X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: المعلمة المربية

img

لم يكن ليخطر ببال أحد، منذ نصف قرن ونيف، أن يتصور معلماً غير مُرَبٍّ، إذ إن دور المعلم، لم يكن يوماً في ذهن الناس، ليتفكك عن دوره التربوي.

فما هو سبب كثرة المواضيع التي أضحت تتطرق لهذا العنوان في زماننا الحاضر؟؟

وهل يدل ذلك، على أن تفكيكاً بدأ يحدث بين مهمتي التربية والتعليم، على أرض الواقع؟؟

ألم تزل الوزارة المعنية بالعلم والمدارس تدعى بوزارة التربية والتعليم؟؟

لا أريد أن ادخل إلى الموضوع من بوابته النظرية، فإدراك أهمية أن يكون المعلم مربياً مسألة وجدانية قبل أن تكون عقلية.

ذلك أن لكل مهنة موضوعاً، وموضوع مهنة التعليم "الإنسان"، وحيث إن الإنسان كائن يمتزج فيه التعقل بالأحاسيس امتزاجاً عجيباً، فلا يمكن التوجه إلى عقله بمعزل عن أحاسيسه.

 وفي اعتقادي أن المعاني المتعددة لمفردة القلب، في القرآن الكريم، أكبر دليل على هذا الامتزاج العجيب؛ فالقلب في القرآن تارة قصد به العقل، وتارة أخرى قصد به النفس وتارة ثالثة قصد به مركز الأحاسيس والمشاعر.

وكذلك أيضاً، أثبت علم نفس التعلُّم، فقد أكدت كل التجارب أن علاقة الحب والود والاطمئنان تجاه المعلِّم تشكل المدخل الرئيس لتفتح ذهن الولد وحدوث التعلُّم، خاصة في سني الطفولة.

وهنا يتوجه الحديث باتجاه المعلمة بالخصوص، حيث يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى أُمٍّ تواكبه أكثر من أي شيء آخر، وحيث تشكل المعلمات العنصر البشري الأساس في مراحل التعليم الأولى.

 

 

فمن هي المعلمة المربية؛ وبماذا تختلف عن زميلاتها؟

 ثمة نمطان من المعلمات:

    نمط يقدم التعليم على التربية.

    ونمط يُقدم التربية على التعليم.

النمط الأول من المعلمات هاجسها الدرس، فهي:

 قبل الدرس، تقضي جلَّ وقتها في: كتابة تفاصيل التفاصيل على دفتر التحضير، في تهيئة وسائل الإيضاح بعناية فائقة، في حفظ استشهادات ومقاطع.. في.. في.. إلى نهاية المعزوفة.

أما أثناء الحصة، فهي تسير وفق خطتها بحذافيرها، لا تنسى كتابة البسملة ولا التاريخ ولا العنوان، تُسمع للعدد المقرر في دفتر التحضير، تنتقل من فقرة إلى أخرى بحسب المكتوب أيضاً، تؤجل كل سؤال خارج عن الموضوع، تنتهي من الشرح تماماً مع قرع الجرس.

وبعد الحصة، ليس لديها الكثير من الوقت لمراجعات المتعلمين.... فهي تحضر بعناية للحصة القادمة أو تصحح أو  تجمع وتطرح العلامات...

أما النمط الثاني من المعلمات فهاجسها المتعلّم، فهي:

قبل الدرس: تخطط للعبارات المدخلية التي ستفتح بها درسها بالشكل الذي يؤمن جواً من الود والطمأنينة فيما بينها وبين متعلميها.... تلتفت أثناء التحضير إلى وقت الحصة وحال متعلميها.... هل الحصة في أول النهار حيث ما زال المتعلمون مملوئين حماسة... أم أنها قبل الفرصة، حيث بعضهم قد جاع وخارت قواه... أم أنها في آخر النهار، حيث دبّ الملل....

وهي بناءً على ذلك، تلتفت إلى الوسائل التي تتناسب وحال متعليمها....

وهي تتوقع ما يمكن أن يدور في ذهن متعلميها في هذا العمر من أسئلة حول الدرس... فتُقسّم الوقت، مخصصة بعض الوقفات السريعة للإجابة عن أسئلتهم، من دون أن يؤثر ذلك على إكمال الدرس.

 وهي تتحسس المشاعر التي يمكن أن تنساب إلى القلوب أثناء شرح الدرس فتُسجل على دفترها...كيف ستمر بين الصفوف... وعلى كَتِفِ من ستضع يدها، لترفع من معنوياته... أو لتوصل رسالة تعاطف تبلسم جراحه...

وهي تترك دقيقات قبل أن يُقرع الجرس منبئاً بانتهاء الحصة، لإيصال رسائل سريعة لبعض الذين يحتاجونها... ولتتأكد بأن الجميع مبتهج سعيد... راغب في عدم انتهاء الحصة....

أما بعد الحصة: فهي تقدم مراجعات أبنائها التلامذة على تحضيراتها تحل مشاكلهم.... تفضّ خصوماتهم... تدرب البعض منهم على لياقات ومهارات حياتية مفقودة لديهم... وللتحضيرات والتصحيح وقت آخر سيرزقها إياه الله.

تجدها أثناء الفرصة ممسكة بأيادي تلامذتها... تلحظ من يمشي منفرداً فترصد السبب... وتلحظ من يتنمّر على الرفاق، فتقترب لتساعده على التدرب على عدم الاستعلاء.... وتلحظ المنسحب المنقاد، فتعلمه كيف ومتى يقول "لا".

هذه هي المعلمة المربية.. هذه هي صانعة الأجيال.. هذه هي وراثة مهمة الأنبياء.


الاستاذة اميرة برغل

ماجستير في التربية

رسالة المعلم/العدد43

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:35
الشروق
6:47
الظهر
12:22
العصر
15:31
المغرب
18:14
العشاء
19:05