائيلي الذي يقوم بضربها على مرأى من أطفالها. مشهد دفعه الى كتابة تغريدته الشهيرة، فجاءت موجة الإعتراض عليه من الصهاينة. ويشير إلى أنّ «صحفهم ضجّت بالحادثة وصولاً الى مراسلة أحد الصحافيين الصهاينة له على تويتر يلومه على ما فعل»!
ستة أشهر فصلت بين التغريدة (أغسطس)، وبين قرار الفصل (فبراير) الذي تبلغه من وكالة «ديزني» في مصر يضعها منصور في إطار الضغط الذي مارسه «اللوبي الصهيوني» على الشركة العالمية.
مع ذلك، يصرّ على علاقته الوطيدة بالعاملين داخل الوكالة في القاهرة، رافضاً وضعهم في مصاف سياسة الشركة العالمية. يقول: «هم وطنيون وكانوا معنا في الثورة». ويلفت الى أنّ عمله هناك كان يقوم على مشاريع مؤقتة وليس على شاكلة عقد طويل الأمد، فكانت آخر دبلجة له منذ شهر تقريباً، واليوم ودّع «العم بطوط» بشكل نهائي. اليوم تجري الوكالة اختبارات على أصوات عربية لأداء هذه الشخصية، الا أنّ وائل لا يشعر بالندم بل يعتبر أنّه «خدم قضية ولو بكلمة». يعطيه ذلك أملاً بأنّ «هناك أناساً ضد الإستعمار والذل يرفعون أصواتهم».
زينب حاوي/جريدة الأخبار
08-02-2014
بتوقيت بيروت